أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام خوري - الحمضيات في الساحل السوري














المزيد.....

الحمضيات في الساحل السوري


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 09:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعيش غالبية مواطني الساحل السوري على إنتاج أراضيهم الزراعية، أو عبر التخديم في أراضي الغير، نتيجة ضعف الأجور المالية التي تقدمها الجهات الرسمية حتى للموظفين منهم، مما دفع غالبية سكان الساحل السوري للاستعانة بالإيرادات الزراعية من اجل توفير دخل أجدى.
وتغلب الحمضيات على عموم الأراضي الزراعية الساحلية، حيث تحتل منطقة اللاذقية المركز الأول من حيث المساحة المزروعة في المحافظة لتليها منطقة جبلة فالقرداحة لتتبعهما منطقة الحفة ومن المتوقع أن ينتج العام الحالي حوالي 731 ألف طن من الحمضيات. ويلاحظ عن زراعة الحمضيات بأنواعها المختلفة مدى انتشارها بين أهالي الساحل السوري، حيث تخلى العديد من المزارعين عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى وخاصة الزيتون مع تنامي أسعار الحمضيات مقارنة مع غيرها من الثمار خلال الثمانينات من القرن الماضي. لتصل مساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات إلى قرابة 28 ألف هكتار، تحمل قرابة عشرة ملايين شجرة (1)
وفرت الحكومة السورية عبر شركة حوض الساحل تأمين المياه لقسم جيد من الأراضي، على أن تخصص فترات معينة للري لكل مجموعة أراضي مع تنامي مشكلة شح المياه، مما دفع العديد من الفلاحين لاقتناء وسائل ري حديثة تساهم في توفير هدر المياه، وذلك بدعم من الجهات الرسمية عبر قروض زراعية بسيطة. مما ساهم في تأمين ما يقارب 22.3% من الأراضي الزراعية في محافظة اللاذقية "الري بالرذاذ، التنقيط"، في حين يستمر بقية المزارعين باستخدام الطرق التقليدية المعروفة "الري بالراحة، أو الاستعانة بآبار ارتوازية أو تقليدية".
تنوع المحصول، وثقافة العادة الزراعية:
يعاني الفلاح السوري، من غياب وجود جهات رقابية تنظيمية للزراعة، فغالبية المزارعين يبحثون عن الأنواع المربحة ماديا.
حيث تتفادى الجهات الرسمية فرض قيود على أنواع الإنتاج الزراعي، نتيجة لعدم قدرتها على شراء كميات الإنتاج وتصريفها (2)، وغياب برامج رسمية لدعم المزارعين برواتب شهرية تجعلهم يتمسكون بأراضيهم.
كما لم يساهم القطاع الخاص بتوفير بديل أفضل، فقد اعتمدت أغلب معامل العصير السورية على "نكتار الفواكه المتعددة ومنها الحمضيات بأنواعها" بدل الاستعانة بالإنتاج الطبيعي، وقد يفاجئ البعض حين يعلم أن معمل أوغاريت "اسماعيل" على طريق جبلة اللاذقية، يشتري الحمضيات بأسعار تقارب تجار سوق الهال. كما لم تفرض الجهات الرسمية عل المعامل الخاصة معايير الأمانة الصحية في إعلاناتها عن منتجاتها، فغالبية منتجات العصير في الأسواق السورية تكتب عبارة "عصير طبيعي" بخط عريض، في حين تحمل العبوة نفسها عبارة "نكتار نوع الفاكهة" بخط صغير يكاد لا يقرأ.
مما دفع المزارعين لاعتماد سياسة تقليد الجار الناجح، ومنها ندرج الأمثلة التالية:
• بداية الثمانينات كانت أسعار الحمضيات مشجعة، فنزع غالبية المزارعين مزروعاتهم وشجرهم، وخاصة الزيتون. ليزرعوا أنواع الحمضيات المختلفة.
• في منتصف الثمانينات: انخفضت أسعار "نوع الغريفون"، فبات المزارعين جميعا ينزعونه ويقومون بزراعة "أنواع الحامض الاميركي، واليافاوي، وأبو صرة".
• ومع بداية التسعينات: انخفض الاهتمام "بنوع الزفير" مما دفع غالبية المزارعين لنزعه وزراعة "حامض الماير" الأكثر جدوى مادية.
• وفي منتصف التسعينات شهدت الحمضيات أسوء فتراتها، فزاد الإنتاج وتنوع بشكل لافت ليصبح أكثر من حاجة السوق المحلية بكثير، ونتيجة غياب قدرة الحكومة على توفير فرص تصدير للمنتجات الحمضيات، بات الإنتاج يباع بأقل أو ما يوازي قيمة الإنتاج، ما دفع المزارعين أن يرموا إنتاجهم أمام قصر محافظ اللاذقية عام 2001، والكثير من المزارعين تخلوا عن إنتاجهم في أسواق الهال، ليعيدوا صناديق الليمون فارغة لمزارعهم. مما جعل غالبية المزارعين "يطعمون حمضياتهم" لنوع "فلانسيا" المعروف بتأخر إنتاجه وتخزينه الجيد، رغبة منهم في بيعه فترات الصيف لتأمين دخل أفضل.
• بعد احتلال العراق تحسنت أسعار الحمضيات عموما، نتيجة وجود سوق العراق الذي استهلك قسم كبير من المنتجات الزراعية المنوعة، ومع غلق الحدود العراقية السورية لفترات بسيطة، كان الجميع يلاحظ مدى تدنى الأسعار.
• عانت أسواق الحمضيات من عدة أزمات نذكر منها:
 فترة انسحاب القوات السورية من لبنان، مما منع تصدير كميات من الحمضيات نحو الأراضي اللبنانية.
 فترات الصقيع، وخاصة الصقيع الذي استمر مدة خمسة أيام عام 2004، والذي اضر بغالبية أنواع الحمضيات، ما عدا الأراضي القريبة جدا من البحر.
إن مجمل الأمثلة السابقة، إنما تدلل على غياب معايير ناجعة لتنفيذ سياسة زراعية رشيدة، تدعم المزارع، وتغني خزينة الدولة. مدعمة الاقتصاد والأمن الغذائي لمواطني الجمهورية العربية السورية.



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز العلمي للشيخ أحمد حسون//مجال الاقتصاد//
- الإعجاز العلمي للشيخ حسون //مجال المرأة//
- لبنان وبن لادن يحكمان العالم
- 119-120 رقمي فقراء سوريا
- الأكراد وحق تقرير المصير
- سوري بامتياز
- الأسد بين الداخل وضغوطات الخارج
- الحق في الغذاء و...الفقراء
- الأسد ومنحة العيد والخلل الإداري
- حقوق الملكية الفكرية في سوريا
- تقرير انتخابات التشريعية السورية التاسعة
- جزأ من كتاب: عسكرة النفط ومشروع الشرق الوسط الكبير
- تقرير -مراكز الدراسات ظاهرة غريبة في مجتمعاتنا
- كل عربي له الحق بأن يعيش مع السوريين لقاء 700دولار
- علم بلادي العظيمة صغير جدا
- الوزير د. سعد رمز الإصلاح والشفافية
- جرذان مرفأ اللاذقية
- تقرير الأيزيدية -دين الله المغيب في سوريا-
- الأحزاب السورية ومعايير الحكم الرشيد
- تقرير -الأفق السوري وتقرير ميليس-


المزيد.....




- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...
- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام خوري - الحمضيات في الساحل السوري