عمر جلال
الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:01
المحور:
الغاء عقوبة الاعدام
عندما كنتُ طالبا في الجامعة، قرأت في القسم الداخلي و لأول مرة رواية (آخر يوم لمحكوم) للروائي فيكتور هوغو ,إذ تدور أحداثها داخل زنزانة حيث يسترجع المحكوم بالإعدام كثيرا من ذكرياته و عائلته وخاصة أولاده. و أكثر ما أعجبني في الرواية هو تأثيرها الكبير على السلطات الحاكمة في الفترات الزمنية المقبلة و خاصة الحكومة الفرنسية و بعض حكومات أوروبا و تثبيت مادة في الدساتير توجب إلغاء حكم الإعدام، تحت فكرة و تأثير هذه الرواية.
أنا اعتقد أن حكم الإعدام ليس إنصافا و لا عقابا عادلا بحق أي متّهم، و لكن تطبيق القانون شيء آخر و أية سلطة تطبق حكم الإعدام ، يمكن وصفها بالديكتاتورية و الاستبداد بحق الإنسان. هناك دول كثيرة وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط و دولة إيران تعمل بهذا الحكم بالاستناد إلى الدين الإسلامي، إذ ليس للمتهم حق الدفاع غالبا ، وفى بعض الأحيان في إيران تصدر أحكام جائرة ومنها الإعدام بحق صحفيين و ومفكرين و شخصيات سياسية ، وناشطين في مجال حقوق الإنسان بسبب دفاعهم عن الحقيقة و وتعبيرهم عن الرأي الحر.
أنا لست مع الجلاد ولا مع الإعدام ، بل أود أن يقرأ الحكام العرب و الإيرانيون رواية (هوغو) لكي يفهموا بماذا يحلم الإنسان في الزنزانة وأي قلق ينتابه وهو في انتظار وأية معاناة وآلام يعاني وهو ينتظر ساعة تنفيذ حكم الموت فيه.
كل امرئ يمر بمرحلة يرتكب أخطاء ما، و أن الإنسان في أي وقت غير متوقع قابل للتغير و تغيير آرائه ومواقفه ، فمثلا أنا الآن أكتب هذا المقال يحتمل أندم على كتابته فور الانتهاء من كتابته لظروف نفسية واجتماعية تطرأ عليّ.
وأحب ّ أن أنهي مقالي هذا بقول للقاص الإيراني (صمد بهر نكى):
" إذا كان الغذاء متوفرا فهو للجميع و إذا كان غير متوفر فهو ليس لأي ّ شخص"
# عمر_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟