أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الرحمن علال - الدستور و الديمقراطية:أي علاقة؟















المزيد.....



الدستور و الديمقراطية:أي علاقة؟


عبد الرحمن علال

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:05
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لـتـفـكـيـك الـعـلاقـة الـقـائـمـة بـيـن الـديـمـقـراطـيـة و الـدسـتـور،لابد مـن طـرح سـؤال مـركــزي، عـلـى ضـوئـه سـتـتـحـدد مـعـالـم الـعـلاقـة بـيـن الـمـفـهـومـيـن،و الـسـؤال هـو :هـل وجـود دسـتـــور مـكـتـوب،يـعـنـي وجـود حـكـم ديـمـقـراطـي؟
بـمـعـنـى أفـصـح و أوضـح،هـل يـكـفـي تـوفـر الـدولـة عـلـى دســتــور بـعـد عـرضـه عـلـى الـشـعـب،لـنـقـول أن ذلك الـنـظـام الـسـيـاسـي،أو تـلـك الـدولـة بـهـا حـكـم ديـمـقـراطـي؟
لـكـن - ولاعــتــبــارات مـنـهـجــيــة صـرفـة - تـقـتـضـي الإجــابــة تـحــديــد مـــدلـــول كـل مـن الـديـمـقـراطـيـة،و مـدلـول الـدســتـور،و هـو مـا سـنـعـمـل عـلـى تـوضـيـحـه فـيـمـا يـلـي.

مـا الـديـمـقـراطـيـة؟

تـعـتـبـر الـديـمـقـراطـيـة مـن أكـثـر الــمــفــاهــيـم ذيــوعـاً و شــيــوعـاً،و هـي مـن " أقــدم الـمـصـطـلـحـات الـسـيـاسـيـة"(1)،و يـرجـع أصـلـهـا إلـى "كـلـمـة يـونـانـيـة مـركـبـة تـعـنـي (حــكـم الـشـعـب)"(2).
فـالـديـمـقـراطـيـة "عـلـى الـمـسـتـوى الـسـيـاسـي تـتـجـسـد فـي الـتـسـيـيـر عـبـر مـنـظـومـة سـيـاسـية تـعـكـس الــشـأن الـعــام"(3) أمـا عـلـى الـمــســتـوى الاقــتـصـادي فـ "تـتـجـسـد فـي حـــق الـكــفــاح
و الــنــضـال مـن أجــل رفــع حــصـتـهــم مـن خــيــرات الـبـلاد"(4)، أمـا إذا نــظــرنــا إلــيـهـا مــن "الــمــســتــوى الاجـــتــمـاعــي و الــقــانــونــي،فـإنـهـا تـتـجـســد فـي إشـاعـة الـحـريـة فـي الـفـعـل و الـتـنـظـيـم و الـتـعـبـيـر"(5).
إن مـفـهـوم الـديـمـقـراطـيـة لـيـس ولـيـد اللحـظـة،أو حـديـث الـنـشـأة،بل هـو قـديـم قـدم الإنـسانـية، فـقـد كـانـت" أثـيـنـا و غـيـرهـا مـن مـــدن الــيـونــان مـنـذ الــقــرن الـسـادس قــبــل الـمـيـلاد تـحـكـم بـواسـطـة مـا عُـرف بـالـديـمـقـراطـيـة الــمــبــاشــرة"(6)،و الـتـي تـتـمـثــل فــي "اجـتـمـاع الـرجـال دون الــنـســاء فـي ســاحــة عــامــة،و يـقـتـرحـون الــقــوانــيــن و يـصـوتــون عـلـيـهـا (الــســلـطــة الـتـشـريـعـيـة)،و يـخـتـارون أفـراداً مـنـهـم يـتـوَلـّون تـنـفـيـذ مـا وقـع حـولـه الاتــفــاق ( الــســلــطـة الـتـنـفـيـذيـة)(7).

فـمـفـهـوم الــديـمـقـراطـيـة حـسـب مـا أورده الـدكـتـور عـبـد الـقـادر الـعـلـمـي فـي كـتـابـه الـقـيـم " فـي الـثـقـافـة الـسـيـاسـيـة الـجـديـدةّ "،"يـرتـكـز فـي جـوهـره عـلـى تـدبـيـر الـشـعـب لـشـؤونـه بـنـفسـه"(8). فـسـيـادة الـشـعـب،و حـريـة الـمـشـاركـة فـي تـدبـيـر الـشـؤون الـعـامـة، هـي جـوهـر الـديـمـقـراطـية،و هو مـا فـتـئـت تـنـص عـلـيـه الـمـواثـيـق الـدولـيـة لحـقـوق الإنـسـان، فـالمـادة الـحادية و الـعـشـرون مـن الإعـلان الـعـالـمـي لـحـقـوق الإنـسـان تـنـص عـلـى أنـه " لـكـل فـرد الـحـق فـي الاشـتـراك فــي إدارة الـشـؤون الـعـامـة لـبـلاده إمـا مـبـاشـرة،و إمـا بـواسـطـة مـمـثـلـيـن يـخـتـارون اخـتـيـاراً حـراً" (9).

و إلـى جـانـب الــمــواثــيــق الـعـالـمـيـة،نـجـد ثـلـة مـن الـبـاحــثـيـن و الـمـفـكـريـن - سـواء الــذيــن قـضـوا أو الذيـن مازالـوا أحـيـاءً- يُـنَـظّـرون للـديـمـقـراطـيـة،و يـدعـون إلى تـفـعـيـلـها و تـرجمتـهـا عـلـى أرض الـواقـع،و مـنـهـم مـفـكـرو عـصـر الأنــوار،و كـذا الـفـلاسـفـة الـذيـن أســســـوا لــفــكـر الـتـعـــاقــــد ( تــومــاس هــوبــز،جـون لــوك،جــون جـــاك روســو)،و وصــولاً إلـى الـمـفـكــريـــن الـمـعـاصـريـن و الـمـحـدثـيـن،فـمـثـلاً نـهـرو( 1889-1964) يَـعـتـبـر أن "الـديـمـقـراطـيـة لـيـسـت سـيـاسـيـة فـحـسـب و لا اقــتــصـــاديـة فـقـط"(10)،بـل يـرى أنـهـا
" شـيء عـقـلـي كـكـل شـيء فـي الـنـهـايـة،إنـهـا تـقـتـضـي بـالـضـرورة فـرصـاً مـتـكـافـئـة لـكـل الـنـاس سـيـاسـيـاً و اقـتـصـاديـاً،إنـهـا تـعـنـي حـريـة الـفـرد فـي أن يـنـمـو و فـي أن يـعـمـل كـل قـدراتـه و إمـكـانـيـاتـه".(11)

أمـا لـبـزت فـيـقـول عـن الـديـمـقـراطـيـة أنـهـا "الـنـظـام الـسـيـاسـي الـذي يـوفـر فـرصـاً دسـتـوريــة مـســتـمــرة لـتـغـيــيـر الـحـــكــام،و أنـهـا الآلـــيــة الاجـتـــمـاعـيـة الـتـي تـسـمـح لأكـبـر نـسـبـة مـن الـمـواطـنـيـن بـالـتـأثـيـر فـي عـمـلـيـة صـنـاعـة الـقـرارات الأسـاسـيـة".(12)

يـسـتـفـاد مـن الـديـمـقــراطــيــة إذن أنـهـا "نــظـام سـيـاسـي تـتـحـدد قــواعـده الأسـاسـيـة بـقـانـون أسـمـى يـدعـى الــدســتــور،و يـتـيـح لـكـل الـمـواطــنـيـن رجـالاً و نـسـاءً عـلـى قـدم الـمـسـاواة حــق الـمـشـاركـة فـي تـدبـيـر الـشـأن الـعـام".(13)،

فـإذا كـانـت الـديـمـقـراطـيـة هـي أرقـى مـا وصـلـت إلـيـه الـبـشـريـة إلـى الآن،و ذلـك بـعد صراع مـريـر مـع كـل الإقـطـاعـيـات و الـديـكـتـاتـوريـات،و قـوى الاسـتـبـداد،فـإن الـسـؤال الــذي يــطــرح نـفـسـه،يـتـعـلـق بـتـجـلـيـات مـمـارسـة الــديــمـقــراطــيـة،أي مــا هــي الــواجـهـة الـتـي تـظـهـر مـن خـلالـهـا الـمـمـارسـة الـديـمـقـراطـيـة؟

مـاهــيــة الــدســتـــور

تـتـجـلـى الـديـمـقـراطـيـة - الـحـقـه و لـيـس الـشـكـلـيـة - فـي تـفـعـيـل الــمـســـاواة،و فـي ضــمـان كـرامـة الأفـراد،و فـي جـعـل الـسـيـادة و الـسـلـطـة في يـد الـشـعـب،إلا أن ذلك لا يـمـكن أن يـتـأتـى دون سَــن قـوانـيـن تـنـظـم عـلاقـات الأفـراد بـالأفـراد،و عـلاقـات الـدولـة بـالأفـراد،و عـلـى رأس تـلـك الـقـوانـيـن نـجـد الـدسـتـور،الـذي يـعـد أسـمـاهـا بـاعـتـبـاره "مـجــمـوعـة الـقـواعـد الأسـاسـيـة
الـتـي تـحـدد شـكـل الـدولـة،و نـظـام الـحـكـم فـيـهـا،و سـلـطـاتـهـا الـمـخـتـلـفـة،و اخـتـصـاصـات كـلٍ مـنـهـا،و حـقـوق الأفـراد وواجـبـاتـهـم تـجـاه هـذه الـسـلـطـات"(14)،فـهـو فـي حـقـيـقـة الأمـر "تـلـك الـوثـيــقــة الأســاســـيــة الــمـــكــتــوبــة أو الـعــرفـــيـة،الـتـي تـعـبـر عـن الـتـطــلـعـات الـسـيـاسـيـة والاجــتــمــاعــيــة والاقـتـصـاديـة،لـمـجـتـمـع مـا،وتـتـربـع بــالــتـالـي عـلـى قـمـة الـهـرم الـقـانـونـي للـدولـة"(15).

فـالـدسـتـور يـعـتـبـر مـرآةً لـتـطـبـيـق الـديـمـقـراطـيـة و الاحـتـكـام إلـى قـواعـدهـا،و أي خـروج عـن تـطـبـيـق مـا جــاء بـه الـدســـتـور،يـعـتـبـر خـروجـاً عـن الـقـواعـد الـديـمـقـراطـيـة،إذ لا يـعـقـــل أن نـسـمـي دولـةً تـعـطـل أحـكـام الـدسـتـور دولـة ديـمـقـراطـيـة!

مـمـا لا شـك فـيـه أن "الـدسـتـور يـنـظـم الـحـيـاة الـسـيـاسـيـة لـلأمـة فـي أعـلـى مـسـتـويـاتـهـا و يـرسـم الـقـاعـدة الـعـامـة لإمـكـان تـداول الـسـلـطـة و مـراقـبـتـهـا و الاعـتـراض عـلـيـهـا ،و يـجـعـل الاحـتـكـام مـمـكـنـاً إلـى سـلــطـة قـانـونـيـة عُـلـيـا،مـنـهـا تـسـتـمـد الـتـشـريـعـات و الــقــوانـيــن و بـمـوجـبـهـا تـقـنـن الأسـس الـتـي تـكـون عـلـيـهـا الـحـقـوق و الـواجـبـات،.. و مـن ثـم فـالـدسـتـور ...هو الـمـرجـعـيـة الـتـشـريـعـيـة الـعـلـيـا لـلأمـة،و هـو - بـطـبـيـعـة الـحـال- مـن الـعـلامـات الـدالـة عـلـى وجـود نـظـام سـيـاسـي بـالـمـعـنـى الـحـديـث للـكـلـمـة،و حـيـاة ديـمــقـراطـيـة سـلـيـمـة"(16).
و يـضـيـف الـدكـتـور سـعـيـد بـنـســعـيـد الـعـلـوي فـي كـتـابـه" شـروط الـمـصـالـحـة مـع الـسـيـاسـة فـي الـمـغـرب"، أن "مـاهـيـة الـدسـتـور،كـمـا يـقـول الـفـــلاسـفـــة، تـقـوم فـي الـمـعــنــى الـذي يــكــتــســيـه مـفـهـوم الـديـمـقــراطـيـة،و فـي الـتـرجـمـة الـعـمـلـيـة لـهـذا الـمـفـهـوم فـي الـواقـع الـعـمـلـي".(17)
فـالـدكـتـور بـنـســعـيـد العـلـوي يـشـدد عـلـى مـسـألـة التـرجـمـة الـعـمـلـيـة لـمـضـامـيـن الـدسـتـور، فـالـعـبـرة بـتـطـبـيـق أحـكـام الـدسـتـور،و لـيـس بـوجـوده الـشـكـلـي.


الـنـظـام الـمـغـربـي و ذبـح الـديـمـقـراطـيـة بـاسـم تـطـبـيـق أحـكـام الـدسـتـور

بـعـد هـذا الـتـأطـيـر الـمـنـهـجـي المـفـاهـيـمـي لمـدلـولـي الـديمـقـراطـيـة و الـدسـتـور،و الـذي كان لا بـد مـنـه،و لـلإمـسـاك بـتـلابـيـب الـعـلاقـة الـمـلـتـبـسـة بـيـن الـدسـتـور و الـديـمـقـراطـيـة،و نـحــو فـهـمِ أشـمـلَ لـمـعـالـم الـعـلاقـة،نـطـرح أنـمـوذج الـمـغـرب،إذ لا يـخـتـلـف اثـنـان فـي كـون الـمغرب يـتـوفـر عـلـى دسـتـور يـنـظـم شـؤون الـدولـة،و يـحـدد شـكـلـهـا،و نـظـام الـحـكـم فـيـهـا...الـخ،لـكــن هـل يـوجـد بـالـمـغـرب حـكـم دسـتـوري؟أو هـل بـالـمـغـرب نـظـام حـكـم ديـمـقـراطـي،عـلـى اعـتبار أن إعـمـال أحـكـام الـدسـتـور أبـرز تـجـلٍ للـديـمـقـراطـيـة؟

"نـعـتـبـر الـمـسـألـة الـدسـتـوريـة مـن أهـم الـمـسـائـل الـتـي نـاضـلـت مـن أجـلـهـا الـقـوى الوطنية الـحـيـة،خـصـوصـاً و أن الــدســـتـــور يـعـتـبـر الــقــانــون الأسـمـى فـي الـمـجــتــمـعـات،و ضـابـط لـقـوانـيـن و حــقــوق الأمـــة،و إن كـان مـغـرب مـا قـبـل الاســتـقـلال قـد عـرف مـحـاولات لـوضـع دسـتـور لـلأمــة،فـإن مـغــرب الاسـتـــقــلال قـد وضـع دســتــوراً و كـان ذلـك سـنـة 1962،بـوضـع الــمـغــرب لـهـذا الـدســتـور غَــذَاة الاسـتـقـلال،هـل فـتـح الـطـريـق أمـام الـديـمـقـراطـيـة و حـــقـوق الإنـسـان، و الـحـريـات الـعـامـة...؟لا أعـتـقـد "(18)،فـإذا كـان أول دسـتـور فـي الـمـغـرب،لا يـعـبر - مـن وجـهـة نـظـر الـكـاتـب- عـن تـطـلـعـات شـعـب خـرج للـتـو مـن ويـلات الاسـتـعـمـار،فـمـــاذا يـمـكـن الـقـول عـن آخـر دسـتــور؟

إن الـدســـــتـــور الـصـادر سـنـة 1996،لـم يـأتِ بــجــديــد يــذكــر فــقـط الــتــأكـيـد عـلـى أمـور و مــســائــل،لـكـن مـع الـحـرص عـلـى تــجـاوزهــا فـي الــتـرجــمـة الـعـمــلـيـة لأحـكـام الـدسـتـور.
و فـيـمـا يـلـي سـنـسـتـعـرض الـعــديــد مـن الأمــثــلــة الـتـي تـبـيـن الـخـرق الــســافــر للــدســتـور، و الـتـعـطـيـل الـعـام لأحـكـامـه.
لقـد وردت فـي ديباجة دسـتور 1996 العـبارة التـالـيـة :" وإدراكـاً مـنهـا لـضرورة إدراج عـملـهـا فـي إطـار الـمـنـظـمـات الـدولـيـة،فـإن الـمـمـلـكـة الـمـغـربـيـة،الـعـضـو الـعـامـل الـنـشـيـط فـي هـــذه الـمـنـظـمـات،تـتـعـهـد بـالـتـزام مـا تـقـتـضـيـه مـواثـيـقـهـا مـن مـبـادئ وحــقـوق وواجـبـات،وتـؤكــد تـشـبـثـهـا بـحـقـوق الإنـسـان كـمـا هـي مـتـعـارف عـلـيـهـا عـالـمـيـاً".(19)
فـالـمـغـرب يـلـتـزم فـي الـدسـتـور صـراحـة بـالامـتـثـال للـمـبـادئ و الأحـكـام الـمـنـصـوص عـلـيـها فـي الـمـواثـيـق الـدولـيـة لـحــقـوق الإنـسـان،لـكـن هـل يـتـجـسـد ذلـك عـلـى أرض الـواقـع؟
بـطـبـيـعـة الــحــال الـجــواب واضــح و لا غُــبــار عــلـــيـه،إذ لـم يــعـد يـخـفـى عـلـى أحـد انـتـهـاك الـمـغـرب لأبـسـط حـقـوق الإنـسـان،رغـم الـتـأكـيـد الـرسـمـي عـلـى أن الـمـغـرب "دولـــة الــحـــــق و الـقـانـون"،و مـا ذلـك فـي الـحـقـيـقـة إلا شـعـار يـرفـع لـتـلـمـيـع الـواجـهـة فـي الـخـارج.
يـنـص الـفـصـل الـرابـع عـشـر من دستور 1996،عــلـى أن "حـق الإضـراب مـضـمـون"(20).
لـكـن نـرى يـومـيـاً مـا تـمـارسـه قـوات الـتـدخـل الـسـريـع،ضـد الـمــعـطـلـيـن أمام البرلمان،و حـتى
ضـد الـمـواطـنـيـن،كـلـمـا خـرجـوا لـلاحـتـجـاج،والـصـور الـتـي تـتـنـاقـلـهـا وسـائـل الإعـلام غـنـيــة عـن كـل تـعـلـيـق.

يـنــص الــفــصـل الـرابــع و الـعــشــرون مـن نـفــس الـدسـتـور عـلـى أن المـلـك" يـعـيـن الـوزير الأول،و يـعـيـن بـاقـي أعـضـاء الـحــكـومـة بـاقـتـراح مـن الـوزيـر الأول"(21)،إلا أنـنـا رأيـنا خلال تـشـكـيـل الـحــكــومــة الأخــيـرة،كــيـف أن الـمــلـك عــطّـل الــمــادة الــرابــعــة و الـعـــشــرون من الـدســتـور،و أوكـل لـمـسـتـشـاره عـبـد الـعـزيـز مـزبـان بـلـفـقـيـة مـهـمـة تـسـلـيـم لائـحـة الــوزراء، لـعـبـاس الـفـاسـي،فـي لـيـلـة الـقـدر،بـمـسـجـد الـقـرويـيـن بـفـاس،عـلـى حـد مـا نـقـلـتـه مـعـظـم الـصـحـف.
فـعـبـاس الـفـاسـي الـوزيـر الأول لـلـحـكـومـة الـمـنـبـثـقـة عـن انـتـخـابـات قـاطـعـهـا أغـلب الـمغاربة " فـاجـأه الـمـســـتـــشـار عـبـد الــعــزيـز مـزيـان بـلـفـقـيـه بـلائـحـة وزارتـه الـحـالـيـة"(22)
و الـتـي كـانـت تـضـم وزراء لـم يـقـتـرحـهـم أحـد،و يـأتـي بـعـد ذلـك عــبــد الـعــزيــز مــزيـــان بـلـــفــقــيـه و يـصـرح فـي خـرجـتـه الإعـلامـيـة الشـهـيـرة فـي جــريــدة "الأحـداث الـمـغـــربـيــة" و يـقـول إن:
" دور الـمـسـتـشـار يـنـحـصـر فـي فـقـط فـي رفـع تـقـاريـر حـول سـيـر الاسـتـشـارات"( "الأحـداث الـمـغـربـيـة" (23).
نـفــس الـشـيء سـيــتـكـرر مـع "الـتـأويـل الـعـجـيـب الــذي قــدمــه مــحــمـد الـمـعـتـصـم للـفـصـل 24 مـن الـدسـتـور،و الـذي يـجـرد الـوزيـر الأول مـن أي دور فـي اقـتـراح الـوزراء عـلـى الـمـلـك"(24).
هـذا دون أن نـخـوض فـي الإشــكــال الــكـــبـــيــر الـذي تــطــرحــه اخـــتــصــاصــات الــمـلـك فـي الـدسـتـور،فـنـظـرة خـاطـفـة عـلـى الـدسـتـور الـمـغـربـي،تـجـعـل الإنـسـان يـتـيـقـن أن الـمـلك وحـده الـذي يـوجـد فـي الـدسـتـور،فـهـو الـذي يـرأس الـمـجـلـس الـدسـتـوري،و هـو الـقـائـد الأعـلـى للقوات الـمـسـلـحـة الـمـلــكــيــة،و هـو الـذي يــرأس الــمـجـلــس الأعـلـى للــقــضــاء،و الـمـجـلــس الأعـلـى للـتـعـلـيـم،و لـه حـق الـعـفـو،و هـو الـذي يـحـل الـبـرلـمـان...و بـعـد ذلـك يـأتـي مـن يـقــول بـفـصـل الـسـلـط!
و الطـامـة الكـبـرى نـجـدهـا أيـضـاً في الـفـصـل الـتـاسـع الـذي يـنـص عـلـى أن الدسـتـور يـضمن "حـريـة الـرأي،و حــريــة الــتـعـبـيـر بـجـمـيـع أشـكـالـه،و حـريـة الاجـتـمـاع"(25)،فـالـكـل يـعـرف تـاريـخ الـنــظــام الـــسـيـاسـي الـمـغـربـي الأســـود مـع الـصـحـافـة،و أمـثـلـة الـصـحـافـيــيـن الـذيـن اكـتـووا بـنـار الـمـخـزن هــي كـثـيـرة،فـقـد كـانـت بـدايـة "الـعـهـد الـجـديـد" مـع تـكـمـيـم أفــــــــــواه الـصـحـفـيـيــن عـام 2000،لَـمّـا مــنـع عــبــد الــرحــمـان الــيــوسـفـي الـوزيـر الأول الاشـتـراكـي آنـذاك،ثـلاث صـحـف و هـي "لـوجـورنـال" و "الـصـحـيـفـة"،و "دومـان"،بـسـبـب نـشـرهـا لـرسـالـة الـفـقـيـه الـبـصـري الـشــهــيــرة.بــعــدهـا بــثـلاث ســنــوات ســيــتــم إعـــدام صـحـيـفـتـي "دومـان" بـالـعـربـيـة،و" دومـان مـاغـازيـن" بـالـفـرنـسـيـة،للـصـحــفـي عـلـي الـمـرابـط(26).
كـذلك مـحـاكـمـة أسـبـوعـيـة "الأيـام" و تـغـريـمـهـا 100 ألـف درهم،بـسـبـب نـشـرهـا مـلـفـاً بعنوان "الـحـريـم بـيـن ثـلاث مـلـوك"،و أيـضـاً مـحـاكـمـة مـجـلـة "نــيــشــــان"(27)،و مـحـاكـمـة كـل مـن أسـبـوعـيـة "لـوجـورنـال"،(28)،و أسـبـوعـيـة "الـوطـن الآن"(29).
بـالإضـافـة إلـى مـنـع الـعـديـد مـن الـكـتـاب،و الـمـفـكـريـن،و تـسـلـيـط الـرقـابـة عـلـيـهــم،و عـلـى رأسـهـم الـدكـتـور الـمـهـدي الـمـنـجـرة.(30).

تـلـك أمـثــلـة و غـيـرهـا تـبـرز بـجـلاء الـمـفـارقـة الـواضـحـة بـيـن الـخـطـاب و الـمـمـارسـة،و هـي عـديـدة،لـكـن اكـتـفـيـنـا بـبـعـضـهـا فـقـط،لأن مـجـال الـصــحــافــة مـلـيء بـالـخـروقـات،و شـأن ذلك شـأن الـحـريـات الـعـامـة عـمـومـاً،و كـذا الـتـطـرق لـمـسـألـة الـفـصـل بـيـن الـسـلـط،و كـذا الـتـعـمق فـي مـجـال اخـتـصـاصـات الـمـلـك،و مــسـألـة الـفــصـل بـيـن الـسـلـط،كـل ذلـك يـجـعـلـنـا نـتـأكـــــد مـن اتـسـاع الـهـوة بـيـن الـخــطـاب الـرسـمـي ،و بـيـن الـواقـع الـمـعـيـش.

خـلاصـة عــامــة

يـتـضـح إذن أنـه لا يـكـفـي وجــود دســـتـــور،لـنــقــول إن الـنـظـام الـسـيـاسـي ديـمـقـراطـي،و إن الـحـكـم دسـتـوري،فـالـمـمـارسـة الـدسـتـوريـة شـيء،و الـــدســــتـور كـقـانـون شـيء أخـر،مـخـتـلـف تـمـامـاً،فـجـل الـدول لـهـا دسـتـور،لـكـن بـعـضـهـا يُـفَـعّـل مـقـتـضــيـاتـه،و البــعـض الآخــر يعـطــل أحـكـامـه،و يـدوس عـن مـضـامـيـنـه.
و رأيـنـا فـي الـمـثـال الـمـغـربـي كـيـف يـنــتـهـك الـنـظــام الـسـيـاسـي الــقــواعــد الـديـمـقـراطــيــة، و الأحـكـام الـدسـتـوريـة،جـهـارا نـهـارا،و أمـام الـمـلأ،و لا يـلـتـفـت إلـى أحـكـام الـدسـتـور،و لا يـقـيـم لـهـا وزن أصـلاً.
و ذلـك هـو حـال كـل الـديــكــتــاتــوريــات الـعـربـيـة مـن الـمـحـيـط إلـى الـخـلـيـج،فـتـونـس الـتـي يـريـدهـا زيــن الـعـابــديــن بــنـعـلــي عـلـمـانـيـة بـالــنـار و الـحـديـد،يـنـص دسـتـورهـا عـلـى كـون الـدولـة إسـلامـيـة،لـكـنـنـا نـراه يـلاحـق الـجـمـاعـات و الـتـنـظـيـمـات الإسـلامـيـة الـمـعـتـدلـة مـنـهـا خـاصـة،و يُـضَـيّـق عـلى الـمــحــجــبـات فـي الـجـامــعــات،و يـمـارس عـلـيـهــن إرهـــابــاً نــفـسـيـاً لا مـثـيـل لـه،و يُــنَـكّــلُ بـالــمـعــتـــقــلـيـن الـسـيـاسـيـيـن أيـمـا تـنـكـيـل،فـقـط لأنـهـم قـالـوا لا لـزيـن الـعـابــديــن،و فـي مــصــر الـمـحـروسـة،يـحـاكـم الـصـحـفـيـون لأنـهـم قـالـوا بـأن سـعـادة الـرئـيـس فـي صـحـة غـــيـر جـيـدة،و تُسـَخـّرُ الـدولـة الـديـن لـخـدمـة أغـراض سـيـاسـويـة ضـيـقـة و دنـيـئـة، و يـخـرج سـمـاحـة الـشـيـخ طـنـطـاوي،بـفـتـوى هـي أشـبـه مـن نـاحـيـة الـغـرابـة،بـفـتـوى "إرضـاع الـكـبـيـر" و يــقــول بــرجــم الــصـحــفـيـيـن الـمـشـكـكـيـن فـي سـلامـة صـحـة الـرئـيـس مـبـارك... و الأمـثـلـة كـثـيـرة جـداً،سـواء فـي الـحـاضـر أو الـمـاضـي.

------------------------------------

(1) د.عـبـد الـقـادر الـعـلـمـي،فـي الـثـقـافـة الــســيــاســيــة الـجـديـدة،مـنـشـورات الـــزمــن،الــعــدد 47، مـطـبـعـة الـنـجـاح الـجـديـدة،الـدار الـبـيـضـاء،ص 14.
(2) الـمـصـدر نـفـسـه.
(3) مـحـسـن لـحـسـن خـوخـو،دراســة ســوســـيــولــوجــيــة لـتـحـولات الـحــيــاة الـــسـيـاسـيـة الـمـغـربيـة، مـجـلـة "أبـحـاث"، الـعـدد 57،الـسـنـة 22،صـيـف 2007،ص 26.
(4) الـمـصـدر نـفـسـه.
(5) الـمـصـدر نـفـسـه.
(6) د.عـبـد الـقـادر الـعــلـمـي،فـي الـثـقــافـة الــســيــاســيــة الـجـديـدة،مـنـشـورات الـــزمــن،الـعـدد 47، مـطـبـعـة الـنـجـاح الـجـديـدة،الـدار الـبـيـضـاء،ص 14.
(7) الـمـصـدر نـفـسـه.
(8) د.عـبـد الـقـادر الـعــلـمـي،فـي الـثـقــافـة الــســيــاســيــة الـجـديـدة،مـنـشـورات الـــزمــن،الـعـدد 47، مـطـبـعـة الـنـجـاح الـجـديـدة،الـدار الـبـيـضـاء،ص 16.
(9) الـجـمـعـيـة الـمـغـربـيـة لـحــقــوق الإنـسـان،وثـائـق ونـصـوص مـرجـعـيـة،دار الـقـلـم للـطـبـاعـة و الــنــشـــر و الـتـوزيـع الـربـاط، يـونـيـو 2002،ص 86.
(10) نـيـقـولـو مـكـيـافـيـلـي،الأمـيـر،مـنـشـورات دار الآفــاق الـجـديـدة،بـيـروت،الـطـبـعـة 24، الـصـفـحـة 343.
(11) الـمـصـدر نـفـسـه،الـصـفـحــتـيـن 343، 344.
(12) د.عـبـد الـقـادر الـعــلـمــي،فــي الــثــقـــافــة الــســيــاســيــة الــجــديــــدة،مـنـشـورات الــــزمــن،الـعـدد 47، مـطـبـعـة الـنـجـاح الـجـديـدة،الـدار الـبـيـضـاء،ص 18.
(13) الـمـصـدر نـفـسـه،الـصـفـحـة 20.
(14) عـبـد الـواحـد حـمـداوي،الـمـدخـل لـدراسـة الـقـانـون الـوضـعـي،مـطـبـعـة الــهــلال،وجـدة،الـطـبـعـة الأولـى 2007،الـصـفـحـة 49.
(15) د.مـحـمـدو بـن مـحـمـد،"الـمـسـألـة الـدســتــوريــة بـيـن الــرفــض و الـقـبـول"،مـوقـع الـدرب الالـكـتـرونـي.
(16) د.سـعـيـد بـنـسـعـيـد الـعـلـوي،شـروط الـمـصـالـحـة مــع الــسـيـاسـيـة فـي الـمـغــرب،مــنــشــورات الـزمـن، الـعـدد 51،مـطـبـعـة الـنـجـاح الـجـديـدة،الـدار الـبـيـضـاء،الـصـفـحـتـيـن 61،62.
(17) الـمـصـدر نـفـسـه،الـصـفـحـة 62.
(18) حـمـيـد الـبـهـلاوي،الـتـحـولات الـسـيـاسـيـة بـيـن الإرهـاصـات و الـتـراكـمات،مـجـلـة "أبـحـاث"،الـعـدد 57، الـسـنـة 22،صـيـف 2007،ص 84.
(19) الـنـص الـكـامـل لـلـدسـتـور الـمـغـربـي،الـمـوقـع الالـكـتـرونـي لـوكـالـة الـمـغـرب الـعـربـي لـلأنـــبــاء.
(20) الـمـصـدر نـفـسـه.
(21) الـنـص الـكـامـل لـلـدسـتـور الـمـغـربـي،الـمـوقـع الالـكـتـرونـي لـوكـالـة الـمـغـرب الـعـربـي لـلأنـــبــاء.
(22) يـومـيـة "الـمـسـاء"،الأربـعـاء 17 أكـتـوبـر 2007،الـعـدد 335،الـصـفـحـة 01.
(23) يـومـيـة "الأحـداث الـمـغـربـيـة"،الـجـمـعـة 09 نـونـبـر 2007،الـعـدد 3199،الـصـفـحـة 03.
(24) عـبـد الـعـالـي حـامـي الـديـن،"نـحـو نـقـاش جـدي لـعـلاقـة الـديـن بـالـســـيـاســة فــي الــمـغــرب، يــومــيـــة "الـمـسـاء" الاثـنـيـن 26 نـونـبـر 2007،الـعـدد 369،الـصـفـحـة 13.
(25) الـنـص الـكـامـل لـلـدسـتـور الـمـغـربـي،الـمـوقـع الالـكــتـرونـي لـوكـالـة الـمـغـرب الـعـربـي لـلأنـــبــاء


(26) الـمـعـلـوم أن قـضـيـة الـصحـفـي عـلـي الــمــرابــط سـتـتـفـجـر بـعـد نــشــره خـبـر بـيـع الـقـصـر الـمـلـكـي، للـقـصـر الـمـلـكـي بـالـصـخـيـرات،و هـو مـا سـيـعـرف بـقـضـيـة "الـحـجـرة الـمـقـدسـة"،إذ أن الـقـاضـي المـلـكـف بـالـقـضـيـة أثـنـاء جـلـسـة الـمـحـاكـمـة،سـيـخـرج مـن الـقـاعـة،و يـأتـي بـحـجـرة ،و يـوجـه الـخـطـاب إلـى عــلـــي الـمـرابـط - وسـط انـدهـاش عـشـرات الـصـحـافـيـيـن و مـمـثـلـي وسـائـل الإعـلام- ، مـوضـحـاً لـه أن الــحــجــرة التـي بـيـن يـديـه هـي عـاديـة في الأصـل،لـكـن إذا مـا اسـتـعـمــلـت فـي بـنـاء قـصـر مـلـكـي أو مـسـجـد،فـسـتصبح مـقـدسـة.
بـعـدهـا سـتـتـفـجـر قـضـيـة أخـرى عـرفـت بـ"الـعـمـاريـة"،فـعـقـب عـقـد قـران ابـنـة وزيـر الـداخـلـيـة الــســابــــق ادريـس الـبـصـري، نـشـر عـلـي الـمـرابـط كـاريـكـاتـيـراً فـيـه صـورة ادريـس الـبـصـري وسـط "الــعــمــاريـــة"، وذلـك مـا اعـتـبـرتـه الـمـحـكـمـة إسـاءة إلـى الـعــمـاريـة الـمـلـكـيـة، و "الـبـلـغـة الـمـلـكـيـة"،الـتـي اسـتـعــمـلــهــــا الـمـلـك مـحـمـد الـسـادس فـي زواجـه مـن سـلـمى بـنـانـي،و بـالـتـالـي سـيـحـاكـم بـتـهــمـة الإخــلال بـالاحــــتـــرام الـواجـب للـمـلـك،و سـتـديـنـه الـمـحـكـمـة بـخـمـس سـنـوات سـجـن،و سـيـتـحـول الـحـكـم إلـى ثـلاث سـنـوات سجن بـعـد اسـتـئـنـاف الـحـكـم،و سـيـدخـل فـي إضـراب عـن الـطـعـام لـمـدة 49 يـومـاً،و ذلـك مـا سـيـكـلـفـه حـوالي 28 كـيـلـوغـرامـَا مـن جـسـمـه،و سـيـسـتـفـيـد مـن الــعــفــو الـــمـلـكـي، لـكـن لـن تـنـتـهـي قـصـة الـمـرابــط عـنـد هـذا الـحـد،بـل سـيـمـنـع مـن مـمـارسـة مـهـنـة الـمـتـاعـب فـي الـمـغـرب لـمـدة 10 سـنـوات، بـسـبـب دعـوى قـضـائـية رفـعـتــهـا ضـده إحـدى الـجـمـعـيـات الـصـحـراويـة.
(27) سـتـحـاكـم مـجـلـة "نـيـشـان" لـنـشـرهـا مـلـفـاً بـعـنـوان "كـيـفـاش الـمـغـاربـة كـيـضـحـكـو عـلـى الــــديـــــن و الـجـنـس و الـسـيـاســة"،و كـمـا أسـرّ وزيـر الاتـصـال الـسـابـق مـحـمـد نـبـيـل بـنـعـبـد الله،لأحـد الـمـنـظـمـــــات الـصـحـفـيـة الـعـالـمـيـة،أن تـلـك الـمـحـاكـمـة كـانـت فـقـط لـسـحـب الـبـسـاط مـن الإسـلامـيـيـن
( الـعـدالــة و الـتـنـمـيـة)،و لـيـس لأن الأمـر يـتـعـلـق بـحـفـظ الأمـن الـروحـي كـمـا أثـيـر عـنـد تـفـجـر الـقـضـيـة.
و سـيـتـم حــجــز الــمـجـلـة مـرة أخـرى بـدايـة شـهـر غـشـت 2007،لـنـشـرهـا مـلـفـاً بـعـنـوان" فـيـن غـادي بـيـا خـويـا"، و سـيـتـم تـمـزيـق 500 ألـف نـسـخـة مـن مـجـلـة "تـيـل كـيـل" فـي الـمـطـبـعـة مـن طـرف رجـال الأمن.
و مـازال لـم يـصـدر الـحـكـم إلـى حـد الـسـاعـة.
(28) قـضـيـة "لـوجـورنـال" تـعـود وقـائـعـهــا عــنـدمـا نـشـرت الأسـبـوعـيـة الـمـذكـورة،تـعـلـيـقـاً عـن تــقــريـــر أصـدره الـمـركـز الأوروبـي لـلـدراسـات الأمـنـيـة حـول الـبـولـيـسـاريـو،و الـذي اعـتـبـرتـه الأسـبـوعــية مــمــولاً مـن قـبـل الـنـظـام الـمـغـربـي،الأمـر الـذي رأى فـيـه الـمـركـز مـسـّاً بـمـصـداقـيـة الـمـركـز،الـشـيء الـذي جـعـلــه يـرفـع دعـوى قـضـائـيـة،و سـيــصـدر الـحـكـم ضد الـصـحـيـفـة بـأداء 3 مـلايـيـن درهـم،و هو الـحـكـم الذي كـلـف رئـيـس تـحـريـر الأسـبـوعـيـة أبـو بـكـر الـجـامـعـي مـنـصـبـه،و جـعـلـه يـغـادر الـوطـن.
(29) أمـا مـا عـرف بـقـضــيـة "الـوطـن الآن"،فـكـانـت بـسـبـب نـشـر الأسـبـوعـيـة لـمـذكـرة داخـلـيـة،اعـتـبـــرت ســراً مـن أسـرار الـدولـة،و سـتـنـطـلـق الـتـحـقـيــقـات الـمـارطـونـيـة مـن جـديـد،و سـيـحـجـز 95 فـي الـمـائـة من أرشـيـف الأســـبــوعــيــة،و ســـيــصــدر الـحـكـم في الأخــيـر بـ 6 أشـهـر لـعـبـد الـرحـيـم أريـري،و 7 أشــهــــر لـمـصـطـفـى حـرمـة الله.
(30) أبـرز مـثـال هـو مـنـع عــالــم الــمـسـتــقــبــلــيـات،الـدكــتـور الـمـغـربـي الـمـهـدي الـمَـنْـجَـرّة مـن إلـــقــــاء مـحـاضـراتـه،و كـمـا صرح فـي آخـر حــوار صـحـفـي لـه مـع أسـبـوعـيـة الـمـشـعـل ( الـعـدد 137،مـن 11 إلــى 17 أكـتـوبـر 2007)،أنـه مـنـع لـحـد الآن 11 مـرة.أنـظـر نـص الـحـوار الـصـفـحـتـيـن 16 و 17.

طـالـب بـكـلـيـة الـعـلـوم الـقـانـونـيـة و الاقـتـصـاديـة و الاجـتـمـاعـيـة- جـامـعـة مـحـمـد الأول -- وجــــدة --



#عبد_الرحمن_علال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الرحمن علال - الدستور و الديمقراطية:أي علاقة؟