إدمان الكذب.

أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 11:48
المحور: الصحافة والاعلام
    

مرض إرادي، وإن دل على شيء فإنما يدل على الفراغ الروحي والعقلي الذي يعيش فيه مدمن هذا النوع من الإدمان. وإدمان الكذب خطر على المدمن ذاته قبل أن يكون خطر على المجتمع المحيط به. لأنه في النهاية يكون "فشر" وتوهم البطولة، أو خداع للمحيطين به لإحساس المدمن هذا بالشعور بالنقص وقلة القيمة وسط المحيطين به دون نظر لأسباب مشكلاته الحقيقية وحلها بطريقة علمية منظمة، بدون القول: كله تمام، والحال ما أروعه.
قد يبدو على المدى القريب أنه لا يسبب ضرر أو أذى للمجتمع المحيط به، لكن على المدى البعيد يأخذ شكل العنف والتطرف الديني، مما ينتج الصراع والفساد وكأنه الأمر الطبيعي.

لكن الأمر يكون أشد خطراً حين تتخذ جريدة الأهرام ـ الجريدة الرسمية للحكومة المصرية ـ الكذب وسيلة لخداع القارئين والتابعين لها.
إنها حين تتعمد الكذب، فهي بذلك تثبت أنها أدمنت الكذب. وتكون وقتها خطر على المجتمع المحيط بها لأنها تعمل على تغييبه. وبث روح العداء في الأسطوانة "المشروخة" المسماة: نسيج الوطن.
حين لا تتوقف جريدة الأهرام المصرية عن إدمانها للكذب، وقتها لن تُجدي أي علاجات للمرض المنتشر في طول البلاد وعرضها. وقتها سينفجر "دمل" التطرف والإرهاب في وجه كل المصريين. نعم، لقد انفجر دمل التطرف والإرهاب الناتج عن إدمان الكذب وتمثل في الحالة الاقتصادية المتدنية للشعب المصري وانتشار الفقر والبطالة والأمراض والأوبئة.

إن إدمان جريدة الأهرام المصرية للكذب، ما هو إلا إخفاء وخداع للشعب المصري فقط ـ لأن العالم أجمع يعرف ـ عن مقدار انتشار مرض السرطان في كل جسد البلاد، ألا وهي الفتنة الطائفية.
إدمان الكذب يؤدي إلى تغييب وخداع الشعب المنهوبة كل حقوقه الإنسانية. إن المسئولين عن الأمن وعن الجريدة المشبوهة المصدر والاتجاه ببثهم هذه الأخبار بهذه الطريقة المبتورة الكاذبة ليهدفون إلى الغش والتدليس حتى يمكرون على الشعب المصري الذي يعاني من الذل والمهانة وانتشار الأوبئة والأمراض في جسده المسروق.

انظر معي إلى صفحة الحوادث والقضايا وما كتبه أسامة الهواري يوم 17/12/2007 تحت عنوان: "احتواء مشاجرة بين شابين في إسنا بسبب جهاز محمول".
يا لها من "تسطيح" للمواقف الجسيمة. إنه حقاً إدمان الكذب من الصحيفة الرسمية للدولة. الأحداث مشتعلة عن عمد، الخسائر بملايين الجنيهات، الحرائق تملأ أرجاء البلاد شمالها وجنوبها. المسيحيون تُغتصب متاجرهم ومحلاتهم ومساكنهم، وتُحرق الكنائس بطريقة منظمة ومرتبة بشكل مسبق. اضطهاد ورعب وسبي حقوق وخطف واغتصاب.
ومدمني الكذب يقولون: احتواء مشاجرة!!!!!
ليست هذه المرة الأولى ولا حتى العاشرة لعرض هذه الأخبار والأحداث بهذه الطريقة. لكنه إدمان الكذب وخداع الشعب المصري.

#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات