|
هل التلفزيون صديق ام عدو؟
رمضان مهلهل سدخان
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 05:44
المحور:
الصحافة والاعلام
بقلم: كين فريد ترجمة: رمضان مهلهل سدخان
نكره أن نحب التلفزيون. ونكره الطريقة التي نحب بها أن نفقد أنفسنا في هذا النفق ذي الأخاديد. ونكره الكيفية التي نحب بها ذلك المخلوق المفترس الذي يلتهم وقتنا. فتمر الساعات ونحن نحدّق مشدوهين في عبادة صامتة لصندوق رفعناه إلى مرتبة الألوهية.
نحب أن نكره التلفزيون. ونحب أن نلعن ذلك الوحش الأعور. ونحب أن نكره التلفزيون لكونه مصدر ملل، يحرمنا من الخروج والعيش. نحب أن نرى الأبطال الثوار في الأفلام يأخذون بنادقهم ويفجّرون صندوق التهريج هذا إلى قطع متناثرة.
التلفزيون هو وحش شرير، هكذا يدّعي أعداؤه. التلفزيون يقتلع إرادتنا الحرة بالرغبات الجوفاء للاستهلاك الجماعي. ولأننا مأخوذون بالعنف الطائش والجنس الخالي من المعنى، فإننا منصرفون عن النمو الشخصي بمحاولات القتل والمشاهد الرياضية المثيرة التي يتنافس بها المصارعون في مدرجات ملطخة بالدم. يالشناعة ذلك! يحذّر أولئك الذين يحتقرون التلفزيون بأن التلفزيون، عمداً أو صدفة، يحطّم حضارتنا بالتحلل الأخلاقي الذي يشبه انحطاط روما قبل سقوط الإمبراطورية.
هل تتفق مع هذه الاتهامات؟ هل ترى التلفزيون صديقاً أم عدواً؟ وهل انتم على استعداد لتقبّل حقيقة أن التلفزيون صديق وعدو على حد سواء. هل انتم على استعداد لتتصرفوا بذكاء عندما تتعاملون مع التلفزيون؟ هل انتم على استعداد للإعتراف بقوة خياراتنا الإعلامية الشخصية والمجتمعية؟ إذا يكفينا تغيير طرقنا، فنحن على استعداد لتغيير العالم. وعندما نكون أذكياء، فإننا سنوافق على المساعدة في تشكيل وسائل الإعلام التي تشكلنا هي الأخرى.
التلفزيون بوصفه عدواً
هل تعتقد بأن محاولة تحسين التلفزيون تشبه محاولة نفخ الروح في حصان محتضر؟ أم هل تشعر بأننا يجب أن ننتشل الوحش الميئوس منه من بؤسه؟
ربما تتفق مع كتاب جيري ماندر، (أربع حجج لإزالة التلفزيون)، الذي يقول فيه بأن مشاهدة التلفزيون تُبعد المزيد من التجارب المباشرة، باستبدال الحياة الحقيقية بواقع مصطنع. التلفزيون يغسل دماغنا بإزاحة خيالنا الفطري بالصور المتلفزة. كذلك يفرض التلفزيون علينا مجموعة من الانحيازات التي تعزلنا عن الآخرين وعن أنفسنا. التلفزيون يحوّلنا إلى مستهلكين جماعيين كجزء من مؤامرة لتكريس السيطرة الاجتماعية. " وعندما نؤمن بالعملية الديمقراطية"، يكتب ماندر، " إذن نحن يجب أن نؤمن بالمقاومة مهما نخرّب في ذلك الديمقراطية."
يثير ماندر قضايا رئيسية، مع أن خوفه التكنولوجي يذكّر باللودييين Luddites الذين حرقوا المصانع إثناء الثورة الصناعية. كذلك تبدو الإجراءات القاسية التي يدعو إليها غير ديمقراطية بالمرة. عندما نقتل التلفزيون، فإننا نقتل معه كل الأشياء الجيدة التي يمكن أن يقدمها. فلماذا، إذ ذاك، نرمي الطفل الرضيع في ماء الحمام؟
قبل أن ندين التلفزيون غير الناضج بوصفه عدواً للناس، وقبل أن نحكم على وسائل الإعلام بالويل والثبور، وقبل أن نُسرع في الحكم، دعنا نقيّم الأدلة أولاً، ونسأل: كيف يستحق التلفزيون أن يكون عدوا؟
إن التهمة الأكثر شيوعاً ضد التلفزيون تكمن في أن التصوير المتكرر للعنف على الشاشة يزيد من العنف في الشوارع. دعنا نقسّم ذلك الادعاء إلى نصفين. ما مقدار العنف الموجود في التلفزيون؟ وهل نحن نعرف حقاً بأن العنف الإعلامي يساهم في العنف الاجتماعي؟
وأنت تقدّم موافقتك، فإن هناك أدلة قامت بجمعها مؤسسة التربية الإعلامية ومؤسسة الحمامة. نرجو أن تتمعن بهذه الإحصائيات المهمة بشأن عاداتنا في مشاهدة التلفزيون:
• حوالي 95% من مجموع العوائل الأمريكية يمتلكون على الأقل جهاز تلفزيون واحد. • تقريبا 80% من مجموع العوائل الأمريكية يمتلكون على الأقل جهازي تلفزيون. • تقريبا 50% من مجموع العوائل الأمريكية تمتلك جهاز تلفزيون في غرفة الطفل. • متوسط مشاهدة التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية يكون ما بين 6 إلى 7 ساعات يومياً. • في الوقت الذي يبدأ فيه الطلاب في المرحلة الأولى، فإنهم يقضون وقتاً في مشاهدة التلفزيون أكثر مما يقضونه في قاعات الدروس في الكلية.
الفكرة واضحة. إذ أن أجهزة الاستقبال التلفزيونية موجودة في كل مكان، ونحن نشاهد التلفزيون بكثرة. نحن امة مشاهدي التلفزيون. بينما كان أسلافنا يجلسون أمام المخيمات حيث كان الرواة يساعدوننا في تزجية الليل. أما الآن فنجلس أمام التلفزيون حيث يساعدنا رواة الأعلام على تزجية النهار أيضاً.
وماذا عن تعرضنا إلى العنف إثناء كل تلك الساعات من مشاهدة التلفزيون؟ هنا نجد حقيقتين من تلكم المؤسستين الإعلاميتين:
• يشاهد الطفل حوالي 10.000 عمل متنوع من أعمال العنف على التلفزيون سنوياً. • في الوقت الذي يتخرج فيه التلميذ من المدرسة الثانوية، سيكون قد شاهد حوالي 18.000 وفاة عنيفة على التلفزيون.
العنف موجود في العالم، بالطبع، والبرامج المتعلقة بـ " حياة الواقع" يمكن أن تحتوي على عنف بلا شك. لكن كيف يتم تصوير ذلك العنف؟ طبقاً للتقارير المقدمة من مؤسستي لجنة الرقابة اللتين سلف ذكرهما نجد ما يلي:
• أكثر من 65% من الشخوص الرئيسيين في المسلسلات التلفزيونية الأسبوعية متورطون على الأقل في عمل من أعمال العنف لكل حادثة. • جناة العنف في البرامج التلفزيونية الأسبوعية يذهبون بدون عقاب بنسبة 75% تقريباً. • " الشباب الجيدون" يواجهون عواقب أعمالهم بنسبة 15% فقط. • فقط 4% من البرامج التلفزيونية في أوقات البث الرئيسية تتضمن مواضيع ضد العنف.
هذا ناهيك عن كثير من عروض (الأكشن) والدراما. ويستمر الجدل حول كيفية توصيف هذه الكوميديا الرخيصة. لكن ماذا عن الأخبار؟ حاول التمعن بالنتائج المأخوذة من آخر لقطة من " الساعة الإعلامية" لنشرات أخبار المساء لعموم البلاد في يوم واحد:
• الجريمة كانت النوع الأكثر تكراراً في التقارير الإخبارية، مما يشكل 30% من الأخبار المحلية (ماعدا الطقس والرياضة). • القتل، وهو اقل جميع هذه الجرائم felonies تكراراً، كان الخبر اليومي لمعظم القصص الإخبارية المتعلقة بالجريمة. • قصص الكوارث ( الحرائق، والفيضانات، الخ.) احتلت المرتبة الثانية من حيث تكرارها في القصص الإخبارية، أي ما يشكل 10% من النشرة الإخبارية، تتبعها مباشرة القصص المتعلقة بالحكومة، خصوصاً محاكم الجنايات.
إن الساعة الإعلامية لم تفصح عن عدد المرات التي يكون فيها القتل أو جريمة العنف "القصة الرئيسية" في نشرات الأخبار. وعندما يقيسون هذا العامل في المرة القادمة، يحتمل أن يكون العنف "القصة الرئيسية" الأكثر تكراراً. وهكذا فصناعة الفوضى من اجل زج التلفزيون في أية سوق إعلامية هو اسم اللعبة في تجارة التلفزيون.
تأثيرات العنف الإعلامي
والآن، كيف يؤثر كل هذا العنف الإعلامي علينا بشكل منفرد وبشكل جماعي كمجتمع؟ تحتوي المجلات المحترفة على تقارير لأكثر من 3.000 دراسة منذ الخمسينات، تحرّت العلاقة بين العنف في التلفزيون والعنف في المجتمع. وتمّ جمع معظم مادة هذا البحث على يد السناتور سايمون في تقرير مجلس الشيوخ المتوفر في مكتبة الكونغرس.
تقول الثيا هيوستن، مديرة مشاركة لمركز البحث في تأثير التلفزيون على الأطفال، " أن الطبيعة المتراكمة لكل الدراسات مقنعة. إذ تعمل مشاهدة العنف على زيادة السلوك العدواني وتنشيطه. كذلك يزيد التعرض المتكرر إلى العنف من مدى تقبّلنا للعنف بوصفه طريقة شرعية لحل المشكلات. وعليه فإن تقبّل العنف هذا ينغرس في الروح الاجتماعية للأطفال والبالغين على حد سواء."
" وتوافق الدكتورة دايانا هوكنز، رئيسة الشركاء التفاعليين قائلة بأن، " العلاقات بين التعرض إلى عنف التلفزيون والعدوان المتزايد موثقة بشكل جيد. في هذه النقطة، نجد عدداً قليلاً جداً من الناس يعترضون على هذه العلاقات ما عدا الناس المدفوعين للمعارضة. نحن نتعرض إلى الكثير من العنف في التلفزيون بحيث عندما نرى عنفاً في الحياة الحقيقية، فإننا لم نعد نحس بألم الآخرين. فالعنف لن يُنظر إليه كشيء صادم. في غضون ذلك، أصبحت وسائل الإعلام ساحة لتدريب السلوك العدواني. وأنا أخشى بأن الناس يتمتعون بتدفق الأدرينالين، شيء ما شبيه بالذهاب إلى لعبة الموت [في مدن الألعاب].
يقول الخبراء بأن عنف التلفزيون يصبح أكثر رسوخاً يوماً بعد يوم تماماً مثلما يمكن أن نحس بنفس شعور الإثارة القديمة في العام الماضي، في حالةٍ تشبه حشّاشاً يحتاج باستمرار إلى زيادة الجرعة للحصول على أعلى مستوى من النشوة. في الماضي، لم يقم حارس الضيعة بقتل أي شخص برصاصه الفضي. كما لا يفعل ذلك حصان غاضب أو سحابة غبار. لكن أطفال اليوم يتوقعون من الأبطال بأن يكونوا قتلة. وهذا هو عصر سقيم.
مازلنا بحاجة إلى رؤية عنف التلفزيون في هذا السياق، هكذا تحذر هوكنز، التي تعمل الآن في ستانفورد لتطوير نظام تلفزيون تفاعلي لاستبدال الرقاقة V العتيقة الطراز. " المشكلة هي أن العديد من الأشياء الأخرى توقفت في ثقافتنا، وان القوى تساهم في العنف في المجتمع. تلك هي قضية أزحناها تحت البساط."
وبوسعنا أن نتّبع خطاً مماثلاً في التفكير حول بحث تأثير الجنس في التلفزيون. على سبيل، نسأل كم مرة يتوقف محبو التلفزيون من أجل ارتداء الغمد العازل؟ الكلمة لوحدها تجعلنا نجفل. ففي الوقت الذي يمكن فيه الجنس الطائش أن يقتل، نسأل: هل يشكّل الأشخاص في التلفزيون سلوكاً مسؤولاً في علاقاتهم؟ الجواب: نادراً. إذ حتى ملكات جمال بعمر ست سنوات تماماً يجري استغلالهن كأشياء جنسية لمتعهدي الفساد المتلفز.
ماهي المخاطر الواضحة والحالية للتلفزيون؟
ماهي الأشياء الأخرى التي يمكن أن نقدّمها في القضية ضد التلفزيون؟ رجاءاً اسمحوا لي بإدراج التهم الأكثر جدلاً الموجهة ضد التلفزيون.
• التلفزيون يسرق وقتنا: للتلفزيون خاصية تنويمية. إذ ما إن تشترك العينان والأذنان، يتبعها العقل في ذلك. عند مشاهدة التلفزيون، هل نقرأ (أو نكتب) كتباً، أو مجلات، أو صحفاً؟ هل نلعب الورق مع الأطفال؟ هل نقود سيارتنا نحو ملجأ المشردين ونتطوع ؟هل نذهب في نزهة إلى مكان حيث تسمو نفوسنا مع الطبيعة؟ لا. نحن نقتل الوقت بكسل كبطاطس محمصة أكثر من اللازم بينما نهمل واجباتنا الأخرى. • التلفزيون يسبّب فترات انتباه قصيرة: لجعل التلفزيون مستقطباً للانتباه، فإن البرامج التلفزيونية تقصفنا على نحو متزايد بوابل من الأصوات والصور السريعة جداً. هل بوسعنا التوصل إلى كم المعلومات التي يمكن حشرها في إعلان تجاري مدته 30 ثانية؟ اجلس في أمسية أمام التلفزيون، وبعد ذلك حاول أن تركز دماغك على شيء ما لساعتين. فكم تستغرق من الوقت قبل أن تتمكن من التأقلم على المهمة التي أنت بصددها؟ الأطفال اليوم مهتاجون جداً بسبب "مرض ضعف التركيز" بحيث يصف الأطباء العلاجات لإبطائهم. لاحظ كيف يضجرهم طول هذه الفقرة؟ هل تراهن بأن التلفزيون يساهم على الأقل في فترة انتباهنا القصيرة؟ • يهدف التلفزيون نحو القاسم المشترك الأصغر: يميل التلفزيون إلى تعزيز أرذل غرائزنا الأساسية. إذ عندما ننظر إلى الشبكات الإذاعية التجارية وغير التجارية والمحطات التابعة المحلية، وعندما ننظر إلى الخدمات السلكية والتلفزيونية المختلفة الأخرى، وحتى عندما ننظر إلى كل الخدمات التلفزيونية التفاعلية الجديدة، فإن البقاء المالي لكل نوع من العملية التلفزيونية يعتمد على إغراء أكبر عدد من الناس بأكثر النتاجات جذباً. وهذه هي الحقائق الاقتصادية للحياة. وفي خضم العديد من مشكلات عالمنا هذا، حيث يريد معظمنا على ما يبدو أن يكون (كالأطرش في الزفة) فإن التلفزيون يلبي رغباتنا في جعلنا أكثر خدراً. • التلفزيون يخفّض ذكاءنا: إن فهم الحياة يعدّ تحدياً في أي عصر. في عصرنا هذا عصر التغير الاجتماعي والتكنولوجي السريع نجد أن الجنس الطائش والعنف في التلفزيون لا يوسّع قدرتنا على التفكير. وحتى أسرار القتل الغامضة نادراً ما تجعلنا نفكر تفكيراً منطقياً بالفاعل قبل التوصل إلى الحلول المفاجئة. مما لاشك فيه أن البرامج التربوية يمكن أن تساعد على تحسين حدتنا العقلية، لكن متى شاهدتَ آخر مرة برنامجاً تربوياً في ساعات البث الرئيسية في أي شبكة تلفزيونية تجارية؟ إن التلفزيون التجاري يميل إلى تعزيز البلاهة. • التلفزيون يحث على الإدمان: إن التفاعل بين التلفزيون والجمهور قريب الشبه مما اصطلح عليه علماء نفسانيون بـ " علاقة مختلفة الوظيفة وتابعة". أي أن كل طرف يعتمد على الآخر لإشباع رغبات غير صحية. واغلبنا يتمتع بتقدير سيء لذاته ابتدءاً، لذا فنحن ننظر بشكل ثابت خارج أنفسنا للتصديق بأننا بخير. فالبرامج التلفزيونية والإعلان تميلان إلى تعزيز إدماننا على السلطة الخارجية، حيث إن الإعلانات تنشط عقولنا إلى تخيل إننا سنكون أكثر شعبية عندما نشتري هذه السلعة أو تلك. • التلفزيون يدعم الاضطرابات العرقية: عن طريق الخصائص السكانية المطلقة لوحدها، فإن السوق الجماعية للتلفزيون تُبقي على الطبقة المتوسطة البيضاء فأولئك المنحدرون من أصول غير أوربية يجري تصويرهم كنماذج ثابتة stereotypes، ابتداءاً بالذكور السود الكسالى إلى الإناث الشرقيات الجنسيات. نحن الأوربيين مازلنا نعتقد بأننا أفضل بينما غيرنا من الأسلاف في مكان آخر من الأرض يشعرون بالخزي والخجل. وتتقيح استياءاتنا القديمة، بحيث نرى الحياة معركة "بيننا وبينهم". وبدلاً من مساعدتنا في الشعور بأننا مرتبطون بلسان مشترك، فإن البث يميل إلى تقوية اختلافاتنا العرقية. • التلفزيون يقوّض الديمقراطية: إن إدماننا على السلطة الراسخة ثقافياً يدفعنا لإعطاء قوتنا إلى التلفزيون. وهي نفس القوة التي تجعلنا نهب قوتنا إلى المخلصين المنتظرين المشجعين على الإنتحار من اجل جولة على ذيل مذنب. نحن عرضة للسير وراء المستبدين بأي شكل كانوا، مع شديد الأسف، رغم ذلك تعتمد صناعة التلفزيون بشكل جوهري علينا وكأننا مصدر لتوليد العائدات. هل نجرؤ أن نسأل، هل هذه سياسة متعمّدة؟ إن التكامل العمودي للإعلام يبدو غير تنافسي نوعاً ما أحياناً.
وحتى عند الاستفادة من الشك ( أي معرفة أناس في تلك الصنعة من ذوي النوايا الطيبة والقلوب المهتمة جداً)، فإن التأثير الصافي هو نفسه. نحن نميل إلى الشعور برغبة وقدر اقل على مزاولة الديمقراطية الشخصية في أعمالنا اليومية. إذ أن ميولنا التلفزيونية نحو الوحشية البلهاء عندما تضاف إلى هذا المزيج، فهل نحن أكثر ميلاً إلى تجريب حكم ذاتي مسؤول؟
هلا نهتم بماندر؟
دعنا نكون معقولين. كتب ماندر كتابه في عام 1977. لذا فإن العديد من المخاوف حول التلفزيون قد هدأت بتطور التلفزيون عام 1997. قبل 50 سنة عندما بدأ البث التلفزيوني الأرضي، لم تتعامل التكنولوجيا سوى مع الإرسال المركزي لقنوات تلفزيونية مفردة إلى المشاهدين المحليين. الزمن يتغير. لذلك أصبحت " اللامركزية المتعددة القنوات" الأنموذج الإعلامي الجديد. وهكذا يتغير الميزان من التلفزيون كعدو نحو التلفزيون كصديق.
قبل أن نلوم وسائل الأعلام، دعنا نقيّم بأن معظمنا يعاني مما دعاه الفين توفلر قبل 20 سنة خلت بـ " صدمة المستقبل". نحن مغمورون جداً بفيض المعلومات والتغيرات التي تأتينا بشكل أسرع مما نستطيع معالجته. قبل 100 سنة، كانت الهواتف والسيارات الأولى تخيف الناس كثيراً. لكن كيف نستعمل الهاتف والسيارة اليوم؟
وإذ تصبح وسائل الإعلام الجديدة "دقة قديمة"، فإنه سرعان ما تخلب لبنا أجهزة فائقة الروعة وتبدأ بالظهور في بيوتاتنا، ومدارسنا، ومجتمعاتنا. وسنبحر " في محيط 500 قناة" تماماً كما يفعل الأطفال. ربما لا نستعمل وسطاء شخصيين لشراء اليخوت من الشاطيء، لكننا سنستعمل التلفزيون لرؤية أي شخص والتحدث معه إن اخترنا ذلك. ويرجع كل شيء إلى خياراتنا الإعلامية.
لندخل العصر الجديد للتلفزيون الرقمي ذي الشاشة العريضة
في حدود العقدين القادمين أو نحوهما، ستستمر محطات التلفزيون المحلية ببث إشارات الموجة الطويلة إلى أجهزة استقبال تلفزيونية مناظرة مربوطة بهوائيات السطح. وعندما تريد تفاعلاً محدوداً، فأن محطات التلفزيون المحلية ربما تعطيك في يوم ما أو تدعوك لشراء "صندوق رقمي رخيص الثمن set-top box [ وهو جهاز يغير الإشارة التلفزيونية الرقمية إلى شكل بحيث يمكن مشاهدته في التلفزيون الاعتيادي] مع مودم من اجل " ممر رجوع تلفوني" إلى المحطة. اضغط على زر في "الرموت كنترول" لتطلب بيتزا فاخرة قياس 12 بوصة مقابل دولارين.
وإذا تحب الأفلام، فإن التلفزيون الجديد العالي الوضوح ( HDTV) سيعطي الصورة الفيديوية حادةً واضحةً كالفلم الأصلي. والأفضل من هذا كله، أن شاشات التلفزيون الرقمية الجديدة تحمل نفس الشكل الأساسي لشاشات عرض الصورة المتحركة. وعند مشاهدة الأفلام على التلفزيون، هل ترى أعلى وأسفل الشاشة ممسوحاً عندما تعرض لقطة كبيرة؟يمتلك التلفزيون الرقمي الجديد نفس نسبة عرض الصورة التلفزيونية إلى ارتفاعها، كالصور المتحركة، (أي 9:16 مقابل 3:4 ) بالنسبة للتلفزيون المناظِر له. وهكذا توقعْ رؤية شاشات عريضة مسطّحة بحدود عام 2010 حيث سيصبح اخف وزناً واخص سعراً.
في هذه الإثناء، نجد شركات الاشتراك التلفزيونية التفاعلية في الصناعات السلكية واللاسلكية والأقمار الاصطناعية تستمر في وعودها لمئات من قنوات البرمجة الرقمية التي تُعطى "عند الطلب" إلى شاشات تلفزيوننا المزدوجة. وعلى الرغم من الاستخفاف الكبير بكل الدعاية الشديدة التفاؤل، فإن التلفزيون التفاعلي موجود هنا حقاً. تمعن في الشبكات التلفزيونية "المتعددة الرسائل" العاملة في اورلندو FL والإسكندرية VA، وحاول إنعام النظر في أكثر من 100 اختبار ومحاولة في تقنيات وخدمات التلفزيون التفاعلية منذ علم 1995 لوحده. إن المستثمرين يجعلون التلفزيون التفاعلي أمراً حتمياً.
وهكذا، فإن الجيل القادم من الأطفال سينشأ بارعاً في استخدام لوحات المفاتيح المتعددة الأوساط الكاملة المرتبطة بشبكة واحدة من الشبكات العالمية. وسيكون التلفزيون التفاعلي أكثر من "صندوق فيديو موسيقي" للترفيه والأخبار. اشترك في الانترنيت المتطور الذي يمكن الوصول إليه على أجهزة تلفزيوناتنا وابدأ برؤية مجال التلفزيون وقوته غداً. ربما في يوم ما ستكون عندنا خدمات التلفون المرئي المربوط بالتلفزيون أيضاً.
هل التلفزيون صديق؟
إن الرسائل الإعلامية التفاعلية تخترع أرضية جديدة على العقل اكتشافها. وعلى خلاف رواد القرن التاسع عشر الذين استعملوا الأنهار وبعد ذلك السكك الحديد لاجتثاث المواطنين المحليين وتوطين الغرب الأمريكي، فإن حدود الانترنيت الذي سنطوره في القرن الحادي والعشرين يجري صنعه من محض خيال. نحن نذهب بجرأة حيث لا احد ذهب من قبل إلى هناك.
وبدلاً من وضع العجلات الفولاذية لقضبان السكك الحديد والتسابق عبر البراري المحاصرة، فإن اندفاع وسائل الإعلام الحديثة تسارعَ في بناء "منظومة نقل ذات محتوى إعلامي" متضمنة هوائيات رقمية، وقابلوات، وأقمار اصطناعية، وصحون مايكروويف، وألياف بصرية، وأسلاك نحاسية، وحتى خطوط كهربائية. وببناء قنوات الاتصال بين الناس الذين يعيشون في كل شبر من الأرض، فإننا نحرث التربة من اجل ازدهار التفاعل.
هل تشعرون بأن هذا لن يكون مفهوماً؟ هل يقلقكم ذلك؟ هل نجرؤ على الغوص أعمق من ذلك؟ أليس التحدث عن كل هذه التقنية الحديثة يوقظ إلى حد ما فزعنا الكبير جداً من الأخ الأكبر؟
يقول بيتر هوبير، كاتب عمود في مجلة "فوربيس" ومؤلف (انتقام اورويل)، " كان جورج اورويل يمتلك رؤية قاتمة عن عالم معزول ومحاصر ثقافياً بالحواسيب المشبّكة networked والشاشات البعيدة حيث أن بضعة أشخاص يسيطرون على كل شيء. لكن التأثير الحقيقي لتقنية الاتصالات البعيدة هو بالضد تماماً. إن أجهزة الإعلام الجديدة اللامركزية بدلاً من ذلك كانت تمثل قوة متحررة. إذ نحن بعيدون من سطوة الأخ الأكبر الآن أكثر من ذي قبل."
لقد تجاوزت خدمات الانترنيت وخدمات التلفزيون التفاعلية الحدود القبلية القديمة. فأي طفل اليوم يمكن أن يحمل المزيد من المعلومات على الشبكة العنكبوتية في الساعة أكثر مما استطاع أسلافنا أن يتعلموه في عمر بحاله. إن المحتوى الإعلامي قد يأتي من أي مكان على الكوكب. تلك هي حرية أصيلة!
وللوقوف على إحدى الطرق التي أصبح فيها التلفزيون ووسائل الإعلام التفاعلية الأخرى صديقاً، يمكننا النظر في الثورة التي أحدثتها في كم "التعليم عن بعد" في أنظمتها المدرسية. إذ ما إن يحصل الطلاب على إمكانية وصول فوري إلى أفضل الأدمغة على الأرض، فإن آفاقهم تتوسع. وما إن يتخيلون بأنهم ينجزون "أحلاماً مستحيلة"، فإن الباقي هي مجرد أمور لوجستية. اعتقد جيفرسون بأن عامة الناس المتعلمين تعليماً كاملاً هم الحارس الأمين للديمقراطية.
هل تدعم مثل هذه المثالية العملية، أم أنت تفضّل الاستغناء عن التلفزيون جملة وتفصيلاً؟ هل تفكر بأن التلفزيون لا يساوي شروى نقير؟
خياراتنا الإعلامية!
وبينما نخطو في القرن الحادي والعشرين، فإن وسائل الإعلام التفاعلية ستصبح مألوفة لدينا. حتى ذلك الحين، تبقى وسائل إعلام الغد صامتة بينما تنتظرنا الشركات الإعلامية اليوم لترى الأشياء التي نفضلها.
في مكان آخر في هذه الطبعة الممتازة لـ Smart TV، الرجاء قراءة المقالات حول الستراتيجيات الشخصية وستراتيجيات المجتمع لرفع نوعية التلفزيون. هنا أريد التركيز على الخيار المركزي المتعلق برغبتها أو عدمها في تغيير طبيعة التلفزيون. لحد الآن يبدو التلفزيون عدواً أكثر منه خصماً. ولا يمكننا تفادي الكارثة إلاّ بتغيير مواقفنا نحو وسائل الإعلام.
في الكتاب، (نسلي أنفسنا حتى الموت)، يستشهد المؤلف بما قاله الدوس هكسلي في موقع (Brave New World)، " يحذّر اورويل [ في رواية 1984] بأننا سنُقهر بظلم مفروض خارجياً. لكن في رؤية هكسلي، ... أن الناس يجنحون إلى حب ظلمهم، ويعشقون التقنيات التي تلغي قدرتهم على التفكير."
يقول بوستمان أن الأحاديث العامة في عصر صناعة الترفيه تغرق في بحر من الترهات، " والمشكلة ليست في أن التلفزيون يقدم لنا مادة مسلية، لكن كل مادة مسلية يتم تقديمها على أنها مسلية."
رغم ذلك لاتقتل الرسول، يقول بوستمان، "كل وسيلة إعلام، مثل اللغة نفسها، تمكّن نمطاً فريداً من الخطاب من خلال إعطاء التوجيه الجديد للفكر، وللتعبير، وللإدراك، وهذا ما قصده ماكلوهان بقوله، "إن وسيلة الإعلام هي الرسالة message".
كذلك قال هذا الفيلسوف الإعلامي مارشال ماكلوهان أيضاً، " إن وسيلة الإعلام هي المساج massage". إن الكيفية التي تدلّك بها رسائل التلفزيون عقولنا متأتية من كون التلفزيون وسيلة إعلام أحادية الاتجاه. لكن مع إمكانية وجود التلفزيون المزدوج الآن، فإن وسيلة الإعلام تدلّك الرسالة مثلما الرسالة تدلّك وسيلة الإعلام. وهكذا فالتلفزيون يشكّلنا مثلما نحن نشكّل التلفزيون.
إن اتصالنا التفاعلي بوسائل الإعلام يزداد. أين يتركنا هذا؟ ماذا يمكن أن نفعل في الحقيقة من اجل تحسين التلفزيون؟ في كل الأحوال، سيصبح التلفزيون على ما نحن نعدّه لذلك.
لعبة توجيه اللوم
هل يصبح التلفزيون موضعاً للاتهام والإدانة؟ هل لديك أية دعاوى تقدمها؟ لو صحّت إحدى التهم الموجهة ضد وسائل الإعلام، إذن لوقعنا في مشكلة هنا في مدينة التلفزيون. لكن ما هو مصدر حزننا؟
إذا ما نظرنا بأمانة إلى التلفزيون وأسبابنا الخاصة لمشاهدته، دعونا نعترف بأن التلفزيون هو هكذا لأن معظمنا يحبه على هذه الشاكلة. ربما لا نحب أن نلوم التلفزيون على كل مشكلة في العالم، لكن أين تتوقف هذه المشكلة؟ عندما نقول بأننا نكره التلفزيون، فهل يمكن أن نكره أنفسنا حقا؟ هل التلفزيون هو فقط تعبير آخر عن اشمئزازنا السري الذاتي؟ النكران ليس نهراً في مصر.
كيف يمكننا ان نطلب من صناعة التلفزيون تحسين مكوناته في الوقت الذي نلتهم فيه الأغذية القليلة الفائدة التي يعرضونها؟ إن تواريخنا الخاصة هي التي تسيِّر تصرفنا، لكن تماماً مثلما يجب أن نمتلك خياراتنا في التخمة أو التدخين أو السكر، فإننا يجب أن نمتلك خياراتنا لملء عقولنا بالأصوات والصور من العروض التلفزيونية الوحشية. ماذا تريد أن تفكر عندما تستلقي مستيقظاً في السرير الليلة؟
التلفزيون هو فقط وسيلة أخرى يمكن أن نستعمله لحملنا إلى أي مكان نريد الذهاب إليه. نحن في مقعد السائق. انظر في المرآة لرؤية مَن يكون وراء العجلة. إن مخاوفنا يمكن أن تتركنا نشعر وكأننا قتلى على قارعة طريق المعلومات السريع جداً، لكن مَن هو الشخص الذي كان يسير أمام الشاحنة؟ كل الأعمال تنطوي على نتائج. دعوني اقتبس شعار والت كيلي، "لقد قابلنا العدو، وهو نحن".
على الجانب الآخر، تتحمل صناعة التلفزيون مسؤولية عرض المحتوى الإعلامي والخدمات الإعلامية التي ترفع حياتنا ومجتمعاتنا. أليس كذلك؟ في أفضل حالاتهم، نجد أن مدراء التلفزيون يشبهون أولئك الموجودين في قناة دسكفري وهم يستعملون بشكل واعٍ وسائل إعلام جديدة أخرى كأداة لتحسين عالمنا. وفي أسوا حالاتهم، فإنهم يشبهون ذلك النفر الموجود في قناة فوكس الذين يبدو أنهم يعتقدون بأن عرضاً للطبيعة نافعاً ينطوي على ساعة من الهجمات الحيوانية الشرسة. هل تفرض رقابة؟ إنني أدافع الآن عن حقنا في مشاهدة هذه السفاسف.
وبينما تجني صناعة التلفزيون أرباحاً في "رفع الوعي"، فإننا لابد أن نرجع إلى استعمالنا الشخصي الخاص لجهاز التلفزيون. إن لعبة توجيه اللوم لا تحل أي شيء أبداً. وإذ لا نحب ما نشاهده على شاشة التلفزيون، فهل إننا راغبون في تغيير عاداتنا في مشاهدة التلفزيون؟
دعوة إلى المعرفة الإعلامية العميقة
تعتمد طبيعة التلفزيون غداً على الخيارات الإعلامية التي نقوم بها اليوم. هل ننمو ونتغير لكي نماشي الزمن؟ فمن حيث اجلس، أجد أن الحل الأكثر فعالية لنا هو تطوير نوع من المعرفة الإعلامية أعمق مما يجري تعليمه الآن في مدارسنا.
في البدء، كان المدرسون يتحدثون عن " المعرفة بالحاسوب" بوصفه القدرة الخام على تشغيل الأجهزة الرقمية الجديدة. ومؤخراً، بدأنا بالتحدث عن " المعرفة الإعلامية" بوصفها القدرة على التفكير تفكيراً تقنياً بشأن المحتوى الإعلامي. وكلتاهما مهارة حيوية. نحتاج إلى معرفة كيفية استخدام كل الأدوات الحديثة في بيوتنا ووظائفنا. لكن هذا غير كافٍ.
وعندما نصبح من مستخدمي التلفزيون الذكي، فإن الأطفال والبالغين على حد سواء من الضروري أن يكونوا أكثر إدراكاً لقوَّتنا ضمن نسيج الحياة. نحن بحاجة إلى "معرفة إعلامية عميقة"، ووعي بتفاعلنا المشترك، ومن اجل أن نقوم بخيارات إعلامية شخصية في سبيل تحقيق أعلى فائدة.
تقول استر دايسون، الإعلامية الشهيرة بأنه "عندما يشعر الناس بأنهم مرتبطون بالعالم يبدون أكثر قوة. ويتمتعون باحترام اكبر للذات ويحدوهم حافز اكبر لاتخاذ الإجراء اللازم بشأن ما يهتمون به من أشياء. عندما يشعر الناس بأنهم يمكن أن يكون لهم تأثير على العالم من حولهم، يصبحون منهمكين سياسياً، ويشعرون بجدوى المجتمع من حولهم."
هل نجرؤ على أن نتوقف على لوم التلفزيون ونقبل المسؤولية عما سمحنا به للتلفزيون أن يكون عليه؟ هل نحن راغبون في استغلال وقتنا وانتباهنا بعناية أكثر؟ هل نحن راغبون في إنفاق دولارنا كأي صوت انتخابي؟ هل نحن راغبون في إخبار الشبكات التلفزيونية عما نريد (هاتف، وفاكس، وبريد الكتروني، وبريد بطيء؟ وهل نحن راغبون في تجريب نشاط آخر؟
عندما نستخدمه بانتباه، فإن التلفزيون يمكن أن يساعدنا في الشعور بأننا مرتبطون أكثر وأقوى من ارتباط الناس الذين تملّكهم ذلك الشعور من قبل في التاريخ الإنساني. بوسعنا أن نستعمل وسائل الأعلام التفاعلية الجديدة كوسيلة لخلق الإحساس الكوني لمزاولة الديمقراطية الشخصية والحكم الذاتي المسؤول.
هل تبدو هذه مهمة رهيبة؟ إن الأمل لا ينبغي أن يكون غافلاً عن الحقيقة، والشك يجب أن لا يفسح المجال للتهكم. إن الإيمان بأحلامنا يحفّز الخيارات التي تساعد في تحقيق تلكم الأحلام. وإن رؤانا تخلق حياتنا مثلما حياتنا تخلق رؤانا.
إن عالمنا السريع التغير هو مكان مشوش مخيف هذه الأيام. لماذا ننكر خوفنا الطبيعي من المجهول؟ نحن نملك في داخلنا كل القوة التي نحتاجها لتحويل وسائل الإعلام وأنفسنا إلى قوة حيوية نحو الأفضل في عالمنا.
وأخيراً، يعتمد مستقبل التلفزيون على خياراتنا الإعلامية اليوم.
----------------
المصدر:
Ken Freed. Media Visions Journal. 2002.
#رمضان_مهلهل_سدخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحافة في العالم العربي : 100 عام من الحرية المكبوتة
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|