لبنى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عاد موسم الحج و العيد و عادت صرخات الخراف و مشاهد الذبح و الدم و الوحشية العشوائية التي دفعت دولة من كبري مصدري اللحوم كاستراليا إلى رفض تصدير خرافها إلى مصر مما ساهم في رفع الأسعار و زيادة الأعباء على كاهل المواطن المشوي أساسا بالغلاء, فأسعار الاحتياجات الأساسية تفوق طاقة غالبية المواطنين من محدودي الدخل أو بالاحرى مهدودي الدخل فما بالنا بأسعار اللحوم التي زاد ارتفاعها بسبب نقص المطروح في الأسواق المحلية نتيجة تفشي الأمراض و الحمى في المستورد من السودان و الصومال
جميل أن نحتفل بالعيد أو ذكرى حدث تاريخي معين و خاصة اذا كنا نسعد الفقراء...... و لكن هل ما مازلنا ُمصرين على إتباعه من مظاهر احتفالية متوافق و روح العصر في ظل المتغيرات الكثيرة؟ أو بمعنى أدق هل حقا اللحوم هي أكثر ما يحتاج له الفقراء في ظل الظروف الحالية ؟ أم إن لديهم أولويات أخرى كثيرة قد توفرها الأموال التي تصرف على الأضاحي, تلك الضرورات التي فرضها العصر و لم تكن موجودة في عهد الرسل و الأنبياء حين كانت كل طموحات الإنسان لا تتعدى المأكل الذي لم يكن أصلا متوفر غيره؟.....هل حاجتهم للحم الآن اشد إلحاحاً و ضرورة من حاجتهم للدواء أو الملابس الواقية من البرد القارص أو لبن الأطفال أو.... أو......؟
و هل إن كانت الكهرباء و الوسائل الحديثة للذبح متوفرة في عهد الرسل كان قد تم الذبح بالطريقة البشعة التي مازلنا نصر عليها الآن؟ الطريقة التي نرفض غيرها و نعتبره حرام و كأن استغلال التطور التكنولوجي للرفق بالحيوان و التخفيف من ألمه و فزعه من حدة الساطور ضد مبادئنا الدينية التي من المفترض فيها الرحمة!
هل تعودنا أن َنتبع العادات الموروثة دون أن نفكر و ندقق و نوزن الأمور في ظل المعطيات العصرية الجديدة؟هل تحولنا إلى أجساد تحمل عقولا لا تفكر و إنما تتشنج من اي محاولة للتطوير؟ هل ما توصل إليه السلف و اعتبروه "سنن" غير قابل للتعديل و الاستفادة مما توصل إليه العقل البشرى الذي هو في الأساس هبه من الله و نعمة على الإنسان الاستفادة بها؟
كانت تلك مجرد تساؤلات لا اعتقد أن أوانها قد فات.............عيد سعيد
#لبنى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟