مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إن الحديث عن التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا يعني اليوم باختصار شديد إما التعويل على تغيير يبادر إليه النظام إما اختيارا أو تحت ضغط الاحتجاج الشعبي أو يفرض عليه بالقوة , إما بقوة الخارج أو عبر انتفاضة شعبية عارمة..هذا واضح لدرجة البداهة..أما عن الإصلاح من داخل النظام فهو ليس إلا مزحة سخيفة لا معنى لها , لقد أظهرت سياسات النظام منذ أن أطاح بربيع دمشق أنه منيع على كل دعوات الإصلاح و التغيير مهما كانت درجة جدية و إخلاص أصحاب هذه الدعوات..بالمقابل فإن من يقصد بالتغيير الديمقراطي الخضوع لأي احتلال قادم و الامتثال لأهدافه فإنه لا يدعونا فقط إلى نوع غريب هجين من "الديمقراطية" بل يطالب الجماهير السورية بدفع ثمن باهظ جدا تلبية لأغراض هذا الاحتلال و في النضال التالي للتخلص منه , هذا يجعل قضية التغيير الديمقراطي , كما يقول المنطق و تؤكد الضرورة , قضية الجماهير السورية و يضع في أيديها مهمة إنجاز هذا التغيير الذي يشكل حالة انعتاقها من قهر و نهب و قمع النظام القائم , و في ظل الظروف الحالية يبدو أن الخيار الحقيقي لإنجاز التغيير الديمقراطي يتمثل في انتفاضة شعبية شاملة غير مسلحة و ذات مطلب ديمقراطي صريح لا يقبل المساومة..إن سياسات النظام تدفع باتجاه الصدام الحتمي مع الجماهير..يبقى هنا أن نوضح للجماهير ضرورة تحويل هذه المبادرات الآنية للاحتجاج إلى ثورة شاملة شعبية غير مسلحة تشمل كل فئات الشعب السوري دون استثناء و أوسع مناطق الوطن بهدف تحجيم قدرة النظام على قمع هذه الاحتجاجات..إن الطابع الفئوي أو الطائفي أو المناطقي لأية تحركات احتجاجية ستبقى قاصرة و سيسهل على النظام قمعها و احتوائها ما لم تشمل كل فئات الشعب , من الضروري هنا التشديد على أن قضية التغيير الديمقراطي , قضية التحرر من قهر و نهب النظام , هي قضية كل فئات الشعب السوري , قضية كل المهمشين و المسحوقين من كل الطوائف و الفئات و القوميات..لا يمكن أن نصف أية مغامرة يقوم بها انتهازي ما من داخل أجهزة النظام بالتغيير الديمقراطي و لا أيضا أن يقوم رجال المارينز بإزالة نير نظام بشار عن كاهل الجماهير السورية ليضعوا مكانه نير جديد , نيرهم الخاص ؟!!..يمكن تجاوز كل عذابات الاستسلام الحالي لقهر النظام أو عذابات أي احتلال قادم بتفهم ضرورة الانتفاضة الشعبية و ضرورة الانخراط فيها من كل أصحاب المصلحة في إنجاز تغيير ديمقراطي جذري عميق , يمكن تصور لحظة قريبة يكون فيها الشعب السوري سيد نفسه , يمكن تصور حياة أفضل لكل السوريين , نحن هنا بحاجة لنثبت لكل سوري بأنه هو مع بقية السوريين من سينتزع حريته و حرية كل سوري من عسف النظام , نحن اليوم بحاجة جميعا لنثقف الجماهير بإمكانية انتزاع حريتها بل و حياتها من قبضة النظام , لنبدأ التحضير للانتفاضة القادمة , للحرية......
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟