أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي بهنام المالح - الصحافة الحرة وامكانات بناء مجتمع معاصر














المزيد.....

الصحافة الحرة وامكانات بناء مجتمع معاصر


سامي بهنام المالح

الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اثار قانون الصحافة الذي وافق عليه برلمان اقليم كردستان في 11 من ديسمبر الجاري، موجة من القلق والتذمروالاحتجاجات في الوسط الثقافي والاعلامي العراقي والكردستاني. ولقد شاهدت كردستان، في اعقاب اقرار القانون، تحركا نشطا لمجموعات كبيرة من الصحفيين والمثقفين بهدف اقناع السلطات والبرلمان في الاقليم على سحب اقرار القانون المذكور ورفض العمل به. وفي لقاء بين ممثلي نقابة الصحفيين مع رئيس الاقليم السيد مسعود بارزاني طالب الصحفيين عدم التوقيع على القانون، كما طالبوا باعادة طرحه للمناقشة والدراسة من قبل الصحفيين ومنظماتهم المهنية بعيدا عن التسييس والتحزب وتدخل السلطات.

حسب العديد من رؤساء تحرير الصحف اليومية والاسبوعية والصحفيين المعروفين، تضمن القانون الذي اقره برلمان الاقليم على نصوص وفقرات، تحد كثيرا من حرية الصحافة وتقيد العمل الصحفي المستقل، وتعرض الصحفيين الى عقوبات غيرمألوفة واجراءات لاتنسجم مع دور ومكانة ومهام الاعلام والصحافة الحرة في المجتمعات المعاصرة والتي تدعي بالديمقراطية.
من المعلوم ان الصحافة الحرة الغير حزبية والتي لاترتبط بالسلطة ومؤسساتها، قد شهدت حضورا فعالا وتطورا ملفتا في العراق عموما و في كردستان خصوصا. ولقد لعبت،في السنوات الاخيرة، دورا هاما وجديا، في نقل الخبر وعكس الواقع ومتابعة الاحداث، وساهمت في تطويرالقيم الحظارية والوعي السياسي، وفي اثارة الرأي العام وتسليط الضوء على حياة الناس وحاجاتها ومعاناتها، كما انها راقبت وانتقدت بشكل مهني اداء الحكومة والمؤسسات المختلفة الاخرى، فضلا عن المساهمة الجدية في تنشيط الحواروالثقافة والعمل الفكري.
من المؤكد ان ولادة الصحافة الحرة المستقلة عن السلطة والاحزاب الحاكمة، لم تكن عملية سهلة ويسيرة في بلد عاش ظلام الدكتاتورية وقمع الحريات لعقود من الزمن.
فكان من الطبيعي ان ترافق هذه الولادة، ومن ثم النمو والتطور والاستمرارية، بعض التجاوزات والاخطاء. فالحرمان والتوق الى حرية التعبير والمشاركة من جهة، ومحدودية التجربة والخبرة المهنية من جهة اخرى كانت وراء بعض التجاوزات وسوء استخدام الصحافة والاعلام الحر. غيرانه لابد من التأكيد، بان تلك التجاوزات لم تشكل ظاهرة، ولايمكن ان تقاس ابدا بالانجازات والمساهمات والخدمات الجليلة التي قدمتها الصحافة الحرة، وعليه لايمكن القبول ان تساق تبريرا للتشكيك بجدوى واهمية ودور الصحافة الحرة المسؤولة، او لسن قانون يحد من حريتها ويهدد وجودها وينسف امكانات ادائها لمهماتها الاساسية ويعيق نموها كي تصبح سلطة الشعب الرابعة.

في الواقع، ان الصحافة والاعلام الحربحاجة الى سن قانون تقدمي معاصر، قانون يحمي حريتها ويضمن لها العمل والتطور بمهنية واستقلالية كي ترتقي الى تحمل مسؤولياتها الكبيرة، ولاسيما في هذه المرحلة الخطرة والحساسة.
فالصحافة الحرة هي بمثابة عين الناس الساهرة، وهي منبرها ورئتها التي تتنفس من خلالها. وهي من اكثر وسائلها فعالية للتعبيرعن الرأي والموقف والمساهمة في مناقشة كل ما يدورحولها، ولتقديم الملاحظات والمقترحات والانتقادات البنائة بالاضافة الى تقييم اداء اجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة. وباختصار فالصحافة الحرة المسؤولة هي الوسيلة الاخطر والافعل لاستنهاض الجماهير وتعبئتها في عملية بناء المجتمع وازدهاره.
ومن جهة اخرى، يمكن للصحافة الحرة ان تشكل رقابة واعية ومسؤولة، المهمة الضرورية جدا لمتابعة وتقييم ممارسة السلطة ومدى الالتزام بالدستور وتطبيق القوانين والسياسات والبرامج المعلنة، وعكس كل ذلك، باستمراروبامانة للشعب.
ان هذه المهمة الاساسية هي في الواقع جهد ابداعي وطني، لايمكن للسلطة المنتخبة ديمقراطيا ولمؤسساتها ورجالها الاستغناء عنه أبدا. ان هذا الجهد الواعي الجريْ هو الذي يضعهم امام المسؤوليات، ويفرض عليهم العمل باخلاص ونزاهة وشفافية، ويساعدهم على فهم اهمية التفاعل مع الجماهيروتفهم حاجاتها ومعاناتها وامالها وطموحاتها. انه جهد هادف يساعدها ان تتخلص من نزعة الاستأثار وسوء استخدام السلطة، ويخلق لديها المناعة للوقوع في شراك الفساد والبيروقراطية والاستعلاء والانكفاء وتكريس قيم الدكتاتورية وخنق الحريات والديمقراطية.

لقد باتت الصحافة الحرة حقيقة قائمة، وضرورة تفرضها عملية تعزيز وصيانة وتطويرالديمقراطية في المجتمعات المعاصرة. فهي حقا سلطة رابعة تلعب دورها الفعال في ادارة وتوجيه المجتمع وديمومة الممارسة الديمقراطية على كل المستويات.
من المفرح ان رئيس اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني قد وعد وفد الصحفيين الذي التقاه مؤخرا بانه لن يوقع على القانون المقر في البرلمان، حسب تصريحات رئيس نقابة الصحفيين في كردستان السيد زيرك كمال لجريدة (ئاوينه – المرآة) الصادرة في كردستان.
لقد اظهر الصحفيين والجمهرة الواسعة من المثقفين المتضامنين معهم في كردستان والعراق عموما، حرصا وشعورا عاليا بالمسؤولية يستحق التقدير. ونحن اذ نتضامن مع كل الخييرين للدفاع عن الكلمة الحرة وعن حرية التعبير والرأي كحقوق اساسية للمواطن، نتمنى ان تثمر جهودهم ونشاطاتهم الرافضة للقانون المذكور في الدعوة لسن قانون تقدمي عصري يضمن استقلالية وحرية الصحافة، ويصون كرامة الصحفي وامنه خدمة لبناء مجتمع معاصر ديمقراطي مستقر ومزدهر.



#سامي_بهنام_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن – من ادوات بناء الديمقراطية وصيانتها
- تركيا بين المراوحة في القديم وخيار السير نحو الحداثة
- في الذكرى العاشرة لرحيله توما توماس رمز كفاح شعبنا و وحدته
- الوطن بيني و بين صديقي التركماني
- نعم للتظاهرات السلمية و لا للعنف القمع !
- ثلاث سنوات على سقوط الصنم العراق الى اين؟
- التنمية و الامن و حقوق الانسان ملفات الوطن الدامي تنتظر تشك ...
- ماذا ينتظر الانسان العراقي من الحكومة المقبلة
- شعبنا الكلداني الاشوري السرياني و الدستور
- تبعيث التعليم من اخطر جرائم نظام البعث البائد
- تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ض ...
- تيار ديمقراطي فاعل من اجل تطوير العملية السياسية و ترسيخ الد ...
- لا لقضم الديمقراطية ولا لحرمان الناس من ممارستها
- تضامنا مع جماهير سهل نينوى
- تمنيات للعام الجديد
- الدفاع عن المسيحيين، دفاع عن مستقبل العراق
- الى ذكرى الشهيد عبدالمطلب كمال العزاوي ـ ابو سعيد


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي بهنام المالح - الصحافة الحرة وامكانات بناء مجتمع معاصر