|
مفاهيم جديده عن البيئه
هادي ناصر سعيد الباقر
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:39
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
علم البيئة يلعب دوراً رئيسياً في تنشئة العقل.. فيجيب على رغبتنا الطبيعية في الاطلاع التي تستيقظ عفوياً منذ سن الطفولة. وهل هناك ما يسترعي الانتباه اكثر من روعة البيئة بتوازنها المتقن وجمالها الرائع؟ اهنالك ما يثير الاهتمام اكثر منها، وهل يمكن للشعورألاّ أن يكترث بمظاهر الحياة مع انه وليد البيئة؟ فالبيئة تمثل نظاماً لا يمكن التعويض عنه، تنمي حب الملاحظة ،وتنقي الادراك .. تتخلى عن الاحساس بتعقيد الواقع ، وانها تتسبب في الوقت نفسه الى العلم والفن لانهما احد نتاجاتها ..والبيئة تطبق طرق المعرفة الوصيفة على حقيقة قريبة جداً من الانسان ،فتتمازج مع محتوى عاطفي ،فهي باختصار ترضي الذكاء وتلمس العاطفة ..ان القوانين التي تحكم البيئة بتوازن متقن تنطبق على الانسان انطباقها على الكائن وحيد الخلية وكذلك هي كافية لتوضيح وحدة الحياة ووحدة الوجود وتأكيد القربى بين كافة الاحياء والانتماء الى وحدة بناء الكون الاساسية (الذرة ومكوناتها) . عندما نهتم بالشؤون الانسانية لانجد لها معضلة كبيرة الا و لها مظهرها البيئي،واسبابها واساسها البيئي ومعطياتها البيئية ..فالحد الادنى من المعرفة البيئية هو ضرورة للفهم . وكل من وحدة الاصل والشبه الانساني يقودنا الى مفهوم الوحدة الانسانية والاخوة الانسانية ووحدة الحياة باشتراك الاحياء بانتمائهم الى الخلية والتراب ..يقودنا الى مفهوم وحدة الحياة واخوة الحياة..ويحتم احترام الحياة وعدم العبث فيها ووحدة الوجود بالاشتراك بوحدة البناء (الذرة)يقود الى مفهوم وحدة واخوة الوجود..ويحتم احترام البيئة وعدم العبث فيها. الانسان والبيئة الانسان هو نتاج تفاعله المستمر مع البيئة فهو في تأثير وثأثر معها ..فهو ابن البيئة يشترك مع كل الموجودات بوحدة البناء الاساسية (الخلية الحية) اولا و(الذرة) ثانيا . وان الذي جعل الانسان على ما هو عليه هو مجموعة:الظروف البيئية المادية وغير المادية المحيطة به، وانه بتغير هذه الظروف والمؤثرات سيتغير الانسان كائنا وكينونة، جسما ووظائفا بيولوجيا وفسيولوجيا ووعيا وجهازا عصبيا مركزيا. ان من يعيش على الجبال يختلف عمن يعيش في السهول والبحار والشواطئ والاهوار في ملابسه ..وطراز بناء بيته ..واثاثه ..و احكامه وعاداته وقيمه ..حتى في تركيب اعضاءه الداخلية كالقلب وسعة الرئتين ..فنحن نجد البشر متباينين جداً :لا اصلا ولا امتيازا مختارا: بل بسبب التأثر والتأثير ..فكل شئ يؤثر في كل شئ مهما كان نوع التاثير كبيرا او قليلا، كيمياويا او فيزياويا.ان هذه التاثيرات المتبادلة مع بعضها نستطيع ان ندركه وبعضها ما زال في المجهول ولكن لا يمكن انكاره. وحدة البيئة البيئة بقسميها الطبيعي والحياتي والبشري : لاتقبل التجزئة ولا نقبل التعميم: بل هي كل متجانس يسير وفق نظام متوازن لا يسمح لاي من عناصرها بالشذوذ والتفرد هذا يؤدي الى خلل بتوازن مكوناتها الاخرى ويؤثر فيها .. كما ان البيئة لا تقبل التعميم : لان في التعميم الغاءا لدور العناصر الجزئية فيها التي تكون مجموع خصائص وتفاعلات كل نظام الجزيئات في الصوره العامة المتوازنة ... فهي وحدة ارتباط وتفاعل ، وليست وحدة تجمع .. اي ان غياب اي جزء منها يؤدي الى غياب الكل . ان هذه الحقيقة البيئية تقودنا الى ان نقر بانه : ولو ان المبدأ الاساسي لكل نظام بيئي طبيعي او اجتماعي هو : تقسم العمل ، الا ان المعرفة الانسانية وحدة متكاملة ، وتجزئتها ضرورية ملحة ثقافية .. ولكن الابقاء على التجزئة والامعان في التمييز بعثرة للعقل الانساني وخلق لمشاكل سوء الفهم ,وقصر النظر الى جانب التحيّز والضلالة ، الامر الذي يعاني منه المجتمع الانساني اليوم ( كمشكلة من مشاكل البيئة البشرية ) . يجب النظر الى البيئة على انها مرتبط اجزاؤها وعناصر ها مثل ارتباط اجزاء الوقت : فالثانية متصلة بالدقيقة ومكملة للساعة ، وليس كمثل قبضة مملوءة بالقمح . وعناصر البيئة التي هي اجزاء عامة من البيئة لا يمكن ان يتم فهمها تماما اذا نظرنا الى كل منها منفصلا عن الاخر وان علاقاتها المتبادلة تؤدي الى قيام نظام ديناميكي دائم الحركة والتطور والتغيير في مناطق كثيرة وفي ازمان مختلفة . وهنا يبدأ واضحا" لدينا انّ كلا" من مفهوم الديمقراطيه والفدراليه وحق ممارسة الانتخاب تستمد قوانينها من القوانين التي تحكم نظام الطبيعه في عموم الكون .
#هادي_ناصر_سعيد_الباقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الانسان
-
الصراع بين الماديه والروحيه هو اساس مشاكل الانسانيه وحروبها
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|