|
استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل
حسين علي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:44
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
من الأفكار الرئيسية في أي مناقشة لإعداد المعلم أن نحدد ما الذي ينبغي عمله في سبيل إعداد المعلمين لعملهم 0 فإذا نظر إلي التدريس باعتباره نقل معلومات للتلاميذ ، وإذا كان من غير المتوقع أن يتعلم جميع التلاميذ تعلماً جيداً 0 فإن المرء يستطيع أن يقدم الحجج بأن المعلمين لن يحتاجوا لأكثر من إتقان المعرفة بالمادة الدراسية بحيث يستطيعون أن يلقوا دروساً 0 ومن السهل لهذا النوع من التدريس أن نخرج المعلمين من كليات الآداب والعلوم وقد يكون هذا إعداد كافياً لهم 0ولكن إذا كنا في حاجة إلي معلمين قادرين على ضمان تعلم ناضج للتلاميذ الذين يجيئون إلي المدرسة بمستويات مختلفة من المعرفة السابقة ، وأنهم يتعلمون بطرق مختلفة ، فإن المعلمين في حاجة إلي أن يكونون مخططين يعرفون قدراً كبيراً من المعرفة عن عملية التعلم ولديهم حصيلة كبيرة من استراتيجيات التدريس 0 ولقد تعرضت كليات التربية وأقسامها لنقد شديد خلال القرن الماضي 0 وجانب من هذا النقد وخاصة بعد أن دمج مدارس إعداد المعلمين في أقسام الجامعات ، وظهور ما يسمي " توحيد مصدر إعداد المعلم " ، ويبدو أن كثيراً من برامج إعداد المعلم تفضل النظرية على التطبيق إلي حد كبير 0ومن الانتقادات التي توجه لبرامج إعداد المعلم التقليدية عدم كفاية وقت الإعداد ، وطرق التدريس غير المهمة أو السيئة ، والتجزئة في المعلومات والعناصر التي يتم دراستها أو منهج التعلم السطحي 0 ويشكو العراق من نقص الكفاءة المهنية للمعلمين وقصور خليفتهم العلمية والثقافية ، وأسباب ذلك معروفة للجميع ، منها أسلوب اختيار المعلمين الجدد وتخلف طرق تأهيلهم ، وعدم مداومة تدريبهم ، وعدم توفر الحافز لديهم ،وهذا يعني حاجتنا الماسة إلي تغيير جذري في سياسة تأهيل المعلم العراقي ، والتخلص من الأساليب القائمة علي التلقين واستبدالها بأساليب التعلم الجديدة 0 والإستراتيجية التي تقترحها لإعداد معلم مدرسة المستقبل تبني على التصور التالي : 1- تحديد معايير علمية وتربوية وثقافية وصحية ملائمة لانتقاء المعلمين تمكن من ترغيبهم بعلمهم وتحفيزهم لتطوير ذواتهم وخبراتهم 0 2- الاهتمام بالإعداد المسبق للمعلم في جميع مراحل التعليم وبخاصة في كليات التربية ولمدة خمس سنوات ، بحيث تكون السنة الأخيرة للتدريب وبعدها يحدد قبول المعلم من عدمه في مهنة التعليم 0 3- التدريب الميداني خلال سنوات الدراسة لفترة كافية داخل المدارس ، وكذلك علي شكل فصول مصغرة داخل مؤسسات الإعداد مع الملاحظة المستمرة من قبل أساتذة المناهج وطرق التدريس ، وعلم النفس التربوي 0 4- أن يتوافر في مؤسسات إعداد المعلم برامج تربوية محكمة البناء أكاديمياً وتطبيقياً 0 ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تحسن مستوي البحث والتجريب والتطبيق التربوي 0 5- إدخال مقررات جديدة في المعلوماتية وطرائق استخدام التقنيات الحديثة في التعلم ضمن مناهج إعداد المعلمين 0 6- وضع خطة زمنية لإعادة تأهيل المعلمين القدامي في كليات التربية ، وفي مراكز التدريب ، وذلك في إطار خطة متكاملة للتجديد التربوي 0 7- وضع آلية ثابتة لتقويم أداء المعلم من قبل المتخصصين في القياس والتقويم التربوي 0 8- تكثيف الدورات الخاصة بتغيير المفاهيم القديمة إلى مفاهيم وأهداف تربوية جديدة تتلائم ومتطلبات العصر مع التأكيد على تفعيل التعلم التعاوني في المدرسة0 وأخيراً فإنه بالعمل لا بالشعارات ، يمكن أن نعد معلماً – معلم مدرسة المستقبل – قادراً علي بناء السلوك البشري ومواكبة ثورة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات ، وأن يحقق مطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية 0 ولن ننجح في بناء هذا السلوك بدون تنظيم وتنسيق بين المؤسسات التعليمية والتربوية وسائر مؤسسات التربية غير النظامية " وسائل الأعلام ، والأسرة ، 0000 الخ "، وعلينا في مؤسسات إعداد المعلم أن نعمل علي : أ – توافر القاعدة المعرفية ، وهو أمر في غاية الأهمية ، فلا يمكن لمعلم لا يملك القاعدة المعرفية المناسبة أن يقوم بالتدريس والنجاح فيه ، فالقاعدة المعرفية في مجال التخصص أمر محوري في مهنة التدريس 0 ب – توافر المهارات الفنية ، فالتدريس أصبح فناً له مهاراته واستراتيجياته الخاصة والتي لابد وأن تتوافر في المعلم الجيد الذي يسعي لنقل المعرفة والتراث ، ويساعد في عملية التنشئة الاجتماعية ويعد جيلاً مدرباً للعيش في القرن الجديد ، ومن غير هذه المهارات الفنية لا يستطيع المعلم أن يقوم بدوره 0 جـ – توافر الملاحظات الصفية أو التدريب الميداني للطالب المعلم قبل التخرج ، حيث يتمكن من خلالها أن يتعلم كثيراً من الأمور إذا تم إجراؤها بطريقة علمية منهجية سليمة 0 د – تقديم محاضرات وندوات وورش عمل تدريبية للمعلمين القدامي ، كل هذه العمليات تسهم في تطوير أداء المعلم وزيادة حصيلته المعرفية ورفع مستوي أدائه الوظيفي.
#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشراكة بين المدرسة والبيت
-
الديمقراطية وخلق المفاهيم الجديدة
-
ماهي مناهجنا لتعليم حقوق الإنسان؟؟
-
الحاكم والمثقف
-
الشباب العربي.. مشكلاته وقضاياه
-
كيف نستطيع أن نخلق جهازا تربويا يحمل رسالة
-
صياغة مفاهيم جديدة
-
العنف والإرهاب وأسبابهما
-
لمن تكون انتماءاتنا؟
-
بناء الديمقراطية
-
المفهوم الحديث للتسامح
-
الدين والدولة .. قراءة في الواقع العربي
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|