جميل حنا
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:29
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في خضم الصراع العنيف الذي يسود في بقاع مختلفة من العالم ,يثير جدل عميق في مختلف أوساط المجتمع من معاهد الأبحاث والجامعات والعلماء والمحللين السياسيين والأحزاب والهيئات والمنظمات العالمية والناس العاديين في كافة بقاع العالم ,عن أسباب العنف والحروب الداخلية والخارجية , ومجازر الإبادة العرقية الجماعية ألدينية والإثنية في بعض المناطق من العالم , والإرهاب الذي ينتشر على الساحة العالمية. وتختلف الآراء بحسب العقائد الدينية والسياسية ومستوى الوعي الثقافي العام للناس والمنشى الديني والقومي والمكان .كل جهة وفرد يعطي التفسيرات التي تنسجم مع منطقة الفكري . وبغض النظر عن اختلاف الآراء حول هذه القضايا . إلا أن هناك إجماع عام بالرأي بأن منطقة الشرق الأوسط وخاصة بلاد ما بين النهرين تنال حصة الأسد من هذه المآسي الفظيعة . وتعاني شعوب المنطقة من أزمات اقتصادية خانقة وحرمان من حرية الفكر , وتناحر ديني ومذهبي ,وصراع على السلطة والثروة .ويعاني العراق منذ الاحتلال وسقوط النظام الديكتاتوري في التاسع من نيسان عام 2003 من حرب أهلية وعمليات إرهابية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والمشوهين وملايين المشردين داخل الوطن وخارجة . ويتعرض الشعب الآشوري المسيحي إلى أبشع حملة إبادة عرقية جماعية تستهدف القضاء على كيانه القومي باعتباره الشعب الأصيل للعراق وبسبب عقيدته الدينية . وبعد الغزو الأمريكي أصبح أبناء الأمة ألآشورية بمختلف مذاهبهم من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكلدانية والكنيسة المشرقية هدفا للهجمات الإرهابية من قبل المتطرفين والتكفيريين الإسلاميين. ويتعرضون إلى عمليات التطهير الديني وتعرضت كنائسهم إلى انفجارات مدمرة وتم قطع رؤوس رجال الدين وفرض الجزية والاستيلاء على ممتلكاتهم وسبي النساء , وإجبارهم على اعتناق الإسلام أو إرغامهم على الهجرة .وهذا ليس الشيء الوحيد الذي يتعرض له هذا الشعب . بل هناك الأفظع من كل هذه الجرائم الإرهابية . المخطط الإرهابي المنظم الذي تنفذه السلطات الحاكمة المتمثلة ببعض الأحزاب الشيعية والكردية في العراق, والتي استولت على مقدرات البلد بواسطة جيش الاحتلال الأمريكي . وتجلى مواقف هذه الحكومة العنصرية من خلال ما كرسته في الدستور الدائم , من إلغاء وتهميش الدور الحضاري والتاريخي والثقافي والديني للشعب الأشوري في العراق.ونكران حقوقه القومية في الأرض والسلطة والثروة كشعب باني أحدى أعظم الإمبراطوريات على أرض بلاد الرافدين أرض آشور العظيمة ونكران حقوقه القومية في الأرض والسلطة والثروة .إرهاب الإسلاميين المتطرفين والمخطط الإرهابي المنظم التي تمارسه السلطات الحاكمة بعنف في العراق بواسطة ميلشياتها التي تزرع الرعب والقتل والتعدي على كرامات الناس وعمليات السلب والنهب للممتلكات كل هذه الأعمال الإجرامية أرغم مئات الآلاف من أبناء الشعب الآشوري أن يهاجروا أرض آبائهم وأجدادهم قسرا , بعدما كانوا هم الأصحاب الشرعيين لهذه الأرض منذ أكثر من ستة آلاف عام .أصبح هذا الشعب مهددا ببقاء كيانه في العراق . حيث تؤكد تقارير الأمم المتحدة والمنظمات العالمية بأن عدد اللاجئين العراقيين إلى الخارج تجاوز الملونين بكثير ويشكل المسيحيين المهاجرين 42% .وهذا يشكل كارثة حقيقية على الحفاظ على وجودهم في العراق .وكما ذكرت في البدء هناك آراء وتحاليل مختلفة حول الأعمال الإجرامية التي تطال المسيحيين في العراق والدوافع الحقيقية للقضاء على كيانهم القومي . وتتعدد الأسباب والأهداف والدوافع وراء هذه الممارسات اللاإنسانية واللامنطقية , ومنها أسباب عقائدية وسياسية وثقافية ومصالح اقتصادية وتعصب ديني وقومي أو بسبب الهيمنة الأحادية على القرارات الدولية , والصراع بين مختلف الثقافات العالمية .والبعض الأخر يحمل أفكار بعض المحللين السياسيين والمفكرين أو تصاريح بعض الساسة أو بضع رسوم كاريكاتورية سببا مباشر للهجمة الشرسة .ونذكر على سبيل المثال أفكار الأيديولوجي الأمريكي صاموئيل هونتيغنون التي انتشرت بسرعة هائلة في العالم وخاصة بعد إنفجارات الحادي عشر من أيلول 2001.
- صاموئيل هونيتيغنون يقدم طروحاته النظرية (صراع الحضارات ) في شرح مفصل للتحولات الأساسية في التاريخ وعصرنا الحالي واصطدام الأديان .وأفكاره مبنية على أسس أيديولوجية , يظهر فيها التناقضات القائمة بين الشعوب ومختلف الحضارات بغض النظر عن الفروق الواقعية الكائنة ضمن كل مجتمع بحد ذاته .أنه يقدم تحليل يخدم مصالح من يؤمنون بهذه الإستراتيجية حول التاريخ القومي والسياسة القومية وحسب رأيه فأن المبادئ والأديان والتقاليد الثقافية تحرك التاريخ .وهو يقدم الحضارة الغربية كعدو محتمل ضد الحضارات الأخرى ومع الإسلام .بعض وسائل الأعلام الغربي كرس هذه الأفكار للبحث عن العدو الجديد . وهذه الأفكار بالطبع تولــد وتعمق مشاعر التعصب الديني حسب بعض المحللين السياسيين. إن مجرد طرح هذه الافكار او التحاليل النظرية للوضع العالمي في الوقت الراهن ومواجهة هذه الأفكار بالعنف يعبر بشكل واضح عن الازمة الحادة التي يعيشها العالم ومراحل التطور الذي يمر به ما يسمى النظام العالمي الجديد .
ويعتقد البعض ان هذه الافكار تحمل قدراً كبيراً من المخاطر المغذية للصراع او الاختلاف بيـــــــن الاسلام وبين الغرب ، وتحويل الخلاف القائم أصلا إلى خلافـات وصراعــات حادة حقيقية تدفع العالم نحو القلاقل الدائمة او تعميق الخلاف اكثر بين الشمال والجنوب . وهـــؤلاء البعض يضيف بأن هذه النظرية قد تكون مناسبة على صعيد الخلافات الثقافيــة ،ولكن عندما تتطرق إلى الأمور العقائدية أنها تـبث روح الحرب .وخاصة أذا لم تحل الكثير من مشاكل الحياة الاجتماعية والسياسـية والاقتصادية والديمقراطية والحريات العامة في الدول العربية والإسلامية.انتقل وسينتـــقل الكثير لاسباب الفقر والحروب الدينية والمذهبية والصراع السياسي واستبداد الأنظمة بأعداد كبيرة للهجرة إلى دول الغرب .
الهجمات الإرهابية التي نفذت في الحادي عشر من ايلول 2001 ضد امريكا وما قـــــبله وبعده من عمليات ارهابية في بقاع مختلفة من العالم تعرض لها المسيحيون وخاصة في العراق و لبنان ومصر والسودان ودول آخري في العالم يحكم فيها المسلمون . يمكن للمـرء ان يقدم أسباب وتفسيرات مختلفة عديدة لحدوث هذه العمليات الإرهابية ,ولكن ليس كما يروق للإرهابيين تفسيره وتبرير افعالهم حسب منطقهم الفكري الارهابي . ويضـــعوا في مقدمة الاسباب التي تدفعهم للقيام بهذه الاعمال هي الاوضاع الاجتماعية السائدة في اوطانهــــــم والفقر النامي في دولهم .فبإعلانهم الجهاد المقدس ضد الغرب المسيحي الكافر قد ابتعدوا كليا عن العمل والكفاح الذي يــؤدي الى تغيرات في مجتمعاتهم لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الانظمة المستبدة التي تحكم هذه الدول حسب دساتير مستمده من الشريعة الإسلامية . أو أنهم يسعون للسيطرة على الحكم في هذه البلدان ليطبقوا الشريعة الإسلامية بحذافيرها ويرجعوا العالم آلف وأربعمائة عام إلى الوراء إلى عهد الغزوات والسيطرة على الشعوب بحد السيف وقطع الرؤوس .أم أن العقيدة الدينية التي يؤمنوا بها تدفعهم للقيام بهذه الاعمال الارهابية والا ما علاقة المسيحيين الشرقيـــــــــين اصحاب الارض الحقيقيين الذين يقطنون هذه الأرض بآلاف السنين قبل سيطرة المسلمين على هذه الدول بالغرب الكافر وما علاقة مسيحيي الدورة والموصل والعراق عامة ولبنان وما علاقة المسيحيين المصريين والفلسطينيين والأتراك والباكستانيين و بقية بلدان الشرق الأوسط ووو بهذا الصراع الدائر ولماذا يتعرض المسيحيون في الدول العربية الى الاضطهاد والقتل والتهجير القسري .ما علاقة المسيحيين في كافة دول الشرق برسم كاريكاتوري من صهيوني أو تصريح سياسي أو تحليل من استراتيجي .
هل المسيحيون هم الذين يحكمون في البلدان العربية والإسلامية فلذا هناك الفقر والتــــخلف والجــــهل والمــــرض والارهاب ام المسلمون هم الذين يحكمون حسب الشريعة الاسلامية فلذلك هــــــناك الفــــــــــروقات الاجتماعية الرهيبة ويقسم المجتمع الى طبقات ودرجات عديدة وعبيد ولا مساواة ولا عدالـــــــــــــة اجتماعية ولا ديمقراطية ولا حرية الرأي ولا ولا ولا...
كيف يمكننا أن نعطي تفسير منطقي لمواقف الإرهابيين الذين يؤمنون بعقيدة ويحاربون حقيقة نتائجها الفعلية في الواقـع العملي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وإدارة شؤون الدولة . أم انهم يسعون للسيطرة كلياً على قيادة الحكـــــم في بلدانهم والبدء مجدداً بغزو العالم أجمع، بعدما فرضوا احكام سيطرتهم على بلاد ما بين النهريـــــــــن ودول الشرق الاوسط . وعلى ما يبدو حتى الان من ارتكاب الاعمال الارهابية في بقاع مختلفة مـن العالم هدفهم هو القضاء على كل من لا يؤمن بعقيدتهم أو ان يعلن عن اسلامه أو دفع الجزية التـــــي لا يمكن للغالبية الساحقة من الناس في العالم دفعها إلى خزينة مال المسلمين .
#جميل_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟