|
الإتجار المعاكس : حلقة عن الحقيقة
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:45
المحور:
الصحافة والاعلام
ـ خير ، يا أخي .. علامَ هذه القهقهة ، المتواصلة ؟ * المعذرة ، عزيزي . ولكنني تذكرت حلقة الأمس من برنامج " الإتجار المعاكس " ، على فضائية " الجعيرة " ، وكانت بعنوان : " الحقيقة ، في بعض المواقع الإلكترونية الصديقة " ! ـ الحقيقة وعرفناها ؛ ما دام صاحبنا ، معدّ البرنامج ، يضعها في جيبه مع أوراق الشيكات .. أعني ، أوراق الحلقات !! * نعم . أما عن تلك المواقع ، الصديقة ، فإنه يتحسّر في خطبته المعتادة ، التي يقدّم بها البرنامج ، متسائلاً : " إلى متى تبقى هذه المواقع ، المتسترة بشعارات الماركسية والعلمانية ، تسوّق مفاهيم الليبرالية والفاشية والعنصرية والإمبريالية والعولمية والإستئصالية المتوحشة ، التي يمثلها المحافظون الجدد في أمريكا ؟ " .. ـ بعض المفاهيم في هذه الخلطة العجيبة ، المفبركة ، جديرة بأصحابه البعثيين ، من مسؤولي المحافظات السورية !! * ولا تنسَ ، أيضاً ، أصحابه القدامى في المحافظات الصدّامية !!! ـ أصلاً ، كان الأحرى بهذا المحترم أن يتذكر الحقيقة المعروفة ، وهيَ أنّ فضائيته مؤسسة من أجل محاربة مفاهيم الليبرالية والعولمة ، والدعاية للمفاهيم المضادة لها ، مثل الفاشية والعنصرية والإستئصالية و ... * والأعجب أنه يحمل شهادة دكتوراه في علم الإجتماع ، ويجهل أنّ الإمبريالية ليست فكرة بل هيَ مرحلة من مراحل الإستعمار الجديد ؟! ـ يبدو أنّ شهادته من نفس الجامعة التي جعلتْ معلمه دكتوراً !!!! * دعني أكمل لكَ أعاجيب أدهى ، في خطبته تلك : " وبعض محافظي أمريكا كانوا في الماضي يساريي الهوى ، لكنهم كفروا بأفكارهم السابقة وتحولوا إلى إستعماريين متطرفين وليبراليين متوحشين " .. ـ نعم ، وكأمثلة عن أولئك المحافظين الأمريكان ، الجدد ، لدينا كلّ من غورباتشوف ويلتسين وبوتين !! * ولكنه للحقيقة ، قد خصص حلقته للتهجم على مواقع إنترنيتية معيّنة ، بسبب سماحها بنشر مقالات لكتاب وكاتبات يصفهم بقوله : " يكتبون نفايات " الأصولية الليبرالوية " ، وهؤلاء يتراوحون بين كاره لقومه ودينه وذاته ، كافر بثقافته وحضارته العربية والإسلامية ، أو منسلخ عن هويته ، او عنصري فاشي متطرف " .. ـ ما شاء الله ، على تدينه هوَ ولحيته الورعة وجبّته الجليلة ! * ولكن ألا تلاحظ معي ، كيف أنّ هذا " اليساري " ، المحترم ، يحرض عل إباحة دم المثقفين الحقيقيين ، وكأنما لم يكف فضائيته تحريضها على مدار الساعة ضد الأفكار التقدمية وكذلك إباحتها دم الأقليات القومية والدينية والمذهبية !؟ ـ نعم . والمضحك المبكي ، أنّ معلميه البعثيين قد حجبوا جميع هذه المواقع ، التي يهاجمها حضرته ! وهوَ يريد الأن أن يقدّم لهم خدمة جديدة : محاولة حجب مقالات هؤلاء الكتاب والكاتبات ، المقيم معظمهم في الخارج ، عن طريق التحريض ضدهم وتشويه أفكارهم و ... * ولكي يزيد في رصيده ، القومي ، المقيم أيضاً في الخارج !!! ـ بالله عليك ، أكمل لي ما جاء في خطبته تلك .. * يا سيدي ، نصل إلى قوله ، أنّ اليساريين العرب ، الجدد ، مجبولون على " الشتراوسية " ، الجديدة .. وهوَ هنا ، أيضاً ، يقحم في هذه المعمعة إسمَ واحد من أهم المفكرين الغربيين في علم الأنتربولوجية ، فقط ليوهم الناس بمستواه الفكري ، العالي !! ـ يبدو أنّ مذيعنا هذا ، يحمل شهادة تركتوراه ، لا دكتوراه ؟!! * ثمّ يتابع ، في هجومه على أولئك المثقفين : " يتفننون في شيطنة العرب والمسلمين ، وقد تساءلتُ في الماضي ؛ هل نحن بحاجة لإرهابيين بوجود هكذا يساريين ليبراليين متوحشين ؟ " .. ـ معه حق . هؤلاء الإرهابيون ، أنفسهم ، الذين إعتادت فضائيته المجاهدة على بث شرائط الفيديو ، التي كانوا يرسلونها لها يومياً ، وفيها تفاصيل لذبح بني آدم كالخراف وعلى الطريقة الحلال !! * ما أصلاً ، هوَ يعرف قبل غيره أنّ بعض مراسلي فضائيته يقبعون الآن في " غونتانامو " و في سجون أوروبية اخرى ، بتهمة العلاقة مع إرهابيي " القاعدة " و ... ـ وفضائيتهم ، نفسها ، الناطقة بإسم المرجعية العليا للجهاد المقدس ضد الصهيونية والصليبية ، هيَ جارة " القاعدة " الأمريكية ، في " قطر " ، والأكبر على مستوى الشرق الأوسط !!! * ولا تنسَ وزير خارجية الجزيرة الممانعة الصامدة المجاهدة ، الذي لا يحلو له الإستجمام سوى في ربوع " إيلات " ، علاوة على طبابته في مستشفيات " تل أبيب " !! ـ يبدو لي أنكَ لا تتابع المسلسلات المصرية ؟ * وما دخل هذه بذاك ؟؟ ـ يا سيدي ، الحرب كما تعلم خدعة . وفي تلك المسلسلات نرى هذه الراقصة وتلك المومس في الملهى ، وكيف يقيمون علاقة مع ضباط ومسؤولي المحتلين الإنكليز ، ثمّ يرشدون الثوار إليهم حتى يقتلونهم . عمل وطني ، يعني !! * هذه الحالة ، الوطنية ، تنطبق أيضاً على العاهـ .... العاهل السوري . نعم !!!! ـ الحق معك أن تقهقه على تلك الحلقة من " الإتجار المعاكس " ، لأنّ شرّ البلية ما يُضحك ..
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهْرُ الصَبّار 12 : الغار ، الغرباء
-
نافذتي على الآخر ، ونافذته عليّ
-
من سيكون خليفتنا الفاطمي ؟
-
طيف تحت الرخام
-
زهْرُ الصَبّار 11 : المسراب ، المساكين
-
زهْرُ الصَبّار 10 : الغيضة ، المغامرون
-
جنس وأجناس 3 : تسخير السينما المصرية
-
الحل النهائي للمسألة اللبنانية
-
زهْرُ الصَبّار 9 : السّفح ، الأفاقون
-
أشعارٌ أنتيكيّة
-
زهْرُ الصَبّار 8 : مريدو المكان وتلميذه
-
أبناء الناس
-
الحارة الكردية والحالة العربية
-
زهْرُ الصَبّار 7 : مجاورو المنزل وغلامه
-
بابُ الحارَة ، الكرديّة
-
فجر الشعر الكردي : بانوراما تاريخية
-
أكراد وأرمن : نهاية الأتاتوركية ؟
-
زهْرُ الصَبّار 6 : سليلو الخلاء وملاكه
-
مظاهر نوبل وباطنية أدونيس
-
جنس وأجناس 2 : تأصيل السينما المصرية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|