|
تجربة دولة عظمى افلت عنها الشمس
نوئيل عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عوملت روسيا الدولة العظمى السابقة التي كانت تقض مضاجع الراسماليين ومن لف لفهم بالتهميش وكانها تلميذة في الاول ابتدائي تتلقى الدروس تلو الدروس ومطالبة ان تحفظ الدرس لتحصل على رضى العالم الراسمالي البائس والا ستحصل على علامات سيئة لاتخولها الحصول على رضى هذا العالم التعس البائس الذي يكسب الاصدقاء والخلان عن طريق الرشوة المتنوعة او التهديد والوعيد مكشرين لهم عن انياب ذئبية غادرة حاقدة انياب سامة يقطر منها سم زعاف قاتل اي بمعنى ان على روسيا ان تبقى على هذا المنوال مادامت قد انزلقت بقشرة موز حقيرة وانهمى العالم التافه من حولها على جثمانها لايريدون منها النهوض بل وان اكرهوا علي ان تنهض لن يسمحوا لها سوى اتخاذ وضعية الركوع والتسليم لهم عبدة رقيق لاغير؟ هنا وفي امثلة عديدة يكره العالم الراسمالي القذر الاخرين على تربية انياب ومخالب في مواجهتهم والا لن ينجوا من العقاب وهذا العقاب اقل مايمكن ان ينال الاخر منه هو السخرية والتهميش ثم الاستغلال لاغير في اعتقادهم ان هذه السياسة فالحة في كل وقت وتناسوا ان للاخر كرامة وحقوق واعتزاز بالنفس والمقدرة على الوقوف رغم ثقل مااهيل عليه من اتربة الماضي لدفنه الى الابد ؟ وروسيا دولة معتدة بنفسها وقوتها وماسقطت بسببر خطل المبادئ لا انما بسبب الخيانات وبسبب اخطاء اقتصادية فادحة وهي مسورة منذ اكثر من نصف قرن بالاعداء الشرسين المتوحشين ؟ ومن هذا الموقف كانت مجبرة ان تلجا الى السباق في التسلح لحماية نفسها وحماية عدد كبير من اصدقائها من طمع الطامعين وفعلا انهيار هذه الدولة ادى الى قيام الدول التي كانت ترهبها الى الكشف العلني عن نواياهم الدنيئة في السيطرة على الدول الاضعف من حولهم واستغلال هذه الدول وتركيع شعوبها لمصالحهم الدنيئة ومن هذه الدول الدول العربية التي زرعت اميريكا دولة لقيطة بين جنباتهم لتصبح سكين خاصرة لهم تجمع منهم وتلم عليهم البؤس والخراب والدمار والتخلف الارداء وانا شخصيا لاالوم لا اميريكا ولا دولة صهيون على مايفعلونه باوطاني العربية كما هم عليه اليوم من حال تعسة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لانهم هم دولا عربية مجتمعة وشعوب عربية مجتمعة عاملوا صديقهم الاتحاد السوفييتي وهو يذود عنهم اعدائهم طيلة هذه السنين العجاف معاملة تعسة بائسة اتعس مما يعاملون به عدوهم الحقيقي دولة صهيون واميريكا ومن لفة لفهم ؟ وقد تلقوا الجزاء الذي يستحقونه ونظرة بسيطة الى واقعنا العربي برمته نراه مستنقع من الخراب والدمار والدماء والمعاناة البائسة واصوات النحيب والعويل للثكالى والمفجوعات تدوي بين جنبات الخرابة وصوت انين المعوقين المجروحين في النفس والعظم تقلق ليلنا ونهارنا وتحيله الى جحيم لايطاق في العراق وفلسطين ولبنان لقد اصبنا ببلاوي لم تصيب اي شعب على وجه الارض ؟ ( ومن يعمل بايدو الله يزيدو ) ؟ اليوم وبعد مرور هذه السنين العجاف على روسيا تنهض هذه الدولة منتفضة تنفض عنها غبار السقوط وتقف على قدميها شامخة وقد استعادت كل عافيتها معلنة صراحة انها لن تبقى راكعة لاحد اي كان هذا الاحد وهذا لم يحدث اعتباط لا بل عن طيبة اهلها وصدق توجهاتهم والامانة والشرف والاحساس بالغيرة على وطنهم واهلهم وناسهم على عكس سياسينا البؤساء في العراق او غير العراق من العرب يبيعون انفسهم واهلهم ببخس الفلوس مقابل هيبة السلطة القذرة التي لاتروي من عطش ولاتشبع من جوع يبيعون انفسهم للاجنبي الغازي تحت كل الذرائع البائسة المغلفة بشعارات حقيرة مستهلكة ؟ اليوم اعلنت هذه الدولة على يد المخلصين الشرفاء من ابنائها انها الند الحقيقي للغول الذي بدا يبطش بمن حوله دون رحمة وستعود كما كانت في السابق يد ضاربة مرعبة يحسب لها كل الحسابات وياترى هل ستقع هذه الدولة من جديد فريسة للخداع والمراهنة من قبل عرب العرب لتتخذ درعا لحماية كلاب العرب النافقين الطامعين بالسلطة بانانية مفرطة ؟ اعتقد ان المؤمن لايعض من جحر مرتين ؟ على العرب الاستفادة من تجربة هذه الدولة وتجربة شعبها الابي وابنائها السياسيين البررة الذين لم يسعون للسلطة الغاشمة بقدر سعيهم للرفع من شان وطنهم وشعبهم بعد ان استهان العالم المتكالب على الاسغلال بقيمتهما المعنوية الا انه الان يصعق لما بدر من الشعب الروسي من مواقف شريفة ابية تجاه الوطن الذي كاد ان يستباح فهم لم يرفعوا السلاح للدفاع عن قيمهم لانهم يعرفون ان الوقت لم يكن لصالحهم تحت اي ذريعة كالبعثيين العراقيين و...؟وان السقوط الاتعس سيكون مصيرهم بل تصالحوا وتوافقوا مع ذئاب الارض كلها حتى تمكنوا وكانوا بنفس الوقت الذي يعدون وطنهم للنهوض من نكسته يعدون العدة لاستعادة المقدرة السابقة بصمت وهدوء وسكينة حتى لاتكشف غايتهم الحقيقية وعندما صاروا وتصورا من جديد كشفوا عن مخالبهم وعن انيابهم لانهم مطالبين ان يفعلوا هذا وبهذه القوة سيكسرون شوكة المقابل الذي يراهن على مستقبلهم واذ بروسيا وعلى غير المتوقع ترهب الاخرين اي ارهاب اقلق مضجعهم كما في السابق واليوم عندما اعلن بوتن عن تاييده لاعتلاء ميدفيد رئاسة الدولة لم يحسب انه مسلم او مسيحي سرياني او اشوري او كلداني شيعي او سني او كافر او مؤمن لا انما هو روسي مخلص لوطنه وشعبه همه الاول والاخير روسيا وليس الملا ..؟ او الحوزة الفلانية او ايران او السعودية ام الفيران لانهم يعرفون ان الكنيسة لها سلطاتها الدينية ولايحق لها التدخل في الشان السياسي رغم ان الكنيسة استعادت هيبتها وقوتها الا ان اي من رجالها لم يطلب السلطة كل الذي تطلبه الكنيسة الروسية عودة الاهلية السابقة الى دولتهم الابية قوية متمكنة من اعدائها ؟! كل هذه السنين واندساس كل تفاهات العالم الراسمالي السفلي بين جنبات هذا الشعب الحي لم يستطيعوا ان يشيعوا اية فتنة بين الشعب الروسي وروسيا متخمة الى البلعوم بالاعراق والديانات والاقليات الفتنة الوحيدة التي قامت بين جنبات هذه الدولة لم تستطيع اخماد جذوة همة ابناء الشعب الروسي الابطال لتحقيق النصر النهائي على عدوهم اللدود الامبريالية العالمية ؟ درس يجب ان لاينساه ساسة العرب الغارقين الى ام راسهم في وجاهة السلطة الباغية وفي سرقة المال العام وفي تجويع شعوبهم العرب المتخمين بالفتن الطائفية والعرقية والدينية وحمى التكالب على السلطة والسحت الحرام وكاننا ولدنا نحن العرب من السحت الحرام حاشانا الا انه قول جاء في هذا المقام تساؤلا عجبا نحن كنا اكرم خلق الله واحسنهم خلقا ماالذي غيرنا غير عصبياتنا الجاهلية حتى بتنا مهزلة في نظر كل خلق الله ؟ اعيد هل نستفيد من هذه التجربة الابية ؟ وهل ساستنا يعيدون النظر في اجندتهم المتسخة بكل قذارات هذا الكون وينفضون عنها هذا الوسخ الى ابد الابدين ويعملون من اجل اعلاء شان اوطانهم وشعوبهم بدون الميل الى هذا الجانب او ذاك تحت ضغوط الاغراءات التعسة الحرام ؟ سؤال اهم متى يصحو ساستنا من سبات احلام الموبقات الحرام ؟
#نوئيل_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان في قبضة من ؟!
-
الحوار المتمدن واستضافة الفكر الحر وكلمة الحق
-
البيان التاسيسي...مصريون تحت التعذيب
-
وثيقة الالتماس المباركة التي وقعها الشيعة العراقيين الاباة
-
فتاة القطيف وحقوق الانسان ؟
-
بيان وحقائق ..ثورة شعب اليمن الحنوبي
-
الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
-
المقاومة اللبنانية تدعو ...؟
-
مؤتمر السلام في الشرق الاوسط الذي سيعقد في اميريكا
-
الحقائق الراهنة خلف قرار تركيا باجتياح الاراضي العراقية عسكر
...
-
قرار تقسيم العراق الجائر
-
مشروع الهاشمي للمصالحة الوطنية...؟
-
ابو ريشة وصحوة الانبار
-
سياسة هوام ام سياسة عوام..؟
-
فلسفة البقاء للاقوى....؟
-
احداث سنجار الوؤسفة
-
قصة قصيرة جدا
-
تسليح السعودية . الهدف والغاية ؟
-
حقيقة المنظمات الاسلامية الثورية ؟
-
خرافة هر مجدون ؟!
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|