أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التوالي المر للضياع














المزيد.....

التوالي المر للضياع


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التوالي المر للضياع
عزيز العراقي

يتفاخر الدنماركيون المساكين بأنهم تمكنوا من كشف وسيلة ثورية لتحويل الدم من فصيلة الى أخرى , في عملية ستقود الى وفرة في امدادات الدماء اللازمة لأنقاذ حياة المرضى , واعلنوا انهم نجحوا في تحويل فصائل الدم A , B , AB الى الفصيلة O وهي " الخيرّة " الشائعة الأنتشار التي يمكن لأي شخص من الذين يحملونها التبرع بدمه لأنقاذ حياة اي شخص له فصيلة دم اخرى . اما الأمريكان فلم يعلنوا لحد الآن – رغم نجاحهم الباهر – عن تمكنهم من تغيير جلود واخلاق القيادات السياسية العراقية بأغلب فصائلها , وبالذات حثالات البعثيين , وقد تركوا لهذه الحثالات حرية الأدعاء بأن الأمريكان اعترفوا بهم كحزب سياسي ( قاوم ) سلطات الاحتلال , ونتيجة هذه المقاومة ( استسلم ) الامريكان لرغبتهم بأقامة حوار مباشر معهم , لكن ليس على انسحاب الامريكان من العراق , بل ان يعملوا تحت تصرف سلطات الاحتلال ( مرتزقة ) مقابل بعض عظام السلطة .

ولكي لانطيل في موضوع يعرفه كل العراقيين , بأن سبب عودة هؤلاء هو الفشل الذي رافق اداء القيادات العراقية في ادارتها للدولة الجديدة , وبالذات الفشل السياسي ( الشيعي ) , ومحاولة بعض الاحزاب الشيعية سحب العراق الى تحت مظلة النظام الطائفي الايراني , على حساب المصلحة الوطنية اولاً , وثانياً على حساب المصلحة الامريكية ( المحررة ) للعراق , وهل من المعقول ان تقبل اميركا التي تقود العالم اليوم من ان تخسر مقاولتها في العراق ؟! فأضطرت لتبديل بعض المقاولين الثانويين من الشيعة بمقاولين بعثيين يعرفونهم جيداً من انهم تحت الطلب عند الضرورة , ومعهم تاريخ ( مشرف ) منذ عام 1963. لقد اراد الامريكان ان يقولوا للقيادات السياسية العراقية انكم سواسية امامنا , ولا يوجد احد اشرف من احد , والذي نريده هو من يخدمنا , والسلطة لمن في هذه الخدمة .

الامريكان لم ينجحوا فقط بتبديل جلود هؤلاء , بل نجحوا ايضاً بالقضاء على بقايا الخلايا العقلية التي تتوهج بجدحة الضمير في الدفاع عن الحقوق والكرامة الوطنية , بعد ان عطلوا الضمير بعطايا السلطة والجاه والثروة لأغلب القيادات السياسية العراقية , لتضاف طريقة وطنية جديدة اكثر كفاءة من طريقة القذافي حينما نزع بإباء وشموخ كل ما يمكن نزعه , للحفاظ على دولته ونظامه . اما في العراق فلا توجد دولة بعد ان اضمحلت مع النظام الصدامي , ونظام مليشيات تولد بعضها وكبر تحت نظر الامريكان , وهم الآن يحددون مساحة اقطاعية كل مليشيا تقبل بالعمل تحت رعايتهم . ومثلما سيتمكن الدنماركيون من خدمة البشرية بتبديل فصائل الدم وتحويلها الى الفئة O لتسهيل مساعدة المرضى المحتاجين لتبديل الدم , فالأمريكان سيتمكنون ايضاً من خلق قيادات عراقية فقدت الضمير والاحساس بالوطن مع كل تجربة جديدة في نظرية " الفوضى الخلاقة " للأنظمة الواجب تغييرها , استجابة للعولمة التي تزيد من سرعتها .

فالامريكان ليسوا بحاجة الآن لحسم الامور في العراق , وهم يدركون جيداً ان الحسم لن يكون ما لم تحسم مع النظام الايراني , وجميع الجرائم منذ سقوط النظام سجلت ضد مجهول , او الكل متهمون , سلطات الاحتلال , البعثيين والسنة , المليشيات الشيعية , وحتى الاكراد يتهمهم البعض بأنهم وراء استمرار التناحر للمحافظة على موقعهم ( التفاوضي ) القوي , اضافة لاتهام كل دول الاقليم في استمرار هذا الوضع .

فاليوم اغلب البعثيين خلف الامريكان , و " السنة " بدون البعثيين لايشكلون خطورة موقف , والاكراد خلف الامريكان , والشيعة لايزال قسم منهم خلف الايرانيين , والبعض مع الامريكان , والصراع الشيعي الشيعي للاستحواذ على المكاسب - والذي يرجح له ان يكون اكثر عنفاً خلال الاسابيع القادمة - هو الشغل الشاغل عن كل الهموم السياسية التي تتعلق بمصير الوطن , وبعض العلمانيين تعثروا برغباتهم الجامحة للاستحواذ على السلطة , والتي لا تقل جنوناً عن رغبة البعثيين والمليشيات الشيعية , ولم يبقى الا بعض الديمقراطيين واليساريين والعلمانيين الذين يفتقدون لوحدة التنظيم ومقومات الارادة , مع شعب اعزل يستجدي القرارات التي تنصفه .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألاندفاع في مشاريع الفشل
- ماذا ستكون النتيجة ؟
- نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية
- الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة
- لاتوجد دواعي للقلق
- لا توجد دواعي للقلق
- كركوك والتحالفات المظللة
- التوجهات المبدئية للأمريكان وبعض الأحزاب العراقية
- مجرد سؤال ؟
- مؤتمر أسطنبول والتوافق الهش
- لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار
- لا أحد يسلم بغير النهوض بالمشروع الوطني
- بين ضياع المرجعية الوطنية والتوجهات الأمريكية
- التبادل المر
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التوالي المر للضياع