أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مدير شرطة فهد يتذكر/2















المزيد.....

مدير شرطة فهد يتذكر/2


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:26
المحور: سيرة ذاتية
    


مدير شرطة فهد يتذكر/2
محمد علي محيي الدين
ما أن انبثقت ثورة الرابع عشر من تموز1958 المجيدة ،حتى أنطلق المارد الشيوعي من قمقمه،فها هو اليوم الموعود،والحلم الكبير الذي تحقق للعراقيين،بفضل النضال الجاد للطلائع العراقية الواعية من شيوعيين وديمقراطيين وقادة عسكريين،ألهبهم الحماس الوطني للنهوض والانقضاض على حكم العملاء والجواسيس،وكانت القوى الوطنية قد مهدت للثورة وأعادت إلى الأذهان قصة السجين البائس الذي التقى بالخالد فهد في السجن،،وقال له: هل تتصور أنكم قادرين على اقتلاع هذه السنديانة القوية"نوري السعيد" وأنتم في هذا المستوى الاجتماعي،في تصور منه بأن الطبقات الشعبية التي قدر لها أن تنوء تحت وطأت الطبقة البرجوازية غير قادرة على التغيير لافتقارها إلى القوى الظاهرة التي تتمتع بها الطبقة الحاكمة،وكانوا يتجولون في باحة السجن،وكان هناك وتد مغروس فطلب منه الرفيق فهد اقتلاعه فلم يتمكن من زحزحته من مكانه أو تحريكه واقتلاعه،فأخذ الخالد فهد يتحدث معه بأمور شتى،وهم يسيرون جيئة وذهابا وكلما مر من جانب الوتد ركله برجله،وبعد قليل طلب منه اقتلاعه فما أسرع ما أقتلعه بيديه،فقال له وهكذا السلطة إذا أكثرت الطرق عليها سهل اقتلاعها.
لقد كان لطلائع الشعب الواعية أثرها في التمهيد للثورة والتحضير لها،وكان للحزب الشيوعي العراقي علاقته الخاصة بقائد الثورة ،وقد علم الحزب بموعد الثورة وساعة أ،طلاقها،فأعلن التعبئة العامة بين كوادره المتقدمة،وطلب منهم التهيؤ للثورة،واتخاذ الأجراآت الكفيلة بتعبئة الجماهير للدفاع عنها وإسنادها،لذلك ما أن أذيع البيان الأول للثورة من دار الإذاعة العراقية،حتى انطلقت جحافل المجد،وخرجت الأٍسود الشيوعية من مضاربها لتملأ الشوارع وتمسك بالطرقات وقطع الطريق على الأذناب والعملاء الذين حاولوا الوقوف بوجهها وإفشالها،فكانت الجماهير الشعبية وطلائع القوات المسلحة تجوب شوارع العاصمة لمواجهات احتمالات التحرك المضاد لأعداء الثورة،ومحاولة إجهاضها،وانطلقت الجموع لتدك صروح الخيانة ومرتكزاتها في التفاف بارع على قوات الحكومة ودور كبار رجال الدولة والقصر الملكي،فكان ما كان من الانتصار المبين للإرادة الشعبية في إزاحة الكابوس الجاثم على صدور العراقيين،ونجاح الثورة لتقوم تلك الطلائع بالتعبئة الجماهيرية التي أرعبت الرجعيين والموتورين والمدافعين عن الحكم الملكي المقبور، من رجالاته والإقطاعيين والملاكين وبعض رجال الدين المرتبطين بالبلاط والحكومة السعيدية،فانزوى أزلام الحكم البائد في جحورهم ينتظرون مصيرهم الٍود على أيدي الشعب الذي أذاقوه الويل والثبور في حقبة مظلمة من الحكم البوليسي القمعي.
وكان أبو نزار في طليعة الجماهير المؤيدة للثورة،وقاد الجموع في مظاهرات التأييد والإسناد،ونسب للعمل في محافظة واسط وأصبح رئيسا للاتحاد العام للجمعيات الفلاحية،ورافق لجان الإصلاح الزراعي عند توزيع الأراضي على الفلاحين،وشارك في المؤتمر الأول للإتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق،وقام بتقديم زعيم البلاد لإلقاء كلمة الافتتاح،وشارك في الوفد الفلاحي الكبير الذي قام بمواجهة الزعيم لتفعيل قانون الإصلاح الزراعي،وضرورة الإسراع في تطبيقه،وتوزيع الأراضي على الفلاحين،فأوعز الزعيم بأشرك ممثل عن الاتحاد يرافق لجان التوزيع،فكان مشتركا فاعلا في هذه اللجنة وساهم بشكل كبير في عمليات التوزيع في محافظة واسط.وقد أنتدبه الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية للسفر إلى بلغاريا للاطلاع على تجربتها في العمل الزراعي وبناء القرى العصرية للفلاحين والمزارع الجماعية وأساليب إدارتها،لما للبلد الشقيق من تجارب رائعة في هذا المجال.
وقد أصبح الجو ممهدا في هذه الفترة لبناء التنظيمات الحزبية،والتغلغل في المنظمات الجماهيرية ،فكانت فرصة ذهبية للحزب أن يعمق تواجده في الشارع العراقي لما يمتلك مت خبرات في التنظيم،ولكن العلنية تحمل في داخلها الكثير من السلبيات المضرة،لأن الجماهيرية التي يتمتع بها الحزب،وقلة الكادر أدى إلى حدوث خلل في التنظيم ودخول الكثير من العناصر غير المنضبطة التي لم يعجمها النضال وتصقلها التجارب،فحدثت بعض الأخطاء التكتيكية التي إساءة إلى التنظيم،وأخذت القوى المعادية تضخم من بعض الأخطاء الحادثة ،مما أساء بشكل أو آخر للحزب ومسيرته بسبب العناصر الانتهازية المندسة في صفوف الحزب،وقلة الوعي لبعضها،ومحاولة عبد الكريم قاسم الحد من نفوذ الحزب بسبب التأثير الضاغط للقوى الرجعية والقومية،فكان تراجع الثورة وانتكاستها،وأخذ عبد الكريم قاسم بفعل التأثيرات المختلفة التراجع عن الكثير من القرارات،وأصبح لأذناب العهد المباد والقوميين والرجعيين تأثيرهم وامتدادهم في جسد الدولة العراقية،وأصبح قاسم شبه معزول في وزارة الدفاع،لا يدري بما يحدث خارج بغداد،مما جعل هذه القوى تخرج من شرنقتها وتحاول الإساءة لأبناء العراق المخلصين،فكان أن أستحوذ القوميين والبعثيين والمحسوبين على القوى الدينية على النقابات المهنية والعمالية والجمعيات الفلاحية،وتمكنوا من التغلغل في أجهزة الدولة،والهيمنة على إدارات الألوية والمدن،مما جعلهم يضيقون الخناق على الشيوعيين،وخصوصا بعد أحداث الموصل وكركوك،وما الصق بالحزب الشيوعي من تهم باطلة أعترف بها مؤخرا مروجيها والساعين لافتعالها،وثبت بطلانها بالأدلة والوثائق حيث ظهر أن الصور التي أعدتها المخابرات المصرية بإيعاز من عبد الناصر وروج لها من خلال وسائل إعلامه بالتعاون مع ما يسمى بالقوميين العرب والبعثيين،أنها قد التقطت لضحايا الإرهاب الناصري في مصر وما قامت به حكومته من أعمال منافية لحقوق الإنسان في تعذيب المعتقلين وقتلهم داخل أقبيته وسجونه السرية،وقد روج لها على أنها من أعمال المقومة الشعبية التي كانت في حالة الدفاع عن النفس إزاء الهجمة الشرسة لحثالات الرجعيين والعملاء المتعاونين مع الحكومة السورية والمصرية،وما ثبت من خلال أقوال مدير شرطة كركوك عن موقف الشيوعيين المجيد من أجل إيقاف المجزرة التي قام بها الرجعيين بالتعاون مع شركة نفط كركوك،التي زجت بعملائها لمهاجمة المسيرة هناك، فكان على المشاركين الدفاع عن أنفسهم بما توفر لهم من أسلحة بسيطة،ولكنهم انسحبوا من الساحة في محاولة منهم لتجنب المعركة التي تحاول شركة النفط أثارتها،مما جعل عملاء الشركة يمارسون دورا مزدوجا،فقاموا بأعمالهم الجبانة التي ألصقت بالشيوعيين،فكان لموقف قاسم المتذبذب أثره في استشراء الدور القذر للقوى المعادية للحزب،فأستعاد الإقطاع نفوذه في مؤسسات الدولة،وأخذ دوره الطبيعي في قراراتها،فكانت الاعتقالات التعسفية والفصل الكيفي،وجند الشيخ بلاسم الياسين جلاوزته لاغتيال العناصر الشيوعية الناشطة في المحافظة،وشكل عصابات مدعومة من أدارة اللواء للانتقام من الفلاحين والناشطين منهم على وجه الخصوص،،واغتيل المناضل المعروف(عبد شرافة)عندما كان يعمل في حقله،واغتيل الطالب(حسين) وهو في طريقه إلى بغداد للالتحاق بمدرسة الصنائع،وأبعد الكثيرون منهم وفي مقدمتهم الرفيق هاشم جلاب،مما أثر على التنظيم وفاعليته،رغم أن الرفاق قاموا بأدوار رائعة في فضح ممارسات السلطة،بإصدار البيانات والكتابة على الجدران،والتحرك ضمن الحدود التي يستطيعون التحرك من خلالها،وعدم ترك ساحة النضال،فكانت الاعتقالات المتوالية للناشطين منهم وأحالتهم إلى المحاكم العرفية،وإصدار الأحكام المجحفة بحقهم،مما عطل من تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي،وأفسح في المجال لقوى الإقطاع باختيار الأراضي الصالحة للزراعة،وتوزيع الأراضي البور على الفلاحين،مما أثر بشكل عام على مستوى الإنتاج الزراعي،في خطة ذكية من صنائع الاستعمار وأذنابه لإظهار الفلاحين بمظهر الفاشل في أدارة أرضه،دون سوط الإقطاعي،وبالتالي أثر تأثيرا مباشرا على السواق العراقية ومهد الطريق للعابثين للانقضاض على السلطة ،وكانت للحزب أخطائه المميتة في عدم اتخاذ أجراء ثوري حاسم في تغيير الأوضاع واستلام السلطة رغم إمكانياته الشعبية وكثرة عناصره وأنصاره في القوات المسلحة،ومرافق الدولة الأخرى،وكان لهذا التماهي أسبابه الخارجية والداخلية ،وهو ما يستحق دراسة قائمة بذاتها،فكان كبار موظفي الدولة وهم من العناصر المعادية للحزب تلفق التهم الباطلة للشيوعيين وتحاول بكل الوسائل إنهاء نفوذهم في الشارع، وتحركت الجماعات الدينية لشد أزر هؤلاء لتضررها من القوانين الثورية التي أضعفت نفوذها،وحدث الإتحاد بين هؤلاء المتضررين مما أدى إلى أضعاف حكومة قاسم ومهد لإسقاطها في 8 شباط الأسود،فكانت المقاومة الباسلة للشيوعيين في الدفاع عن حكومة قاسم رغم ما وجهه إليهم من ضربات خلال السنوات الأخيرة من حكمه،ولو كان لقاسم نظرته البعيدة المدى لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه،ولكن هذه هي طبيعة البرجوازية وتحالفاتها،وما لمثل هذه التحالفات من أخطاء مميتة لم يستطع الحزب الاستفادة منها طيلة تاريخه،وعاد للتحالفات الكارثية التي سنشير إليها في القادم من الذكريات.






#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراصنة العراق الجديد
- الصحوة الغربية هل تعقبها صحوة جنوبية
- بين المطير وهفال زاخوي
- مو ألي ..أريله عند الجيران
- مضيع المشيتين
- شيطلع الوادم من هالوحلة
- لنتذكر نوري السعيد عندما قال بالله عليكم في اذاعتنا ويشتمنا
- حول عودة الملكية الى العراق
- عندما قتلوا الملك الشاب وأثنين وسبعين من عائلته الشريفة
- زينها والعب أويانه
- إلغاء البطاقة التموينية..مؤامرة لتركيع الشعب العراقي
- سوء أعمالنا جابك علينه
- جانت عايزة التمت
- طركاعه
- اليدري يدري والما يدري كضبة عدس
- دافنينه سووه
- الربا الأسلامي
- الحوار المتمدن مرآة الفكر اليساري
- الديج
- اليقره هندي واللي يسمعون اهل الجريبات


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مدير شرطة فهد يتذكر/2