أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الحسون - تربية الطفل














المزيد.....

تربية الطفل


جواد الحسون

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 04:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


تربية الطفل ومحاولات البناء الحضاري
جواد الحسون
عندما نعمل وفق مبدأ احترام الرأي الاخر بطواعية ودنما تأثيرات خارجية او توجيهية من قبل المؤسسات الفاعلة او المؤثرة، حكومية كانت ام مدنية نكون بذلك قد قطعنا شوطا كبيرا في رسم جوهر الديمقراطية ووضع القدم على المسار الصحيح لبناء مجتمع ديمقراطي قادر على الخلق والابداع والنهوض بمهامه ومسؤولياته اتجاه الوطن والمجتمع. . ان من ابرز معوقات البناء الديمقراطي في مجتمعنا وفق منهجية علمية وصحيحة هي البنية المركبة للمجتمع والتي تبلورت وسط تعددية قومية وسياسية ودينية واجتماعية اكرهت على التعايش لفترات طويلة وفق اديولوجية الفكر الواحد الذي عمل على تبني افكار وثقافات جهة على حساب جهة اخرى مما ادى الى مصادرة الرأي الاخر وزرع بذور التناحر الفكري والثقافى بين مكونات المجتمع اضافة الى ما خلقه ذلك الفكر من فوارق طبقية غذت نشؤ حالة من عدم التوازن النفسي والاخلاقي والذي خلق بدوره حالة من غياب الثقة وعدم الأطمئنان للاخر سيما وان الكبت المتراكم نتيجة لمصادرة حرية التعبير عن الرأي قد فجر بعد دخول القوات الامريكية للعراق الروح العدوانية والسخط بين الطوائف والمكونات شملت جميع المرافق الحياتية وبظمنها الفكرية والثقافية حيث بلغت معدلات عالية تمثلت في حالات القتل والانتقام وهذا ما تمثل جليا في واقعنا المعاصر من خلال استهداف الكثير من الرموز الفكرية والثقافية. جاء هذا التدهور نتيجة لتنامي حالات (الانتقام) في الذات الانسانية عبر عقود من الهيمنة والتسلط ومصادرة الحريات وتهميش المجتمع وسلب الارادة منه والتي بدورها مسخت الشخصية واوصلتها الى ادنى مستوياتها وبشكل يصعب التعامل معها بأعتماد حلول انية او مرحلية قد تجد فشلها في اول معترضات الطريق.كذلك الا يمكن تجاوزها لتحل مصادفة او من خلال التقادم ودون وضع دراسة منهجية وعلمية تنتشل المجتمع من واقعه المتدهور. ان سر ديمومة الرقي للامم والشعوب المتحضرة والمتقدمة هو (الطفل) لذا نجد ان من اولوياتها المعقدة هي الاهتمام بعالم الطفل وبشكل تعجز مخيلتنا من الوصول الى دقائق تطبيقاته الجزئية كواقع ملموس وعملي يبدأ من الحظات الاولى للحمل حتى بلوغ الطفل سن الرشد مرورا بالمراهقة وانتهاءا بالشيخوخة والعجز وهذا لا يتم دون عقول نيرة ممزوجة بالصدق والاخلاص والتفاني بالعمل من اجل النهوض بواقع الطفل والذي شهد تدهورا ملحوظا في السنوات العشرة الاخيرة نتيجة للاحداث المريرة التي عصفت بالمجتمع العراقي بشكل عام. وهذا يضعنا امام بديهية واضحة وهي ان لا شئ يبدأ من القمة سوى السقوط وما علينا اذا ما اردنا صادقين ومخلصين من بناء وطن ديمقراطي خال من العنف والتطرف الفكري والثقافي ويسوده القانون والتعايش السلمي بين جميع مكوناته علينا ان نبدأ بالطفل من خلال تأسيس بيئة نقية تساهم في تسريع استيعاب الطفل لمتطلبات المرحلة التأسيسية لبناء المجتمع المتمدن بأعتبار ان العادات المكتسبة هي وليدة الحيات التي يحياها الطفل في بيئته التي يتأثر بها ويؤثر فيها ومن هنا تولد العادات بخيرها وشرها.كما يحتم علينا العبور الى الضفة الاخرى وبناء مجتمع طفولي وحضاري متطور وخاضع لثوابت التغيير الحضاري هي ان نعتمد خطوات التحديث العلمية والفعلية في عالم الطفل. انها مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى قبل العائلة او المؤسسة.



#جواد_الحسون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصل الشيطان
- الريل وحمد
- العصا والحمار / قصة قصيره
- مسمار حذوة الفرس
- ليلة العيد قصة قصيرة
- هل يتعلم الكبار من حرص الصغار....( رؤية في أروقة مؤسساتنا )
- ثقافة الطفل العربي ....في عالم الميديا


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الحسون - تربية الطفل