احمد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان تخلصنا في بغداد والمحافظات من معزوفة الموت التي قرعت مسامعنا في الأشهر الماضية بعزفها النشاز طوال الليل والنهار، وبعد ان اتسعت نافذة الامل ونزاح جزء مهم من ستائرها لتمنح الضوء منفذا الى واقعنا، بعد الاطمئنان وعودة الحياة الى ليل بغداد بعد موته مريع، عادت فرق الموت لتعزف لحنها البغيض مجددا وها نحن نسمع صدى عودتها في ميسان وبغداد والموصل وكركوك وديالى.
الأشهر المنصرمة وبالتحديد الشهرين الاخيرين رجحا كفة المتفائلين بمستقبلنا الامني بعد فوزا ساحق حققه المتشائمين لاربعة اعوام متواصلة، لكن بوادر هذا الشهر اجهضت حلم المتفائلين بالفوز ولو لشهر واحد فقط.
لعبة (الختيلان) التي تمارسها العصابات الإرهابية منذ ما يزيد على الاربعة اعوام تسترعي الانتباه، فهي تشير الى استراتيجية يعمل الارهابيين وفق مخططاتها. كلما انتفضت حكومة من سباتها واستعرضت عضلاتها انحسر الارهاب في بؤر معينة ولكما ازداد الضغط ازداد عدد الاضاحي التي تدفعها الامة العراقية من الابرياء وكذلك عدد المرتزقة الذين تفتدي بهم قيادات الارهاب رقابها ونجد حكوماتنا فرحة بما تحصده من الذيول تاركة رؤوس الثعبان الكبيرة. وما ان تمر بنا ايام هادئة نسبيا كالسابقة ونتنفس الصعداء حتى يظهر الثعبان ليلتف على صدر الامة مرة اخرى.
ارى من الضروري ان تنتبه الحكومة الحالية لهذه الاستراتيجية ولا تغفلها، فالارهاب كما تؤكد هذه الحكومات وسابقاتها ممول ومدعوم من انظمة وحكومات ومخابرات اقليمية ودولية وبالتالي فمكافحته تحتاج الى استراتيجية ابعد من استراتيجية الارهاب ذاتها على اقل تقدير بضعفين.
يجب ان لا تفرح حكومتنا بانجازاتها في هذا المجال ففرحها هذا واستعراض منجزاتها اصبح كالتعويذة التي تنشط ثعبان الارهاب ونحن ضحيتها، يجب ان تفهم الحكومة ان الارهاب يعتمد على الاعلام في اثبات وجوده وكلما ساد في الاعلام انه يلفظ انفاسه الاخيرة نشط بقوة ليؤكد وجوده وحضوره في الساحة العراقية.
ليس كثيرا على الحكومة ان تسكت عما تحققه في الجانب الامني اذا كان في ذلك حقنا لدماء الامة العراقية وصيانة لارواحها وحقوقها خصوصا ان حكومتنا تستمع يوميا وبصدر رحب الى آلاف الشتائم والاهانات والتجريح من العاملين فيها والعاملين معها سواء في البرلمان او المؤسسات او السياسة او الشارع العراقي او الرأي العالمي ومن باب أولى ان يتسع صدر الحكومة حرصا على العراق وامته وثرواته البشرية والاقتصادية.
#احمد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟