أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - الجدار العازل وأسطورة اليسار الإسرائيلي















المزيد.....

الجدار العازل وأسطورة اليسار الإسرائيلي


أماني أبو رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 12:26
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


الجدار العازل وأسطورة اليسار الإسرائيلي
جيلاد اتزمون ، 2004-07-10
ترجمة: أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس .

منذ الأيام الأولى للصهيونية ، كانت مسألة الاستقطاب بين اليمين واليسار الصهيوني أكثر من مربكه. وإذا كانت الصهيونية هي المعنية ، فمن الصعب تحديد من هم الحمائم ومن هم الصقور . كان بن غوريون ، الزعيم الأسطوري عن حزب العمل هو الذي قاد عملية التطهير العرقي للسكان الأصليين في فلسطين عام 1948. وكان مناحيم بيغن ، الصقر الأسطوري هو الذي وقع على صفقة السلام مع مصر في 1977. وكان رابين ، وزير الدفاع عن حزب العمل ، هو الذي أمر القوات الإسرائيلية بكسر اذرع وأرجل ناشطي الفصائل الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى. والآن على ما يبدو ، فان ناشطي حركة السلام الآن هم الذين يؤيدون شارون في الانسحاب من جانب واحد. العديد من الحمائم الكبار يؤيدون الجدار العازل ، والمدهش هو أن حاييم رامون ، الوزير عن حزب العمل ,كان أول من فكر بهذا الجدار. وفي نهاية المطاف , فان دعاة السلام الإسرائيليين يحبون حل الدولتين , أكثر من حبهم للسلام , إنهم في الحقيقة يحبون العيش بسلام .
وينبغي أن نسأل أنفسنا عما إذا كان هناك أي فرق جوهري بين اليسار واليمين الإسرائيلي. العديد من المعلقين في دول الشرق الأوسط أثاروا هذه المسألة قبل سنوات عديدة. وفي واقع الأمر ، فإن الاستقطاب اليميني/ اليساري الإسرائيلي ليس أكثر من مفهوم افتراضي . في كتابه ، الجدار الحديدي يقول أفي شلم " انه،وعملياً فان قيادة اليسار الإسرائيلي قد اعتمدت فلسفة الخط المتشدد اليميني منذ الثلاثينات". وقد نشر عالم السياسة الإسرائيلي نيفي غوردون ورقة قبل بضعة أيام يفسر فيها حالة التحالف الناشئة حاليا بين حركة السلام الآن وشارون. هنا ما يقوله : "من حيث الايدولوجيا العسكرية فان عناصر معينة داخل حركة السلام الآن تتبنى وجهات نظر هي من نواح كثيرة مماثلة لشارون." وحسب غوردون ، فان حركة السلام الآن هي في الواقع تؤيد طروحات الصهيونية القومية التي هي "غير عالمية" على الإطلاق .
وفي إطار هذا النقاش تحديداً , فانه من المهم أن نذكر انه حتى,يوري افنيري وغوش شالوم ,الأصوات الإنسانية الأكثر صخبا في إسرائيل يدعمون الحل القائم على أساس الدولتين.
في الواقع يقولون أن الشعبين ينبغي أن يفصلا.وكما يبدو فان النقاش الحقيقي داخل اليسار الإسرائيلي:هو كم يجب أن يكون ارتفاع الجدار العازل؟.
إذا كانت هذه هي الحمائم الإسرائيلية ؟ فمن يحتاج إلى دعاة حرب يهود ؟؟
هل هناك أي فرق بين اليمين واليسار في إسرائيل؟ أود أن أقول انه إذا كان هناك فرق فانه ليس أكثر من ثقافي وحسب . وهو شكل من أشكال الكلام والمظهر الخارجي – وليس جدلا أو خلافا فلسفيا أو إيديولوجيا كبيرا . و على الرغم من أن الاختلافات الإيديولوجية بين المعسكرين تكاد تكون هامشيه ، فانه من المهم كشف أن ممارسات اليسار الإسرائيلي هي في الواقع الأكثر ضررا بالمصالح الفلسطينية. ففي الوقت الذي يدفع فيه اليسار الإسرائيلي باتجاه تحويل فلسطين إلى قائمة من البانتوستانات المعزولة مثل الرقع ( باراك في كامب ديفيد) . إن أفكار اليمين التوسعية هي التي ستقود الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الاعتراف بإمكانية وواقعية الدولة الواحدة .
ويبدو انه ، في سياق خطاب اليسار الإسرائيلي , فان السلام اليهودي يعرّف بالعلمانية والعقلانية والتعقل.
ومن وجهة نظرهم فان هذه العناصر هي صوت العقل وهم يقولون بأن اليمين الصهيوني هو مسيحاني(متدين) ويساوون بينه وبين اللاعقلانية واللاتعقل . وردا على ذلك فان الصهاينة اليمينيين يقولون : إذا أخذنا بالاعتبار التهديد الحقيقي لوجود دولة إسرائيل فان سلوك اليسار يبدو غير عقلاني بل وانتحاري.

واسمحوا لي أن أقول بصوت مرتفع وواضح ، ضمن المعايير العامة للمناقشة الصهيوني ، فان حجة اليمين تبدو عقلانية تماما وعلى غرار الفلسطينيين فقد لاحظ اليمين الإسرائيلي أن اليسار ليس لديه النية لمعالجة القضية الفلسطينية. لم يقر اليسار الإسرائيلي أبدا بالطرد الجماعي للفلسطينيين العام 1948, و اليسار الإسرائيلي ينفي حق العودة للفلسطينيين ويتهرب من قضية القدس.
وعملياً فان اليسار الإسرائيلي يؤيد السلام مع الفلسطينيين طالما أن هؤلاء سيتركون في العراء . وعلاوة على ذلك ، إذا نظرنا إلى فلسفه اليسار الصهيوني ، نجد أنها في الواقع لا تقل تدينا أو لا عقلانية عن نظيرتها . وحتى إذا قبلنا الفرضية الغريبة بأن اليهود أمة و أنه يحق لهم الحصول على قطعة أرض ، فإنه لا يعني بالضرورة أن هذه الأرض ينبغي أن تكون في فلسطين (صهيون). وفي حقيقة الأمر ، كان اليسار الصهيوني هو الذي اخترع فكرة الاستيطان في صهيون. وهو الذي حول الكتاب المقدس عن كونه نصاً روحياً إلى وثيقة قانونيه (تسجيل الأرض ). وإذا لم تكن تلك مسيحانية دينية ، فانه يتوجب علينا إعادة تعريف مفهوم المسيحانية messianism" ". وحيث أن الصهيونية اليسارية هي التي اخترعت مفهوم استرداد الأرض ، فان المستوطنين الأمريكيين الذين اجتاحوا الضفة الغربية كالطوفان باسم اله اليهود هم، في الواقع العملي ، أتباع مدرسة اليسار الصهيوني الحقيقيين .
أين هو بالضبط النزاع السياسي؟ يبدو أن اليساريين الإسرائيليين ا عدلوا نظرتهم إلى العالم في العقد الأخير. انه لا زالوا يجادلون بأن ارض صهيون ينبغي أن تسترد لكنهم اتفقوا الآن على أن يكونوا أكثر مرونة عند الإشارة إلى تعريف الأراضي الإسرائيلية.
وفي حين أن الجناح اليميني يتحدث بحماس عن استرداد كل ارض إسرائيل الكبرى ، اليسار الصهيوني اعتمد موقفا أكثر اعتدالا بشأن هذا الموضوع: من اجل السلام ، إسرائيل هي حيث يقيمون ، أي خلف حدود عام 1967. كتلة السلام سوف تزغلل بصرك حين تقول انه هناك في الواقع مكان لشعبين على هذه الأرض (طالما أنهم يقيمون في تل أبيب والفلسطينيون يقيمون في غزة )واقترحوا إقامة جدار عازل ، وتقسيم الأراضي المقدسة إلى بانتوستانات. وبطبيعة الحال ، فإنهم يغضون الطرف عن الواقع الصارخ بأن الغالبية العظمى من إسرائيل ما قبل - 1967 هي في الحقيقة أراض فلسطينية مصادرة . الحمائم الإسرائيليون يرفضون الاعتراف بأن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني هم في الحقيقة لاجئين مطرودين . وهم يعيشون في إنكار تام لماضيهم ومستقبلهم . إنهم" اليسار الاسرائيلي" سعداء بمفهوم السلام ، طالما أنهم يحددون أحكامه وشروطه . والمضحك ، أن شارون بخطة الانسحاب من جانب واحد ، يتبع هذه الفلسفة بدقة .

و حين نحاول تحليل أفعال شارون علينا أن نتذكر أن هذا القائد الكبير قد نشا وترعرع في اليسار الإسرائيلي. وكموجهيه ومعلميه ، اعتمد شارون المذهب العسكري العدواني. وقال انه يؤمن بقوة الردع الإسرائيلية. وقال انه يعتقد في دولة ديمقراطيه يهودية و ليست دولة كل مواطنيها ، وقال انه يعتقد انه ينبغي لإسرائيل أن تملي مصير المنطقة. هذه هي الحقيقة خلف انسحابه الأحادي. هذه هي الحقيقة خلف جداره العازل. هذا هو إلى حد كبير جوهر اليسار الصهيوني.
وهذا يقودنا إلى إدراك البيئة السياسية الإسرائيلية الحمقاء . و في حين أن اليسار الإسرائيلي يؤيد التفسيرات القومية الأكثر راديكالية والعنصرية في الصهيونية ، فان فلسفة اليمين اليهودي التوسعية هي التي تدفع نحو حل الدولة الواحدة. وفي الواقع المستوطنين من بروكلين هم الذين سيساعدون الفلسطينيين في إقامة مجتمع متعدد الثقافات في كل أنحاء فلسطين. اليهود الأمريكيون المتعصبون هم الذين سيحولون هذا الحلم إلى واقع. هكذا سيكون المستوطنون أكثر حيوية للمستقبل الفلسطيني .

يبدو أن حل الدولة الواحدة هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق من الآن فصاعدا.

__________________________________________________


جيلاد اتزمون :ولد "يهودياً" في إسرائيل ، وترعرع في القدس ويعيش حاليا في لندن. خلال خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي قال انه شهد معاناة الشعب الفلسطيني على نحو مباشر ، الأمر الذي جعله ملتزماً بمناهضه الصهيونية. وهو مشهور كموسيقي جاز (الساكسفون وكلارينيت) و كملحن ( اسطوانة "المنفى: التي لحنها متاحة من الأمازون). كما انه كتب رواية ،الدليل إلى الحيرة,. هذا المقال ظهر للمرة الأولى على موقعه الالكتروني : http://www.gilad.co.uk.






#أماني_أبو_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولة الواحدة : الأقوى بصيرة والأكثر معقولية نيسان / ابر ...
- مؤتمر العودة والبديل الديموقراطياقتراح مشروع مقدم من قبل الل ...
- جوناثان موندر:العودة لحل الدولة الواحدة
- بيتر بروك: حل الدولة الواحدة كنضال تحرري لليهود
- إسرائيل/فلسطين إفلاس حل الدولتين
- بن وايت : حقيقة الدولة الواحدة
- دولتان : حل غير ممكن غير مرغوب
- لماذا لا تملك إسرائيل -حق الوجود- كدولة يهودية
- كل شيئ ممكن ايغال برونر
- مراجعة في كتاب :الاطاحة بالصهيونية
- فلسطين كاملة يوتوبيا أم حل ممكن ؟ غادة كرمي _ متزوجة من رجل ...
- حل الدولة الواحدة- فرجينيا تيللي


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - الجدار العازل وأسطورة اليسار الإسرائيلي