أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - الاستثمار بين «السياحي» و«السياسي»














المزيد.....

الاستثمار بين «السياحي» و«السياسي»


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 11:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قام رئيس مجلس الوزراء في يوم واحد، بتدشين أربعة مشاريع سياحية بدمشق من درجة أربعة نجوم، تستوعب 1200 سرير تقريباً، وتبلغ كلفتها الاستثمارية خمسة مليارات ليرة سورية تقريباً، ويمكن تقدير العمالة التي ستشغلها بأقل من 500 فرصة عمل.

أي أن السرير الواحد سيكلف استثمارياً أربعة ملايين ليرة، أما فرصة العمل الواحدة فستكلف بدورها عشرة ملايين ل.س.

لا أحد طبعاً ضدّ الاستثمار في السياحة الذي تتصاعد باضطراد والذي يمكن اعتباره أحد أشكال الاستثمارات العقارية والخدمية، ولكن أن يجري هذا الأمر في وقت تتناقص فيه الاستثمارات في الصناعة، والزراعة، القطاعات الرئيسية للإنتاج المادي، والمنتج الأهم للقيم المضافة، أي للثروات الحقيقية الجديدة، فهذا أمر يدعو للاستغراب، ويتطلب التوقف عنده.. وطرح العديد من الأسئلة..

- من هي الشريحة الاجتماعية المستفيدة من هذه التوظيفات الضخمة؟

إن استثماراً بهذا الحجم كي يبرر نفسه، يتطلب تحديد أسعار عالية جداً للخدمات التي سيقدمها، والتي حتماً لن تكون من نصيب ذوي الدخل المحدود، ومن بحكمهم، الذين يشكلون 90% من سكان سورية. إذ أن أجر الليلة الواحدة وخدماتها ستعادل أجرهم الشهري، وبالتالي يصبح غير مفهوم هذا التوجه الأحادي الجانب اجتماعياً...

- ما هو مبرر التركيز على استثمارات كهذه، لا تشغّل إلا عمالة محدودة؟

المعروف أن فرصة العمل في القطاعات الإنتاجية حسب التقديرات الدولية، تكلف نحو مليون ليرة سورية، أي أن تشجيع استثمارات كهذه في قطاعات إنتاجية حقيقية، سينتج عنه تشغيل أضعاف اليد العاملة التي ستعمل في هذا المشاريع تحديداً، إضافةً إلى أن المواقع الإنتاجية بحكم طبيعتها لديها قدرة على خلق فرص عمل إضافية تخديمية لها، تعادل ثلاثة أضعافها هي نفسها، أي أن حجم الاستثمار نفسه المذكور أعلاه، لو دُشّن في قطاعات إنتاجية رائدة، لأمكن تشغيل بصورة مباشرة وغير مباشرة، 20 ألفاً من العاطلين عن العمل.

- ما حجم القيمة المضافة التي تخلقها هذه الاستثمارات السياحية بالمقارنة مع مثيلتها الإنتاجية؟

من المعروف أن القطاع السياحي يساهم في إنتاج القيمة المضافة بقدر ما يجلب سياحاً من الخارج، وتحديداً من الخارج... أما السياح الداخليّون فيقومون فقط على المستوى الاقتصادي الإجمالي بتدوير الثروة المنتجة مسبقاً. وبما أن السياحة من الخارج، ليس في ظروفنا فقط وإنما في كل العالم، مرتبطة بالسياسات العالمية مثلها مثل الاستثمارات وتوجيهها جغرافياً، فإن التعويل عليها كمصدر مضمون ودائم هو وهمٌ، بل مغامرة لا تحمد عقباها.

- ما الآثار الاقتصادية المتوسطة والبعيدة المدى لاستثمارات كهذه؟

إذا كانت هذه الاستثمارات جزءاً من سياسة كلية تحفز الاستثمار الإنتاجي ولا تسود في إجمالي الاستثمارات، فإن الأمر سيكون ممتازاً، ولكن أن يصبح هذا الشكل من الاستثمار هو المطرح الرئيسي للاستثمارات، فهنا المشكلة، لأنه على المستوى المتوسط والبعيد ستؤدي إلى:

اختلال التوازن بين الكتلة النقدية والسلعية، لأن مردود الموظف على المستوى الكلي سيكون غير محميٍّ بكتلة سلعية توازنه، مع كلّ ما يحمله ذلك من أخطار تضخمية تؤدي إلى ارتفاعات في الأسعار وانخفاض في القدرة الشرائية، وقد لمسنا شيئاً من هذا في آثار التدفق الأخير لهذه الاستثمارات على قطاع العقارات والأراضي...

والخلاصة أن مهمة تحفيز أو كبح اتجاه الاستثمارات هي مهمة حكومية من الدرجة الأولى، وتدخل في صلب السياسات الاقتصادية التي يتحدد محتواها الاجتماعي، أي من تخدم؟ من خلال طبيعة توجهها.

إن اقتصاداً قوياً وحقيقياً، لا يسمح لنفسه بخلل في بنية الاستثمارات بالشكل الذي يجري حالياً، لأن إزالة هذه التشوهات في بنية الاقتصاد الوطني سيتطلب وقتاً طويلاً، ناهيك عن التشوهات التي سيحدثها في البنية الاجتماعية.

إن الحياة تثبت أن الطريق الأفضل ليس حتماً الطريق الأسهل الذي يعطي نتائج استعراضية، ولكنها كارثية وخطيرة بالنسبة للمستقبل، لأنها تقوض أساس أي اقتصاد يسعى ليكون مقاوماً كما تفرض علينا الظروف الإقليمية والعالمية.. أي بكلمة: إن بنية الاستثمارات والتحكم بها هي أمر اقتصادي - سياسي يحدد في نهاية المطاف درجة المناعة والصلابة في الدفاع عن السيادة الوطنية التي أصبح الحفاظ عليها ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.




#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترابط الديالكتيكي بين الإنساني والطبقي
- «العصا والجزرة» مجدداً!!
- الإدارة الأمريكية.. ما وراء العناوين؟
- لماذا لم يؤد انخفاض سعر الدولار إلى تحسن الميزان التجاري الأ ...
- ديمقراطية الإعدام خارج القانون
- د. ماهر الطاهر ل«قاسيون»:كثافة الحضور العربي في أنابوليس دون ...
- العميد أمين حطيط ل«قاسيون»:جاؤوا بنار ليحرقوا بها الوطنيين ف ...
- وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل لقاسيون:«أجانب» الإحصاء الاست ...
- لننتقل من الدفاع إلى الهجوم
- أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟
- المؤتمر الخامس والعشرون لنقابات العمال .. المطالب العمالية ب ...
- انجازات مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر والخصخصة:«كمن يبيع ...
- مؤشرات جديدة لحرب أمريكية على إيران
- طموح الحركة النقابية بين الواقع.. والمأمول
- رفع سعر البنزين.. ماذا بعد؟؟
- في الذكرى ال 83 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري..الشيوعيون السور ...
- لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!
- لطريق إلى انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجي
- دلالات الاستطلاع بالقوة
- ما وراء ارتفاع الأسعار ؟


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - الاستثمار بين «السياحي» و«السياسي»