أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جلال الطالباني وقّعَ وثيقةَ الإستسلام














المزيد.....

جلال الطالباني وقّعَ وثيقةَ الإستسلام


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 659 - 2003 / 11 / 21 - 04:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم دخل الجنرال توم فرانكس بغداد ، التاسع من نيسان هذا العام 2003 ، لم يجد عراقياً واحداً ، عسكرياً كان أم مدنياً، مستعداً لتوقيع وثيقة استسلام بغداد ؛ ربما كان الأمر مصادفةً محضاً ، وربما لم يمنح بوش الإبنُ ، صدام حسين ، ما مُـنِـحَـه الطاغيةُ من لَـدُن بوش الأب ، وإلاّ كان أرسلَ ( أعني الطاغية ) أحد ضباطه ، أو جاء هو بنفسه ، إلى خيمـةٍ مثل " خيمة ســفوان " ، ليوقِّـع الوثيقةَ ، بيدٍ ثابتةٍ ، مدرَّبةٍ على قتل العراقيين أوّلاً .
المثير في الأمر ، أن تومي فرانكس لم يدخل بغداد ، على صهوة جوادٍ أبلقَ ، شأنَ الفاتحين قبله ، لكنه أرسل دبابةً ورافعةً ، وأجهزة تلفزيون ، ليهدم تمثالاً هو مهدومٌ أساساً في الوعي العراقي .
حدث ذلك بعد يومين من السابع من نيسان ، اليوم العالمي للعميان في مفكرة الأمم المتحدة .
الآن ،  وبعد سبعة شهورٍ من اجتياح بغداد ( مهلة الخديج من المواليد ) ، يوقِّـع جلال الطالباني وثيقة الإستسلام التي لا تشبهها وثيقةٌ على مدى التاريخ الإستعماري منذ القرن الثامن عشـــــــر.
واقعُ الحال أنها ليست وثيقةً بالعُـرف السائد . أي أنها بدون ملموسيةٍ مرجعيةٍ . كل ما فيها غائمٌ ، مؤجلٌ ، باستثناء البقاء الأبدي للإحتلال ، باعتباره ضيفاً مقيماً إلى أبد الآبدين ، متعهداً أمننا ، ومتعهدين أمنه وأمانه ، ومَطعمَـه ومشــربَـه .
المضحك في الأمر ـ شــرّ البلية ما يُضحِـكُ – ذلك الحديث عن الإنتخاب والحكومة وعودة السيادة . لقد صاغ بريمر الثالث وثيقته التي وقّـعها جلال الطالباني ، صياغةً دقيقةً ( ربما أكثر من اللازم ) ، ليقول لنا ، صراحةً،
إنه  هو - والوبشُ الذي سيخلفه يوماً – لن يتيح لنا حتى الحصول على وعدٍ بانتخاباتٍ مزوّرة : هيئة الناخبين و عموم المنتخَبين في وثيقة بريمر الثالث ، ملك العراق ، هي بالتعيين الدقيق المدقِّـق . أمّـا الحكومة الموهومة التي ستخلف " مجلس المحكومين" الذي تلقّى ركلةً يستحقّـها ، فليست سوى مجموعةٍ من العملاء ارتضت أن تكون درعاً محلياً للإحتلال .
الآن أعود إلى سؤالٍ مؤرِّقٍ:
أيّ حقٍّ لجلال الطالباني في توقيع وثيقة الإستسلام هذه؟
إنه ليس امبراطور اليابان ،  ولا المارشال بيتان ( في الأقل) .
يقول إنه رئيس مجلس المحكومين ...
لكن هذا المجلس دائرة من دوائر الإحتلال ، ليس أكثر .
إذاً ، أهي بصمةٌ – فحسب - على توقيع بريمر الثالث ؟
ألا يعتقد جلال الطالباني أن هذه الوثيقة ستكون الإعلانَ الأساسَ لحربٍ أهليةٍ؟
الإحتلال يريد أن يضع العراقيين بمواجهة بعضهم :
ينصِّب مجموعة محليين مأمورين إزاء الشعب ، بينما ينعم هو بأمن قواعده ومعسكراته في طول البلاد وعرضها.
السؤال الآخر:
أي حقٍ لجلال الطالباني في العراق العربي؟
إنه – على أي حالٍ- ليس شيخَ العراقَـينِ ...
هل يُدفَعُ العراقُ بأكمله ثمناً للإحتفاظ بـ" كويسنجق" ؟ 

                                                                                لندن  20/11/2003

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حــقُّ الرِّفقةِ العجَبُ
- الطريق إلى الخراب العجيب
- تـنــويعٌ صعبٌ
- صـــوتُ البحـــرِ
- ألا مِـن مِــرآةٍ !
- المجلس ((الأعلى)) لثقافة الاحتلال
- تحية إلى عصام الخفاجي
- مجلس المحكوميــــن
- إذهَبْ وقُـلْـها للجبل
- تَـحَــقُّـقٌ
- أميرٌ هاشميٌّ منفيٌّ في لندن
- مائة عامٍ من الإستعمـــار
- أغنيةُ الصَـــرّار - الزِّيـْـــز
- الرعد
- منبرٌ للحريّـة والحوارِ واللُّطفِ
- كم هو موجِـعٌ هذا الوقت ، يا أمل !
- جان دمّـو … إلى أين ؟
- منطقُ الطَّـيْـطَــوَى
- أجوبةٌ إلى - أخبار الأدب- القاهريّــة
- قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - جلال الطالباني وقّعَ وثيقةَ الإستسلام