|
بيان -رابطة العقلانيّين العرب-
رابطة العقلانيّين العرب
الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدعوة من الصّادق جلال العظم وجورج طرابيشي ورجاء بن سلامة وعزيز العظمة ومحمّد عبد المطّلب الهوني، وبحضور مجموعة من المثقّفين العرب، انعقد مؤتمر "رابطة العقلانيّين العرب"، بباريس من 24 إلى 27 نوفمبر 2007، وقد تمخّضت عنه هذه الورقة التّأسيسيّة :
شهد العالم العربيّ، منذ هزيمة حزيران/يونيو 1967 خاصّة، تحوّلات اجتماعيّة ارتكاسية، من مظاهرها الإجهاز على المنجزات الحداثيّة التي سبقت أو تلت مباشرة مرحلة الاستقلال الوطنيّ، وصعود التّيّارات الإسلامويّة التي تكفّر الفكر والمعرفة والإبداع، والتّراجع المتصاعد لدور المثقّف النّقديّ إلى تخوم الاستقالة والتّلاشي. وتمثّل ولادة "رابطة العقلانيّين العرب" التي تعلن عنها هذه الورقة التّأسيسيّة تلبية لحاجة تمليها الوقائع المعيشة اليوم في العالم العربيّ، ذلك أنّها تدعو إلى إعادة الاعتبار إلى الثّقافة النّقديّة، وتتطلّع إلى مجتمع بديل متحرّر من تديين السّياسة وتسييس الدّين، ومنعتق من العموميّات الإيديولوجيّة اللاّعقلانيّة التي تذيب القضايا جميعها في شعارات دينيّة عامّة مثل "الدّولة الإسلاميّة"، و"المجتمع المسلم" و"الاقتصاد المسلم"، وهي كلّها على مبعدة شاسعة من روح العصر وأفكاره وقيمه. إنّ المطروح على جدول الأعمال اليوم ضرورة السعي إلى تفسير الخراب العربيّ بأدوات عقلانيّة، والسعي بموازاة ذلك إلى إعادة بناء ما تخرّب بوسائل عقلانيّة، وهي وسائل كانت أخذت بها الشّعوب التي نأت بمصيرها عن المصائر العربيّة، والمطلوب في الحالين معا رفض اللاّعقلانيّة التي تحكم العالم العربيّ اليوم في مجالات السّياسة والقانون والاقتصاد والتّعليم والموروث والقيم الثّقافيّة الإنسانيّة.. فقد أفضى تعميم اللاّعقلانيّة سياسيّا واجتماعيّا، وبعد مرور عقود عدّة على هزيمة حزيران/يونيو، إلى إلغاء الحرّيّات المختلفة وتبرير الجهل والتّخلّف وتوسيع الاستبدادين السّياسيّ والدّينيّ، وصولا إلى المجانسة بين الشّعب المهزوم والسّلطة القروسطيّة. تمثّل العقلانيّة التي تقول بها "رابطة العقلانيّين العرب" مطلباً مركزياً من مطالب الحداثة التي تقوم، في جملة الأسس التي تقوم عليها، على العلمانيّة والمجتمع المدنيّ ودولة القانون وحقوق المواطنة الاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة والمدنيّة. وتولي "رابطة العقلانيين العرب" من هذا المنظور العقلاني أهمية خاصة للعلمانيّة التي لا يمكن أن تختزل إلى ثنائيّة الإيمان والإلحاد، ولا أن تختصر في إيديولوجيا مكتفية بذاتها، ذلك أنّها سيرورة اجتماعيّة متصاعدة غايتها فرد مستقلّ قادر على التّفكير ومجتمع ديمقراطيّ حرّ قائم على تعاقد اجتماعيّ بين أفراد أحرار. وهي في هذا تدعو إلى فصل المجال الدّينيّ عن مجال الدّولة والسيّاسة والقانون، وتدعو إلى حرّيّة الضّمير من حيث أنّها تشمل حرّيّة الاعتقاد وعدم الاعتقاد، وحرّيّة الرّاي والتّعبير، والأخذ بما جاءت به شرعة حقوق الإنسان المعترف بها دوليّا. فللدّين حيّز خاصّ به، من حقّ البشر التّعامل معه بتصوّرات مختلفة، وللسّياسة والقانون والإبداع وفروع المعرفة والآداب والفنون مجالات خاصّة بها، مستقلّة في تصوّراتها ومعاييرها الاستقلال كلّه عن التّصوّرات والإيديولوجيّات الدّينيّة. وبسبب ذلك، لا تنطلق سيرورة الحداثة من الجماعة والجموع المتجانسة، بل تنطلق من الفرديّة المستقلّة الحرّة التي تعترف بغيرها ويعترف غيرها بها. ومن حقّ المرأة، والحال هذه، أن تتمتّع بالمساواة التّامّة مع الرّجل في مجال الحقوق والحرّيّات، بما يؤكّدها مواطناً مستقلاّ متكامل الحقوق. ومن هذا المنظور نفسه تؤكد "رابطة العقلانيّين العرب" أن مختلف أنماط التّعدّديّة التي يشتمل عليها العالم العربي، في أشكالها من إثنيّة ودينيّة وثّقافيّة، إنما ينبغي أن تقوم على مبدأ المواطنة الواحدة والمساواة التامة، بعيدا عن كلّ تصوّر مجزوء يمحو حقوق المواطنة بمصطلحات غائمة أو بدائيّة مثل الأقليّة والأكثريّة وروابط الدّم والأواصر القبليّة والأسريّة والطائفية. تنطلق هذه الرّابطة من معطيات قريبة أنجزها "النّهضويّون العرب" ولو بشكل مجزوء، ومن موروث عربيّ سالفٍ له إسهاماته العقلانيّة المتعدّدة، كما أنّها تستند إلى معطيات الحضارة الإنسانيّة التي أعطت المجتمع الإنسانيّ المعاصر إنجازاته المنيرة في الحقول جميعا. وتتوجّه هذه الرّابطة التي اتّخذت من "الأوان" موقعا إعلاميّا لها على شبكة "الإنترنت" إلى جميع المثقّفين المحتجّين على تدهور الوضع في العالم العربيّ، ممّن يشاركونها الاعتقاد بدور العقل الفاعل وبوظيفة الثّقافة النّقديّة، لكي يغذوا موقعها الإلكتروني كما منشوراتها بإسهاماتهم ونتاجاتهم. فهي لا تحتكر القول، ولا تدّعي الأسبقيّة في شيء، ذلك أنّها وجه لجهود مختلفة، حاضرة وقديمة، حلمت ولا تزال بمجتمع يحتكم إلى العقل ويطمح إلى الحرّيّة والمساواة.
#رابطة_العقلانيّين_العرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|