أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تشكيل التحالفات السياسية و دورها في التأثير على المشهد السياسي العام















المزيد.....

تشكيل التحالفات السياسية و دورها في التأثير على المشهد السياسي العام


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 659 - 2003 / 11 / 21 - 03:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 يُلاحِظُ المتابعُ للوضعِ السياسي العراقي الجديد ولادة عشرات الأحزاب والحركات والمنظمات كثيرة وهو بالتأكيد يمكنه أنْ يحدِّد لها عدداَ َ محدوداَ َ من التيارات العامة التي تشتمل عليها تقع بين اليسار واليمين بأطياف معروفة.. حيث اليسار الديموقراطي والقومي والإسلامي والحركة الكردية. لكنَّ الجديد على صعيد التيارات هو توسع وتوطد نسبي في التيار الليبرالي وبشئ من التفصيل يمكننا الحديث عن تيار يسار الوسط مثل حركات البيئة والسلام الأخضر وما إليها...

                                    إنَّ مسألة تشكيل تلك التجمعات الحزبية أمر طبيعي في ظلال الانعتاق من دكتاتورية خرقاء كمَّمت الأفواه على امتداد عقود طويلة من الزمن. وذلك أمر صحي تماما في الحياة السياسية ولكنَّ فعاليته ومدى تأثيره في توجيه مجريات الأمور لن يكون ذا بال إذا ما ظلَّت الحالة على أساس حالة التفتت والتشظي في عمل تلك التشكيلات السياسية فليس بمقدور أحدها قيادة الشارع من جهة وليس بمقدوره توجيه السياسة الحكومية بمفرده من دون الآخرين.
                                   وسيظلّ ضَعف التأثير مرتبطا بهذه الحقيقة وسيؤدي استمرارها إلى تشديد الصراعات وإلحاق الأذى بتطور المسار السياسي في البلاد. ذلك أنَّ عالم السياسة عالم يحتاج بطبيعته إلى التداول السلمي والتفاعل والتعاطي مع الآخر بشئ من القبول والتبادلية في المصالح, وإلا فإنَّ ما يحصل هو وقف أيّ حالة للتقدّم إلى أمام ومن ثمَّ تحجُّر تلك التشكيلات وتراجعها بانقطاعها عن الحركة التطورية وموتها أو عزلتها عن الجماهير من جهة وعن الحياة السياسية الحقة والتأثير فيها.

                                    وعليه ينبغي منذ اللحظة أنْ تعي تلك التشكيلات الوليدة ـ وحتى التقليدية منها وذات الوجود التاريخي والكتلوي ذو الوزن المعروف بتأثيره ـ  أهمية التحالفات مع تلك القوى القريبة منها ـ على يسارها وعلى يمينها ـ  وأول هذه التيارات حاجة إلى تفعيل مسألة التحالفات وممارستها اليوم قبل الغد هو التيار الديموقراطي سواء اليساري أم الليبرالي بل في المرحلة القائمة لابد لهما من أوسع تداول وتعاطِ ِ مع مجريات الأحداث التي تميل كفتها إلى عبثية وفقدان رؤيا واضحة للمشهد..
                                    
                                      إذ يؤكد بعض المحللين تصورهم لسيادة التيار الإسلامي ويرى آخرون إمكان عودة ظهور التيار القومي وهكذا.. ولكن الأمر ما زال بغير وضوح ولا توجد إحصائية دقيقة تكشف عن نسب فاعلية التيارات وقوتها التصويتية الحقيقية. وإنْ بدا لبعضهم مظهريا تراجع الوضع العام والاخفاقات التي صادفت التيار الديموقراطي والانكسارات والتبدلات التي حصلت بخاصة في عقد التسعينات وما صادف من انهيار المنظومة الاشتراكية بشكل اُستُغِلَّ من أطراف عدة لمصلحة تنمية قواعد لوجودها بين جمهور معين من الناس سادتهم نزعة الاحباط ومن ثمَّ وقعوا تحت تأثيرات مغايرة لتوجهاتهم الديموقراطية السابقة... 

                                        وفي حقيقة الأمر يمكن للتيار الديموقراطي بجناحيه اليساري والليبرالي أن يخسر تقدمه ويفقد انتشاره التقليدي المعروف إذا ما تعاطى مع الوضع بشكل مفكك لا يستند إلى برامج مشتركة. من هنا لابد من التأكيد على القول بأنَّ المهمة الرئيسة والخطيرة الشأن تكمن في تنشيط تحالف متين للتيار الديموقراطي اليساري أولا بكل عناوينه الموجودة على الساحة والابتعاد عن حساسيات العلاقات الحزبية الضيقة ومع تاريخ الوقائع بين أطراف التيار ومسمياته لأنَّ الحياة لا تنتظر تصفية الحسابات الذاتية المحدودة بل تطرح اشتراطاتها الموضوعية باستمرار. ومن دون هذا التحالف التأسيسي الأولي لا يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية وهي مهمة آنية مباشرة هي الأخرى.. أعني بها مهمة إقامة تحالف واسع للتيار الديموقراطي من يساري وليبرالي, لمجابهة حالات المدّ الظاهرية التي يمكن أنْ تُستثمَر واقعيا لمتغيرات سلبية ليست في صالح مستقبل مشرق في بلادنا.

                                        كما سيكون للتحالفات المشروطة مع القوى الوطنية والقومية والإسلامية في اللحظة القائمة مهمة إنجاز الاستقلال الوطني وتحقيق إعادة الإعمار في بلادنا التي عانت طويلا من عمليات التخريب والتدمير. وأيّ طرف سيقف خارج هذا التحالف الشامل الواسع المتحقق عمليا في مشهد مجلس الحكم الانتقالي ستعزله جماهير الشعب المتعطشة لإزالة آثار الماضي وكنسه نهائيا.

                                       لكن حتى هذا التحالف الواسع لا يمكنه التقدم والسير إلى الأمام وتحقيق مطالبه من دون تعزيز التحالفات الكتلوية في إطار التيارات والتوجهات المشخَّصة في لقائها ببرامج وسياسات معلومة ومتفقة بين القوى متقاربة التوجهات. بل سيكون من المهم التنسيق في إطار التيارات ومن ثمَّ فيما بينها جميعا. هذا فضلا عن حقيقة مهمة أخرى هي الاستعداد منذ الآن للمارسة الديموقراطية الانتخابية وصياغة البرامج السياسية في إطار مشترك يدعِّم قوى اليسار الديموقراطي ويعطيه أرضية التقدم بفلسفته الخاصة لرسم مستقبل الوطن.

                                         وبعد, فمن البديهي ما لأفضلية التكتل على التشظي والتعاون على التنافر.. ومن الطبيعي أنْ تصادف الحركات السياسية والوضع العام من انتعاش وتقدّم في ظل التحالف ومن تراجع في ظلّ  الانقسام وسيكون من دواعي الانشغال السلبي المريض الذي سيحلّ وبالا على الشعب إذا ما تعاطت التشكيلات مع بعضها بعضا على أسس من الفرقة والتشتت والتشظي.. فلقد أثبتت التجارب ومنها العراقية ما حصل للوضع السياسي في كلتا الحالتين الإيجابية منها والسلبية.

                                       لكنَّ هذه القراءة إذا كانت تدعو جميع القوى إلى تنظيم نفسها في إطار تنسيقي تحالفي وإنشاء الجبهات في إطار التيارات المعروفة , فإنَّها تدعو بشكل أكبر التيار الديموقراطي لمثل هذا التحالف والتنسيق ونسيان أو عدم أنشغال واكتفاء بحالات اللقاء المؤقت التي دعتها ظروف الطوارئ الخطيرة التي يمرّ بها عراقنا كما هو حال لقاء أقصى اليسار مع أقصى اليمين وهو أمر مقبول منطقيا أو مسوَّغ بضرورات ما يحكمه واقع اللحظة القائمة .. لكنَّ مستقبل البلاد والتطورات السياسية غير مرهون بهذا التحالف الآني فحسب بل هو يحتِّم على أطراف اليسار بالذات أنْ تعي مسؤولياتها التاريخية البعيدة المنتظرة منها بخصوص البرامج التنويرية المطلوب منها تقديمها لجماهيرها الواسعة بل التأكيد على حقيقة مأساوية الخيارات المتأتية عن مظاهر الاحباط والتراجع في الحياة السياسية العامة بخاصة بعد كل ما كيل للعراقيين وحركاتهم المناضلة من ضربات متلاحقة قاسية...

                                        ولعلَّنا نلتفت اليوم قبل الغد إلى وضع البرامج الكفيلة بمناقشة إنشاء أرضية متماسكة قوية متينة للتحالف بين أطراف التيار الديموقراطي وبالخصوص منه اليساري. وليكن لدينا فرق عمل حقيقية متفرغة لتناول الإشكالية بجدية وموضوعية وعدم التراخي أو الانشغال بعيدا عن هذه المهمة الخطيرة في سياق الأحداث التي هي في حقيقتها أكبر من حجم أي فئة سياسية بمفردها.

                                         كما يمكن لمعاهد الدراسات الديموقراطية أنْ تعقد ملتقيات بالخصوص وأنْ تدعو لتقديم البحوث والدراسات المناسبة والتوجه نحو صياغة مشاريع برامجية للعمل السياسي. ولمثل هذه الإشكالية دعوة للمناقشة والمعالجة من زوايا عدة, فمثلا قراءات في التجارب التاريخية في بلادنا والبلدان الأخرى. وزاوية قراءة أشكال التحالفات الممكنة اليوم وكيفياتها وآليات عملها, وأية زاوية للتناول والمعالجة...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيو المنفى والمهجر وما ينتظر هم ؟! دعوة لاهتمام جدي واتخا ...
- ما وسائل حماية الديموقراطية؟ وهل للديموقراطية أسلحة بالمعنى ...
- مرونة الواقعية السياسية أم مبدئية الرؤى الجامدة؟
- العائلة العراقية وما تتعرض له في غربتها
- العلاقة بين جيلين واستقامة الرؤى
- الثقافةُ والمعارفُ الإنسانيةُ وآثارُها على مستقبلِ التَّغيِّ ...
- الاحتفالُ بالعلميّ والاحتفاءُ بالسياسيّ - ركيزة متينة لبناء ...
- طبيعة مؤسسات الدولة الجديدة وآليات البناء والعمل فيها
- الشبيبةُ العراقيةُ و دورها في بناءِ عالمِ ِ جديد 1 &2
- حقوقُ الإنسانِ العراقي في ظلِّ الاحتلالِ
- استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4
- بعض محدِّدات العمل في ظلِّ الديموقراطية 1- 2 - 3 - 4
- مَنْ يكتب الدستور؟
- فَلْنَجْمَعْ ما يكتبُهُ العراقيون بشأنِ الدستور
- علمانية الدولة والدستور لا ثيوقراطيتهما
- المرأةُ العراقيةُ مطلعَ القرنِ الحادي والعشرين ومحاولات فرضِ ...


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تشكيل التحالفات السياسية و دورها في التأثير على المشهد السياسي العام