الديك الاسكتلندي والأذان الإسلامي.

أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 07:07
المحور: حقوق الانسان
    

"أصدرت محكمة اسكتلندية قراراً بحبس ديك من 8 ليلاً إلى 9 صباحاً خلال الفترة من أول مايو حتى نهاية سبتمبر، ومن 7 مساءاً حتى 7 صباحاً بقية أيام السنة، حتى لا يزعج بصياحه الجيران".
هذا ما نشرته جريدة الأهرام المصرية يوم 27/11/2007 في صفحتها الثانية تحت عنوان: المحكمة حبست الديك.
تلك هي أفعال الدول الراقية التي تحترم حق الإنسان والجيران في العيش بهدوء. بقية الخبر يذكر أن جيران صاحب الديك كانوا قد تقدموا بشكوى إلى المحكمة يتضررون فيها من صياح الديك المتواصل في الساعات الأولى من الفجر الأمر الذي أقلق "منامهم" وراحتهم.

لا أريد أن أعلق على المحرر المجهول الذي كتب وصاغ هذا الخبر، حيث لم يكتب اسمه الكريم. لكن المحرر هذا ـ المجهول ـ استهزاء بحق الجيران في الهدوء حين قال: إن الديك أقلق "منامهم"، لأنهم يتضررون من صياح الديك المتواصل في الساعات الأولى من الفجر.
ويبدو أن المحرر المجهول هذا تعود على إزعاج الآخرين، أو اعتاد على سرقة حقه الإنساني في الهدوء. ألا يعرف هذا المحرر المجهول أن الهدوء حق من حقوق الإنسان في الحياة؟ أم أن حقوق الإنسان جميعها مهضوم؟ وبالتالي فليس من حقه أن يطالب بالهدوء والراحة والنوم في غير إزعاج.

وهنا في بلادنا العربية والإسلامية نتباهى بكثرة عدد مكبرات الصوت حول المساجد. وما أدراك ما مقدار الصوت المزعج المنبعث من تلك المكبرات؟

ولأن رسول الإسلام يتميز بأنه "نُصر بالرعب" كما جاء في الأحاديث الصحيحة، فتجد هؤلاء المتحدثين في مكبرات الصوت يتنافسون فيما بينهم على زيادة ارتفاع الصوت وزيادة درجة حدته وكأنه يريد أن يوقظ الأموات من نومهم الأبدي ليعيدوا حياة الذل والإذلال التي عانوا منها سابقاً مهضومة كل حقوقهم الإنسانية.
ويزيد المؤذنون في ارتفاع صوت الأذان لكي يُرعبوا الأحياء الباقين لكي يتعبدوا ويؤمنوا بهذا الإله ورسوله المنصور بالرعب تحت ضغط الإزعاج.
ويتكرر هذا الأمر خمس مرات يومياً. إنه إزعاج متواصل ليل نهار.
إنها الدعوة الإجبارية للإيمان وسماع العقيدة والشهادة الإسلامية بالرعب. يجب أن تصلي تحت تهديد الصوت المزعج. لا ينبغي أن نراعي ظروف المرضى والمسنين والطلاب التي تستعد للامتحانات أو تذاكر. ليس من حق المختلفين في العقيدة أن نحترم احتياجهم للهدوء. إنها العبادة بالرعب. إنه الامتهان المتواصل لحقوق الإنسان.

*** إزعاج غير مفروض قبل الإزعاج المفروض.

المسئولون في المساجد لا يجدون عابدين حقيقيين في مواعيد الصلاة المقررة والمفروضة والتي "يصيحون" فيها: الله أكبر، لا إله إلا الله وغيرها من جمل الدعاية والإعلان والنداء للصلاة. تلك هي الفروض المزعجة، لكن هناك قبلها إزعاج غير مفروض ـ لكنه موجود ـ وهو إذاعة جزء من القرآن في مكبرات الصوت لكي يحثوا ـ المصلين المفترضين ـ على الحضور للمساجد والزوايا والجوامع للعبادة الإجبارية في أوقاتها.


أية فروض إسلامية تلك التي تجعل أئمة المساجد يجبرون المصلين والعابدين على العبادة بالإزعاج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حبسوا الديك للحفاظ على حق الإنسان الاسكتلندي في الهدوء!!!!!!!!!!!!!!!

تعلموا يا مسلمين وحافظوا على حق الإنسان العربي والمسلم في الهدوء. ذلك الإنسان المهضومة والمغتصبة كل حقوقه الإنسانية.

#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات