أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - طريق بلا خارطة














المزيد.....

طريق بلا خارطة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 659 - 2003 / 11 / 21 - 03:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   لا يشك اي شخص بأن مشروع "خارطة الطريق" الذي طرحه جورج دبليو بوش، كان من اجل احتواء تصاعد النقمة الشعبية والدولية ضد الادارة الامريكية، عندما كانت تخطط لشن حربها على العراق. ولا شك ايضا ان الادارة الامريكية لم تكن جادة ابدا في حل القضية الفلسطينية واحلال السلام في الشرق الاوسط، عندما طرحت المشروع المذكور. فكان مشروع من اجل تمويه العالم بأن امريكا ما زالت راعية عملية السلام بالرغم من تحضيراتها العسكرية في شن حرب ابادة ضد جماهير العراق. اي بعبارة احرى من الممكن الامساك بعصا السلام وعصا الارهاب بيد واحدة.
الوقائع اليومية تثبت الان، بان خارطة الطريق اصبحت بوصلة لحليفة امريكا وطفلها المدلل اسرائيل، لشن اكبر حملة ابادة ضد الفلسطينيين. فشارون الذي هو زعيم مجرم لاكبر دولة ارهابية في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية، بات لا يعبث بامن وسلامة الاسرائيليين والفلسطينيين على حد السواء فحسب، بل اصبح يعبث بامن المنطقة. فطائراته الحربية تقصف العمق السوري، بذريعة وجود المنظمات الارهابية، وتشن غارات على جنوب لبنان، وتطلق التصريحات:ان اسرائيل تضرب عدوها اينما كان.
   لم تجيير "خارطة الطريق" ابدا الا كاداة في تقويض سلطة عرفات ونقل الصراع بين دولة اسرائيل والفلسطينين الى داخل الفصائل الفلسطينية. ومن جهة اخرى ادى ذلك المشروع المشؤوم الى اعطاء المبررات للمنظمات الارهابية مثل حماس والجهاد في ادامة جرائمهم ضد المدنيين الاسرائيليين. الان اصبح الشغل الشاغل، هو من يستطيع ان يشكل حكومة ينال رضى عرفات ورضى شارون. تلك الحكومة الغيبية التي لن يكن لها ان ترى النور الا في افلام الرعب من انتاج هوليود. فلم يمض الا 48 ساعة على تشكيل حكومة قريع الا وتواردت الانباء عن التهديد بالاستقالة جراء خلافات مع عرفات. ولسوف لن ينس التاريخ، بأن ابو مازن وحكومته، كانتا بمثابة قربانا لتعبيد ذلك الطريق الذي لم يكن له خارطة طوال اكثر من نصف قرن من الصراع الفلسطيني –الاسرائيلي. وهو طريق ادامة الارهاب وضياع اي افق في تأسيس الدولة الفلسطينة المستقلة وانهاء الظلم القومي على الشعب الفلسطيني.  لقد نجحت تلك الخارطة الى جانب حكومة شارون، بادامة حملاتها العسكرية في مناطق غزة والعمق الفلسطيني دون اي رادع.ان سياسة تهديم المنازل وتهجير وتشريد سكانها، وبناء الجدار الامني والفصل العنصري بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والاستمرار في بناء المستوطنات، كلها ثمار طريق بلا خارطة. لقد حاول بوش عن طريق الاعلام المأجور، بأن يصور نفسه راعي عملية سلام، وكانت محاولة منه في فصل مسار القضية الفلسطينية عن مسألة العراق الذي نجح صدام حسين بالربط المحكم بينهما. بيد انه اثبت ولاول مرة بأن مسار القضيتين واحد. فمحاربة"الارهاب" التي تبررانها كلتا الحكومتين، شارون وبوش في شن حملاتها الحربية في المنطقة، هو المسار الذي يربط بينهما.
وهكذا تتحول خارطة الطريق الى مادة للاعلام وتسطير المقالات والتحليلات السياسية حولها، واداة للتسويف والمماطلة والتمويه في حل القضية الفلسطينية واحلال السلام في الشرق الاوسط. انها لم تكن الا دعاية مظللة وكاذبة لاظهار ادارة بوش بانها راعية عملية سلام. لقد بات اكثر وضوحا منذ اتفاقية اوسلو، بأن حل القضية الفلسطينية، ليست بيد امريكا ولا دولة اسرائيل الارهابية ولا الفصائل الفلسطينة الارهابية التي لا تفرق بين الاطفال والمدنيين الاسرائيليين ومجرمين مثل بيرس وشارون وغيرهم، بل بيد الجماهير المتطلعة للسلام في اسرائيل وفلسطين. ان خارطة الطريق لبوش هي خارطة لشارون وحماس والجهاد لنسف عملية السلام. اما خارطة طريق السلام، فهي بيد تلك الجماهير التواقة للتحرر من الظلم القومي وايام الرعب والخوف.  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد هذا البعثي السابق؟
- هزليات ما بعد -التحرير
- سقطات حميد مجيد موسى - سكرتير الحزب الشيوعي العراقي،
- استراتيجية كولن باول الجديدة
- انهاء كابوس -انعدام الامان- مسؤوليتنا نحن
- الحبل السري بين الادارة الامريكية والاسلام السياسي
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وس ...
- عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود
- أصداء نشاطات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في بغداد و المحاف ...
- اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعا ...
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري
- إعدام 107 جنديا عراقيا ..جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظا ...
- صدام حسين يحمل سيف بن لادن
- فيتو سماسرة مجلس الأمن
- سيحولون كردستان إلى منطقة حرب
- انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية
- عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - طريق بلا خارطة