اسماعين يعقوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
فتحنا أعيننا على الساحة السياسية المغربية فوجدنا يدا ووردة، تم التعبير عنها حينها بشعار الحقيقة أولا.
لم نكن لنختلف معه فالحقيقة ضرورية ومطلب كل واحد منا.كان حامل هذا الشعار آنذاك-حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية- يعاني من التزوير والمضايقات المفروضة عليه من الداخلية حسب ادعاءاته. لكن ما ان تغيرت الأمور بقدرة قادر, ولبس هذا الحزب سلهام الأعداء, حتى حل محلهم فقبل التزوير لينجح، واعتقل ليحاصر المعارضة وعطل لينال رضا مولاه.
وأكثر من هذا أضاف أسماء معروفة بتاريخها الأسود تارة والمنير تارة أخرى إلى علم المقدسات بعد ان حاول خلال فترة معينة محو المقدس من الساحة السياسية المغربية.
لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن. فذاكرة الشعب لا تنام ومناضلوه لا يتاونون عن الدفاع والفضح كلما أوتوا الفرصة.
الفقيه البصري- وان كان هناك الكثير مما يجب ان يقال عنه- وضع يده على الجرح, فأصابت الحمى رجنا المريض فتصرف كالأحمق يأمر من هنا ويمنع هناك ويتحدث تارة ويتردد تارة.
لقد حول الرجل الوردة واليد إلى علقم وسيف قاطع يحاول به فصل ماضينا عن حاضرنا وقتل الذاكرة الجماعية فابتدع خطاب طي صفحة الماضي.
جملة رنانة فيها المضاف والمضاف إليه, لكن الفاعل فيها يحاول بناء نفسه للمجهول رغم انه معلوم وواضح وضوح الشمس.
أقول لرفيقنا قد اتفق معك على طي صفحة الماضي ولكن أليس من حقي معرفة الصفحة التي سأطويها, أم سأضطر إذا صعد دكتاتور آخر إلى طي طي صفحة الماضي وستتضاعف الطيات بتضاعف الرجال لكن أحدا لن يعرف ما طواه.
أظن ان كل هذا هراء في هراء. فان كانت لدينا ديمقراطية كما نسمع، ومؤسسات قائمة بذاتها، أحزاب ديموقراطية، مجتمع مدني فما الداعي إلى كل هذا التخوف من الماضي؟.
لنعد الآن إلى رشدنا ونتحدث بصورة واضحة فإذا قال الاتحاد في مرحلة معينة الحقيقة أولا, فنحن نريد الآن ان تكون الحقيقة أولا، ثانيا وأخيرا. فبدون حقيقة لا يمكن التحرك وان تم هذا التحرك فهو منخور وسرعان ما سيقع الكل ويحطم الجميع ويصبح المغرب في خبر كان.
ان تاريخ المغرب حافل بالمنجزات, بالانتفاضات، بالاعتقالات، بالمخافر، بأشياء أخرى لا يعلمها إلا أصحابها...فهلا رفعتم وصايتكم على كل هذه الملفات لتعم الفائدة ويعطى لكل ذي حق حقه وينال كل مجرم عقابه.
#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟