الجهل الرسمى أفضل !!!

نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:22
المحور: القضية الفلسطينية
    

ثلاثة أعوام مضت على رحيل الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات، دون أن تعلن السلطة الفلسطينية رسميا ما هى الملابسات والتفاصيل الحقيقية لرحيله، رغم أنها فى أعقاب الرحيل المريب والمحوط بالشكوك ، كانت قد شكلت لجنة رسمية لتقصى الحقيقة وإعلانها للعالم أجمع بمجرد أن تنتهى من مهمتها ، وقد انقضت الآن ثلاثة أعوام على مباشرة اللجنة لمهمتها دون أن تعلن شيئا! ، ...وللأمانة فإن اللجنة قد أعلنت فى الذكرى الأولى لرحيله أنها قد أنجزت شطرامن مهمتها وأنها سوف تعلن ما انتهت إليه بمجرد أن تنتهى من مهمتها بالكامل، ولقد مضى الآن عامان على هذا الإعلان، دون أن يصدر منها أى إعلان أو تقرير رسمى آخر! ، وهكذا فما زالت الجماهير الفلسطينية والعربية إلى يومنا هذا ، ما زالت لم تعلن رسميا بما حدث !! رغم أنها عمليا تعرف كل شىء تقريبا!! ، أو على الأقل فهى تعرف ما يستطيع معرفته أى إنسان يمتلك الحد الأدنى من التفكير المنطقى ،. فمنذ ما يزيد قليلا على ثلاثة أعوام تدهورت صحة الرئيس الفسطينى ياسر عرفات بدون تفسير طبى واضح ، وظهرت عليه أعراض شبيهة بتلك الأعراض التى سبق أن ظهرت على السيد خالد مشعل ( ممثل حماس فى الأردن )، عندما تعرض فى عام 1997 لمحاولة اغتيال بالسم على يد عميلين للموساد فى عمان ، ويومها تمكن حراس خالد مشعل من الإمساك بالعميلين اللذين اعترفا بأنهما قد تمكنا من وخزه بإبرة تحتوى على سم معين زودهما به الموساد ، وأن خالد مشعل سوف يلقى حتفه خلال أيام ما لم يعالج بالمصل الذى تمتلكه ـ فقط ـ المخابرات الإسرائيلية!! ، ..وحينذاك تدخل الملك الأردنى حسين، وتمكن من عقد صفقة بين إسرائيل وحماس ،مؤداها أن تفرج حماس عن العميلين الإسرائيليين فى مقابل أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذى كان فى ذلك الوقت مايزال سجينا فى السجون الإسرائيلية ، وأن تقوم فى الوقت ذاته بتزويد حماس بالمصل المطلوب لعلاج خالد مشعل ، ونعود إلى ياسر عرفات الذى ظهرت عليه فجأة أعراض شبيهة بتلك التى كانت قد ظهرت على خالد مشعل عام 1997،! ..ولقد نقل عرفات إلى باريس للعلاج الذى لم يفلح فى وقف تدهور حالته مما أدى فى النهاية إلى رحيله، حيث خلفه فى رئاسة السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس الذى أثبت أنه أكثر مرونة فى التعامل مع إسرائيل وأمريكا !! .. إننا بطبيعة الحال لا نوجه الإتهام إلى السيد محمود عباس بأنه ضالع بشكل مباشر أو غير مباشر فى اغتيال عرفات، فالأرجح أن الإغتيال قد تم بمعرفة المخابرات الإسرائيلية وحدها بناء على حسابات القيادة السياسية الإسرائيلية المبنية على أن خليفته سوف يكون أكثرمنه مرونة فى التعامل ( وهذا ما برهنت عليه فيما بعد سائر الوقائع اللاحقة ) ، ... وعلى أية حال فإن الكثيرين كانوا ينتظرون من لجنة تقصى الحقائق أن تعلن ما انتهت إليه ، غير أن ما سوف تعلنه اللجنة سوف يضع الجميع على الأرجح فى موضع بالغ الإحراج ، لأنه سوف يعلن الحقيقة بشكل رسمى للقيادات الفلسطينية والعربية وسوف يطالبهم بالتالى بفعل أى شىء بينما هم عاجزون تماما عن أى فعل، ولهذا السبب فربما كانت الجهالة الرسمية بالنسبة إليهم هى أفضل الحلول !!
نهاية الكلام : يقول الشاعر محمد الماغوط : الكل متفقون على بيع كل شيء،
ولكنهم مختلفون على الأسعار!،.................
ماذا أفعل بحصتي من فلسطين؟،
هل أشتري بها شهادة استثمار؟

#نصارعبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات