أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق














المزيد.....

فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 05:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وأخيراً "باضتها" فرنسا وقالتها صراحة أنها تسعى " إلى ضم بعثيين سابقين الى المجلس التمثيلي الذي تدعو الى الإسراع في إنشائه وذلك عبر دمج مجلس الحكم المؤقت والوزراء الحاليين واللجنة الدستورية وضم أعضاء آخرين «يمثلون القوى الأخرى»، وفق تعبير وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان، أول من أمس." (الشرق الأوسط، 19/11/2003).

من المعروف أن فرنسا هذه استماتت في معارضتها للحرب على نظام صدام حسين بمختلف الوسائل حتى هددت باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن. وبعد الحرب راحت تضع العراقيل أمام كل ما يفيد العراق، فعارضت حتى رفع الحضر الاقتصادي في بداية الأمر، مطالبة بحصتها من مشاريع إعمار العراق. ورفضت المشاركة في مؤتمر مدريد للدول المانحة للعراق. ثم راحت تطالب بعودة البعث من وراء الكواليس على لسان غسان سلامة المواطن اللبناني-الفرنسي، والذي نجح في الفوز بمنصب المستشار الأول لمثل الأمم المتحدة في العراق والقيام بدور حصان طروادة.

ويضيف التقرير:" وقارنت المصادر الفرنسية بين ما حصل في الدول الشيوعية السابقة حيث النخب الاشتراكية عادت إلى السلطة أو شاركت فيها وبين الوضع العراقي". فهل هناك مجال للمقارنة بين رجال الحكم في الدول الشيوعية السابقة مع نظام صدام حسين الذي ملأ العراق بالمقابر الجماعية؟ إن هذه المقارنة ليست ناتجة عن جهل وعدم معرفة الفرق بين العراق ودول أوربا الشيوعية السابقة، بل عن خبث ودهاء، القصد منه ضمان عودة النظام الفاشي إلى حكم العراق وبالتالي عودة المصالح الفرنسية على حساب الشعب العراقي.

وبالنسبة للعراقيين، فحزب البعث يعني حكم الإرهاب ومقابر جماعية وتعذيب وحروب وقتل ومحارق بشرية وأحواض الأسيد وتشريد ..ألخ. أما لفرنسا، فهذا الحزب يعني بزنس وتحقيق مصالح مالية تقدر بعشرات المليارات الدولارات. وفي مداخلة سابقة لي بينت فيها العلاقة الشخصية الحميمة التي كانت تربط الرئيس الفرنسي جاك شيراك بصدام حسين. كما وذكرت أن شيراك كان متورطاً يجرائم الرشوة والفساد وكان مطلوباً للعدالة. ولو لم يكن رئيساً للجمهورية لكان الآن وراء القضبان. ويعود الفضل في فوز شيراك في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة إلى الفاشي جان ماري لوبين الذي جاء في المرتبة الثانية في الدورة الأولى من الإنتخابات مما وضع الشعب الفرنسي أمام محنة الإختيار بين الشرين، أما الفاشي أوالمرتشي. فاختاروا المرتشي.

تتباكى فرنسا على السيادة الوطنية للدولة العراقية أكثر من العراقيين. لذلك نراها تطالب قوات الحلفاء بالإنسحاب الفوري من العراق وإعادة السلطة للعراقيين الآن وليس غداً ! وعندما تطالب فرنسا بذلك فهي تعني ما تقول ولغاية في نفس يعقوب. إنها تريد عودة النظام السابق، وهي التي تسمى الأعمال الإرهابية في العراق ب"المقاومة الوطنية". إن حزب البعث هو أسوأ من الحزب الفاشي في إيطاليا والحزب النازي في ألمانيا ورجال حكم البعث هم أسوأ من رجال حكومة فيشي في فرنسا أيام الإحتلال النازي لها. فهل طالب أي إنسان شريف بمشاركة أعضاء من هذه الأحزاب في السلطة في هذه البلدان بعد إسقاط أنظمتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية؟ فهل يقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير خارجيته دومينيك دو فيلبان، لو تمت مشاركة أعضاء من حكومة فيشي في سلطة الجنرال ديغول الذي دخل باريس على ظهر دبابة أمريكية؟

نحن كعراقيين، نعتبر رجال الحكم السابق وأعضاء حزبه أسوأ بكثير من حكومة فيشي والفاشية والنازية جميعاً. فبأي حق تتدخل الحكومة الفرنسية بالشأن العراقي في تقرير مستقبل بلادنا وتسعى لفرض مشاركة الفاشست في حكومتها؟ لو كانت فرنسا قد ساهمت مثلاً بإسقاط النظام البعثفاشي في العراق وقدمت المساعدات المالية لإعادة بنائه، لقلنا لها حق المساهمة في تشكيل الوضع العراقي في المرحلة الراهنة، كما لدول التحالف التي ضحت بأبنائها في سبيل تحرير العراق. أما وكون فرنسا عارضت التحرير من البداية وحتى النهاية ورفضت حتى في تقديم الدعم المالي لإعادة بناء العراق، فليس لها أي حق بهذا التدخل الشائن بتقرير مصير الشعب العراقي.

نعم، تستدرك فرنسا في طرح مشروعها لمشاركة البعثيين فتضع "شرط ان يعلنوا رفضهم للعنف ويقبلوا قواعد اللعبة الديمقراطية" ولكن هل تدرك فرنسا أن البعثيين لا يفهمون قواعد اللعبة الديمقراطية ولا يلتزمون بأي تعهد، كما هو واضح من تاريخ حكمهم الطويل في العراق وخرقهم لجميع التحالفات التي عقدوها مع الأحزاب الوطنية ثم فتكوا بها والمواثيق الدولية التي انقلبوا عليها فيما بعد. إذا كان هذا تاريخهم الأسود، فما هي الضمانات التي تضمن للقوى السياسية العراقية أن البعثيين سوف لا يعودون إلى سابق عهدهم في الإنقضاض على حلفائهم واغتصاب السلطة واحتكارها كما عملوا من قبل.

نحن العراقيين، وليس الفرنسيون، الذين احترقنا بنيران البعث الفاشي ولن نرضى بغير اقتلاع حزب البعث وآيديولوجيته المعادية للإنسانية من الجذور وتطهير أرضنا المقدسة من رجس الفاشية مرة وإلى الأبد. نطالب الفرنسيين بالكف عن التدخل السافر في شؤون بلادنا. كما نطالب مجلس الحكم بتقديم الإحتجاج الشديد على هذا التدخل الفض. يتباكى الفرنسيون كثيراً على السيادة الوطنية العراقية وعودة الحكم إلى العراقيين. نعم هذا قول حق يراد به باطل. والنوايا الفرنسية من هذا الدعوات معروفة ومكشوفة. إنها ناتجة عن كراهية فرنسا لأمريكا ورغبتها المجنونة في عودة حكم البعث للعراق. يقول الكاتب الفرنسي الكبير بلزاك: "حذار من امرأة تتحدث عن الشرف كثيرا".



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...
- عودة إلى مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد
- المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة
- خطاب مفتوح إلى مجلس الحكم الإنتقالي
- 14 تموز 1958.. ثورة أم إنقلاب؟


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق