أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار السبيعي - هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال














المزيد.....

هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 10:49
المحور: حقوق الانسان
    


لن ينتهي مسلسل الإعتقالات السياسية في الجمهورية العربية السورية لناشطين سياسيين معارضين للحكومة الحالية من جراء نفسه. ومن يعتقد أن حكومة بشار الأسد تعمل لصالح سوريا أو أبناء سوريا فماعليه إلا أن يقف عند أخبار الأسبوع الماضي لحملة الإعتقلات الواسعة من قبل أجهزة الأمن السورية لأعضاء إعلان دمشق بعد إجتماعهم بأيام في العاصمة السورية وإنتخابهم الدكتورة فداء الحوراني رئيسة للتنظيم.

هنا لابد لنا من التوقف و لو للحظات عند هذا الحدث الذي أصبح وكأنه من الأعمال الروتينية التي تقوم بها الحكومة السورية و يبقى الشعب السوري صامتاً لانسمع منه صرخة ألم ولا إحتجاج أو حتى أه على إخوانه و أخواته المعتقلون!!

أسمع كثيراً من أبناء وطني الحبيب أن حبهم لسوريا لايقاس وأن إنتمائهم وجذورهم للوطن شديدة العمق وصلبة البناء. ولكن عندما أسأل أحدهم كيف يمكن أن نشارك في عملية لتغيير الأوضاع العامة في الوطن أسمع العجز الفكري والعملي بكل طاقاته و إيمانه وتأتي العبارة المشهورة "الله يخلصنا منهن " !!! وكأن الجميع منتظراً المهدي المنتظر ليخلصهم من الإستبداد و الفقر والقمع و الإهانة ولكن هم أنفسهم لايؤمنون بقدراتهم على التغيير أو حتى الإحتجاج ضد نظام فقد شرعيته منذ سنيين ومازال يفتك بأبناء الوطن بشتى أشكال القمع و الإستبداد. ياللعجب!!

هل من المعقول أننا فقدنا إحساسنا بالظلم؟ هل من المعقول أننا أصبحنا في عداد المقهوريين فكرياً وعقلياً و جسدياً حتى أننا لم نعد نفرق بين الخطاْ أوالصواب؟ هل من المعقول أننا أصبحنا في حالة إنحطاط وإحباط معنوي لدرجة نالت من قدراتنا الفطرية على دفع أي خطر يقرب منا؟

أسئلة كثيرة ترد على أفكاري لتصبح هاجس يملأ قلبي بالحزن والشفقة على أبناء وطني. ولكن الأجوبة لابد لها أن تكون في طبيعة المواطن السوري الذي أصبح القهر و الذل اليومي له من قبل حكومة ظالمة ومستبدة من الأشياء الطبيعية التي لم يعتد على غيابها أوعدم وجودها وكأنه يلتهم المزيد من الإستبداد و الظلم لإثبات وجوده كمواطن على الأرض التي عرفها منذ ولادته.

في علم النفس هناك حالة مرضية تدعى (battered wife syndrome)، مايعني مرض الزوجة المضروبة، من أعراض هذا المرض أن الزوجة نفسها بعد سنيين من الضرب المستمر لها تشكل في عقلها حالة نفسية لتبررأسباب إنتهاك جسدها عنفاً من قبل الزوج وتؤمن إيماناً كاملاً أن ماتلقاه على يد زوجها من العنف و الضرب هو ماتستحقه و تعيش في هذه الحالة من يوم إلى أخر تنتظر العقاب المنتظر من زوجها على ماتفعله من صغيرة و كبيرة.
هذه الحالة تذكرني بالشعوب العربية عامة و الشعب السوري بشكل خاص. فقد أصبحت حالتنا المرضية متفاقمة لدرجة أننا أصبحنا نظن أننا نستحق إنتهاك حرياتنا الفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية من قبل حكام طغاة يفتكون بعقولنا وأوطاننا من دون رادع أو خوف.
القهر والفقر والعذاب أصبحوا من الملزمات اليومية لمعيشتنا والإضطهاد و الجوع والظلم أصبحوا غذائنا.

هذا لايعني أنه لم يعد هناك من المناضليين الشرفاء في جميع البلدان العربية. ولكن للأسف أن معظم هؤلاء هم سكان السجون المظلمة والأقبية الباردة المتناثرة و المتكاثرة من المحيط إلى الخليج. هؤلاء من يشعلوا أجسادهم لإنارة الطريق لما تبقى من أصحاب الضمير و الفكر الحر.

البعض يبررعجز الشعب السوري المقهور للخوف المزمن والمستأصل في قلوب المواطنيين من بطش تعسفي للحكومة السورية بأبناء الوطن. حقيقة لاتخفى، فمن تابع مسلسل حكم الطوارئ الذي ينكح في صلب الوطن منذ أكثر من 44 سنة، يعرف أن مايتوفر لهذه الحكومة من أدوات الظلم والإستبداد والقهر التي تستعمل يومياً ضد أبناء الشعب السوري متجسدة في أحكام عرفية تودي بأصحابها في سجون باردة ليتلقوا أنواع العذاب على أيدي جلادهم الأمني، وتجعل الإنسان الطبيعي يتقمص حالة النكران و يتجنب العمل الوطني بكل أشكاله. لاعتب على من يقطن ربوع الوطن تحت هذه الظروف الصعبة، ولكن كيف نفسر إشمئزاز السوري المغترب من المشاركة في هذا الواجب الوطني النبيل؟ ليس هناك من جلاد بالمرصاد أو حاكم مستبد يقف في طريقنا أو يهدد أمننا وسلامة أنفسنا. نعيش في ربوع الحرية والسلام في أوطان مختلفة تمتد عبر قارات العالم وتؤمن لنا معيشتنا في غربة قاسية تنهك قلوبنا، ومع كل ذلك نرفض أن نعبر عن أرائنا و أمنياتنا في بناء وطن حر مزدهر أو نرفع أصواتنا لندد في حاكم ينتهك حرياتنا و يرهب إخواننا و أخواتنا و أبناء وطننا في حملة إعتقالات جائرة ليرسل رسالة الإرهاب و الخوف في قلوبنا و قلوب كل الأحرار و المناضليين.

في إفتتاحية كتابه المشهور (Crisis) "أزمة" يقول الكاتب الشهير والأب الروحي للثورة الأمريكية ثوماس باين "هذه الأوقات التي تمتحن أرواح الرجال"
( These are the times that try men s souls)، هذه الكلمات أشعلت روح الحرية و الكرامة في قلوب المستطونيين الجدد وخلقت مانعرفه اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، فهل يصل صداها إلى قلوب كل أحرار سوريا المغتربين ليقفوا صفاً واحداً وصوتاً واحداً في وجه الظلم و الإستبداد؟





#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية
- لما تستغرب؟ فهم لايعرفون بديل
- الصلاة شفاء من كل داء
- الفتاة العربية و غشاء البكارة
- وفاء سلطان و العقل العربي الإسلامي
- ضجيج عربي


المزيد.....




- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...
- المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار السبيعي - هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال