|
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....27
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:58
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
الإهداء إلى :
- الحوار الممتدة في ريادتها، في ذكراها المتجددة باستمرار، باعتبارها منبرا لحوار الرأي، والرأي الآخر، وعلى أسس ديمقراطية سليمة.
- أعضاء هيأة تحرير، وإخراج الحوار المتمدن، الذين يحرصون على أن تصير منبرا ديمقراطيا، تقدميا، يساريا، علميا، علمانيا، عربيا، إسلاميا، إنسانيا.
- كل الأقلام الجادة، والمسئولة، والهادفة، التي فضلت الحوار المتمدن منبرا لنشر إنتاجها.
- كل القراء الذين يزورون موقع الحوار المتمدن من أجل التزود بالفكر المتنور، والعلمي، والديمقراطي، والعلماني.
- كل المساهمين في مناقشة الأفكار المطروحة على صفحات الحوار المتمدن، وعلى أسس علمية دقيقة، ودون قدح، أو نيل من أصحاب الأفكار الخاضعة للنقاش.
- من أجل اعتبار الحوار المتمدن منبرا عربيا، إسلاميا، إنسانيا.
- من أجل جعله مقصدا للقراء، مهما كانت لغتهم، أو لونهم، أو جنسهم، أو الطبقة التي ينتمون إليها.
- من أجل اعتباره منبرا للحوار بين الآراء المختلفة، والمخالفة، والمتناقضة، وصولا إلى إعطاء الأولوية للحوار قبل أي شيء آخر.
- من أجل اعتبار الحوار المتمدن أداة لبناء إنسان جديد، بواقع جديد، بتشكيلة اجتماعية متطورة، بأفق تسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
- من أجل جعله وسيلة لسيادة حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- من أجل التحسيس بأهمية النضال، ومن خلال المنظمات الحقوقية المبدئية، من أجل فرض ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
- من أجل إبرار أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم على مصير البشرية.
- من أجل اختيار الصراع الديمقراطي السليم، وسيلة لتداول السلطة بين الطبقات الاجتماعية القائمة في الواقع.
- من اجل تحقيق سعادة الإنسانية في كل مكان، وعلى أساس احترام الاختلاف القائم فيما بينها، ودون إجحاف بأية جهة، مهما كانت.
- من أجل الارتقاء بالبشرية إلى الأسمى، على أساس الحوار المتمدن.
محمد الحنفي
مفهوم الالتقاء:....13
وإذا توضحت الأهداف المتوخاة من وراء الالتقاء حول قيم معينة:
فما هي الغاية من وراء تحقيق تلك الأهداف؟
إن الغاية المتوخاة من وراء تحقيق أهداف معينة تختلف باختلاف طبيعة الأهداف المتحققة، لأن الغاية سوف تكون نتيجة حتمية لتحقيق هذه الأهداف، أو تلك، فغاية الإقطاع ليست هي غاية البورجوازية التابعة، وليست هي غاية البورجوازية الليبرالية، وليست هي غاية البورجوازية الليبرالية التابعة، وليست هي غاية البورجوازية الصغرى، وليست هي غاية الحركة العمالية، وليست هي غاية اليسار المغامر، أو اليمين المتطرف.
فما هي الغاية المتوخاة من وراء تحقيق أهداف الإقطاع؟
إن أقصى ما يمكن أن يسعى إليه الإقطاع من وراء تحقيق الأهداف التي ذكرنا، هو ضمان تجدده، واستمراره، حتى لا يندثر، وبصفة نهائية من الواقع، كطبقة اجتماعية تستغل الفلاحين، والفقراء، والمعدمين، عن طريق امتلاك الأراضي الواسعة.
وإذا تعذر استمرار الإقطاع، كطبقة اجتماعية، وكقيم سائدة في المجتمع، فإن غاية الإقطاع تتحول إلى صيرورته جزءا لا يتجزأ من البورجوازية التابعة، التي تجمع في ممارستها بين القيم الإقطاعية، وبين القيم البورجوازية التابعة، وفي استمراريتها بين العمل الزراعي، والعمل الصناعي، المرتبطين معا بالمؤسسات المالية الدولية، وبالأسواق الخارجية، وبالنظام الرأسمالي العالمي.
ومن الطبيعي جدا أن تلتقي مع الإقطاع، في ذالك، البورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى، ما لم تقتنع بالاشتراكية العلمية، واليسار المغامر، ما لم يقتنع هو بدوره بالاشتراكية العلمية، واليمين المتطرف.
والجهات التي لا تلتقي مع الإقطاع في تحقيق غايته المتوخاة من وراء تحقيق أهدافه، هي الحركة العمالية، والبورجوازية الصغرى، واليسار المغامر، المقتنعين بالاشتراكية العلمية، لتناقض الغاية مع غاية الإقطاع.
وإذا كانت غاية الإقطاع مستحيلة التحقيق، نظرا لاندثاره، وبصفة نهائية، من الواقع، بسبب التحولات الحادة التي يعرفها المجتمع في مرحلة تاريخية معينة، وبسبب سرعة التطور الحاد، الذي لا يترك مجالا لاستمراره، لذوبانه في البورجوازية التابعة:
فما هي الغاية التي تتوخى البورجوازية التابعة تحقيقها من وراء تحقيق أهدافها؟
فإذا كانت غاية الإقطاع هي ضمان استمراره، وتجدده، أو ذوبانه في البورجوازية التابعة، فإن البورجوازية التابعة، ذات الأصول الإقطاعية، تسعى من وراء تحقيق أهدافها إلى ضمان تجددها، ورفع وثيرة استغلالها، وضمان الاستمرار في الارتماء بين أحضان الرأسمالية العالمية، عن طريق المؤسسات المالية الدولية، وعن طريق الارتباط بالشركات العابرة للقارات؛ لأن الارتباط بالرأسمال العالمي، إلى جانب ضمان الاستمرار والتجدد، رهينان ببعضهما، لكونهما السمة الأساسية المميزة للبورجوازية التابعة، التي يقوم وجودها، أولا، على مضاعفة استغلال الكادحين، وبالسرعة المطلوبة، وثانيا، على الارتباط بالرأسمال العالمي، الذي يوظف في ذالك الاستغلال، ومن اجل أن يستفيد منه.
وهذه الغاية التي تعمل البورجوازية التابعة على تحقيقها، هي التي تؤهلها للعب دور معين في تعميق الاستغلال الرأسمالي العالمي للشعوب المقهورة، باعتبارها وسيطا بين ذلك الرأسمال، وبين الشعوب الكادحة، والمقهورة. وشرعيتها آتية من كونها تقوم بدور الوسيط.
فما هي الجهات التي تلتقي معها في سعيها الى ضمان تجددها، ورفع وثيرة استغلالها، وضمان الاستمرار في ارتمائها بين أحضان الرأسمالية لعالمية؟
إن نفس الجهات التي التقت مع البورجوازية التابعة في قيمها، وفي تحقيق أهدافها، هي نفسها تلتقي معها على مستوى الغاية، التي تستفيد منها تلك الجهات المتمثلة في الإقطاع، والبورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى، في حالة عدم اقتناعها بالاشتراكية العلمية، واليمين المتطرف؛ لأن هذه الجهات، كما تستفيد من تحقيق أهداف البورجوازية التابعة، تستفيد كذلك من سعي البورجوازية التابعة الى تحقيق غايتها.
والجهات التي لا تلتقي مع البورجوازية التابعة، هي الحركة العمالية، والبورجوازية الصغرى المقتنعة بالاشتراكية العلمية، واليسار المغامر، المقتنع بالاشتراكية العلمية، لأن هذه الجهات تسعى إلى تحقيق غايات نقيضة لغاية البورجوازية التابعة، ولأن ما يجمع بين هذه الجهات، وبين البورجوازية التابعة، هو الصراع، والصراع المضاد، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من أجل التحرر من الاستغلال المادي، والمعنوي، أو من أجل تكريس ذلك الاستغلال، وتعميقه.
وفي حالة عدم تمكن البورجوازية التابعة من السعي إلى تحقيق غايتها المشار إليها، نظرا لعجزها عن تحقيق أهدافها، بسبب التراجع العميق في سيادة قيمها:
فهل يمكن القول بأن البورجوازية الليبرالية المحققة لأهدافها، هي التي يمكن سعيها في أفق تحقيق غايتها؟
وفي ماذا تتمثل هذه الغاية؟
إن البورجوازية الليبرالية، وكما رأينا، تلتقي مع الإقطاع، ومع البورجوازية التابعة، في الأهداف، وفي الغايات، عندما تكون مرغمة على القبول بسيادة القيم الإقطاعية، أو القيم البورجوازية التابعة، ولكنها عندما تسود قيمها فهي التي تقودها إلى تحقيق أهدافها، التي ذكرناها في مقام الحديث عن الأهداف التي يسعى كل توجه الى تحقيقها.
والبورجوازية الليبرالية عندما تسود قيمها، وتتحقق أهدافها، فإنها تسعى إلى تحقيق غاية معينة، تتمثل بالخصوص، في إعادة إنتاج نفس التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية، الفارزة للبورجوازية الليبرالية، حتى تضمن استمرارها، وتطورها، واستفادتها من مختلف العلوم بصفة عامة، والعلوم الدقيقة بصفة خاصة، لصالح إحداث تراكم رأسمالي، تستطيع البورجوازية الليبرالية بواسطته اقتحام مجاهيل العالم ، ومجاهيل الكون، اعتمادا عل نفسها، وبدون ارتباط بجهات خارجية معينة، إلا إذا كان ذلك الارتباط على أساس التكافؤ والندية، ومن أجل تبادل الخبرات التي يمتلكها كل طرف على حدة. إن من طبيعة المستغل، أنى كان، أن يكون انتهازيا، وانتهازيته تتمثل في قبوله بالانخراط في الاستفادة من الأهداف التي يحققها الآخر، ومن الغاية التي يسعى إلى تحقيقها، إذا تعذر عليه تسييد قيمه، وتحقيق أهدافه، التي يعتمها في السعي إلى تحقيق الغاية التي تناسبه.
وهذه الطبيعة، يجب استحضارها دائما عندما نتعامل مع جميع الطبقات التي تستفيد من الاستغلال، حتى وان كان ذلك بنسب مختلفة بين مكونات المستغلين (بكسر الغين).
ولذلك، نجد أن الجهات التي يمكن أن تلتقي مع البورجوازية الليبرالية، في سعيها الى تحقيق غايتها، هي الإقطاع، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية الصغرى، ما لم تقتنع بالاشتراكية العلمية، واليسار المغامر، ما لم يقتنع بالاشتراكية العلمية، واليمين المتطرف؛ لأن هؤلاء جميعا يتعيشون، ويراكمون مما سيستفيدونه من فائض القيمة، الذي تنتجه الطبقة العاملة، ومعها باقي الأجراء، وسائر كادحي المجتمعات البشرية، ولأن التضليل الأيديولوجي الذي يمارسه هؤلاء جميعا على العمال، والأجراء، وسائر الكادحين، يخدم بالدرجة الأولى تحقيق غاية البورجوازية الليبرالية.
والجهات التي لا تلتقي مع البورجوازية الليبرالية، هي الحركة العمالية، والبورجوازية الصغرى، في حالة اقتناعها بالاشتراكية العلمية، واليسار المغامر، عندما يقتنع هو بدوره بالاشتراكية العلمية، نظرا للتناقض القائم بين الحركة العمالية، وحلفائها من البورجوازية الصغرى، ومن اليسار المغامر من جهة، وبين البورجوازية الليبرالية، وسائر المستفيدين من الاستغلال من جهة أخرى، ونظرا لعلاقة الصراع القائم بين الطرفين، بسبب الملكية الفردية من جهة، وبسبب الاستغلال الفاحش الذي يتعرض له العمال، والأجراء، وسائر الكادحين.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....26
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....25
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....24
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....23
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....22
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....21
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....20
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....19
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....18
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....17
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....16
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....15
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....14
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....13
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
هل تحول دور البرلمانيين إلى دور لتنظيم السعاية ..؟؟
-
المغرب إلى... المجهول... !!!
-
ما طبيعة الدور السياسي الذي ينتظر من فؤاد عالي الهمة في المس
...
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|