أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله سعيد - بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة !- الجزء الثالث من أربعة أجزاء















المزيد.....



بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة !- الجزء الثالث من أربعة أجزاء


خيرالله سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 05:10
المحور: الادب والفن
    


* قصيدة – سميح القاسم – بغداد.
في مستهل هذه الدراسة، وسَمنا قصيدة سميح القاسم، بأنها: "المُعَلّقة المعاصرة" وتسمية "مُعلّقة" تنطبقُ عليها من حيث أنها:
1. نحت منحى المطولات الشعرية في الأدب العربي إذ بلغت 79 بيتـًا.
2. أُستخدمت "البحور العروضية" من النسق الشعري العمودي الذي كان 
     مستخدمـًا في المعلقات، حيث كان بحرها الشعري من "البسيط".
3. إستهلاليتها تحاكي "الطّلليات" في الشعر العربي.
4. ملكت النفس الملحمي.
5. حكت تاريخ بغداد، مُنذ التأسيس وحتى الأجتياح الأمركي المعاصر.
6. إستخدام الأماكن والأسماء والأعلام، كرموز ذهنية حاضرة في الوعي
     العربي، تستجيب لقريحة الشاعر، من حيث التوظيف والدلالة، في بناء
     القصيدة.
7. ظهور الموقف الشخصي، كنازع ٍ معرفي – في القصيدة – يُحدّد مسئولية
    الشاعر أزاء أحداث عصره، ويُملي عليه القول، إبداعًا.
8. التغنّي بالأمجاد لتلك "المدينة" وإدانة الحاضر المتردّي.
9. هي الصرخة، والموقف، والوعي والفن، مُجسّدًا ببناءٍ دقيق الهندسة
    والنظم.
10. عَبّرت بمجموعها عن أفكار وتطلعات أكثر من شعب ينشد الحُريّة،
       واختزلت رؤى الكثير من المبدعين وأصحاب الرأي، الذين حاولوا
      التعبير عن محنة بغداد، في ظرفها العصيب، بشكل إبداعي.
11. حقّقت قفزة ً نوعية في /شعر سميح القاسم/ من حيث كونه التزم بعمود
       الشعر العربي، من جهة، ومن جهة ثانية، كانت المصطلحات
       المعاصرة، حاضرة ٌ في بُنية القصيدة وفضاءاتها، فالشكل والمضمون
       كانا يسيران بهارمونيّة متوازية، خدما مسار القصيدة، وقوَّيا بناءها.
12. هي صَدى أشراف العراق، بلا منازع، فقد عبّرت عن خلجات أّنْفُسِهِم،
       بشكل حميمي، وكانت صرختـُهم المُثلى والمُعبّرة عن روحهم.
* تحليل القصيدة:
في الصفحة السابقة – قلنا – بأن سميح القاسم، قد كتب "مُعلّقة ً مُعاصرة"، وأوّل ما يجلب الإنتباه في هذه المُعلٌقة هو: وزنها الشعري، حيث اختارهُ القاسم من "البسيط" بعناية العارف لمكنون بضاعته، إذ أَنَّ هذه "البحر" يُسهّل على الشاعر الحاذق، فتحَ مَدَيات أوسع للإستطرادات الموجبة في بناء القصيدة، وخدمة موضوعها، هذا أولا، وثانيا، يتميّز هذا "البحر" بأنه أسرع في الحفظ على قلب المتلقي وسمَعهُ، وأوجعُ في النفس، وأسرع لحالة الإنفعال الشعرية، وهو من الأوزان المُغنّاة، أضف الى ذلك أنّهُ من أسلس البحور وأسهلها في النظم، وبهِ نُظمت الكثير من القصائد العربية المشهورة، بما فيها بعض المعلقات.
وما اختياره من قبل سميح القاسم، إلا تماهيـًا وانخراطـًا في سِمْطِ لآلي المعلقات وعيون الشعر العربي، بمعنى أن "القاسم" أراد الخلود لقصيدتهِ هذهِ، إذ انه قد قَلّبَ الموضوع – في ذهنهِ – على أكثر من وجه – قبل الكتابة، حيث أن "قلق القصيدة" قد تلبَّس كيانه، وبغية الإفلات منه، والتعايش معهُ، تَركَ هذا "القلق" يختمر في الذاكرة حتى درجة النضوج، ومن ثم اختار القافية "د" لتخدم الموضوع والقصيدة واسم الشاعر، إضافة الى إسم المكان "بَغداد" حتى تكتمل رَعَشات القلق الشعري في كيانه، فيندفقُ الوليد كامل الخلقه، ليس فيه من "الخدج" نصيب، وعلى هذا الأساس – كما أعتقد – وُلدت معلقة سميح القاسم – بَغداد – هذا على صعيد – صنعة الشعر. أما على صعيد الموقف المعرفي والسياسي، فتجليه "أبيات المعلقة" والتي سنسيرُ مَعَها بيتـًا بيتـًا:
* يقول سميح القاسم في استهلالية قصيدته:
  1. بايعتُ  عَيدَكِ  واستثنيتُ  أعيادي   مُستشرفـًا غَدَ أبنائي وأحفادي
  2. وكانَ نُذري دَمي، قُربانَة ً سنحت   على  مذابح  آبائي  وأجــدادي
 
* الشطر الأول من البيت الأول، يُفصح عن مُحاكاة طَلَليّة، يتساوق بها الشاعر مع إسلوب "الجواهري" في افتتاحيّاته لقصائدهِ الكِبار، ومن ثم التزام بنمط – المعلقات – ذات الفخامة في الإسلوب وجماليات الشكل. وعُمق المعنى، والشعِرُ المُمُوسق. فيما تُفصِح بقية البيت. والبيت الذي يليه، بتفضيل المخُاطب "بغداد" على كيان الشاعر ووجوده، إذ أنَّه يفضلُ – أعيادها على أعيادهِ – بمعنى أنّه يراها – الكُل – وهو – الجزء – وعلى هذا الأساس، أفصح عن تقديم "نُذر دمهِ" قُربانـًا لتاريخ الأجداد الذين بنوا هذا الشاخص الحضاري" إذ أن "مسألة" "النُذر" وهو محمولٌ ديني وثقافي وفولكلوري، متأصّل فيه الكيان العربي. لذلك يلطقـُهُ الشاعر، باعتباره "ثابتـًا" لا يقبل "التحويل" حيث أنه "التعويذة" التي تربط الإيمان بهذا "النذر"، كما إن "المبايعة" تـُلزم – المبايع – بالإيفاء، لذلك قال: "بايعتُ عَيَدِك"، كي يوفي بالتزامه القومي الصحيح (31). "والنذر" إيمان، والإيمان، موقف. ومن هذا الموقف، ينطلق الشاعر لمخاطبة "كينونة الذات" لمعرفة كُنَهها، أثناء التشكُّل والصيرورة:
3 – وقلتُ لإسمكِ "كُن رؤيا" فصار رؤىً
لطارف المجد موصولا بأتلادِ
كُلَّ عربي، مُسلم أو غير مسلم، يعرفُ جيدا، أنّه، أثناء تقديم النذور، هناك كلمات مُصاحبة، يُطلقها "الناذر" قد تكون "مهموسة" وهو الغالب، أو مسموعة، وهو النادر، القصد منها، ربط النذر بنيّة القول، فإن تحقّق، فالنذرُ مُوفى، وهنا، يشير – سميح القاسم – الى تحقيق نذره، بشكل أبهى وأجمل واصدق، إذ أنّه، أراد من "الإسم – بغداد" أن يكون "رؤيا" أي "حُلم ٍ في المنام"  فصار "رؤىً" أي أحلامـًا وأفكارًا وطموحات فكرية وغيرها.
وصيرورة هذه "الرؤى" كفلها "التاريخ" إذ هي "كيان مشيّد" وذات صفة حضارية، تُصاحبها إينما حِلت، هي "الصفة العباسيّة".
4 – وأنتِ ما أنتِ عبّاسيّة مَلكَتْ
شَمْسَ الشموس بتاج الله والضادِ
وهذه الصفة "عباسيّة" هي "إسقاط" حضاري مُوظّف، تَعَمَّدهُ الشاعر، كي يصْفعَ به – حكام بغداد المعاصرين – على اعتبار التاريخ، إذ أن "أبا جعفر المنصور" عندما بنى بغداد، عام [145 هـ] إستمّرت بزوهها كحاضرة الدُنيا، وفرضت إسمها على الحضارة العالمية، منذ ذلك الأوان، وعلى هذا الأساس يؤكّد "سميح القاسم" بأنها: "ملكت" "شمس الشموس بتاج الله والضّاد"، أي أن هناك – مباركة ٌ إلهيّة وإجماع عربي، عند بدءِ تشيّدها. (32). ولا يصح الإفراط بهذا التاريخ الحضاري ومن هنا نفهم قول الشاعر:
5 – ووزّعت نورها في كُلِّ غاشيّةٍ
من الظلام بمشكاة الدَم ِ الهادي
أي أن بغداد "مِشعلٌ" يجب أن يظَلَّ متوهجا، باعتبارها أنها "وزّعت" نور أضوائها، ضد كل ما هو حالكٍ ومظلم، ودفعت في سبيل ذلك "دَمها" كمعادل ٍ موضوعي للزيت الذي ينير "المشكاة".
* بهذه الأبيات الخمس، يكون "القاسم" قد حَذَّد البُعد التاريخي لإستهلال "معلّقته"، وجعلها بمثابة – المفتاح التاريخي – للدخول الى موضوع – بغداد –  من حيث التكوين، والنشأة، والتأثير، والمآل النهائي، لما عليه في اللحظةِ الراهنة.
ومن – الإستهلال – كمقدمة، الى صُلب الموضوع، بغداد الحضارة – يستدرجنا – سميح القاسم – الى أن نتبعه، وفق الخُطى التي يرسمها لبغدادَ، فيقول:
6 – وشعَّ قرطاسُها روحًا ومعرفة ً
على العوالم، من خافٍ الى بادِ
إذن، النقلة الحضارية – لبغداد – تبدّأت في انتشار مهنة الوراقة في أسواقها، ووجود مصانع الورق، في أرباضها، أيام – هارون الرشيد – حيث أصبحت – كعبة كل العلماء وطالبي المعرفة، وشَعَّ نُورَ هذا "القرطاس" على بقية الحواضر الإسلامية، وتخطّاه الى أوربا، عِبرَ صقلية والاندلس وهنا يكمن مضمون عبارة الشاعر "على العوالمِ من خافٍ ومن بادِ"، أي أنّه أراد الجزم بالقول، بان – بغداد – منبع الحضارة والعِلم، من حيث أنّها أثرّت بعلومها على البَدو ِ والحضرِ، وعلى العَربِ والعجم.
وبغية التدليل على هذا التأثير الحضاري لبغداد على الدُنيا، فإنه يقيم القرينة على شاهد القول فيقول:
7 – هُنا المنابرُ، من عُربٍ ومن عَجَم ِ
هُنا المنائِرُ، هَدْيَ الرائح الغائدي
بمعنى، أن التلاقح الحضاري، بين مختلف الأقوام والإثنيّات، تجد صَداهُ في بغداد، منشورًا على منائرها، للقادم، الذي يروم العِلم، والرائح الذي ملأ جعبته بزاد المعرفة، على اعتبار أن "منائرها" منائرَ علم ٍ، لا منائر غِواية، وحيث أن – بغداد – هي حاضرة الخلافة العباسية، فمن الضروري أن تكون "منارة العِلم" ومن هُنا تلويحة الشاعر الى "المنائر" وربطهِ أيّاها بالدلالة المعرفية والإشارة الدّالة في البيت الذي يليه:
8 – أصابِعُ الناس أقلامٌ، وأحْرُفهم
بَوحُ اللغات بحُلم ِ الصابئ ِالصادي
حيث في تلك الفترة "ق3 – ق4 هـ" كانت بغداد شُعلة العِلم بكل معنى الكلمة (33)، وساد فيها النثرُ والشعر، وبرز التدوين لمختلف العلوم، حتى أن "أبي بكر الصولي الصابئ"  وهو دلالة الشاعر في البيت أعلاه، قد تَصدَّر إسلوبَهُ الكتابي في الترسل والبلاغة، حتى غدا القُدوة المتَّبعة، وراحت مسؤولية هذا الشخص "الصابئ" تفرض عليه إرساء قواعد لأساليب الكتابة في عصرهِ "ق4 هـ" فوَضَع كتابه "أدب الكُتَّاب" (34) ليُساهم برفع الوعي المعرفي في الطبقة المثقّفة من الناس، وأخلص لهذا المنحى، حتى أنّه "رفض الوزارة" عندما عُرضت عليه إكرامـًا للعلم، لذلك خَلده الدهر كأحّد أعلام بغداد الثقافية، وأحّد شوامخ العصر العباسي، وليس صُدفة ً أن يستشهدَ به سميح القاسم، بل أراده "القاسم" الدليل التاريخي لمعنى المثقِّف الوطني، المنحاز للثقافة لا لغيرها، والذي يرفض تقبيل يد السلطان، لكنّه ينحنّي ويُقبّل مؤلفات الجاحظ.
وعلى هذا الأساس المعرفي، جاء إيحاء الشاعر بأن "أصابع الناس أقلام" كمعادل ٍ موضوعي إبداعي في الموضوع الشعري، إذ أن الظاهرة الثقافية، في بغداد – آنذاك – شملت مختلف القوميّات والألسن، دون حواجز أو جوازات سفر (35)، بل أصبحت "المعارف" أسفارٌ مُذهبّة" من المشرق الى المغرب، كمراصِدَ علم ِ، كُلَّ يشير الى الآخر، ويشيد بفضله، وهو ما يشير إليه البيت 9 – :
9 – من المشارق ِ أسفارٌ مُذهبَّة ٌ
الى المغارب، مرصادًا لمرصادِ
وتطور كل ظاهرة في المجتمع مرهون باستقرار الحالة السياسية والإقتصادية، لاسيما – الظواهر الثقافية – إذ أنَّ الخلافة العباسية – لاسيّما  في عهدها الأول، كانت ناهضة ً بشكل ٍ مُلفت للإنتباه، حيث رغد العيش يفجّر طاقات الإبداع، إذا كانت النفوسُ آمنة، وجغرافية المكان تلهم المخيلة وتُحفز للإبداع، لذلك يستوقف سميح القاسم خيراتُ دجلة، وسمن الفرات، وثمرُ النخيل، وظِلاله التي تتواصل مع التاريخ الحضاري للعراق:
10 – ودجلة عَسَلٌ تُغري لذائذهُ
سَمْنُ الفرات بِنَحْل ٍ بينَ أوراد
 
11 – وللنخيل ِ عيون التمر ِ شاخصة ً
لسومر، بابل، آشورَ، أكّادِ
إذن نلحظ، في هذه الأبيات توصيفات "الخير" وتواصلاته عَبر الحضارات العراقية المتواصلة، سومر، إذ بها بدأ التاريخ، وبابل مجد الحضارات الرافدية، وآشور، بدء القانون المدني مرسومًا بمسلَّة حمورابي، وأكّاد، بروز قوّة الحضارة العراقية، إذ سرجون الأكّدي يخضع كل الشرق لسلطانه ويأتي بأسرى أورشليم، ليخدموا في بلاطه، واللغة الأكّدية، تصبح لغة الثقافة والشعر، وبها يُدِّون التاريخ الحضاري لبلاد الرافدين.
* قد يقول القارئ، بأن الشاعر سميح القاسم، ابتعدَ عن موضوعه، في البيت الأخير – ب11 – لكننا نرى أن هذه التهويمة الحضارية، هيَ ربط محكم لعوامل التاريخ البشري، ومن ثُمَّ ، سِمة التراكم الحضاري الموروثة لأهل بغداد خاصة، وأهل العراق عامة، ومن ثم هي مفصلٌ حاد للشموخ والعِزّة، وظفهُ الشاعر، كمقدمات تاريخية، لنتائج لاحقة ستظهر في ثنايا مُعلَّقَته. إذن، هذا التوظيف ذو دلالة خاصة يعيها الشاعر ويعرف كيف يستخدمها. ولغرض الإنتقال بموضوعة التاريخ – من القديم الى الوسيط – يظل الشاعر سميح القاسم متمسكـًا بعُرى الحضارة، مضيفـًا إليها ما حقَّقّهُ العرب – في الأوان العباسي، من فتوحات وأمجاد، ورفعة حضارية، تستوجب الذكر، ضمن حدوده الثقافية والقومية، على اعتبار أن – الإسلام – كدين ٍ وحضارة للعرب، كان ذا وجه مشرق، أفادت منه كل الشعوب التي انضوت تحت رايته، بعد الفتوحات:
12 – ليَعْرُبَ جامح ٍ شَدّت نوازعَهُ
بَوّابة الشرق، أمداءً لآمادِ
13 – فَللخُيول ِ صهيلٌ عِبَرِ "أرومية"
وللسيوفِ صليلٌ خلفَ "أروادِ"
14 – والأطلسي، يعيد الوصف "للهادي"
هنا نلمسُ نبرة َ ارتفاع في صوت الشاعر، مبعثها "التاريخ المُشرّف" للعرب عندما كانوا عربـًا!! فجيوش الفتح عبرت الحدود التركية عبرَ "أروميه" وخلف "جزيرة أرواد" عند البحر المتسوط، كان فتح "صقلية" ثم بلاد الأندلس، والوصول الى "بواتيه" على الحدود الفرنسية" في العهد الأموي، وهذه "الوقائع" تستفز الشاعر سميح القاسم بوعيه المعاصر، وهو يشاهد إذلال العرب في كل معركةٍ وموقع، ففلسطين أُخذت بالقوة، وبيروت إستبيحت، وطرابلس قُصفت، والقاهرة قُهرت، ودمشق خنعت، وبغداد سقطت في وضح ِ النهار.
فلا جعجعة ً للسيوف، ولا وقع لسنا بكِ الخيل. و"القاسم" يدركها جيّدًا، فحاول أن يتجاوزَ هذا التردّي، وذلك بلجوءِهِ الى "صفحة التاريخ القديمة" كبديل عن الحاضر، يُُصبِّرُ بهِ روحه المشتعلة، فيتغنّى بحنين جارح:
 
15 – مصاحفٌ ورماحٌ للمدى نُشرت
إيمانها النورَ في أسدافِ إلحادِ
16 – وشَرَّعت علمـًا واستنهضت أُمّمـًا
وأشهرت قلمـًا في وجَهِ جلادِ
حتى أنه /في هذين البيتين/ يعتبر هذه الفتوحات، فتوحات علم ٍ ومعرفة، لا فتوحاتٍ قهر وإذلال.
* ومن صَدى الحرب الى صَدى الأدب، يُعرّج "سميح القاسم" الى موضوعهِ المركزي /بغداد/ فيستحضر شوامخ الأدب الشعري في العصر العباسي يقول:
17 – وللقصائد كوفيّ ٌ يتيهُ بها
وكم تتيهُ إذا قالوا: مَنْ الشادي؟ّ!
"الكوفي" هو "المُتنبّي" واستحضارهَ هنا، بوصفهِ رمزًا أدبيـًا مقاومـًا لكل تسلُطٍ أجنبي، وذو نزعة عُروبية يعتدُّ بها دومـًا، إضافة لكونهِ لم يخنع قط الى حُكّام ِ بغداد، حتى في أوان ِ عزّها.
حين يُعلّم – سميح القاسم – بشخص المتنبّي، فإنه يَسِمُ العصر العباسي برمته، من الزاوية الثقافية، ضمّن حيّزها الضيّق – الشخصي – لينطلق منه، على اعتبارهِ – دالّة ٌ شامخة – لا يمكن تجاوزها في إطار الإختصاص، الى الأفق الثقافي العام، منظورًا إليه من زاوية الحاكم ِ والمحكوم، في جدلية ذلك الأُفقَ الثقافي، مُجسدًا برمز ٍ دلالي جميل، إسمهُهُ "ألف ليلة وليلة" كَسَمَر ٍ أدبي، تناقلته الثقافات الأخرى، وأفرزتَتهُ بغداد، كمنجز ٍ ثقافي، ما زال حاضرًا في وعيّي الأمم والشعوب، وعلامة دالّة على الرُقي الحضاري:
18 –  وشهرزادُ، صَلاةُ الليل حكَمتُها
 19–  لخدّها طالما حًنّت مخَدَّتها
وشهريارٌ لإبراق ٍ وإرعادِ
"شهرزاد" بطلة "ألف ليلة" وهي مثال الحكمة لنساء بغداد، وقدرتهن على "ترويض" الطُغاة، و"شهريار" بوصفهِ – الرمز القوي – القابل للأنسنةِ والأُلفة، والإنقياد وللحكمة والمعرفة، وهو بنفس الوقت الحاكم القوي، الذي يهابَه عدوه.
* ثمة ملاحظة نقدية، قد تستوقف "المتلقي" هي، أن الشاعر سميح القاسم، كرّر "ست مرّات" في هذه القصيدة – المعلّقة" أنصاف أبياتٍ في /ب 14 وب 19 وب 26 وب 28 وب 32 وب 39/ هي – بتقديرنا – بمثابة حالة غنائية خاصّة، تعتري الشاعر فيطربُ لها، وينساق لهُ إيقاع الأبيات، دون تكّلف، فتأتي منسجمة مع الإيقاع النفسي والإيقاع الشعري، دون أن تضُرَّ ببناء القصيدة من حيث الشكل والمضمون، لذا وجب التنبيه عليه هنا (36).
* ومن الحاضن الجغرافي لبغداد، يطير تأثيرها الحضاري على بقية الأمصار، إذ يعتبرها الشاعر – سميح القاسم – بمثابة "الكاهنة" ذات العِلم الوارف، وتفيض على البقية، والكُلُّ منها يسمع وينهلُ:
 
 
20 –  وأنتِ كاهينة ُ الإلهام، شاهدة ٌ
على بدائعَ أمثالٍ وأضادادِ
21– كُنوزٌ كفيّكِ أمجادٌ مخلّدة
زكاتها رَدْفُ أمجادٍ بأمجادٍ
وهذه "الكاهنة" هي التي "رعاها الرشيد" وبها أسَّس – دار الحكمة – لأنه يعرف قيمتها الحضارية والعلمية والثقافية، بعكس – حاكمها المعاصر – إذ "بعثر علومها" كما يقول سميح القاسم: –
22– أعلى الرشيد صروح العِلم وأنكفأت
على المُبعثر ِ من علم ٍ وإرشاد
والمعرفة إذا جافى أهلها – الحاكم – فان الخراب والدمار، سيحلُّ بالبلاد، لأن المعرفة هي ميزان التوازن في تدبير المُلكِ والسياسة، والبيت أعلاه، يحملُ جزءً من الدلالة التاريخية – بالإدانة – على المستعصم بالله العباسي – ت 656 هـ/ حين كانت بطانته وشخصيته بعيدة عن أهل العلم، لذلك كان دخول "المغول" بشكل يسير، ومن هنا نفهم إشارة الشاعر التالية:
23 – وملئَ نَهريكِ حِبرَ الروح سال دمـًا
وسال حبرًا دمي في بحر ِ أحقادِ
حيث كان اجتياح – المغول – لبغداد – عام 656 هـ/ 1258 م، قد دَوّنه نهر دجلة إذ رُميت فيه "مخطوطات العُلماء" وحالَ الماءُ سوادًا، حُزنـًا على بغداد، والشاعر هنا، يُعيد المفارقة التاريخية للإجتياح الأول – المغولي – للإجتياح الثاني – الأمريكي عام 2003 م وكِلا "الغزوتين" كانتا بفعل – الحاكم – وسوء تدبيره، لأنه لا يعي العِلم ولا يصون حُرمة أهله، ومن هنا كان بكاء سميح القاسم الأمر، إذ انّه دوُن – هذا السقوط – بحبر ِ دَمه، إذ استحال لون الدم الى "حبر أسود" لأنّه "مرارته" قد مُلئِت حقدًا على هذه المأساة. وهذا الحقد الدفين على بغداد، يفهمهُ الشاعر، كون – هذا الشاخص التاريخي - الثقافي – قد بَذ الكثير من الأوغاد، وأهلُ – هذا الشاخص – لا حُكّامهِ – أهلُ نجدةٍ وعلم ومرؤة، وأحرارًا في سلوكهم، ويصعب انقيادهم الى طاغ ٍ أو خسيس، وهذا ثابتٌ في سلوكهم، إلا أن /طاغيها الأخير/ أذاقهم الويل ونكَّل بأحرارهم، فلقى ما لقى من " التجافي" وأشاحَ الأهالي عنه وجوههم، لأنه بالأساس أدار لهم ظُهور المجن، ومن هذه المفارقة ينطلق سميح القاسم بقوله:
24 – وكُنتِ ما كُنتْ. من حُرٍّ لطاغيةٍ
عِبرَ العصور، وعُبدانـًا لأسياد
إن المرارة التي اعتلت روح سميح القاسم، مبعثها معرفي، ونزعة غيوره اتجاه أهل العلم والثقافة، فحينما حورب /العقل/ المتمثّل بالمعتزلة في الأوان العباسي، بدأ الوهن في جسم البلاد بكاملها – لا بغداد وحدها – لذلك يبقى هذا الهاجس في وعي الشاعر، حادّ ًا ومتسلسلا، يُصاحبه في كُلِّ طرفةٍ، ويخامرهُ في كُل فِكرة.
وسميح القاسم، كالشعراء الذين سبقوه، يُريد قرع ناقوس الخَطر بأعلى مِمّا كان، لأنه يدرك، أن "السلطان" لا يتعض، لأنه يرى نفسه فوق العامة، لذلك يحاول "القاسم" تعميم الخاص – بغداد – الى بقية البلدان العربية، وليس العواصم وحدها، موجهـًا الخطاب الشعري للعامة لا للخاصة:
25 – تداوَلتْكِ صروف الدهر عاصفة ً
26 – ورنَّحتكِ كفوف الشر خاطفة ً
وطَوّحتكِ من الجزّار للفادي
حين يُسيطر القلقَ المعرفي على كيان الشاعر، فإنّه يجيّش كل الحواسَ فيه، فتعتليه حالة الإرتعاش تلك التي تحدثنا عنها – في صفحة سابقة، لأن الحُزن يُطرب – أحيانا – (37) فتزداد الشاعرية ويبدأ الترنمَ والميَل، لتكرار فكرة تلحُّ على ذهن الشاعر – الأبيات أعلاه – وحين لا يتخلّص منها فإنها تعاود الكرّة عليه، وهو ما يتوضّح جليّـًا في الأبيات: 28 – 29 – 32 – 33/
27 – ومن أساور غَرّدت ذهبـًا
28 – الى شفوفِ حرير ٍ زغردت طربـًا
الى مَذلّة أغلال ٍ وأصفادِ
نهاية البيت الأخير مشوبة بالحنضل ِ المُرِّ، يتفوّه بها سميح القاسم، مغصوبـًا عليها، لأنها واقع، في السياق الحياتي، وضرورة في السياق الشعري، فالصورة نابضة الحيويّة، والتناقض فيها يفضح حالة الحُكّام – من العزِّ والرفل ِ بالحرير، الى قيد الذُلِّ والإنكسار، وما أشفى الأوغاد، وما أعلى "قهقهاتهم" وهم ينظرون الى "الحُرّة الأسيرة" بغداد، تكبلها القيود:
29 – وللمغول ِ زُحوفٌ لا لجامَ لها
وللتتار سيوفٌ دون إغمادِ
30 – وللعلوج من الاجلاف زعنفة ً
تبدِّلُ الحال إفسادًا بإفسادِ
31 – وأنتِ عارية ٌ في السّجن داميّة ٌ
32 – وأنتِ كابيّة ٌ في القيدِ باكيّة ٌ
والقهقهاتُ لأوباش وأوغادِ
إذن، كان المُعادل الموضوعي لبغداد، في هذه الأبيات، هي "الفتاة ُ الأسيرة" أو – الحرّة ُ المقيّدة – وهذا يعني إدانة العصر – وشرشحة – قاسية للوعي العروبي، ليسَ فقط في المنظور السياسي، بل يتعداه الى – الجذر الإثني – حيث تصوير الشاعر – للحالة – هو إظهار "عورة الشرف" أمام الأعداء، دون أن يتحرّك ساكن من لدن أحفاد "عدنان وقحطان" لذلك تظهر هجومات سميح القاسم، على هذا – الوعي القومي الزائف – إذ يقول:
33 – ما أنجدت يمنـًا قيسٌ، ولا ذرفت
ثمُودَ دمعة َ محزون ٍ على عادِ
 
34 – والأهلُ أهلُك لم تنبُس لهم شفة ٌ
بغير ِ صمتٍ لدى أجراسَ حُسّادِ
هذه المناقشة الفكرية، يطرحها سميح القاسم على أصحاب "النظريات القومية" في محيطها العربي، ليدينهم بها، ويكشف زيفهم التاريخي، إذ أن سقوط – الرمز الحضاري – بغداد، يعني سقوط هذه الآيديولوجيات، لأن حَدَثَ السقوط أكبر من أيّ زيف آيديولوجي، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، يُعلّم – القاسم – على وجود الشرخ في "الأرومة" العربية، من حيث النسب والإنتماء، فهو ليس فقط يُدين "ولاة الجور" العرب والأعراب، بل أيضـًا يغرز مخرزهُ في وعي الفرد العربي "باعتباره، أصبح مُنقادًا، بشكل أعمى، الى حكومات وأحزاب ومنظمات "مخصّية" إذ أنّه ناقشَ "السُلالة العربية" من /ثمود وعاد، وقيس واليمانية/ وحتى أحفادهم المعاصرين، بمعنى أنَّهُ يستحضر مفهوم "عِزة القبيلة" من خلال الحَدث القائم، وهو بهذا المسلك يُعيد مقولة الشاعر التميمي سَوّار بن المضرّب، القائلة:
"أيرجوا بنو مروان سمعي وطاعتي
وقومي تميمٌ والفلاة ورائيا"
والإستحضار هنا  للمفارقة "المقلوبة" حيث سقوط الرمز الحضاري من خلال سقوط الوعي فيه ومن خلاله، وعلى هذا الاساس نفهم الشاعر حين يخاطب "النسب" ومن وَتر ِ إدانة الإنتماء "اليعربي" الى التوقف مع "الخصوصّية المنفردة" التي عاشتها بغداد، على مَدى التاريخ، وعلّمتْ بميسمها على الحضارة، متخطية باقي الأمصار، بأفق حضاري - ثقافي، يفرض حضورُه بقوة على مخيلة الشاعر وذهنيّتهِ، فيستنطق هذا الحضور، من خلال أسئلة يطرحها بخطابهِ الشعري:
35 – لِمَ ازدهرتِ وبيدُ الشرق ِ قاحلة ً
وكيفَ صارَ حريرًا ثوبُ لُبّادِ؟
36 – وما نهُوضُكِ والأجفان مُغمضة ٌ
على الرمال؟ وماذا صوتُكِ الحادي؟
37 – وما طُموحُكِ والآمال خائبة
وما صعودُكِ والأعراب في الوادي؟
إذن، يفهم الشاعر، أن العُلا، معرفة، تنساق نحوها القَدَم، لذلك تزدهر المُدن وتقوى بالمعارف، وتلك هي بغداد – كما يراها الشاعر – وكما هي بالفعل، إذ أنها – تجاوزت الأعراب، وانفلتت من وَتَدِ الخيمة، وسارت نحو العُلا، وبقي الأعراب في الوادي.
هذا الصعود الحضاري لبغداد، بوشمِهِ العباسي الأول، هو الثابت في وعي الشاعر، وهو الأفق الذي يرسمُ خطاه بالتعقُّب، ويرصُدهُ بمنظار التاريخ، كي تبقى – بغداد – حُرّة، كما كانت، وكما يريد، إلا أنَّهُ يلمحُ بشكل واضح "لوثات التاريخ" التي لحقتها من الحُكّام – لاسيما "أوغاد العوجة" وشرورهم ضِدها، إضافة الى تدنيسات "الأجانب" لصهوتها الأصيلة، وهذه المسألة تُؤرّق الشاعر – بشكل حاد – فيتواجد طرِبـًا من الحزن عليها، فيقول:
38 – يا حُرّة ً لَوّثَ الطاغوتُ زَهوتها
39 – ومُهرة ً دَنَّسَ الكابوي صَهُوتها
ما العيشُ، في موتِ فرسان ٍ ورُوّادِ؟
زفرة ُ حرّى ينفُثها الشاعر من داخل ِ أعماقه، فالزهو لبغداد، لَوّثه صدام حسين، كطاغية أهوج، ورُعاة البقر، يدنسون صهوتها، هكذا هي بغداد الآن، قد  ارتسمت بذهن الشاعر، وهو يرفض هذه "الصورة" بل يرفض التعايش معها، وهو ما يجليه "عجز البيت 40" إذ ماتَ الفرسان، وذهب الأوائل، من أصحاب الريادة في العِلم والمعرفة، والنجدةِ والأباء.
الوعي  السياسي  لسميح القاسم، يضغط عليه بقوة. لتحليل واقع – بغداد – السياسي – لاسيما، في الفترة الحالية، اي أن "سميح القاسم" بدأ بمناقشة "التاريخ المعاصر" بمباشرة واضحة، بدأت معالمها في البيت رقم "40" السالف الذكر، بَعدَ أن خرج من إطار "بغداد العباسية" وأسدل الستار، عن ذلك النور الوهاج، واحتفظ بهِ بذاكرته، حتى حين.



#خيرالله_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة ! - الجزء الثاني
- بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة
- بيــان
- عراقيون . . . . بين الإبداع والمنفى
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي ظهور اللويثا ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي - معركة الغم ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي -قراءة في رو ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي- قراءة في ر ...
- سرمدية الحروف المضيئة على صفحات التاريخ العراقي قراءة في روا ...
- سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي : -قراءة في ...
- العراق في منظور السياسة الروسية ،في الأزمة الحالية


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله سعيد - بغداد - معلقة سميح القاسم المعاصرة !- الجزء الثالث من أربعة أجزاء