|
الشهيدان :عبد القادر علولة وعدنان إبراهيم .. والقادمون كثر ..
فارس الماشطة
الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هذا ؟ ومن ذاك ؟ .. ومن الآتي؟
الآتي قد تتوقعون أسمه كل وقت ولحظة مادامت جذوة الإبداع متوقدة ومادام الوعي حاضرا .... ومادام الشر يتستر بخمار الدين وجلباب المصلحة حينا ، والحسد والغيرة واللاتسامح وجهل ثقافة الإختلاف أحيانا كثيرة . أما من هذا .. فهو سادتي المخرج الراحل عدنان إبراهيم ،من أوسم وأرق وأذكى من عايشت طيلة دراستي في معهد فنون بغداد ، وكنا معا نتقاسم البطولة في عادلون" ألبير كامو" ومن غريب الأمور أن كامو كان يناقش في مسرحيته فكرة الإغتيال على أساس الخلاف السياسي. وكم كان عدنان ذو دماثة ورقة قلب وطموح لاتوقفه سنين الصبى ، وكيف لا وهو المختار والمنتقى ليكون من بين جيل جديد، يواصل رواد التلفزيون العراقي ع. ن.ر عمانوؤئيل رسام ،وكارلو والمبارك وآخرين ... أما لماذا لم نلعب معه خاتمة البطولة فذلك لا يليق أن يذكر في ذكراه الطيبة ومما لاذنب له فيه قطعا ..... عدنان الممثل الأنيق الذي يتنافس مع آخرين وقتها، وكم كانوا في ذروة تألقهم وإجتهادهم .. شذى سالم ، هادي الخزاعي ، جناد عبد الله، جواد الشكرجي ، أحلام عرب ، ميمون الخالدي ، روناك شوقي ، عدنان نعمة (عدنان بانتومايم) ، أثمار عباس ، عباس الحربي ، إلتفات عزيز ، لطيف نعمان ، سعاد السامر ، عامر جهاد ... وآخرين آخرين ... ممن كانوا بصمة الدراما العراقية أو ممن هاجر ليجد مكانا له في مرافئ قد تعوضه ، وهل عوضته ؟ وعندما إتجه عدنان للتلفزيون وأصبح بحسه وخياله وذكائه مخرجا وبوقت قياسي ، كنا نتسامر معه ونقول أين منا أنت وأين منك نحن الآن ، ولماذا لم تتذكر زمالاءك في دور في مسلسل وأنت اليوم المخرج التلفزيوني ، فيبتسم تلك الإبتسامة الخجولة ويحمر وجهه الجميل ويقول : سامحوني فأنتم ممنوعون من دخول الإذاعة والتلفزيون ، إلا لمن كانت له الحظوة ، ومعروف ماالحظوة وقتها . لم يحظ عدنان كثيرا بالحظوة التي أقصت أصدقاءه المتميزين ، وقلبه الصغير والبريئ والذي كان يتسع للجميع، لم يتحمل ذلك ، فهاجر وإلتحق بالآخرين ، لكن إسمه وأعماله المتميزة لحقته ، فحط طورا في الخليج وأثبت قدرته كمخرج تلفزيوني لافت ، ثم الى سوريا ليؤسس شركته الخاصة وليواصل إبداعه ، ثم لينتهي نعم لينتهي بسكاكين جهلة، لايعرفون قطعا ماقيمته الفنية والإنسانية، ربما كما الأستاذ الشهيد ومن غيره ، المخرج الجزائري الفذ عبد القادر علولة ، برخت الجزائر وقوالها ( حكواتيها المتميز ) ولن أقول الكثير عمن هوعلولة المخرج والممثل والمؤلف والمنظر الجزائري الذي إغتالته ربما ذات اليد الحمقاء الجاهلة المتطرفة، مغسولة العقل والشخصية والهوية . وإليكم الحكاية التي قد تكون متشابهة : عندما ألقي القبض على قاتل شهيد المسرح الجزائري والعالمي علولة ، سؤل القاتل المتطرف ذو الثمانية عشر سنة : هل تعرف من أنت قاتله ؟ فكان الجواب :
قيل لي إنه كافر وإنه هو الذي كتب مسرحية ملحدة يهاجم فيها الرسول محمد(ص) وإسمها " سي محمد خذ حقيبتك وإرحل " وكيف ذلك وهل يرحل الأسلام من بلادنا .. لذلك قتلته .
لكن من الجهل مايذبح بالرصاص أو السكين أو بالقامة، فالمسرحية أولا للروائي الجزائري كاتب ياسين وليست للشهيد علولة ، ثم أن ثيمة المسرحية ومغزاها يقول ياسي محمد ( وهو لقب شائع يطلق على أي مواطن جزائري ) خذ حقيبتك من مهجرك في فرنسا وعد الى بلدك الجزائر لتساهم في بنائها. ومن سريالية وعبثية الحالة أن الشهيد علولة كان قد أسس وقتها (بداية التسعينات )جمعية لمساعدة مرضى الكلى ، وكانت إحدى المستفيدات منها هي أم القاتل . ولكن وللأسف فمهما كانت دوافع جريمة قتل عدنان مالية أو سياسية أو شخصية ، فالمهم أنه ذهب في كل الحالات نتيجة الغباء والوحشية المزروعة في نفوس بعضنا كإنها القدر ، ولا أعلم كم من الوقت ومن الأجيال ومن المال ومن المؤسسات سيكلفنا تعويض هؤلاء الكبار علولة وعدنان . الى عائلته وإصدقائه الصبر والسلوان .
#فارس_الماشطة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
-
ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا
...
-
عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|