|
هذا بلاغ للعالمين -يوم الله
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يشير حضرة بهاءالله(المظهر الإلهى ورسول العقيدة والدين البهائى)- إلى عظمة أمره حين يصرح قائلا بأن سيناء، حيث تجلى مجد الرب المتعالي لحضرة موسى، يدور الآن حول ظهوره هو، وأن روح المسيح تشتاق إلى لقائه. وفي العديد من ألواحه المباركة نجد البيانات المشابهة التي تقر بأن اليوم هو يوم الله نفسه، وهو يوم طالما اشتاق إليه الأنبياء والمرسلون منذ القدم: "الهدف من الخليقة هو ظهور هذا اليوم الأمنع الأقدس المعروف بيوم الله في الكتب والصحف والزبر الإلهية. يوم كان رجاء وأمل الأنبياء والمرسلين والأصفياء والأولياء المقربين." وفي مقام آخر أعلن حضرة بهاءالله: "الحق أقول، لا أحد يعلم أصل هذا الأمر". "في هذا اليوم على الجميع أن ينظروا بالعين الإلهية ويسمعوا بالأذن الرحمانية. من ينظرني بعين غيري لن يعرفني أبدا. لا يعلم أحد من المظاهر السابقين طبيعة هذا الظهور بأكمله إلا على قدر معلوم."
إن البيان المبارك القائل بأن ظهور حضرة بهاءالله هو أعظم الظهورات السابقة، ولم يكن الأنبياء السابقون على علم تام بطبيعته يبدو مناقضا للبيان الآخر الذي يؤكد حقيقة أن جميع المظاهر الإلهية واحدة، وفي جوهرها متحدة، وهو ما يشهد به حضرته بقوله: "... كلهم يسكنون خيمة واحدة، ويطيرون في سماء واحد، ويجلسون على عرش واحد، وينطقون بكلام واحد، ويعلنون دينا واحدا..." ومع هذا فإن دراسة دقيقة للآثار المباركة ستوضح أن كلا البيانين على صواب. فكما تطور الجنس البشري من مرحلة الرضاعة إلى الطفولة إلى المراهقة ثم إلى البلوغ والنضج في النهاية فإن تطور الوحي الإلهي يمر بالمراحل نفسها تدرجا. دعونا نتأمل الكائن البشري في مراحل نموه من الرضاعة حتى الرجولة. فبينما هو ينمو تزداد قدرته وقواه، إلا أنه في كل مرحلة يبقى الشخص نفسه محتفظا بهويته. ففي الطفولة يظهر صفات الطفل، وبالرغم من تطلعه نحو البلوغ فإنه عاجز عن فهمه في تلك المرحلة، وتتغير تصرفاته واهتماماته بعد بضع سنين وتتطور قدراته بحيث يصعب أن ينظر إلى نفسه على أنه الشخص ذاته، فلم يعد للطفل وجود بالنسبة لما هو عليه، وما تبقى لا يتعدى الذكرى أو الصورة، إلا أنه الشخص نفسه في جوهره. وينطبق المبدأ ذاته على بقية مراحل حياته: وحدة في الهوية ونمو تدريجي في القدرة. وبالمثل فإن حاملي الرسالات الإلهية جوهرهم واحد ويمثلون حقيقة واحدة، ففي كل عصر يظهر الرسول الجديد قدرا أكبر من الحقيقة بينما يبطن في نفسه وظهوره جوهر حقيقة الديانات السابقة. عندما يبعث الله برسالة جديدة، فإن الرسالة السابقة تفقد روحها ولا يبقى منها سوى الشكل، لأن القوة الإلهية الكامنة فيها قد سحبت، والأحكام التي كانت عماد مؤسساتها الاجتماعية آنذاك قد نسخت. وإذا كان أتباعه مخلصين له أوفياء لرسولهم فسيتوجهون للرسول الإلهي الجديد الذي يبطن بداخله أيضا روح الرسالات السماوية السابقة. وإن لم يفعلوا، فإنهم ما عبدوا الهيكل دون الروح، وما غرقوا في وهدة الظلام فحسب، بل بإنكارهم هذا أنكروا حقيقة رسولهم. وقد أكد على ذلك حضرة بهاءالله في أحد ألواحه: "... وإنك أنت أيقن في ذاتك بأن الذي أعرض عن هذا الجمال فقد أعرض عن الرسل من قبل ثم استكبر على الله في أزل الآزال إلى أبد الآبدين." ظهر حضرة بهاءالله في المرحلة التاريخية التي بلغت فيها البشرية مرحلة النضج والبلوغ. وكل ما أسبغه على الجنس البشري كان مكنونا في الرسالات والظهورات السابقة. ولو ظهر قبل ذلك لكان قبل أوانه. ولتوضيح هذه الحقيقة يمكن تشبيهها بالإنسان، فالطفل يملك سائر الأطراف والأعضاء والقدرات التي يملكها الشخص البالغ، إلا أنه لا يستطيع استعمالها بطاقتها الكاملة إلا في سن النضج. بظهور حضرة بهاءالله انكشفت للوجود عظمة الظهور الإلهي، تلك العظمة التي تنبأت بها الرسالات السابقة. وما كان هدفها في الحقيقة على مر العصور سوى التبشير بمجئ حضرته وتهيئة الجنس البشري لظهوره. كان محمد آخر من تنبأ بذلك مشيرا إلى نفسه أنه "خاتم الأنبياء" ذلك لأن ظهوره كان الآخر في سلسلة الأديان التي تنبأت بحضرة بهاءالله. وبظهور حضرة الباب أغلقت تلك الدورة وأعلن أن حضرة بهاءالله لم يأت ليخبرنا بيوم الله بل ليؤسسه ويفتتحه بمظهر إلهي كلي. والكلمات التالية المقتطفة من ألواح حضرته تلقي الضوء على عظمة ظهوره: "أنصفوا يا أهل العالم، أيليق بكم أن تعترضوا على الذي اشتاق الكليم (موسى) لمحضره، وحنّ الحبيب (محمد) لمشاهدة جماله، وصعد روح الله (المسيح) إلى السماء بحبه، وأنفق النقطة الأولى روحه في سبيله؟" "اغتنموا الفرصة، فإن لحظة واحدة في هذا اليوم لأفضل من قرون فيما مضى... لا الشمس ولا القمر شهد مثل هذا اليوم... ومن المعلوم أن كل عصر ظهر فيه مظهر الله كان بتقدير إلهي، وأنه يعرف بيوم الله الموعود. ولكن هذا اليوم فريد ممتاز عن الأيام التي سلفت وأن كلمة (خاتم النبيين) تبين وتوضح مقامه الرفيع."
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المراتب السبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي
-
الوديان السبعة-رحلة الروح من عالم الوجود إلى عوالم القرب لله
...
-
وثيقة ازدهار الجنس البشرى-الجزء الرابع والأخير (4)
-
البهائيون من يكونون
-
ازدهار الجنس البشرى-الجزءالثالث(3)
-
تاريخ الأديان
-
وثيقة ازدهار الجنس البشرى -المقال الثانى
-
رسالة إلى قادة الأديان فى العالم
-
ازدهار الجنس البشرى-الجزء الأول
-
رقيّ العصر الحاضر
-
يوم جديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
-
يوم جديد ونور شديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
-
عالم واحد والبشر سكانه
-
الوحدة
-
البهائية والبحث عن الحقيقة
-
وحدة العالم الإنسانيّ
-
نداء وحدة العالم الإنسانيّ
-
الدين سبب اتحاد العالم
-
عالم الوجود محتاج إلى الرّوح وروحه هو الدّين الإلهيّ
-
لا نهاية للفضل الإلهيّ
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|