حان الوقت للعراق للشروع بالديمقراطية

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 657 - 2003 / 11 / 19 - 05:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

افتناحية صحيفة البانكوك بوست الصادرة في بانكوك باللغة الانجليزية  ليوم الاثنين 17 نوفمبر 2003

ترجمـــــــة عصام البغدادي

العراق قطر متحضر منذ القدم  انه واجه العنف من مجموعات تحاول اضاعة الديمقراطية فيه

للعراقين كل الحق  بالمطالبة بتولى السلطة في بلادهم. وعلى الاميركيين البدء سريعا بنقل الديمقراطية .العراق يحتاج  الكثير من المساعدة وان اي تأخير  سوف يسبب اخطاراً كبيرة على وحدة البلد. شهدت الاسابيع الماضية والتى كانت قاسية ومفجعة  على العراقيين حيث ابتدا شهر رمضان  المقدس  بتفجيرات السيارات المفخخة  ضد مراكز الشرطة ومراكز المعونة الانسانية والمدنين واستمر العنف  ليطول وحدة عسكرية ايطالية  ويتسبب في قتل 25 من المواطنين الابرياء  في الناصرية.  مابين هجمات ارهابية او اعمال مقاومة . انه من المشجع ان  ترى سكان العراق يطالبون الحكومة بكبح مثل هذه الاعمال.  ويبدو ان الامركيين وفجاة قد  قرروا السير على طريق الديمقراطية  واظهر الاوربيون  استعدادهم الموازى  للمساعدة .. كانت النوايا الاميركية التى انتشرت مع الحرب تدعو الى مسيرة ثابتة لاقرار انتخابات  منظمة بشكل جيد  تؤدى الى ادارة مستقرة.  لكن محصلة  العنف الفظيع اضافة الى عمليات القوات الاميركيية قد تسببت في الغاء تلك الفكرة. ان تصدى الاميركيين لقوى الارهاب والمقاومة قد زاد من رغبة العراقيين  لمشاهدة نهاية للسيطرة الاجنبية. والرئيس الاميركي جورج بوش قد قرر الاسبوع الماضى تغيير الخطة .

 بعض موظفي الادارة الاميركية وجهوا اللوم لاعضاء مجلس الحكم الانتقالى العراقي المؤلف من 25 عضوا عينوا من قبل مكتب الاحتلال في العراق لانهم  يسيرون ببط في مهمة  كتابة الدستور وانهم لن ينجزوا ذلك في الموعد المحدد  في شهر كانون الاول. بعيدا من ذلك  فان ممثلي المجلس من المجموعات السنية والشعية ، الاكراد ، النساء ،  ينالون الثقة حيث ان العراق لم يتشظى كما كان الكثير من الخبراء والمراقبين  يتوقعون ذلك لان قادة المجتمع السياسين والاجتماعيين ورجال الدين  متفقون على تاسيس نظام ديمقراطي.  ان تحقيق اقامة مثل هذه الحكومة لهو هدف له الاولوية  حيث انه اولا واخيرا يعنى  اقامة نظام ديمقراطي سوف تمنح العراقيين فخر كبير وهوية وطنية واعجاب دولي. ان ذلك سوف يخدم على المدى البعيد  تغييرات  فعلية على امواج بحار الشرق الاوسط.
الشرق الاوسط نظريا هو اكثر المناطق تاخرا في موضوع الحرية . ان التغيير في العراق-الغزو والعمليات العسكرية- قد دفعت انظمة المنطقة لفقدان سيطرتها وزيادة تحسبها.  بحيث قررت السعودية أجراء انتخابات محلية ووعوداً بالاصلاحات.
 
البعض يعتقد ان الشرق الاوسط غير قابل  لامتصاص قيم الديمقراطية  وكانت هناك مقترحات ان الديانات السائدة هناك غير متناغمة ولا متجانسة  مع الحرية السياسية . وهذا الاعتقاد خاطىء . ان الراىء القائل بان الديمقراطية لاتتعايش مع الاسلام  هو رأى تافه . ومن الظلم الاعتقاد بان الاسلام عدواً للديمقراطية وخير مثال على ذلك  هو اندونيسيا  القطر الاكبر من حيث عدد المسلمين  حيث تلتزم بتطوير الديمقراطية.

العراق بلد متحضرا منذ القدم واجه العنف من جماعات كانت سببا في فقدان الديمقراطية فيه. لكنه كان دوما راغباً بوضع حد لتلك الاعمال الرهيبة التى تعارض جهوده .ان الهجوم على مقر الامم المتحدة ومنظمة الصليب الاحمر للاغاثة والوحدة الايطالية هى التى تؤشر هذا التهديد الخطير ولكن اضافة الى التهديد الامنى  فان العراق يواجه مشاكل اعتادية مثل كل الامم التى تخلصت من الديكتاتوريات . ان القادة من مختلف الانتماءات السياسية متلهفون لتأسيس مبادئهم العزيزة لانفسهم وهنا  يكمن الخطر فقد يكون هذا سبباً في توليد الصراع فيما بينهم على السلطة.

مجلس الحكم مثالا طيباً لكل العراقيين لاحتوائه على كافة المجموعات السياسية .ان المبدأ الذى يجب ان يذكر  ان العراق بحاجة الى قيادة قوية  تكتب الدستور وتنظم الانتخابات الحرة  وتعمل على بناء  الحقوق الوطنية لكل المواطنين. الاعلان المرحب به هو اعلان الرئيس الامريكى جورج بوش انه  يريد ان يكون العراقيين اكثر اهتماماً في حكم بلدهم  وقد جاء الاعلان في وقته الحتمي.

ان سياسة الولايات المتحدة يجب ان تدعو الامم المتحدة ودول اخرى .  كما ان خروج القوات الاميركية من العراق امراً مهماً  ولكنه ليس باهمية  بناء الامن القوي في العراق  وهذا لن يحث خلال ليلة وضحاها  وان مفتاح النجاح للعراقيين هو البدء   في  انجاز مفتاح قراراتهم.      

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات