أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!














المزيد.....

قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هل نقلق أم نطمئن؟ لقد "قرَّرت" حكومة الذهبي و"تعهَّدت"، اقتصادياً، بما يؤسِّس لـ "أمان اجتماعي" حقيقي، فالرواتب (رواتب الموظفين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين، والمتقاعدين منهم، ومتقاعدي الضمان الاجتماعي، ومتلقي المعونة الوطنية) ستسير، من الآن وصاعداً، "جنباً إلى جنب" مع التضخم، فلا هو ينبغي له أن يسبقها، ولا هي ينبغي لها أن تسبقه. أمَّا الموظفون والعاملون في القطاع الخاص (نحو 60 في المئة من مجموع الأيدي العاملة) فإنَّ لهم ربَّاً يحميهم.. لن يُنْزِل عليهم المن والسلوى، ولن يجعل السماء تمطر عليهم ذهبا وفضة؛ ولكنه قد "يُلَيِّن" قلوب أرباب العمل عليهم، فتسير أجورهم ورواتبهم وراء التضخم، ولكن على مسافة أقل قليلاً مما هي الآن.

هذا إنَّما هو الذهب في لمعانه؛ وليس كل ما يلمع ذهباً، فقرار "السير معاً (لتلك الرواتب والتضخم)" إنَّما هو الوجه الآخر والجميل لـ "استراتيجية التحرير"، أي استراتيجية "رفع الدعم (الحكومي) عن السلع"، التي لم نَذُق حتى الآن إلاَّ المُرَّ من ثمارها، فـ "الأجر" إنْ زاد زيادة اسمية فلا يزيد إلاَّ ليتَّسِع البَوْن (الشاسع) بين "قيمته الاسمية" و"قيمته الشرائية (الفعلية والحقيقية)".

لقد فضَّلت الحكومة أن تدعم "الراتب" على أن تدعم "السلعة"، فالسلعة، ولو كانت تلبِّي، في استهلاكها، حاجة أساسية للمواطنين، أي لغالبيتهم التي هي من الفقراء على وجه العموم، يجب أن يتقرَّر سعرها، صعوداً أو هبوطاً، أي صعوداً على وجه العموم، في السوق الحرَّة، وبقواها وقوانينها، فالحكومة، في سعيها إلى "الأمان الاجتماعي"، يجب أن تربأ بنفسها عن كل ما من شأنه أن "يُفْسِد" عمل السوق الحرَّة، وكأنَّ عليها، بحسب شريعة تلك السوق، أن تؤسِّس لحياة اقتصادية تقوم على "غلاء، فزيادة في الرواتب، فمزيد من الغلاء".

ولسوف نرى عمَّا قريب أنَّنا في مكافحتنا لـ "التضخم"، ولعواقبه على "القيمة الشرائية" للدخل لم نفعل سوى صبِّ مزيدٍ من الزيت (زيادة الرواتب) على نار التضخم، فالموظف الذي كان راتبه 100 دينار، قبل سنوات، وأصبح، بفضل قرار "السير معاً"، 1000 دينار، سيكتشف أنَّ راتبه الجديد يسمح له بشراء نصف ما كان يشتريه براتبه القديم، فيقول في ألم وحسرة: "كان الدينار ديناراً!".

معيارنا لن يكون، ويجب ألاَّ يكون، معيار الحكومة، فالراتب في "حجمه الورقي" ليس بذي أهمية إذا ما ظلَّ تزايد حجمه هذا يُنْتِج مزيدا من الانهيار في "القيمة الشرائية (الفعلية والحقيقية)" لـ "دينار المواطن الفقير"، فشتَّان ما بين "الراتب الضخم" و"الراتب المتضخم".

ما يريده المواطن إنَّما هو أن يحصل بالراتب أو الأجر، زاد أم لم يزد، على ما كان يحصل عليه من قبل من سلع وخدمات (بالكمية ذاتها وبالجودة أو النوعية ذاتها) وأن تتَّسِع "سلَّته"، في استمرار، حتى يتمكَّن من ملئها بمزيد من السلع والخدمات.

هذا هو فحسب المقياس الذي به نقيس نتائج خُطط ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونتائج هذا الزواج "الكاثوليكي" الذي قرَّرته الحكومة بين "الراتب" و"التضخم".

الطريق الآن إلى تنفيذ ما لم يُنفَّذ حتى الآن من "استراتيجية رفع الدعم عن السلع" أصبحت سالكةً آمنةً، فـ "أسعار" السلع الأساسية (بالنسبة إلى غالبية المستهلكين) سترتفع، وترتفع، متجاوزةً أكثر فأكثر "قيمها الحقيقية"، وكأن لا وجود، ولا عمل، لـ "الإيجابي" من قانون "العرض والطلب".. إلاَّ "سلعة" واحدة فحسب هي "قوَّة العمل" فلن يزداد سعرها إلاَّ بما يؤكِّد أنَّ "قيمتها الحقيقية" قد ظلَّت دون "سعرها"، وكأنَّ الحكومة "تدعم" هذه السلعة حتى تبقى "رخيصة" بالنسبة إلى شاريها في سوق العمل!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تريدون مزيداً من -الإيضاحات- الإسرائيلية؟!
- -التقرير-.. مسمار دُقَّ في نعش!
- بعضٌ من جوانب صورة الكون في مرآة -النسبية-
- حتى لا ينفجر -لغم أنابوليس- بالفلسطينيين!
- رِفْقاً بحاويات القمامة!
- كيف للسلام أن يَحْضُر في غياب -المفاوض العربي-؟!
- بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!
- قرار -قطع الشكِّ باليقين-!
- مجلس نواب يُمثِّل 560 ألف مواطن لا غير!
- يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!
- الانتخابات معنى ومبنى!
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية


المزيد.....




- السفير الروسي يقود شاحنة -أورال- الجبّارة في ليبيا معلنا دخو ...
- توقعات بتباطؤ وتيرة خفض الفائدة في آسيا بعد فوز ترامب
- أكبر 10 دول تنتج الجزر بالعالم.. الجزائر والمغرب يتصدران الع ...
- اقتصادي: العراق يمتلك قاعدة بيانات موثوقة والتعداد لا يصنع ا ...
- هل تمنع مصر الاستيراد؟
- كيف سيؤثر عدم إقرار الموازنة في فرنسا وحجب الثقة عن الحكومة ...
- وزير الاستثمار السعودي: الجنوب العالمي يستقطب نصف التدفقات ا ...
- انخفاض أسعار الذهب بعد سلسلة مكاسب
- أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية لتحقيق النجاح في الأعمال
- -فينيسيوس استحقها-.. بيريز يطالب بتغيير آلية التصويت بالكرة ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!