|
هل نؤمن - بالحقيقة - وكما تسمى كوردياً ئيزيدياً - راستي - ؟
حسين حسن نرمو
الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 02:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك بأن " الحقيقة " أو " راستي " ، كلمتان مختلفتان من ناحية الأنتماء اللغوي ، إلا أنهما تصبان في بحر المعاني وفق قواعد وأصول الترجمة بين اللغات ، حيث تعتبران من الكلمات المتميزة وذا قيمة لا تقدر بثمن في معجم اللغات مثل أخواتها من الكلمات " الصدق " و " الأخلاص " و " الأمانة " و " العدل " و " المساواة " و ... و ... . لذا حينما يتعامل أي مجتمع مع ما ورد من الكلمات أعلاه للتطبيق ، وعلى أساس متين ، سيصل حتماً إلى المستوى والدرجة العالية من الرقي والتقدم ، مثلما نراه الآن في دول أوربا الغربية وعلى سبيل المثال لا الحصر . وعلى هذا الأساس نرى والذي يتابع عالم الأنترنيت أيضاً ، سيجد في طياته الكثير والكثير جداً من التركيز على الحقيقة ، منها حقيقة البلدان والثوابت وكذلك الأديان السماوية وغيرها وفي صفحات ألكترونية مستقلة . وبمناسبة الحديث عن الأديان السماوية أولاً ، وبدءاً من الديانة " اليهودية " و "الزرادشتية " وفق " التوراة " و " الآفيستا " ، مروراً بالديانة " المسيحية " ب " أنجيلاتها " وإنتهاءاً بالديانة " الأسلامية " خاتمة الأديان و " بالقرآن المنزل " حسب ما يؤمنون به أتباع " الديانة الأسلامية " ، سنجد في طيات الكتب المقدسة لهم ، هذا ناهيك عن التعاليم والأحاديث ، نعم نجد الكثير من الأرشادات والتوصيات توحي بضرورة إلتزام أتباعها بما وُرٍِد وما أمر به الله سبحانه وتعالى ، حسب فلسفة ورؤية كل الأديان في التي ذكرناه . أما الأديان الأخرى ومن المحسوبين على الطرف الآخر من المعادلة الدينية ، بحُكم عدم أمتلاكهم الكتب المقدسة أو المنزلة ، حيث يؤمنون أتباعها وفق التعاليم والوصايا أو الأدب الديني الشفاهي مثلما هو الحال في الديانة الأيزيدية ، والتي تعتبر من أقدم الديانات حسب ما جاء في مؤلفات العديد من الباحثين والرحالة العالميين ، وكذلك ما توصل إليه أصحاب الشأن من الباحثين الأيزيديين في دراساتهم وبحوثهم وما وُرٍد في ميثولوجيا هذه الديانة ، وهذه الديانة العريقة كمثيلاتها تؤكد على جملة من النصائح وتنبذ النقائض والتي تضر بالأنسانية . وفيما تخص موضوعنا عن " الحقيقة " أو " راستي " ، هنالك الكثير من المقولات المعروفة لدى أتباع الديانة الأيزيدية نسترشد بإثنان منها " راستي ريا خودى يه " أي " الحقيقة أو العدالة هو طريق الله المثلى " وكذلك " شيرى راستيى ل ناف جافين برايى ئاخره تى ب ده " وما معناه " أرم سيف الحقيقة في وجه أي من كان حتى لو كان أخ الآخرة " . ومن هذا المنطلق ووفق المبادئ التي تعلمناه من هذه الديانة ، نتجرأ أحياناً على قول الحقيقة فيما تخص البعض من القضايا والتي نرى بأنها كانت وستكون حجر عثرة في طريق المجتمع نحو التقدم والرقي والأزدهار ، سواءاً كانت دينياً أم دنيوياً . لكن للأسف نجد الكثيريين بالضد من الأفكار المتنورة ، لا بل تصل هذا الضد أحياناً إلى التهديد والوعيد ، لتصل إلى درجة إسكات أصوات الحق وإلى الأبد بأساليب مقرفة ومشمئزة ، حيث راح ضحية هذه الكلمة شهداءاً بالآلاف وبأيدي أصحاب الشأن المتسلطين برقاب المجتمعات . هنا لا بد من القول ، وبالرجوع إلى عنوان المقال ، حول مدى إيماننا ب " الحقيقة " ، والتي من المفروض ووفق ما طرحناه ستكون النتيجة " نظرياً " بالأيجابية ، لكن " عملياً " ، نرى وربما يؤيدون الكثير من الأخوة المتابعين والقراء الأعزاء ، وأسمحوا لي بالأجابة ب " نعم " و " لا " ، وطبعاً وفق ما تقتضي المصالح الشخصية الضيقة للمرء وحينما يكون مضطراً بالأجابة ، حيث بالتأكيد وللأسف طبعاً هنالك إزدواجية في الشخصية لدى الفرد " العراقي " ، " العربي " ، " الشيعي " ، " السني " ، " الكوردي " ، " الأيزيدي " ، " المسيحي " ، " الصُبي " ، و ... و ... . وحسب ما توصل إليه علماء الأجتماع والنفس وعلى رأسهم الأستاذ المرحوم " علي الوردي " . بقي أن نقول بأن قول " الحقيقة " أو " راستي " ، ستبقى أقوى من كل التحديات ، وبالتأكيد " حبل " نقيضهما لغوياً " قصير جداً " كما يقال ، وفي النهاية لا بد من " العدالة " أو " الحقيقة " أن تنتصر ، وإلا سنبقى ضمن قائمة المجتمعات المتخلفة عن العالم المتقدم " عالم عصر العولمة " .
ألمانيا في الثامن من كانون الأول / 2007
#حسين_حسن_نرمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل خُدِع الرئيس البارزاني في تشكيلة الوفد الأيزيدي من الماني
...
-
هل ستكتمل العدالة في قضية الأنفال ؟
-
هل زارت عضوة البرلمان الأوربي قضاء الشيخان أيضاً في كوردستان
...
المزيد.....
-
-داعش- يعلن مسؤوليته عن -هجوم المسجد- في عُمان
-
الجيش الإسرائيلي يبدأ تجنيد اليهود الحريديم الأسبوع المقبل
-
أجدد أغاني البيبي مع طيور الجنة.. تردد قناة طيور الجنة toyou
...
-
نصر الله: عملية طوفان الأقصى ساهمت في تخفيف الاحتقان المذهبي
...
-
المسلمون الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في مرقد الامام الحسين في
...
-
الشرطة الإسرائيلية تقمع احتجاج اليهود المتشددين ضد التجنيد ا
...
-
اشتباكات بين الشرطة واليهود المتشددين بعد اعتزام الجيش الإسر
...
-
الإفتاء المصرية: لو صليت الفجر على الساعة 11 ظهرا فصلاتك صحي
...
-
صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ويهود من الحريديم
-
صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ويهود من الحريديم بسبب الت
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|