طه معروف
الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 11:13
المحور:
ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
السيطرة التامة من جانب الحكومات على الإعلام والصحافة مازالت جارية بشمل رئيسي وأمرا سائدا في معظم مناطق العالم الشرقية وبالأخص منطقة الشرق الأوسط الرازخة تحت ظل حكام مستبديين لا يرون في وجود صحافة حرة ،إلا خطرا على كياناتها السياسية لأنها أدوات قوية وفعالة في كشف الستار عن الإنتهاكات السياسية و فضحها ولمحاربة الفساد والفقر المتفشي في هياكل أنظمتهم القمعية.
فخلال حقبة النظام الدموي البعثي ظلت الصحافة والإعلام وسيلة لتمجيد النظام الدكتاتوري حيث لم يكن أمام الصحافة والصحفيين سوى خيارين أحلاهما مر ،إما السير في ركاب النظام مع زمر من المنتفعين والمهللين للقائد أو أن تطالك يد القتل والملاحقة والإعتقال في حال تم الإقتراب من المحظور لدى النظام. وويل لمن يكتب ليس على القضايا السياسية بل حتى على الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات لو يحل بالعراق .
وبعد سقوط النظام فمازالت الصحف حكرا على هذه الجهة او هذا الطرف السياسي الذي تطبل للإحتلال ومآسي الجماهير .فالكتاب والصحفيين هم أكثر الناس عرضة للمضايقة والإعتقال والإغتيالات نظرا لتناولهم قضايا الساخنة على الساحة العراقية الناجمة عن الإحتلال وصراع الكتل الدينية والقومية من أجل السيطرة على الجماهير.
ولكي تؤدي الصحافة دورها لابد ان يوفر لها المستلزمات و الشروط حريتها.وهذه الشروط تتمثل بتحرير الصحف من قبضة السلطة الحاكمة عبر حماية القانونية في الدستور المدني . لا يوجد قانون مدني في غياب دستور مدني ولا توجد نظام مدني ايضا في غياب الصحافة الحرة . ولذلك فإن أمام الصحف والإعلام هذه المهمة ،أي توجيه الصحف لمواجهة هذا الواقع الإستبدادي السائد الذي تحارب المدنية والتقدم بالسلاح القومي والديني .
برأيي فإن صحيفة الحوار المتمدن لن تكون في مصاف الصحف التقدمية التي دخلت هذا الميدان في مواجهة الإستبداد السياسي والسلطات القمعية في الشرق الأوسط ،بل في مقدمة الصحف الألكترونية التي تتصدى لهذا الوضع السياسي القاتم في ظل سيادة وتسلط الفكر القومي والإسلامي الذي يشكل كابوسا اسودا مرعبا يخيم بظلاله على الجماهير هذه المنطقة.
ولم يكتفي صحيفة الحوار بفتح صفحاتها للكتاب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ليعطى المعنى الواقعي للحوار المتمدن، بل سخر جزء كبير من طاقاتها في حملات منظمة لمحاربة الإنتهاكات السياسية التي تجري على قدم الوساق في المنطقة بصورة مستمرة .وبرأي فإن هذه الخطوة قد اعطى وزنا اكبر لصحيفة الحوار . إضافة لذلك فعرض مقالات وأبحاث مؤسسي الإشتراكية العلمية أعطى لصحيفة دورها الحي في الصراع السياسي والآيديولوجي بين البديل الإشتراكي والنظام الرأسمالي المهيمن على العالم .
أعزائي والعزيزات المساهمين في تحرير صحيفة الحوار المتمدن،في النهاية لا يسعني إلا أن أشد على أياديكم و أتمنى لكم النجاح و الإستمرارية والمزيد من التقدم . فجهودكم في هذا المضمار جديرة بالإحترام والتقدير.
#طه_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟