أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - النهران يلتقيان...فلماذا لا يلتقي التياران؟؟















المزيد.....

النهران يلتقيان...فلماذا لا يلتقي التياران؟؟


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


دجلة والفرات نهران عظيمان يحملان الخير على اكتافهما الى العراق .. ولعظمتهما يفتخر العراقيون بأن تسمى بلادهم بلاد الرافدين وبلاد ما بين النهرين .. وقبل ان يغادرا العراق يلتقيان في البصرة الفيحاء ويفترض ان تكون هذه التسمية قد جاءت بفضل التقائما.. يلتقيان طواعية و بقبلة يتعانقان.. من شاهد منكم وتمتع بتلك البقعة الجميلة من التقائهما وعناقهما... ارجو من شاعرمتألم ان يصف لنا ذلك اللقاء. لا اريد ان اعدد صفات دجلة والفرات وفوائدهما للارض والانسان في بلادنا , بل اريد ان اعتب وألوم التياران اليساريان اللذان انفصلا عن بعض بعد ان كانا متحدين , عكس دجلة والفرات المتحدين .. وأثر انفصالهما على الارض والانسان فأصبحت الارض جرداء رغم وجود دجلة والفرات وشط العرب , واصبح الانسان اجردا لا ينتج .. لا اعرف بالدقة تاريخ الاختلاف والانشقاق والانفصال.. والاختلاف يفترض ان يكون موجودا في عقل البشر حسب مستوى الفهم والرؤى وليس بالضرورة ان يؤدي الى الانفصال والهجر.. انفصلتما عن بعض لمواقف ايديولوجية واخترتما طرائق مختلفة للتعامل معها... هل ما زالت تلك المواقف موجودة فعلا ام شوائبها في نفوس البعض الغير قادرين على انتزاعها وتنقية النفوس؟ ثم لماذا على ابسط الامورتنشق القوى وتتبعثر؟ اهو قصر نظرو ضيق افق تقوده مصالح شخصية ضيقة ؟.. حتى المصالح الشخصية ممكن ان تتحقق من وراء المصلحة الكلية عندما يتسع الافق ويتعمق الصبر.. لا اتحاد سوفييتي يجبرنا ولا صين تغرينا تجربتها ومسيرتها الثورية .. فالأثنان كانا سابقا ولم يكونا الآن .. ونحن كنا تابعين لكل منهما( معذرة اقولها بكامل الصراحة) ونكون الآن مستقلين من جديد وتابعين للعراق الجديد.. ظروفنا الحالية مختلفة عن سابقتها فلماذا لا نلتقي ؟ ماذا حقق الطرف المقاوم بالسلاح وماذا حقق الطرف الآخر في البرلمان؟؟ عندما نتجرد من شوائب الماضي ونصفي عقلنا ونيتنا ونراجع انفسنا سنكتشف بأن اطروحاتنا كانت مبسطة واولية تحتاج الى مراجعة وتقويم بصورة دورية.. فالطرف الذي قال بضرورة مقاومة الاحتلال بالسلاح والاصطفاف مع البعثيين السابقين وانصار القاعدة والاسلاميين السلفيين والتكفيريين.. هل عرف حجمه السياسي والجماهيري ومستوى تأثيره في الاحداث؟ وماهي الاطراف الاقليمية والدولية التي يمكنها ان تدعم وتساعد المقاومة المسلحة بالاتجاه الصحيح الذي يريده ويتبناه ؟ ام ان يكون ثانويا وتابعا في خضم صراع خبيث حول المصالح الاستعمارية لتنفيذ مخططات مخابرات الدول الاقليمية وامريكا ؟ وقد لاحظ الشعب بأن لا مقاومة شعبية واضحة البرامج والمعالم والقيادات قد ظهرت على الساحة , وانما اعمال ارهابية عشوائية قتلت الشعب ودمرت البلاد.. فالمقاومة المسلحة تتطلب برنامجا سياسيا معروفا وواضحا وقيادات وطنية مشهود لها بالاخلاص وتحالفات سياسية مكشوفة الوجوه لا مقنعة تتستر تحت واجهات الاسلام والتدين بسبب فشلها السياسي والعقائدي السابق.. وتحالفات اقليمية ودولية تصب في مصلحة المقاومة لا ان تستغلها لمصالح واجندات خارجية جلبت على البلاد والعباد الضرر البالغ.. ثم ان المقاومة السليمة لا تظهر على شكل انفعالات عاطفية بل بحساب حجم القوى الفاعلة الذاتية وحجم قوى الاعداد وطرق مواجهتها بذكاء وليس بالتفجيرات والعبوات الناسفة وتفجير الذات على اساس الاستشهاد وما شابه بحجج دينية واهية .. المراجعة تتطلب شجاعة والاقرار بان الاصطفاف مع تلك القوى اصطفاف خاطيء وضار , ولا يكفي التشبث بمفهوم المقاومة الشريف مبنيا على مواقف ايديولوجية سابقة وقد تبقى جامدة اذا لم يحركها ذكاء وفطنة سياسية .. اما الطرف الآخر الذي أختار طريق المقاومة السلمية او ما يسمى بالعملية السياسية لان الظرف السياسي والتنظيمي الذاتي والموضوعي ايضا لا يسمح ولا بد من تجربة المسار السلمي عبر عملية سياسية قد تخرج بنتيجة ايجابية بأتجاه ديمقراطي فيدرالي تعددي.. هنا يكون فعل الميدان اوضح واقوى في مدى صحة هذا الموقف , لان الموقف النظري فيه كثير من التبسيط والعفوية , لانه لم يأخذ بالحسبان وبالدقة المطلوبة والتحسب لأهداف ونوايا المحتل وامكانية تعاونه وتحالفه مع قوى سياسية رجعية قد يستغلها ولابد ان يستغلها لصالحه .. ثم لم يأخذ هذا الطرف بالحسبان قواه السياسية الذاتية والاطراف الاخرى التي يتحالف معها ومدى تأثيرها في سير العملية السياسية نحو تحقيق اهدافه الوطنية دون خسائر باهضة.. ولهذا ظل هذا الطرف ضعيفا وهامشيا ولم يستخدم أي من قوته النظرية وتجربته التنظيمية بالاتجاه الصحيح , ولو حتى من باب الاعتراض القوي على الممارسات الخاطئة في العملية السياسية , ما عدا اسلوب الوعظ والنصائح او الاعتراض الخجول الذي لم يستطع ان يتجاوز جدران غرف الاجتماعات , و التي لا تنفع شيئا ولا تؤثر في الطرف المقابل .. بل تضر الجماهير في زيادة وتعميق يأسها واحباطها... فكيف يفسر لنا الموقف من عملية سياسية تأسست وانطلقت على اسس طائفية.. اذ ان الموقف الصحيح هو على الاقل الاعتذار وعدم المشاركة فيها , ان لم يكن معارضتها بشدة والوقوف بصلابة في طريقها وهو الموقف الاصح.. وتلت ذلك مواقف اخرى مشابهة .. والمسيرة في تسارع والمواقف اصبحت ثانوية لا تقوى على الثبات والرد المناسب.. هنا ايضا يجب التوقف والمراجعة فليس الخطأ فقط لدى الطرف الاول الذي سلك طريقا مجازفا في العمل السياسي والعسكري المسلح , وانما في الطرف الثاني الذي سار في عملية سياسية فاشلة لم يجني منها الا نكوصا سياسيا واضحا وتأخرا جماهيريا كبيرا وخجلا من النفس اراه على وجوه انصاره ومؤيديه .. وما تبعهما من استمرار في المواقف الخاطئة لكلا لطرفين لا تقل شئنا عن المنطلقات الاولية التي قادت اليها .. فمتى تبدأ المراجعة والنقد الذاتي وتصحيح المسار وكلا الطرفين يحتاجان الشعب والشعب ايضا ينتظر والحاجة ملحة الى شجاعة وجرأة في تخطي المواقف العاطفية من جانب وتخطي المصالح الشخصية من الجانب الاخر .. ويكفي خسائر فالشعب يعاني والطرفان يراوحان في نفس المكان , ان لم يتراجعا الى الخلف .. وفعلا الى الخلف , لان الساحة يلعب فيها فقط الامريكان والطائفية وايران .. بينما الساحة هي ساحة الشعب ولمن يحمل على رأسه وهامتهشعارات خالدة في طريق الشعب وكفاح الشعب واتحاد الشعب.. فأين منكما الشعب وهو يقتل ويجوع ويشرد .. ادعوكما مخلصا وانتما اثنان وعلى الاخرين الذين تشرذما ان يلتحقا بكل منكما وان تلتقيا وتتحاورا فكما يلتقي دجلة بالفرات او الفرات بدجلة , يجب ات تلتقي قوتا اليسارلتسقيا الشعب املا ونصرا وتضم حولها قوى الشعب الاخرى في جبهة وطنية حقيقة دائمية...فاجئونا رجاءا بدعوة ولقاء بينكما .. وعلى عاتق الحزب الشيوعي العراقي تقع المسؤؤلية الكبرى.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مبرر اخلاقي من استمرار احزاب الاسلام السياسي بالسلطة في ا ...
- الحوار المتمدن يحتاج اختا
- لن تخدعوا الشعب بأن امريكا تهدف الى تحقيق الديمقراطية في الع ...
- التخبط السياسي لقادة جبهة التوافق العراقية
- نداءان الى الكتب والمثقفين العراقيين في الخارج
- االحوار المتمدن يمنحني حريتي بيدي
- لا تطالبوا الحكومة العراقية بما لا تستطيع.. وهي لا تستطيع
- نداء الى الحزب الشيوعي العراقي
- رد على رد والخير فيما يقع( مع الماركسيين اللينينيين الستالين ...
- ماذا جنى الحزب الشيوعي العراقي من تحالفاته السياسية السابقة. ...
- مصير الحزب الشيوعي العراقي كمصير حزب توده الأيراني... اذا لم ...
- ألح على ضرورة وحدة اليسار العراقي
- هذه احلامك بغداد
- دور (الحوار المتمدن) في الحد من ظاهرة الانقسام والتشرذم في ا ...
- يا شعب العراق اتحدوا
- جذور التطرف الاسلامي
- الماضي والتاريخ النضالي في تفكير قيادة الحزب الشيوعي العراقي ...
- متى يلتقي اليسار العراقي ليتحاور.. ان لم يتحد
- ماذا جنى الشعب العراقي من تجربة الاحزاب السياسية الاسلامية ا ...
- العروبيون يلتقون مع العثمانيين والفرس في نفي حق تقرير المصير ...


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - النهران يلتقيان...فلماذا لا يلتقي التياران؟؟