أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - حدث هذا قبل أربعين عاماً !















المزيد.....

حدث هذا قبل أربعين عاماً !


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 656 - 2003 / 11 / 18 - 06:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  تتكاثر الأحاديث هذه الأيام عن حزب البعث الذي جلب منذ تأسيسه للعراق والعراقيين إلى يومنا هذا المحن والكوارث المرعبة ودمّر المجتمع وقيمه الأخلاقية، فكان أول حزب عراقي أعلن العصيان على جبهة الأتحاد الوطني في الأيام الأولى لقيام الجمهورية العراقية، وأنتهج سياسة هوجاء للإجهاز على مكاسب ثورة 14 تموز 1958، وخطط لضرب قائدها عبدالكريم قاسم، في مؤامرة رأس القرية في شارع الرشيد. كم وتتكاثر الأحاديث عن إجتثاث جذوره ا ومحو آثاره المخيفة، وأفكاره العنصرية والشوفينية التي جعلت منه حزباً من نمط الأحزاب الفاشية والنازية.

لقد ساهم حزب البعث مع القوميين العروبيين في مؤامرة الشواف القذرة، وفي تشكيل عصابات مجرمة هدفها إغتيال المواطنين الأبرياء وخاصة من أعضاء القوى والأحزاب الوطنية واليسارية وفي المقدمة منهم الشيوعيون، ففي الموصل والكرخ في بغداد على سبيل المثال فقط ، أقدم البعثيون الجبناء والقوميون الأشرار على تأسيس مافيا وعصابات من حثالة المجتمع قامت بإغتيال  عدد من خيرة أبناء الشعب العراقي.

ويتذكّر الشعب العراقي الجرائم التي نفّذها البعثيون المجرمون بحقه أيام مؤامرتهم الدنيئة في 8 شباط الأسود عام 1963، كما ويتذكر البيان رقم 13 السيء الصيت الذي أصدره المجرم رشيد مصلح الحاكم العسكري العام المعّين بفرمان من حزب الخديعة والإجرام، حزب البعث الفاشي، هذا البيان الذي دعا فيه بعلانية ووضوح إلى قتل العراقيين وإبادتهم، وقد أطلقوا العنان لأفراد الأمن والشرطة والكلاب البوليسية من عصابات الحرس القومي والبعثيين المأجورين لتنفيذ الجرائم البشعة بحق الوطنيين والتقدميين، ولم يتورعوا عن استخدام قطعات الجيش العراقي في إرتكاب المجازر والموبقات أيضاً.

ولا يخفى على أحد قيام الزمرة البعثية المجرمة بمداهمة وتطويق المدن والقرى الكوردستانية  الباسلة في 9 حزيران عام 1963، وقتل الأبرياء وهم أحياء، ودفنهم في مقابر جماعية بواسطة البلدوزرات في السليمانية وسيارة وكويسنجق وأربيل وغيرها، وان الشعب الكوردي لا ينسى أبداً المجرمين صديق مصطفى وسعيد حمو وإبراهيم فيصل الأنصاري وطه الشكرجي وبدرالدين علي وعبدالعزيز العقيلي وغيرهم.

قبل أربعين عاماً وفي مثل هذه الأيام صعق البعثيون الجبناء، وانهار نظامهم العفن إثر إنقلاب قام به خائن ثورة 14 تموز وربيبة البعثيين المجرم عبدالسلام عارف ، ففي 18 تشرين الثاني 1963 سقط نظام الوحوش الكاسرة، وكنت آنذاك طالباّ في ثانوية الشعب في باب الشيخ، وهي منطقة من مناطق بغداد التي استبسلت وقاومت الانقلابيين عند قيام مؤامرة 8 شباط الاسود،  وأرى النسوة من العراقيات من أمهات وأخوات البعثيين يمسكن أيادي أولادهن أو إخوانهن وهن يرددن بصوت خافت : داد هذا سلاحه، أريد أسّلم ابني، أريد أسّلم أخوي، داد ساعدنا، وكنت أرى الجندي الشهم يستلم السلاح ويبصق في وجه البعثي والحارس القومي ويقول له : إرجع يا جبان مع أمك، أو إرجع يا جبان مع أختك.

قبل أربعين عاماً استسلم الجبناء أفراداً وجماعات، لكي يعودوا ثانية عام 1968 إلى الحكم بـ " ثورة بيضاء " !!، ولكن في هذه المرة مارسوا أبشع أنواع الإرهاب ضد الأبرياء من أبناء الشعب وقتلوا الناس بالجملة ، وضربوا المواطنين بالسلاح الكيمياوي ليموتوا بالجملة، وفكّروا بتطوير أسلحة الدمار الشامل ليقتلوا المواطنين العراقيين وأبناء الشعوب الأخرى بالجملة، وقاموا بعمليات الأنفال السيئة الصيت وحرقوا القرى ودمروا المدن، وأرتكبوا العديد من جرائم القتل الجماعي المتعّمد ، وقادوا عمليات التصفية الجسدية بالضد من جميع فئات الشعب ودفنهم بالجملة، ودفنوا الناس بالجملة في المقابر الجماعية.

ولقد تواترت الأنباء في السنوات الماضية عن مزيد من الإيغال في الأساليب الوحشية والفاشية حيث نفذ نظام الغدر والخيانة مجازر أسفرت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق أبناء الشعب من كل القوميات، وتناقلت الأنباء آنئذ المعلومات عن كون الأكثرية منهم دون سن الرشد، وبعد إقتراف الجرائم الدموية سلمت السلطة الباغية جثث العشرات من الضحايا إلى ذويهم، وهي مشوهة المعالم ومقطعة الأوصال جراء التعذيب الوحشي الذي مارسته أجهزة السلطة ضدهم قبل إعدامهم.

لقد سقط حزب البعث العبثي في 9 نيسان 2003 ورمي به وبأصحابه من أمثال الدكتاتور صدام حسين والجرذ المرتجف عزة الدوري وآخرين غيرهم إلى مزبلة التاريخ، ولكن هذه المرة يجب أن لا يكرر التاريخ نفسه، كما إن عمليات التخريب وقتل المواطنين الأبرياء وسلب ممتلكاتهم لا تفيد حزب البعث، وأن الجميع بإستثناء بعض الخائبين والمرتزقة من أيتام وأرامل الطاغية صدام حسين يريدون محو اسم البعث من الذاكرة واجتثاث جذوره، ويفتخر العراقيون بأنهم شعب جبار لم يستطع البعث من زعزته خلال الأيام القاسية التي مرّت عليه، وهم على إستعداد دائماً لمواجهة مطاياه وبقايا فلوله في الداخل والخارج، ومن هنا يبدأ بناء العراق الجديد ليكون وطناً زاهياً للجميع، يحترم حقوق الانسان ويقدم جلادي الشعب والوطن للمحاكمة العادلة.

إنّ التذكير بكل هذه الجرائم البشعة التي ينبغي أن لا تغيب عن بال العراقيين ولو للحظة واحدة ضروري جداً للرد على الأصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك وبكثير من الاستحياء مطالبة بهذه الشاكلة أو تلك برد الإعتتبار للبعث الفاشي وأعضائه المجرمين ونسيان الماضي وويلاته متعكزة هذه المرة على حماية " حقوق الانسان " التي لم يدّخر البعث وأزلامه وسعاً في التفريط بها إلى الحد الذي يمكن القول أنّها لم تكن موجودة في قوامسيهم أصلاً.

فإلى الحذر الشديد من هذه الأصوات، أدعو جميع الحريصين على حقوق الانسان !!

والمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين !.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تدعو عضو مجلس الحكم سونكول جابوك لنشر قوات تركية في ال ...
- متى تتوقّف الأعمال الإرهابية ؟
- لا تتعّجب : جورج كالاوي يؤسس حزب البعث البريطاني !
- مغالطات هزيلة باسم الدفاع عن الكورد والشيوعيين تهدف عملياً ل ...
- كيف ينظر الآخرون إلى حقوق الكورد ؟
- لماذا ولمصلحة من يجري الهجوم علىالكورد ؟
- المرتزق العروبوي هارون محمد يزعم بأن الكورد أقلية في كفري وخ ...
- هل يحتاج المجرم علي الكيمياوي وأرامل صدام إلى محاكمة عادلة ؟
- في الذكرى العشرين لمعركة سويله ميش البطولية - ملحمة سطرها ال ...
- نعيق البائسين ومطايا الشوفينية يتصاعد دفاعاً عن المجرم صدام ...
- علج من علوج صدام يتطاول على شعبنا ورموزه الوطنية !
- لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟
- لمصلحة من يتعالى نعيق أيتام الدكتاتورية ؟
- اليتيم باقر إبراهيم الموسوي يدافع عن المجرم صدام حسين وزباني ...
- رغد صدام حسين تقول : والدي لم يكن قاسياً !!
- وأخيراً لم يصبح قصي رئيساً للجمهورية !
- دكاترة متخصصون في النفاق والدجل !
- القتل الجماعي والمقابر الجماعية من بركات حزب البعث الفاشي
- مقبرة جماعية جديدة تشهد على وحشية النظام الصدامي الساقط !
- المقابر الجماعية تظهر الوجه البشع للدكتاتورية المجرمة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - حدث هذا قبل أربعين عاماً !