أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الحاكم والمثقف














المزيد.....

الحاكم والمثقف


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 08:38
المحور: المجتمع المدني
    


كل من المثقف والسلطة السياسية الحاكمة يتنازعان على المجتمع ، ويحاول كل منهما ليس فقط كسب المجتمع لجانبه بل الحديث على أنه هو الممثل الحقيقي أو الشرعي لهذا المجتمع ، وأحياناً يرى كل واحد منهما أن الآخر ضد المجتمع وليس منه ، وهذا أحد أسباب الصراع الموجود بينهما ، فالمثقف يتصور أنه أحق من السلطة السياسية الحاكمة بتقديم رؤى للمجتمع باعتباره يتعامل معه من خلال علاقة غير سلطوية تربطه به ، ويساعده في ذلك عدم سعيه للحصول على مكاسب ذاتية أو جماعية ، ويرى بأن السياسي لا يمتلك مشروعية نابعة من المجتمع تخوله إدارة وقيادة هذا المجتمع ، بينما ترى السلطة السياسية الحاكمة أنه لا يوجد من يعرف إدارة وقيادة المجتمع مثلها وبكفاءاتها ، وترى بأن المثقف لا يعرف كيف يدار المجتمع وليست لديه القدرة للتعامل مع الواقع والآخرين والقوى الخارجية وموازين القوى في المجتمع .
وفي حالة المجتمعات العربية – وفي كل المجتمعات الأخرى - لا زالت الغلبة للسياسي على المثقف ويبدو أنها ستبقى كذلك طالما أن المثقف لم يستطع من خلال مجتمع مدني صنع سلطة ثقافية له ، فتوازن القوى بين المثقف والسلطة السياسية الحاكمة مفقود فعادة ما تكون السلطة صاحبة قوة مقارنة بالمثقف الفاقد لها ، فكثيراً لا يقبل السياسي بالمثقف إما تسلطاً أو قناعة منه أن المثقف ليس أكثر قدرة منه في التعامل مع الواقع ، ولم يستطع المثقف تغيير هذا الميزان بل يبدو أن السلطة السياسية الحاكمة استطاعت زيادة ترجيح كفتها على حساب كفة المثقف بما تملكه من مراوغة وآلية قمع .
تختلف علاقة المثقف بغيره من الفاعلين الاجتماعيين ، فلا يمكن أن تأخذ نفس التجليات ، بمعنى أن المثقف في موضعه يكون نسبياً لا مطلقاً ، فيمكن للمثقف أن يأخذ منحيين مختلفين ، ولكن في موقفين مختلفين ، ولتوضيح هذه الفكرة ، نأخذ علاقة المثقف بالفقيه وعلاقة المثقف بالسياسي ، فيمكن للمثقف أن يكون مرة يكون " واقعياً " وأخرى " مثالياً " ولكن في موقفين مختلفين ، ففي علاقة المثقف – السياسي نجد أن السياسي أكثر واقعية من المثقف ، فالأول مجال عمله الفعل والثاني مجال عمله القول " باختصار صنعة الحاكم هي " فن الممكن " ، وصنعة المفكر هي " فن ما ينبغي أن يكون " . الأول هو رجل الأعمال والأفعال ، والثاني هو رجل الكلام والأفكار . وبالتالي فهذا هو جوهر التفاوت في الرؤى بين المفكر والحاكم – اختلاف في المنطلق واختلاف في الغاية ، واختلاف في الوسيلة . ولكنه ليس اختلافاً في الموضوع ، فموضوع الاهتمام لدى المفكر والحاكم واحد – أمور الأنساق والناس والمجتمع . فإذا كانت هناك فجوة بين الحاكم والمفكر ، فهي هذا التفاوت في رؤية كل منهما للموضوع . وإذا كان هناك توتر فهو في كيفية التعامل مع الموضوع ولا نحتاج للتأكيد على أن الحاكم هو سياسي وأن المفكر مثقف ، نرى أن المثقف مع أنه يعول على الواقع تعويلاً كبيراً في بناء وتكوين منظومته المعرفية ؛ إلا أن ما يشكل عليه هو أن هذه العملية من البناء والتكوين كثيراً ما تتم بشكل انتقائي من غير منهج محدد . فهو ينتقي صوراً جزئية ليشكل منها مفاهيم كلية يعمل على تعميمها وإسقاطها بنوع من التعسف ففي هذه العلاقة يمكن أن يكون الطرف الآخر هو من يمثل عامل تحديد وضعية المثقف وليس المثقف هو من يحدد هذه الوضعية .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب العربي.. مشكلاته وقضاياه
- كيف نستطيع أن نخلق جهازا تربويا يحمل رسالة
- صياغة مفاهيم جديدة
- العنف والإرهاب وأسبابهما
- لمن تكون انتماءاتنا؟
- بناء الديمقراطية
- المفهوم الحديث للتسامح
- الدين والدولة .. قراءة في الواقع العربي


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي الحمداني - الحاكم والمثقف