أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء اللامي - لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !















المزيد.....

لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 107 - 2002 / 4 / 20 - 11:12
المحور: القضية الفلسطينية
    



تقوم حكومة شارون وتعتزم القيام خلال عدوانها الوحشي الجديد ضد الشعب الفلسطيني وقيادته بحزمة كاملة من جرائم الحرب الخطيرة والموثقة بالصوت والصورة ومنها :
- إعدام الأسرى العزل من السلاح ببرودة دم وبرصاصة في الجمجمة من مسافة متر .
- التسبب بوفاة الجرحى وتركهم ينزفون حتى الموت ومنع الطواقم الطبية من القيام بواجباتها .
- محاصرة رئيس دولة منتخب ومحاولة اغتياله وإهانته علنا و عزله عن العالم الخارجي .
- محاصرة مدن بكاملها وتجويع وحبس مئات الآلاف من المدنيين في بيوتهم .
- تدمير وسرقة المنشآت والممتلكات المدنية في أرض محتلة .
- ترويع وإرهاب السكان المدنيين وخاصة الأطفال بواسطة وسائل قتالية خطيرة .
- ومن جرائم الحرب التي تعتزم الدولة الصهيونية القيام بها وقد أعلنت عنها جهارا جريمة الترانسفير " الترحيل الجماعي " للسكان الفلسطينيين فماذا بخصوص هذه الجريمة الخطيرة ؟
في اليوم الثالث للعدواني الصهيوني على الشعب الفلسطيني وقيادته المقاتلة المنتخبة بثت قناة الجزيرة القطرية خبرا قيل فيه أن الرئيس أبو عمار أخبر السيد أحمد الطيبي بأن الحكومة الإسرائيلية تنوي طرد مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قواتها الغازية الى مصر والأردن . ويبدو أن تلك القناة ندمت على نقل وبث هذا الخبر فعمدت الى نفيه وتكذيبه بعد قليل ولكن قنوات أخرى تناقلته واستمرت تبثه حتى ظهر مساء السيد أحمد الطيبي نفسه على قناة شبكة الأخبار العربية ( أي أن أن ) فأكد الخبر وشرح تفاصيله ومع ذلك لم تسحب القناة القطرية تكذيبها .
و يمكن في الواقع التفكير بأن هذا التطور ، هو أخطر بالون اختبار يطلق في سماء المنطقة وتجاوز خطير لجميع الخطوط الحمراء .وسيدرك الذين طالما طمأنوا الرأي العام بأن إقدام إسرائيل على ترحيل ما تبقى من شعب فلسطين الى الدول المجاورة ليس إلا مبالغات وخرافات يطلقها بعض المتطرفين العرب والفلسطينيين ، سيدرك هؤلاء إذن إن إسرائيل ماضية قدما في مشروعها للترحيل الجماعي . صحيح أن الخبر يتعلق بترحيل المئات من الفلسطينيين الى مصر والأردن ولكن هذا الرقم طبيعي جدا كبداية و سيتحول الى الآلاف بعد أسابيع أو أيام ثم يتصاعد الى الملايين . لنفكر بهدوء وعمق في هذا الموضوع ولنتساءل : ما لذي يمنع مجنونا متطرفا وجزارا مثل شارون من التردد في تنفيذ عملية ترانسفير شاملة للفلسطينيين ؟
لقد أعلنت حكومتا القاهرة وعمان رفضهما لهذا المشروع الصهيوني ، ولكن أية جدية وصدقية يتضمنها هذا الرفض إذا ما علمنا أن حكومة القاهرة اقترحت أن ترسل طائرة عمودية الى مدينة رام الله لإجلاء وترحيل الرئيس الفلسطيني أبو عمار نفسه ؟ وهل يمتنع أو يتردد من يوافق على ترحيل الرئيس الفلسطيني الصامد نفسه بطائراته الحربية عن المساهمة في تنفيذ المشروع الصهيوني لترحيل الشعب الفلسطيني من وطنه ؟ سيقولون خرافات ! هذا أمر محال ! ولكن هل كان لإسرائيل أن توجد أصلا وتحتل ما احتلت من أراض لو لا هذه السذاجة السياسية والعمى الاستراتيجي الذي حكم النظام العربي الرسمي منذ ولادته وسيحكمه الى آخر يوم من حياته ؟ أما الرفض الأردني فلا يقل تهافتا خصوصا إذا ما لوح شارون بشعاره القديم والقائل بأن الأردن هي الوطن البديل للفلسطينيين . و حين تكون المقايضة بين بقاء العرش والمساهمة في الترانسفير سيختار أصحاب العرش عرشهم وسيقوم التاريخ بعمله فيما بعد كما تقول "الحكمة " الملكية الشهيرة ( العرب ينسون بسرعة ) !
ليست المصيبة في النسيان العربي فقط بل في العجز عن الفعل المقاوم والقصور عن أداء الواجب التضامني والغريب أن جميع الحكام العرب تقريبا يتحججون أحيانا بالارتباطات والوضع العالمي وأحيانا بالبعد الجغرافي . ومن أغرب ما سمعناه من أطراف جبهة الرفض والعنتريات تكرارهم جميعا لكلمات الخزي و العار والشنار للنظام العربي الرسمي الذي يشكلون جزءا لا يتجزأ منه بل أن أحدهم لعن الجيوش العربية كلها وكل من ( يرتدي البذلة العسكرية من المحيط الى الخليج ) وطالب ببيع الأسلحة في سوق الخردة وهذا كلام ساخن وعنيف حقا ولكن قائله يتناسى أنه ضابط عسكري وأنه وصل الى السلطة عن طريق الدبابة فلماذا لا يبدأ هو بنفسه وجيشه ؟
تذكرنا حالة الحاكم العربي عموما و الذي يكرر بأنه لا يستطيع أن يحارب حتى آخر جندي في جيشه، وأنه لوحده لن يستطيع أن يفعل شيئا تذكرني هذه الحالة بمسرحية ساخرة كتبت وأخرجت في تشيكوسوفاكيا وكانت معادة للنظام القائم آنذاك وتدعو الناس للانتفاض ضده وفكرتها بسيطة وهي : يصعد ممثل من قاعة الجمهور الى المسرح ويقول: لا أستطيع أن أفعل شيئا بمفردي أنا وحيد . ويصعد ممثل آخر ويكرر الكلمات ذاتها ويصعد ثالث ورابع وهكذا حتى يمتلئ المسرح بالممثلين الذين يكرر كل واحد منهم : أنا وحيد لا أستطيع أن أفعل شيئا بمفردي، غافلين عن إنهم مجموعة قادرة على القيام بكل شيء لو كانت ذات إرادة حية وحرة .
إن من تجليات العجز العربي عدم التفكير حتى بالقيام بحركات الحد الأدنى الصغيرة والتي تحمل معاني التحذير و الإنذار للعدو بهدف تخفيف الضغط الهائل على الشعب الفلسطيني فحين يحتج حاكم عربي بالبعد الجغرافي أو الارتباط بمعاهدات واتفاقات دولية لماذا لا يأمر جيشه بالقيام بمناورات عسكرية على حدود بلاده ؟ لماذا لا تقوم مجموعة من الدول العربية بمنارات برية أو بحرية كتلك التي تقوم بها دوريا وموسميا مع القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ؟
والواقع فإن مَن يقرأ من العرب لن يتولاه العجب أو الشعور بالمفاجأة لو أقدمت حكومة شارون على تنفيذ الترانسفير وترحيل الشعب الفلسطيني ومن المؤشرات المهمة على ذلك النقاش الواسع الذي يدور داخل المجتمع الصهيوني وطبقاته الأكثر تطرفا وعنصرية وعداء للعرب وقد شارك في هذا النقاش رجال الدين الذين يتمتعون بوزن سياسي واجتماعي كبير . وفي هذا الإطار نقلت جريدة هآرتس الواسعة الانتشار ( عدد 25/3/2002 ) تقريرا لأحد كتابها هو " أنشيل بيبر" يحمل العنوان المعبر التالي ( التوراة أيدت الترانسفير ولكن هل ما زال الأمر ساري المفعول ؟) ومن الخلاصات الخطيرة التي ينتهي إليها التقرير قول الكاتب ( أن الجدل المحتدم بين أوساط المتدينين الوطنيين حول قضية الترانسفير وعلاقتها بالتوراة يشير الى تزايد الاهتمام بالفكرة باعتبارها حلا متاحا ) . هذا إذن ما يقوله ويكتبه الإسرائيليون أنفسهم فلماذا لا يريد الناطقون باسم النظام العربي الرسمي تصديق ذلك ؟ وما الذي يمنع من حدوث كارثة كهذه إذا كانت ثمان دول عربية ترتبط بعلاقات رسمية مع الكيان الصهيوني تمتنع عن قطع علاقاتها به احتجاجا على المجزرة البشعة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي بادرت فيه مقاطعتان من المقاطعات الثلاث التي تؤلف الاتحاد الفيدرالي البلجيكي الى قطع علاقتها بإسرائيل ؟ هل معنى ذلك أن شعور البلجيكيين " القومي العروبي " أعلى وأقوى من ذلك الذي يعتمل في نفوس قادة مجموعة الثمانية العربية ؟
لقد تم تفريغ هذا الشعار – قطع العلاقات وسحب الاعتراف - من أي محتوى سياسي من خلال الإجراءات والتصريحات المترددة وسحب تلك التصريحات والعودة لتأكيدها ولعل أوضح مثال على هذا السلوك السياسي الإعلان عن أن الحكومة الأردنية حذرت من إمكانية اتخاذ إجراءات بحق إسرائيل إذا لم تسحب قواتها فورا وتفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني المحاصر في غرفة مكتبه . بعد هذا التصريح بساعات خرج تصريح مخفف يقول إن الحكومة الأردنية ستتخذ تلك الإجراءات في حال لم يتحسن الوضع وبعدها صرح مسؤول آخر أن حكومته قد تطرد السفير الصهيوني كشخص غير مرغوب فيه ولكنها لن تقطع العلاقات وستستمر السفارة الإسرائيلية بالعمل كالمعتاد .. ويبدو أن هذا السقف المنخفض لم يعجب الصهاينة والأمريكان فخرج صباح يوم الاثنين مسؤول أردني وأعلن إن الأردن لا تنوي أن تطرد السفير الإسرائيلي ! يا سبحان الله إذا لم يكن المرء عارفا قدره وقوته الحقيقية فلماذا يتورط فيما لا يستطيع ؟ ألم يكن من الأسلم و الأشرف أن يلوذ النظام بالصمت والفرجة على المذبحة شأنه في ذلك شأن أعضاء المجموعة الثمانية المعترفة والمرتبطة بالعدو ؟ نأمل ، على أية حال ، أن لا يبادر الأردن الى قطع علاقته باليمن إذا أصرت على عقد قمة عربية جديدة أما علاقاته مع العراق الذي تزود حكومته الأردن بالنفط مجانا تقريبا فلن تقطع أبدا !
لا مندوحة والحال هذه من البؤس والتعاسة ، لا مندوحة وقد بحت أصوات الملايين من مطالبة الدول العربية الثماني بقطع علاقاتها مع دولة المجازر والقتل والترحيل الجماعي ، لا مندوحة من التفكير جديا بأن يطالب الصهاينة في دولة إسرائيل رئيس وزرائهم الجزار شارون بقطع العلاقات مع تلك الدول العربية على اعتبار مفاده إن من غير اللائق لدولة "ديموقراطية " كدولتهم أن تقيم علاقات مع دول لا تحترم نفسها أو شعوبها .. وعندها لا نعتقد بأن شارون سيتردد دقيقة واحد في تنفيذ إرادة شعبه فيقطع تلك العلاقات فيريح ويرتاح ! وحينها فقط سينزل النظام العربي طوعا الى المكان الوحيد الذي يليق به وسيبقى هناك الى الأبد ، و ما ثمة داع لذكر ذلك المكان فهو معروف .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاتف الرئاسي العربي بمواجهة دبابة مركافاه الصهيونية
- مغامرة التأسيس والريادة في رواية السيرة العراقية : في مواجهة ...
- من "ورقة الأمير فهد " الى " تصريحات الأمير عبد الله "
- خطاب العقيد القذافي الأخير :لا جديد تحت شمس العقيد !
- مناقشة لآراء " غراهام فولر" حول نهاية النظام العراقي
- الإسلام السياسي وإشكاليات الديموقراطية السياسية المعاصرة
- - بغدادُ ترتقي الجُلجُلة- فصلان من مسرحية عراقية جديدة عن ال ...
- لغة التعميمات سلاح ذو حدين
- قراءة في نداء حركة المجتمع المدني العراقي
- التوازن الهشّ بين اليسار الجذري واليمين الليبرالي
- حول الأسس الفلسفية لسياسات العولمة


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء اللامي - لم يبقَ إلا مطالبة شارون بقطع العلاقات مع الدول العربية !