|
طلقات سريعة ومساهمات جادة عن الفضائية الكلدانية
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 10:21
المحور:
الصحافة والاعلام
واحدة من طرائف اليهود العراقيين ، ان حداداً يهودياً عراقياً كان يستخدم صبي مسلم نفاخاً في نار كوره ، ويوماً ساله الصبي المسلم : استاذي ( منو يروح للجنة باعتقادك ) ؟ فأجاب اليهودي ( أبني قابل هاي بيها سؤال ، نحن شعب الله المختار والجنة من حصتنا بدون كاف لام ) . سأله الصبي : استاذي والمسيحيين ( محّد بيهم يروح للجنة ؟ ) . اليهودي : المسيحيون ربما ( كم واحد بيهم يجوز يدخل الجنة ) . وأردف الصبي بالسؤال : والمسلمون ماذا عنهم ؟ أجابه اليهودي : انفخ ابني انفخ ( خوما الجنة خان شغان ياهو اليجي يدخلها ) . رباط الكلام ، يبدو اننا تعدينا الخطوط الحمراء ، فكيف ندعو الى تأسيس فضائية كلدانية ؟ إنه كما كان يقال في الموصل ( كفر نصراني ) وربما هذا المسكين النصراني كان يطالب بحقه ، لكن ذلك اعتبر كفراً ، ومن هذا المنطلق انطلقت الطلقات السريعة من رماة مدربين في ميدان الرماية على كل من يقدم على كتابة سطر لا ينسجم مع رؤيتهم . فاليوم فضائية كلدانية وغداً القوشية وبعدها زاخولية .. وهلم جراً ـ قابل باب الفضائيات ( خان شغان ياهو الكان يدخلّه ) . أتذكر مرة كتبت مقالاً عن فضائية عشتار وعن اللغة غير المفهومة في نشرة اخبارها وأمور اخرى . واستشفيت من تعقيبات السيد صبري أيشو في وقتها انه لا يقبل بفتح نافذه للعقل النقدي فلا يسمح بإلقاء حجر المسائلة في بحيرة الصمت الراكدة ، وفي جانب آخر لا يقبل مبدأ تقديم مقترح يدعو على الأعتماد على اكثر من عكازة ، إنه يقفز فوق التاريخ والتراث وتفكير الناس وإجبارهم على الأيمان بأجندته ، وينسى او يتناسى حرية الفكر وحقوق الأنسان وحرية الأنتماء ، فللسيد صبري أيشو حرية الفكر وحرية الأختيار ، ولكنه يصد منافذ الحرية امامنا وهو يعطينا الحلول الجاهزة ويتعين علينا الأقرار بما يراه ( هو ) صالحاً لنا . واستغربت من الأستاذ صبري أيشو حينما يطلق على شعبنا الكلداني بقوله الطائفة الكلدانية ، إن هذه العبارة كان قد اطلقها من كان لهم ميول قومية واسلامية في البرلمان العراقي في العهد الملكي ، واستنكرها الكلداني الشهم يوسف غنيمة وافلح في تبديل العبارة الى الأقلية الدينية او القومية بدل الطائفة . واليوم السيد صبري يؤيد الأفكار الشوفينية بحق شعبنا الكلداني بتعبيره هذا ، وإن كان هذا الكلام يصدر من السيد صبري ايشو وهو احد المثقفين من ابناء شعبنا ، سوف لا نعاتب المسؤول الحكومي حينما يقول بأننا مجرد جالية . في هذا السياق وتعليقاً على مقال الفضائية الكلدانية ايضاً ، أرسل لي احدهم رسالة الكترونية دون ان يذكر لي اسمه ، ولم استنتنج اسمه من الأيميل ، ويقول في رسالته : انه كلداني لكنه يعلن انه آشوري وهو يدعوني ان احذو حذوه وإلا سأبقى في خانة الأعداء وخونة الأمة لأنني ضد الوحدة القومية طالما انا باق على انتمائي الكلداني . وقد اجبته بسؤال واحد وطلبت منه الأجابة ولكنه لم يجبني لحد الآن وسوف لن يجيب أبداً ، سالته : من كان على حق من الأكراد ؟ من ترك قومه وذهب مع الحكومة وتطوع مع ما كان يعرف بالفرسان ( جتا ) ام الذين بقوا مع قومهم وثورتهم وواصلوا ميراث آبائهم وتحملوا القسوة والمصاعب ؟ ولا زلت بانتظار الجواب . انا مع حرية الفكر وأشكر السيد صبري أيشو واحترم رأيه ، لكن فقط أقول انه من مصلحة شعبنا ان ننبذ افكار الوصاية ، واحتكار الحقيقة ، وان نتعامل ونتعاون بندية وتكافؤ دون السماح لأي ضرب من ضروب التسلط والمغالاة في ان تستشري بيننا . نوقش أقتراح الفضائية الكلدانية من قبل زملاء طيبين آخرين وطرحوا أفكاراً جديدة حول الفضائية ، فقد طرح الأستاذ زيد ميشو مسألة فضائية دينية تحمل تراث كنيسة المشرق ، وأن تساعد كنيسة الفاتيكان في هذا المشروع وكان مقاله تحت عنوان : حلم آخر " فضائية باسم الكنيسة . كما طرح الأستاذ سعد عليبك الموضوع عبر المقال الموسوم : فضائية كلدانية من الحلم الى العمل وهو يدعو الى اعطاء الموضوع اهمية قصوى نظراً لأهمية مثل هذه الفضائية في حياة شعبنا . كما قرأت على موقع عنكاوا مقالاً بقلم الأستاذ منصور توما ياقو وهو تحت عنوان رد الأعتراض على تأسيس الفضائية الكلدانية ، وقد كان الكاتب موفقاً في الرد وليس لي ما اضيف عليه . . وكنت قبل فترة قد قرأت تعقيباً للأستاذ دومينيك كندو يشير الى اهمية فضائية كلدانية ، كما قرأت أخيراً مقالاً للأستاذ ميخائيل بولص الأمراوي والمقال تحت عنوان فضائية كلدانية .. بين الواقع والطموح . ووردت في هذه المقالات افكار مفيدة وهي متفقة في الهدف ، ولنا وطيد الأمل ان تتحق هذه المنفعة لشعبنا لكي ينال نصيبه في ابراز تاريخه وتراثه ولغته وثقافته في الوطن العراقي . اقول إن وجود هذه الفضائية حق مشروع وليست موجهة ضد أي طرف ، إنما اتخيل هذه الفضائية ان تكون منبر مشاع للجميع دون تفرقة ، فالكلدانيون في العراق يتسمون بالأنتماء العراقي الأصيل ويحملون بعداً اجتماعياً مرغوباً وقريباً من جميع مكونات المجتمع العراقي ، إنهم أكراد مع الأكراد وعرب مع العرب وسنة مع السنة وشيعة مع الشيعة ويقفون على مسافات قريبة من جميع المكونات المجتمعية في العراق إنهم ملح المجتمع العراقي إن كان في العهد العثماني او العهد الملكي وإلى اليوم . وخير شاهد على مكانة الشعب الكلداني في المجتمع العراقي هو اللقب الذي ناله الكردينال العراقي الكلداني مار عمانوئيل دلي الثالث ، والذي اشتهر بمقولته : أسالوني عن الشعب العراقي ولا تسألوني عن المسيحيين . لقد اثبت هذا الشيخ الجليل ايمانه المسيحي وإصالته العراقية حينما قال انه آخر مسيحي يترك بغداد . ان الكلدانيين العراقيين محرومين من هذه النعمة وهي الفضائية الكلدانية ، ومن المؤكد ان تكون هذه القناة ، قناة فضائية عراقية انسانية غير منحازة لأية جهة سوى انحيازها الى الهوية العراقية ومن المؤكد ايضاً انها ستبرز تاريخ وتراث وحضارة العراق بكل مصداقية فهي ستبرز الوجود الكلداني والسرياني والآشوري والتركماني والعربي والمندائي واليزيدي والكردي والأرمني والشبكي وكل طيف من اطياف القوس قزح العراقي الملون الجميل . وفي هذا المقام هل لنا ان نسأل الحكومة العراقية بأن تساهم في هذا المشروع ؟ هل لنا ان نسأل ان تخصص الحكومة العراقية في فضائيتها العراقية ساعة او ساعتين في اليوم للبث باللغة الكلدانية . هل يمكن ان نطلب من فضائية كردية ان تمنحنا هذه الهدية . هل هناك جهات عراقية تعني بشؤون الأقليات تساهم بهذا المشروع بشكل من الأشكال ؟ نطلب من كل الجهات المعنية ان تلتفت الى هذه الشريحة العراقية الأصيلة وتنصفها لأبقائها حية بثقافتها في وطنها العراقي .
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة تحليلية في طروحات السيد سركيس آغا جان
-
المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان مع العاهل السعودي
...
-
كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر
-
إطلاق فضائية كلدانية هل يغدو الحلم حقيقة ؟
-
المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان والعاهل السعودي (
...
-
فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش
-
شكراً للأستاذ نوري المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا ال
...
-
تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني
-
إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
-
عيد سعيد يا مليار مسلم
-
أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
-
الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب
-
كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
-
حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
-
السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
-
بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
-
المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
-
الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
-
كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
-
برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|