نزعات عنصرية في الفكر والحياة الاسلامية - الجزء الاول

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 655 - 2003 / 11 / 17 - 04:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بعد تحول الدعوة الاسلامية عند ظهورها عام 609 م من المعارضة واستلامها السلطة السياسية بفتح مكة سنة ثمان هجرية واعلان دولة المدينة ، ظهرت الحاجة الى اعادة تشكيل( الايديولوجيةالسياسية) لتمثل بشكل اكبر المصالح الطبقية والقومية للفئات الحاكمة في الجزيرة العربية والدولة الاسلامية المترامية الاطراف لاحقا ،وبهيكلة جديدة لايديولوجية تمتلك قدرة كبيرة ومرونة عجيبة في تحويل مساراتها رغم ثبات جوهرها الطبقي والقومي ، فبدأت قراءات جديدة للنص والحدث التاريخي بل ظهرت الحاجة الى مصدر ثالث بعد القران والسنة كمحدد للسلوك ومصدر للتشريع وهو مايعرف في التاريخ الاسلامي بسنة الشيخين الذي رفضه الامام علي كشرط للالتزام به لتوليه الخلافة ، وكانت سنة الشيخين ( ابو بكر وعمر بن خطاب ) تمثل المصالح الطبقية للاغنياء والشوفينية للفئات العربية الحاكمة ورفض امام اليسار الاسلامي الامام علي لسنة الشيخين يفسر ارتباط الفقراء والمعدمين والشعوب الغير عربية بشيعته .
وعملية التحول الى اقصى اليمين والاشد عنصرية في كل فترات الحكم الاسلامي بأستثناء حكم الامام علي وعمر بن عبد العزيز لم تكن مرتبطة ببدايات حكم الخلافة بعد وفاة الرسول كما يفسرها الشيعة بل ان بروسترويكا ابو بكر وعمر استند على الارث الكبير الذي ورثوه من السيرة النبوية والحديث النبوي فقضية اخذ الجزية من قبل الرسول من فرس البحرين بحجة امتلاكهم شبيه كتاب ، وتوزيع الغنائم في الجعرانة واعطاءه الخمس  لرموز اليمين واعداء الاسلام ابي سفيان وابنه الذي يلعب لاحقا دورا دمويا وقذرا في التاريخ الاسلامي معاوية ابن ابي سفيان واعتراض العرب على محمد واتهامه بالقبلية وعدم العدالة و منهم ذي الخويصرة التميمي (السيرة النبوية 3/ 493) وتتويجه لهذه السياسات بقوله المشهور بعد فتح مكة ( من دخل بيت ابي سفيان فهو امن ) ،  و قد اتخذت السياسات في بدايات الدعوة الاسلامية وتثبيت دولة المدينة اتجاهين 
1 – قمع المعارضة الداخلية بربط جهاز الدولة بالدين وما ينتج عن ذلك من اعتبار معارضة الدولة خروج عن  الدين ومن ثم تطبيق احكام الردة والتكفير والزندقة
2 – عمليات شراء الذمم ورشوة فئات كبيرة من الناس  من خلال توزيع الغنائم والسبايا والجزية والخراج الذي الاسلام بنصوص قرانية واحاديث وسيير نبوية
ومع توسع الدولة الاسلامية نتيجة الفتوحات المقترنة بالقمع عدا تجربة اليمن الذي شهد لاحقا احداث دموية عرف بحروب الردة في التاريخ الاسلامي ظهرت الحاجة الى اذكاء النزعة الشوفينية واحتقار غير العرب ، ونجحت هذه السياسة بشكل كبير لاستنادهاعلى الارث الذي تركه الرسول من خلال تشويه الهوية القومية لغير العرب بل الغائهم من خلال تعريفه اللغوي للقومية عن ابو هريرة قال رسول الله ( من تكلم العربية فهو عربي ) ( كنز العمال ج7 ص46 وتهذيب تاريخ دمشق ج6 ص200 وحياة الصحابة ج2  ص523 وقوله ( ايها الناس  ، ان الرب واحد والاب واحد وليست العربية باحدكم من اب ولا ام وانما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي ) وحين تطبيق هذا التعريف على اميركا الاتينية وافريقيا تصبح كل قارة اميركا الاتينية عدا البرازيل اسبانا ويصبح الافارقة اما اسبان او فرنسيين او انكليز ، ولم ينطلق الرسول من نزعات عنصرية فقط بتعريفه اللغوي بل كان للدور الكبير الذي لعبه اللغة في الحياة العربية قبل الاسلام وثبتهالاسلام بما بعرف بالمعجزة اللغوية للقران دورا في صياغة هذا التعريف ، وقد غالى الخليفة الثاني عمر بن خطاب حينما ربط السلوك البشري باللغة وبصياغة شوفينية يقول ( تعلموا العربية فانها تزيد من المرؤة) ( ربيع الابرار ج1 ص 796 وتاريخ جرجان  ص486 واقتضاء الصراط المستقيم ص205 ومصنف ابن تيمية ص 206 ) وقوله ( ان ابغض الكلام الى الله الفارسية ) ( لسان الميزان ج1 ص 406 وميزان الاعتدال ج 1 ص 230 وقوله ( من تكلم الفارسية خب ومن خب ذهبت مرؤته ) ان هذا التوجه ليس غربيا في بيئة نشأ فيها وسبقة الرسول بقوله (لاتسبوا قريشا ولاتبغضوا العرب ولاتضربوا الموالى ولاتساكنوا الانباط ولاتناكحوا الخوز فان لهم اصولا تدعو الى غير الوفاء ) ( تاريخ اصفهان ص 366 )
 ان لمخلفات مجتمع الذكورة( الجاهلية) الذي عاشه الجيل الاول من الخلفاء وما قام بتثبيته الدين الجديد كان له تاثيرا كبيرا في سلوكهم وقراراتهم وما رفض سلمان الفارسي ان يأم جماعة من المسلمين بقوله ( لانؤمكم ولاننكح نساءكم ان الله هدانا بكم ) رغم ان الذي أم الجماعة اتم الصلاة مع ان اللازم هو القصر لانهم مسافرين (مجمع الزوائد ج4 ص 275 وحياة الصحابة ج2 ص 754 ونفس الرحمان ص 141  ان رفضه كان بالاعتماد علىاحداث تاريخية واحاديث نبوية سردها سلمان  (نهانا رسول الله ص ان ننكح نساء العرب ) (مجمع الزوائد ج4 ص275 عن الطبري
ان هذا الموقف ليس غريبا عن مجتمع ذكوري الغى كل مايتعلق بالمرأة عدا تاء التانيث الساكنة فحتى وجودها في اللغة كانت ساكنة وهذا ما يتناقض مع الحياة الانسانية

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات