أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - طلعت يعقوب الظل العالي















المزيد.....

طلعت يعقوب الظل العالي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 655 - 2003 / 11 / 17 - 04:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لعل قناة الجزيرة الفضائية كرمت القائد الشهيد طلعت يعقوب في ذكرى رحيله من حيث لا تدري، فبعرضها برنامج زيارة خاصة عن المناضل النموذج عميد الأسرى العرب في سجون الصهاينة سمير القنطار، تكون قدمت بعضا من الحقائق والوقائع للذين يجهلون الحقيقة،هذه المغيبة أو الغائبة عن الناس.

 

 أن تكرار بعض وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية أن سمير نفذ عمليته ضمن مجموعة تابعة لجبهة التحرير الفلسطينية بقيادة أبو العباس، يكاد يكون خطأ مفتعل، لأن سمير ورفاقه نفذوا عمليتهم سنة 1979 يوم كان قائد الجبهة الراحل طلعت يعقوب، صديقي الوفي ورفيقي الأبي، في هذه الأخطاء الكبيرة وهنا بالضبط يكمن الإجحاف و عدم المعرفة بالحقائق، لأن الجبهة المذكورة ، جبهة سمير القنطار ورفاقه عبد المجيد اصلان والمؤيد والأبرص، وكل شهداءها من خالد الأمين الى أبو كفاح فهد وابو العمرين فؤاد وسعيد اليوسف وعبد حمد وحاتم حجير وعبد الستار ومحمد يونس وأبو الفداء وأبو سعدو وأبو خلدون وأبو شاكر وأبطال الخالصة وأم العقارب والزيب والقدس وبرختا والمطلة وباقي العمليات المميزة التي قامت بها وحدات هذه الجبهة ، هذا التنظيم الصغير ، المجهول القائد والتضحيات،فهؤلاء كلهم كانوا تحت قيادة الشهيد الراحل طلعت يعقوب، هذا الرجل الذي كان رجلا يعمل في الظل، يرفض الكاميرا والإعلام والتصنع والنجومية، بعكس قادة المصادفة الذين سادوا في الساحة الفلسطينية في الخارج ولازال بعضهم يسود في الداخل.

 

هذه الجبهة لم تكن جبهة السيد ابو العباس ولا هي جماعته كما يحلو للبعض القول، لأنها كانت تنظيما فلسطينيا يؤمن بالعمل من أجل حرية فلسطين بكل الأساليب الممكنة،وقد قدمت مئات الشهداء والجرحى وعشرات الأسرى في مراحل النضال الطويلة، وليس سمير القنطار سوى واحدة من الحالات المنيرة التي أنجبها هذا الفصيل الصغير،ولعل هذه الحالة جاءت لتحجب ظلام بعض الوصوليين من قادة المصادفة الذي شقوا جبهة التحرير الفلسطينية والتحقوا بمصالحهم المادية والاقتصادية، فوجدوا الملاذ الآمن عند القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية، تلك القيادة التي كانت عاملا رئيسيا في شق كل التنظيمات الفلسطينية تقريبا، كل هذا من أجل بقاءها مهيمنة ومسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية ومواردها ومصادر قوتها ووجودها.

 

يوم اعلان الدولة الفلسطينية في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 17-11-1988، توفي الراحل طلعت يعقوب نتيجة نوبة قلبية حادة ألمت به، وبوفاته طويت صفحة الرجل بصمت ودون ضجة كبيرة،مما يعني أن الرجل عاد كما جاء بصمت وجلل،لكن الذين عادوه وانفصلوا عنه وحاربوه بلقمة العيش واستولوا على اسم التنظيم بمساعدة أموال الأنظمة و المتنفذين، لم يحترموا التاريخ بل منهم من زوره ومن لازال يقوم بتزويره.

 

 يتجاهلون دور طلعت يعقوب و منهم من يعطي للقارئ انطباع أن طلعت يعقوب وأبو العباس كانا بنفس المرتبة وبنفس الوظيفة، هذا كلام مقصود به تغييب الحقيقة وتجهيل القارئ، لأن طلعت يعقوب كان الأمين العام المنتخب للجبهة منذ تأسيسها وحتى وفاته، بينما أبو العباس كان عضوا في المكتب السياسي ونائبا للأمين العام، لكنه وبعد انشقاقه عقد مؤتمرا غير شرعي في تونس بمساعدة زعماء حركة فتح والقيادة المهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية، وتم تنصيبه أمينا عاما على الذين انشقوا معه، وقد ساهمت جهات عدة في تلميع جناحه المنشق لأسباب وأخرى.

 

لقد كان طلعت يعقوب مناضلا فوق العادة، رجلا يعمل في الظل، يعيش حياته لأجل قضية فلسطين وقضايا التحرر،لم يفكر بغير المصلحة العامة والمصلحة الوطنية، بقي نظيفا وعفيفا حتى مماته،لم يمد يده على أملاك الشعب والقضية، لم يقبل أية مساعدة مشروطة من الأنظمة لعربية والقيادة المتنفذة الفلسطينية،لذا عندما توفي فجأة لم تجد زوجته وأولاده مكانا يأويهم سوى بيت عائلته، لم يكن من الذين يفكرون سوى بكيف يعمل لأجل فلسطين،كان قاسيا على القريبين منه، متقشفا في حياته حد الالتصاق بالجوع والدخول في عوالم جوع أهل الخبز الحافي للكاتب المغربي الذي رحل يوم أمس محمد شكري.

 

إنه فعلا زمن الأخطاء ، زمن ألا عدل والنفاق باسم القضايا الكبرى، يموت الأوفياء جياعا لأنهم يؤمنون بالفكرة القدسية، ويبقى الذين لا إيمان فيهم ولا مكان للمقدسات والمحرمات،هذه هي سنة التجربة في زمن المصادفات.

 

ماذا نقول للصديق والرفيق ابو يعقوب في ذكرى رحيله ؟

 

نقول أن شعبك الفلسطيني لازال على العهد لشهدائه، مصنعاً للشهداء والتضحيات، يعطي ولا يبخل، لكن تنقصه القيادة التي تستحق كل هذا العطاء وكل تلك التضحيات.

 

نقول أن الوجوه التي كنت تعرفها،منها من لازال كما عرفته، يفكر بنفسه أكثر مما يفكر بشعبه ووطنه وقضيته، هذا بالإضافة لما استجد من وجوه أفرزتها صفقة أوسلو الغبية، فلدينا الآن لصوص من أصحاب المواهب الحديثة، وآخرين جددوا مواهبهم القديمة.

 

نقول أن فلسطين لازالت محتلة رغم وجود سلطة وطنية ذات أجهزة وسجون وشرطة ووزارات من كل الأشكال والألوان، ونضيف كذلك أن أمريكا أصبحت تحتل العراق العربي، حيث نار المقاومة تشتعل كأنها نار جهنم على جيوش الاحتلال في أرض السواد بلاد الرشيد والسندباد، لتشكل مع مقاومة شعب فلسطين وصمود مقاومة شعب لبنان رأس حربة مقاومة الأمة العربية.

 

نقول أن الدول العربية استسلمت للحالة التي وجدت نفسها فيها بسبب تبدل العالم وتغير أساليب الحياة على كوكب الأرض، فقد تغيرت الدنيا وتبدلت الحياة، لكن وطننا العربي لازال بلا تغير وبلا تبديل، كأنه مصمم على البقاء في عالم ما قبل التغيير والتبديل.

 

نقول لأبي يعقوب الراحل أن رفيقه الأسير الجليل سمير القنطار قائد عملية جمال عبد الناصر في نهاريا، حيث كانت مهمته التي أوكلتموه بها خطف عالم الذرة الصهيوني أهرون، أصبح قاب قوسين من باب الحرية الواسع، لكن تعنت شارون أوقف تلك الصفقة في آخر الطريق ،مما ألزم ردا مقاوما واضحا جاء  على لسان زعيم المقاومة، حرية سمير ليست للمساومة، حرية سمير من حرية الآخرين ومثله مثل الديراوي وعبيد وياسين، ولا تبادل بدون العميد سمير، وسمير يا أبا يعقوب لازال كما عهدته رجلاً أقوى من السجن والسجان، واصلب من زرد الحديد، يحافظ على مواقفه المبدئية واتزانه العقائدي، فسمير أيها الراحل العزيز أصبح قضية وطنية وقومية وعالمية،أصبح هكذا لأنه فعلا هكذا...

 

هذه هي الظواهر المشرفة والرموز الجليلة التي أنجبتها تجربة رجال ونساء من كل البلاد العربية، جربوا أن يشيدوا موقعا ديمقراطيا عربيا حضاريا في زمن الجوع والخبز الحافي والتجويع والحصار وقطع الأرزاق والأعناق، في زمن الأغلاط والأخطاء وقادة المصادفة الذين سلبوا أموال شعبنا الفلسطيني وهربوا عندما اشتدت المعركة وتطلب الأمر المزيد من التضحيات.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية و سلاح معاداة السامية
- العداء للحجاب حالة عنصرية
- استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟
- حنان عشراوي
- رب صدفة خير من ألف ميعاد ...
- إحنا بتوع الأوتوبيس !
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة
- مدارات الحمير
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - طلعت يعقوب الظل العالي