|
المجلس الوطني السوري اقلاع في الزمن المفقود
احسان طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تاريخيا ترتبط القضايا الكبرى بأفراد ينتصرون لها و يؤمنون بها يبذلون جهودهم و إمكاناتهم لتحقيق الغايات و الوصول إلى النتائج المرجوة حيث تترجم الأفكار و المبادئ إلى واقع ملموس يترك مفاعيل و آثار واضحة على بنية و مسيرة العمل الجماعي ، من هنا جاءت أهمية جدلية الاجتهاد الفردي و التفاعل الذاتي مع الحراك الموضوعي الجمعي ، و لولا تضافر مجموعة من الجهود و النشاطات و الاجتهادات الفردية و التي تصب في بوتقة العمل الجماعي لما تحقق العديد من أشكال الفعل المشترك بين عديد المجموعات المتآلفة حول ثلة من القيم و المبادئ . إنها وقفة للتأكيد على عظيم الأثر للمبادرات و الإبداعات الفردية في صميم النشاط و الحراك الجماعي . وتقديم الشكر الجزيل لكل من ساهم و ساعد و دعم و أيد انعقاد المجلس الوطني الأول لإتلاف إعلان دمشق . خلال الأشهر القليلة السابقة لانعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق تم التحضير له عبر سلسلة طويلة و معقدة من الجهود المضنية و الاجتماعات المفتوحة و و المغلقة و الحوارات و اللقاءات المتتالية عبر كافة أنحاء المحافظات السورية . و لقد أسفرت تلك التحضيرات البالغة الأهمية عن الوصول إلى الهدف المنشود و المتمثل في عقد المجلس الوطني الأول لإتلاف إعلان دمشق بصورة تمثيلية فريدة التقى في إطارها الطيف الأكثر إقناعا في نقل الفسيفساء السورية الجميلة داخل الحلقة المفتوحة لأول تجمع و طني سوري من نوعه منذ ما يقرب النصف قرن و لعل الصفة الأبرز هنا إلى جانب التعدد و التنوع و الاختلاف هي القناعة الحقيقية بضرورة التغير وفق الآليات و التصورات التي تم اعتمادها في الوثائق الصادرة عن المجلس . لقد كانت العقلانية و الحراك العملي المدروس في التحضير الدءوب الذي تم خلاله تكثيف الجهود للوصول إلى أوراق توافقية مشتركة تستحوذ على رضا ودعم جميع القوى و التكتلات و التحالفات المنضوية تحت إعلان دمشق عاملا حاسما في انجاز كامل المهام و الواجبات المناطة بالمجلس ، حيث استطاع الحضور مناقشة الوثائق و تقديم الاقتراحات و التعديلات التي حظيت في غالب الأحيان بأغلبية الحاضرين عبر التصويت و في أحايين أخرى بالتوافق و ذلك على الرغم من حرص الكثيرين بالسير في العمل و الممارسة الديمقراطية نحو مستويات عالية تتجاوز قاعدة التوافق الديمقراطية , لقد كانت الإرادة القوية من قبل الجميع في تحقيق المطلوب و إتمام المراد متوفرة و حاضرة أسفرت عنها النهاية الأفضل في ختام أعمال المجلس . لقد كان التنسيق و الترتيب التجهيز المسبق لكافة لوازم النجاح محققا من إعداد للمكان و مستلزمات الحضور و اللوائح الاسمية و الجداول المطبوعة و توزع الواجبات بطريقة أزالت العقبات المتوقعة و مهدت المطبات التي تنجم عادة على طريق العمل الجماعي . لقد أتاح حس المسؤولية العالي الذي تحلى به جميع المشاركين و المساهمين فرصة كبيرة لاستمرار اللقاء وإنهائه بنجاح رفيع المستوى فاق الحدود الدنيا المرتقبة ، إذ تجلت تلك المسؤولية في الإدارة المتميزة للاجتماع التي تولاها رئيس المجلس المنتخب و نائباه و أمينا السر و عبر المساهمات الكثيفة و المشاركات القيمة التي اتسمت بالعمق الفكري و الخبرة السياسية في ظل ممارسة ديمقراطية و شفافية عالية ندر اعتمادها أو تطبيقها خلال مسيرة العمل السياسي المعارض ، مما يشير إلى تقدم و تطور ايجابي واضح في طرائق و أساليب الحراك الجماعي للمجتمعات السورية وذلك على قاعدة التنوع و التعدد و التباين المشكل لبنية المشارب و الانتماءات التي جاء منها الأعضاء العتيدون
للمجلس المنعقد . و الجدير بالتوقف و التدقيق زيادة و تنامي أشرك و اشتراك التيارات التجديدية و التنويرية و الإصلاحية من كافة الأيديولوجيات الدينية و القومية و اليسارية و الليبرالية مع ذلك الحشد من القوى المستقلة الفاعلة و المؤثرة في ثنايا و تضاعيف البنية الحيوية للشعب السوري ، في الفعل السياسي و الثقافي و المدني .و هذا في حد ذاته أمر في غاية الأهمية على صعيد إعادة السياسة إلى الناس و إشراك المجتمع المدني بالسياسة و الإنتاج الثقافي ، حيث كان ذلك و مازال مطلبا حيويا في أية مسيرة تغيرية تعول عليها الشعوب الحديثة عبر تاريخها المعاصر إن اختلاف التوجهات و التطلعات و الطرق و الوسائل و الانتماءات لم تتسبب في إعاقة العمل أو توقفه بل لعلها أثبتت أن العمل التغيري الديمقراطي الوطني كفيل بالإحاطة و ضم الرايات و الشعارات في السعي من أجل إقامة دولة الحق و القانون تحت ظل دستور مدني يكون الأساس لعقد اجتماعي بين الدولة و المواطن يكفل حقه في الحرية و العدالة و المساواة و المشاركة و يضمن الحفاظ على مصالح الوطن العليا . لقد جاءت الآليات الديمقراطية التي حظيت بالأغلبية الساحقة عبر التصويت و تلك التي تم التوافق عليها لتضمن تنظيم و ترسيخ قواعد إجرائية للعمل الحالي و المستقبلي تكفل استمرار و نجاح الفعل الديمقراطي داخل مكاتب و هيئات ولجان إعلان دمشق بطريقة تضمن تداول المهام و الواجبات و مراكز قيادة العمل .
#احسان_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجريمة الاجتماعية المبررة لخير الأمم
-
التطرف الديني و الإسلام السياسي : الجزء السادس
-
الخبز اليابس
-
حقيقة التقارب بين المذاهب
-
صرخة للنجدة و لفت النظر نحو الحقوق الإنسانية و المدنية للطفل
...
-
محاولة لفهم ما يجري
-
على باب االجنّة
-
وجهة نظر في ابن تيمية
-
قراءة لخطاب حسن نصر الله
-
!الاستبداد و تمكين القاعدة
-
مستويات من الأصولية
-
نقد المشروع الليبرالي العربي
-
أحيانا عقوبة الزواج غير المتكافىء القتل
-
الاستعلاء و تغير الآخر معوقات لحوار الحضارات
-
الاجتهاد الفردي محفز للإصلاح و التغيير
-
زواج أم اغتصاب
-
الأصولية تطيح بأحلام الديمقراطية
-
الوعود المقدسة و السلام الراحل
-
الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليو
...
-
مرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
المزيد.....
-
ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت
...
-
مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
-
غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا
...
-
سلوان موميكا.. مقتل حارق القرآن في بث مباشر على تيك توك في ا
...
-
هل تمكّنت إسرائيل من إضعاف حماس عسكرياً؟
-
كيف استطاع أحمد الشرع أن يصل إلى رئاسة سوريا؟
-
من دمشق.. أمير قطر يدعو لحكومة -تمثل جميع الأطياف- في سوريا
...
-
ترامب: ليس هناك ناجون في حادثة تحطم الطائرتين فوق مطار ريغان
...
-
بن غفير: إطلاق سراح الرشق والزبيدي شهادة على الاستسلام ويجب
...
-
حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرج عنهم تغادر سجن عوفر الإسرائي
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|