وما زال الطريق طويلا ً

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 10:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

منذ ان تعرفت على الحزب الشيوعي العراقي وانا ابحث عن تاريخه وأقرء ظروف نشأته واقف مشدوها بزهو لعفة قادته , بل انني ومعي زملاء ورفاق كثيرون كنا نتطلع الى لقاء أحدهم لنتعلم منهم ماهو السبيل الى الناس ؟ وكيف هي دروب المعرفة ؟ وماهو سر الحزب الشيوعي العراقي على البقاء والثبات رغم التحريم والمؤمرات عليه من الداخل والخارج لحد الحكم على المنتمي اليه بالموت ؟
لقد تعرفت على جريدة إتحاد الشعب* في نهاية الخمسينات حيث كان يرسلني صاحب العمل الذي كنت اعمل فيه في العطلة الصيفية لشرائها له من المكتبة الواقعة في شارع العباس ... و قرأت طريق الشعب ** السرية في الستينات ومنها تعلمت ألف باء حب الناس والوطن وهو ما دفعني منذ تلك اللحظة لأن أتفرس النظر بغية إكتشاف التأريخ في شوارع وأزقة وجدران الحارة ومجالس العزاء الحسينية ومنابرها وأكواخ وصرائف الفقراء وبيوتهم الطينية , وطيبة وشجاعة العباءة العراقية وهي تنقل أسمى ما أوجده العراقيون حيث بادر نفر شجعان لأصدار نداء فيه طعم العدالة الأجتماعية ومحاربة الطغيان ورفض المحتل أيا ً كان لونه .
ورغم الأشارات المبعثرة هنا وهناك عن تأريخ الحزب الشيوعي العراقي وقادته ومناضليه ألا ان هذا لم يكن كافيا ً وأهمية ومجد هذا التطلع الذي سعى اليه الشيوعيين حيث الغد الواعد بالأمل للجميع , ومن هنا كان لهفي كبيرا ً للقاء التأريخ الحافل بهم من خلال المؤلف القيم والمهم للباحث والأستاذ حنا بطاطو ( الطبقات الأجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق ) فلقد عشت زمنا أرنو الى قراءة ماخفي عن مجد العمال والفلاحين , وانه لزمن أعتكفت فيه ردحا حيث خلوت مع ما كتبه الباحث الجليل وكان ذلك في بداية التسعينات من القرن العشرين , حيث حصلت على الأجزاء من مكتبةٍ في لندن .
ويوم تناهى الى مسمعي خبر مؤَلف جديد ( عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ) يكتبه الرفيق ( عزيز سباهي ) عراقي وشيوعي في آن واحد يبحث في تأريخ الحزب الشيوعي العراقي رحت اتوسل الحصول عليها وهكذا كتبت اسمي مع غيري في قائمة المريدين على ان نستلم المؤلفات , ولكن ؟؟؟؟؟!!!!! وكان ذلك بعد سقوط الدكتاتورية البعثية في العراق .
وعلى أية حال يبقى لمكتبة البيت الثقافي العراقي في مدينة غوتبرغ ـ السويد الفضل في إشاعتها لنا ولي شخصيا حيث جددت الأعتكاف للقراءة وليس أمامي إلا الزهو والتقدير والعرفان ليس للجهود الذي بذلت من اجل كتابة التأريخ فقط وأنما للشجاعة والكرم والمرؤة التي تحلى بها الشيوعي العراقي على مر العصور , ولا تأريخ بلا وثائق والحزب الشيوعي العراقي دون غيره يفحص وبشكل رصين موقفه زد على هذا خروجه من قمقم ووحدانية التفكير بالنيابة وجنوحه الى الشفافية والعلنية وفي هذا الظرف الدقيق تحديدا .
ومن هنا ادعو مخلصا جميع الناس وأولهم الشيوعييات والشيوعيين وأصدقائهم قراءة الأجزاء الثلاثة (( عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ـ عزيز سباهي )) للتأكد من نظارة وجدية التأريخ وأنحيازه لجانب المعدمين فلقد وجدت انا شخصيا في هذه القراءة الشئ الكثير فلقد وجدت الحسين بن علي بن أبي طالب كما وجدت الحجاج بن يوسف الثقفي ووجدت القائد الشيوعي يوسف سلمان يوسف ( فهد ) يذود عن الحسين ومبادئه في كربلاء حيث يذكر شقيق فهد الأكبر داود سلمان ان اخوه شارك شخصيا في مؤتمر كربلاء الذي انعقد لتدارس احوال العراق في أوائل العشرينات ــ الجزء الأول ص 126
كما انني كرهت ومقت اسماء ومواقف منذ التأسيس في 31 آذار 1934 أجدني ممتنا لمن عد في قائمة الجنود المجهولين لهذا السفر الميمون والأهم من هذا وذاك تشكلت لي في هذه القراءة أعادة نظر وتمييزاً لمحكمةٍ لمجاميع جاروا على الحزب والناس والوطن عبر إنفرادية مفرطة وفتوى خاوية وثقافة هشة , ولنا في التأريخ عبرة وهذا هو المهم ويقينا ان الطريق ما زال طويلاً وشاقا ً ويحتاج الى رفقة مخلصة تتحلى بالتلمذة والتواضع ونكران الذات ....

الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــ
* اتحاد الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي عام 1959
** طريق الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي السرية في الستينات ومن ثم العلنية في السبعينات ولازالت تغذ السير في طريقها المدلهم في العقبات

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات