أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبوعبيد - تفكير مثل الرصاصة














المزيد.....

تفكير مثل الرصاصة


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من خلال القناعات واعتناق الأفكار المهيمنة على العقل العربي عموماً ، بالمقدور اكتشاف نمطية التفكير السائدة . يمكن تشبيه طريقة التفكير عندنا بالرصاصة ، ليس لقوتها الخارقة في خرق الحديد ومعادن أخرى – وإن كانت هي الأماني -، ولكن نظرا لمسارها المحدد الذي يقرره الضاغط على زناد السلاح المنطلقة منه . فكما لا تتأرجح هذه الرصاصة يميناً ولا يساراً، فإن فيزياء الكثير من العقول العربية تعمل طبقا لفيزياء انطلاقة الرصاصة، بدلاً من أن تكون هذه العقول مثل الكيمياء المتفاعلة مع الأشياء والأفكار من حولها .

لفظة التفكير في هذا المقام هي مجازية ، لأن التفكير يقتضي السؤال والتساؤل، والتفكر والبحث والحوار الحضاري القابل للأخذ والعطاء، وبناء الرأي وفقاً لما يصل إليه من نتائج بعد هذا الحراك العقلي، ولا يقتضي الركون إلى ما يرثه المرء من قناعات واعتناقات بشكل تلقائي من جيل إلى جيل كما لو كانت المسألة مثل السلك الموصل للتيار الكهربائي . فلا يفكرمن يرضى أن تُحدَد له قناعاته سلفاً من قبل السلف، وكالسلك يوصلها إلى الخلف ، ولا يعمل عقله من يقبل أن يُفصّل له حجم وشكل اعتناق الأفكار. على هذا الأساس، فإن التبلد، وليس التفكير، هو السمة المسيطرة على العقل العربي بالعموم، إلا من رحم ربي .
ولأن هذه هي السمة المسيطرة، يمسي الإتيان برأي مغاير لما هو سائد بمثابة زندقة وهرطقة وقد يصبح الأمر كفراً لا فكراً لدى المتبلدين عقلياً . فأبواب النقاش غالباً موصدة في وجه من يريد النقاش حتى لو تسلّح بالحجج والقرائن التي من شأنها أن تؤسس لنشاط عقلي وحركة فكرية جديدة صفتها العامة إعادة صياغة الأفكار والآراء، أو على الأقل تقبل من يشاء الانسلاخ عن قناعات السابقين والحاليين، ويكوّن لنفسه فكره الخاص.


مثلما هناك آباء يفرضون أزواجاً على بناتهم، ويحددون مسار حياتهن، فإن الكثير من الأولياء يفرضون آراءهم على المُوَلّى عليهم بغير وجه حق ،حيث لا حق في أن يكون هناك والٍ يفرض الآراء والقناعات . هذه الآفة تنتقل عدواها بين الجنسين ومن مختلف الأعمار . قد يتقاسم ابن السبعين عاماً مع ابن العشرين رأيا مفصلاً حسب الطلب ورغبة الغير، أو طبقاً للعادات والتقاليد . وقد تلتقي قناعة امرأة مع إيمان رجل في أن الأنثى لم تخلق إلا لخدمة الرجل وطاعته، وقد يتفق العموم على أن ما ورثوه من ممنوع يظل ممنوعاً، وما وصل إليهم من جائز يظل جائزاً من دون أي اعتبار لقياس التقادم، والحداثة في الفكر والسلوك ونمط الحياة . كل ذلك لأن ما اصطلح عليه مجازاً " التفكير " هو مثل مسار الرصاصة .

العقل العربي يعمل، إذنْ، كما لو كان فصلاً من علم فيزياء الحركة أو قوانين الكهرباء . ليته انشغل في مثل هذه العلوم ولم يكن مجرد فصل أو معادلة منها .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبوعبيد - تفكير مثل الرصاصة