سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي
(Silvan Saydo)
الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 07:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل حصول النجم البرازيلي ونادي ميلان الايطالي "كاكا" يوم الأحد على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية الذائعة الصيت كأحسن لا عب في أروربا، هي في الحقيقة استفتاء على مصير هذه الجائزة بكل معنى الكلمة. فحاشية المجلة استطاعت أن تحشد من كل إنحاء العالم من بعض مدربين ورؤوساء الاندية العملاقة، لمواصلة ما تريد أن تفعله، ومصير الجائزة هذا العام والعام المنصرم تبرهن على ذلك.
إذ لم يكن بإمكان أي لاعب الدخول حلبة المنافسة هذه الجائزة، ما لم يقدم نكهة الكرة الحديثة سواء مع منتخب بلاده أو النادي الذي يلعب فيه وإن لم يحققوا حصد الألقاب. وبدلا من ذلك تم تهميش مثل هولاء اللاعبين الذين باتوا لا يناسبون الفيفا وسياستها المالية والمالية والمالية. كما تم استبعاد كل صوت يتوافق مع القيم الكروية ومتعتها، وإن كان جرى ذلك بشكل غير مباشر. إضافة إلى ذلك فإن الأمر سيان إن حدث تلاعب بنتائج الترشيح.. إن منح جائزة بهذه المعايير لا يترك المجال للمتعة. وجهت الدعوة للكبار اللاعبين ليكونوا شهداء على كيفية منح جائزة أفضل لاعب في العالم.
وإن استدعاء لاعبين كريستيان رونالدو وليونيل ميسي النجمان البارعان ما هو إلا إطار أو خلفية لتسويق وترميم ما عبث به الفيفا العام الماضي عندما منح هذه جائزة الكرة الذهبية لمدافع منتخب ايطاليا ونادي ريال مدريد "كنافارو" على الرغم من عدم مساهمته في منح منتب بلاده إحراز لقب بطل العالم، بقدر ما ساهم به زميله في المنتخب الحارس العنكبوتي "بوفون" على أقل التقدير. وهذا العام حيث لم أقلل من شأن وعلو قدم اللاعب "كاكا" إلا أنّ ثمة من الاسماء ممن ساهموا بصورة مباشرة على نيل أنديتهم ومنتخباتهم في أغلى البطولات وأقواها، كمواطنه "روبينهو" الذي حصد ريال المدريد بجهوده بطولة "لاليغا" وكأس أمم أمريكا اللاتينية من خلال أهدافه الستة.
وكنا نتابع بشغف إن "لفيفا" الاتحاد الدولي للكرة القدم أنه ربما يمضي هذه السنة في منح جوائزها إلى تصحيح ما أفسدنه العام المنقضي، وذلك بان يحتكم إلى المعايير التي طالما عمل بها خلال السنوات الـ 51 الماضية، والذي بلغ بها كل حق لذي حقه. الفيفا اليوم لم يعد مؤسسة رياضية شعارها تحقيق السلام وتبادل الثقافات بين الشعوب وأمم العالم، لآنه بات يقف على عتبة العودة إلى سياسة الشركات الراعية له الخاصة والعابرة للقارات، القائمة على كسب الأرباح وطموح تلك الشركات التي ترعاه وتقديم مصالحها على مصالح الإنسان العادي.
#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)
Silvan_Saydo#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟