أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي جاسم - تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلية-















المزيد.....


تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلية-


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 10:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل ايام تناولت وسائل الاعلام خبر مقتل احد عشر فرد من عائلة الصحفي ضياء الكواز رئيس تحرير شبكة اخبار العراق المقيم حالياً في عمان، وجاء في الخبر ان مجموعة مسلحة تقلهم مركبتين حكوميتين اقتحمت منزل الكواز في منطقة الشعب في بغداد وقتلت افراد عائلته ، وفي لقاءات متعددة في وسائل الاعلام حاول الكواز ان يلصق التهمة في الحكومة متهمها بالتقصير في حماية اسر الصحفيين.. وهذه الحادثة جعلت الكواز يتصدر مانشيتات الصحف المحلية والدولية اضافة الى القنوات الفضائية التي خصصت له مساحلة ليس بالقليلة فضلاً عن تعاطف وتضامن الشعب العراقي ومؤسسات المجتمع المدني معه وخصوصاً منظمة "مراسلون بلاحدود" الان كل تلك التضامنات والحملات الاعلامية انعكست بشكل سلبي على الكواز وتحولت الى شجب واستنكار شديدين ليس على المستوى المحلي فقط انما على المستوى الدولي بعد ان اتضح لدى الجميع زيف ادعائه وبطلان قصته الخيالية، لاسيما بعد ان عرضت القنوات الفضائية عائلة الكواز وهي تتحدث عن عدم تعرضها لاي مكروه او ضرر .
ان من ينظر الى الاسباب التي قادة الكواز لاطلاق مثل هكذا اشاعة من منظور اوسع ويضع تلك الاسباب ضمن دئرة التحليل والتمحيص يدرك مدى التزيف والتحريف الذي حاول الكواز من خلال الاعلام تمريره لتحقيق عدة اهداف بعضها ينسجم مع اجندات خارجية وبعضها الاخر لاهداف شخصية بحتة، ففي الوقت الذي تحول فيه الكواز الى اداة بيد الخصوم السياسيين للحكومة وللعملية السياسية في العراق من اجل تأليب الراي العام العراقي والعربي على الحكومة العراقية لانه يدرك ان أثارت مثل هكذا قضية وفي هذا الوقت تحديداً سينعكس بشكل سلبي على اداء الحكومة والقوات الامنية ويقلل من اهمية الاستقرار النسبي الحاصل في الوضع الامني ، ومن جانب اخر فان الكواز حاول ان يستقطب وسائل الاعلام ويستأثربعناوين نشراتها الاخبارية من خلال تسليط الضوء على شخصه لكسب الشهرة بطريقة ارى انها لاتتناسب مع رجل الاعلام الذي ينبغي ان يجعل من مهنيته وحرفيته قاعدة رصينة لشهرته وليس الطرق الملتوية ،والابماذا يمكن انة نفسر الاكذوبة الكبيرة التي اطقلها الكواز على نفسه مستغلاً وسائل الاعلام لتروج اشاعته لاسيما القنوات التي تنسجم مع تفكيره واهدافه المتعلقة بعرقلة العملية السياسية وايقاف عجلتها.
ان الاعلام وفق كل المقايس العلمية والاكاديمية والمهنية يعرف بانه سلاح ذو حديين فانه من جانب يمثل مراة تعكس مايحدث حولها من قضايا ومشاكل بكل موضوعية وحيادية دون تزييف او تحريف ،ومن جانب اخر يتحول الاعلام الى اداة للتزويق والانحياز عن طريق نقل المواضيع والاخبار الكاذبة والمحرفة متجاوزاً كافة الاعراف والضوابط الاعلامية ،ولكن يبقى الوجه الاول هو المنشود من العملية الاعلامية برمتها .
اضافة الى الازدواجية التي يعيشها الاعلام في تعامله مع الحدث فان ثمة عاملاً اخر يشترك مع صانع الخبر في رسم الاتجاه المراد تسير الخبر اليه وهذا العامل يتثمل بالمتلقي ومدى استيعابه لمضمون الرسالة الاعلامية ومدى تفاعله معها وهذه العملية تعرف بـ "رجع الصدى" لاسيما وان هناك من يخلط بين الخبر من المنظور الاعلامي وبين الاشاعة والدعاية من المنظور التكتيكي او السياسي .
ان المتلقي العراقي قد يُعذر في فهمه للرسالة الاعلامية لانه تعرض خلال اربعة عقود الى اعلام مركزي موجه لم يعرف خلالها سوى امتداح الدولة وتقديس رموزها بغض النظر عن سلبياتهم واخطائهم المتعددة لاسيما وان العراق عاش لسنوات طويلة تحت مفهوم "نظرية المؤامرة" التي جعلت الاستعداد النفسي لدى الفرد العراقي يصدق اية كاذبة اعلامية مفبركة ، وجعلت مخيلته تخلط بين كل تلك المفاهيم مما يصعب عليه فهم الرسالة الاعلامية وفك رموزها لانها تنتقلهُ من مرحلةِ الاستماع او قرأة الخبر وتكوين رأي واضح حوله الى مرحلة التسير نحو قبوله بشكلهِ المعروض والجاهزِ والذي صنع وفق توليفة دعائية تهدف الى استمالة المتلقي وحمله على قبول الخبر بصدقهِ وكذبهِ .
وبذلك يكون الخبر قد تعدى من مرحلتهِ الاعلام الى مرحلة الاشاعة اوالدعاية والاشاعة هي كل قضية أو عبارة أو موضوع مقدم للتصديق تتناقل من شخص إلى شخص اما الدعايةتهدف الى خلق فعل ما وتدفع الناس الى تقبل هذا الفعل وتصديقه وهذا ماحاول ضياء الكواز فعله من خلال بث الدعاية والاشاعة الى المتلقي مستعيناً بوسائل الاعلام في ترويج اشاعته والتي وجدت من الكواز مادة دسمة لصب حقدها على الحكومة العراقية ،بعضها بقصد والاخر دون قصد..
ان قضية ضياء الكواز جعلتنا نقف امام مسالة مهمة وخطيرة تتعلق بالوفضى الاعلامية الموجودة في الساحة العراق منذ اربعة اعوام، فالحرية المطلقة وعدم وجود قانون ينظم العمل الاعلامي ويضع اسسه وثوابته يجعل العملية الاعلامية مشتتة بين طبيعة فهمها لمضمون الرسالة الاعلامية وبين اهدافها وسط كل تلك المتغيرات السياسية والاجتماعية ، فالفوضى التي اصبحت احدى افرازات الحرية المطلقة جعلت الاعلام العراقي يدخل في اتونات ومتاهات متشعبة ابعدته عن الحرفية والمهنية والموضوعية واتجهت به نحو التحريف والتزييف ،وهذا ينطبق بطبيعة الحال على الكواز وغيره من الاعلاميين من الذين لم يستوعبوا المبادئ الاساسية للاعلام الحر ولم يهضموا مفرداته، والكلام ينطبق على المؤسسات الاعلامية بسياساتها وتوجهاتها والتي اخذت تعمل باجواء فوضوية غير خاضعة لضوابط ومعايير اعلامية واضحة بل انهالاتمتلك مبادئ التحصن الذاتي التي يجنبها الوقوع بالخطئ والزلل .
لذلك فان اجراءات الحكومة العراقية برفع مذكرة اعتقال حمراء بحق الكواز لاتكفي للتصدي لمثل هكذا مرض اعلامي ينخر بالوسائل الاعلامية العراقية برمتها لان الكواز ليس وحده الذي يتبع اسلوب التضليل والتزييف فهناك العشرات من الصحف والقنوات التلفزيونية ومئات الاعلاميين انتهجوا نفس اسلوب الكواز في التعامل مع الواقع العراقي بايجابياته وسلبياته ينبغي معالجتها وفق اسس علمية ومهنية تتناسب مع الوضع الراهن ،ونسخرالحرية الاعلامية الموجودة في نقل الحقيقة دون ميول واتجاهات ونبتعد عن الفوضى،ذلك لايتم الا بسن القوانيين والنظم التي تنظم العمل الاعلامي وفق مبدأ "لثواب والعقاب" بمعنى ان من يخطئ يُحاسب ويلقي العقاب الذي يتناسب مع خطئه وبمايحدده القانون لان ترك الاعلام العراقي بتلك الطريقة العشوائية تجعلنا نقف امام تحديات اكبر واخطر مما فعله الكواز ،ويفترض ان تلعب نقابة الصحفيين العراقيين دوراً فعالاً لوضع القوانين الاعلامية التي تنظم عمل المؤسسات الاعلامية في العراق لان الاخطاء الاعلامية الكبيرة التي حصلت عبر السنوات الماضية تتحمل نقابة الصحفيين جزء كبير منها لانها لم تعمل بشكل جدي في بلورة مشروع ينظم عمل المؤسسة الصحفية ولم تسهم بشكل فعال في تجاوزهذه الفوضى ولم تساعد الاعلاميين في تكوين اعلام عراقي حر غير مؤدلج بل انها حصرت عملها بمنح الاعتمادات الصحفية والتي اصبحت غطاء شرعي لكثير من المؤسسات الاعلامية التي لاتمتلك اية خبرة في مجال العمل الاعلامي .
لذلك فان على المعنيين في الشأن الاعلامي سواء على المستويين الرسمي وغير الرسمي ان يتحملوا مسؤولية وضع قانون ينظم العمل الاعلامي بشكل يتناسب مع عراق جديد لان بدون وضع هذا القانون فان الكواز لايتحمل وحده مسؤولية هذا الخطأ بل انها تقع على عاتق الجميع.



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح العراقية بين فكي الولايات المتحدة الامريكية وايران
- نصيحة الى رئيس الوزراء العراقي -اسرع في تحقيق المصالحة الوطن ...
- الاعلام العراقي وضرورة اعادة تطوير المؤسسة الاعلامية وفق اسس ...
- بعد فشل حكومة حماس اصبحت العلمانية مطلب اساسي لبناء دولة فلس ...
- تمديد بقاء الوجود الامريكي في العراق ينبغي الا يتم الابشروط ...
- الدورالمطلوب من الحكومة العراقية لتحسين المستوى المعيشي للمو ...
- الترحيب الكردي لتقسيم العراق قراراً متعجلاً ويحتاج الى اعادة ...
- الحوار المتمدن ..مشروعاً علمانياً ويسارياً يستحق منا الشكر و ...
- واشنطن ..أستراتيجية جديدة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول طائفية ...
- كسب الشرعية من الولايات المتحدة الامريكية يُخرج الديمقراطية ...
- الحوارمع البعثيين خرق دستوري يهدف الى ارضاء امريكا ودول المن ...
- بدون تحقيق العقد الاجتماعي في العراق لن تعود اواصر الاخوة بي ...
- قناة الشرقية انموذجاً للاعلام السياسي المشبوه والمزيف
- الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينص ...
- اسباب نشاة الارهاب في العراق ومصادر تمويله
- جبهة المعتدلين لان تتخطى التحديات والمصاعب التي تنتظرها دون ...
- رغد صدام و بنازير بوتو تطلعات وهمية لعودة السلطة الضائعة
- عراق الصراع والمصالحة تجربة جديدة للحوار المتمدن لدعم المصال ...
- الانظمة الدكتاتورية وجوه لعملة واحدة....النظام الليبي انموذج ...
- الديمقراطية في العراق تجربة تحتاج الى فهم وادراك وممارسة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي جاسم - تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلية-