لست بصدد تعداد فضائل امير المؤمنين ولاأشعر ان ذاك خفي على كل ذي بصيرة ولكني لازلت أتسائل مذ كنت صبيا عن هذا المدعو ابن ملجم المرادي
كيف استطاع وأي شر استدعى في تلك اللحظة ليغمد سيفه في ذاك الجسد الطاهر
الم يرى في ضوء ذلك القمر الرمضاني الوجه النوراني الذي
مر مهيبا بالقرب منه وهو يردد لعلها الليلة التي وعدني اياها رسول الله ثم مالذي أعمى بصيرته
كي لايرى نور النبوة في ذلك الوجه الم يسمع ماقاله الرسول أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
أي قوى خفية سارت به في تلك الليلة ليتم ما خطط له وكيف لي ان اصدق تلك الرواية الهزيلة
لتقنعني انهم ساووا بين علي ومعاوية وعمرو بن العاص الم يروا ان علي كان سيف الحق وان
الأمويين سيف التاجر الذي سرق الثورة من أصحابها وصارت بالنسبة له صفقة سيربح منها
وان هذا الدين لم يكن بالنسبة للآخرين سوى طريق الى السلطة بينما هو بالنسبة لعلي ثورة
الحق والنور والعدل ثورة لأجل المستضعفين والمضلومين . لم يكن صراع علي مع معاوية
صراع من اجل السلطة بل هو صراع الحق ضد الباطل ولو كان كذلك ماصمد معاوية يوما
امام امير المؤمنين . ان سيف المرادي في تلك الليلة كان الفعل الفصل في إنتصار الظلم حتى
يومنا هذا . لقد مهد سيف المرادي في تلك اللحظة لكل الكوارث التي حلت بالمسلمين وسمح
للتجار بالإستيلاء على مقدراتنا وذبحنا دون حق وما صرخة عمر بن عبد العزيز في الامويين
إلا محاولة للرجوع الى الدين الذي حرفه التجار ولكن هيهات فلقد تمكنوا ومكنوا وازاحوا عمر
وغيره الى الأبد . وماأحوجنا في هذه الذكرى الأليمة ان نمنع مرادي آخر يسرق الحلم منا