اللوغوس .. تطور المسيحية من بدعة الى ديانة

الحكيم الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 653 - 2003 / 11 / 15 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تعبير اللوغوس (الكلمة) لم يرد ذكره بتفصيل وتوسع الا فى انجيل يوحنا الموجه لأصحاب اللغة والثقافة اليونانية..هل  هذا صح ام لا ؟؟ اظنه صح ..

 اسباغ اللوغسية على عيسى/ يسوع جاء فى فترة لاحقة من مراحل تطور اللاهوت المسيحى كتعويض عن فشل التوقعات المجيئية الملتهبة ,التى اشعلت خيال وعواطف المسيحيين لأوائل, خاصةفى فترة دمار ومابعد دمار اورشليم على يد الرومان ..

لقد كان على المسيحية ان تطور نفسها والا اندثرت وان تتحول من شيعة بدعة (بحسب كلام سفر اعمال الرسل) تتوقع نهاية العالم الى ديانة يمكن ان تنسجم فى اطار الديانات المعتبرة فى ذلك الوقت, بالضبط ما حدث حنيفية محمد وتطورها من بدعة صغيرة مضطهدة فى مكة الى حركة سياسية عارمة اجتاحت جزيرة العرب بل نصف العالم المعروف انذاك
هذا التطور الذى عاشه اللاهوت المسيحى فى التحول من بدعة(سكت او كلت بالمصطلح الأنجليزى) الى دين(ريلجن) ترك بصماته فى كل شىء..فراح يتبنى مصطلحات وممارسات جديدة لها جذور فى الثقافة السائدة وان يتخلى رويدا رويدا عن التراث اليهودى الفريسى(خاصة بعد دمار اورشليم وحملة التشتيت الواسعة للشعب اليهودى)

وهنا نرجع قليلا لفكرة اللوغوس او الكلمة الأزلى

هذه الفكرة لم تكن موجودة أو معروفة فى اللاهوت العبرانى ولا جذور لها فى التوراة ولا فى اقوال الربابنة...بل هى نتاج  صاف للفلسفة اليونانية ..

المسيحية فى توسعها وانتشارها كا لأسلام فى توسعه وانتشاره(ضريبة الشهرة) تبنيا وضما الهة الى الأله الواحد    لتصبح مجرد اسم آخر له(كما فى حالة الأسلام) او احد اقانيمه(فى حالة المسيحية) ..

يهوة اله اسرائيل تبنى اللوغوس اليونانى وجعله ابنا له..واصبح المشيح المنتظر لدى اليهود ابن الله الأزلى ( فكرة فى   منتهى الغرابة على العقلية اليهودية ) ..

خلاصة الكلام ...

اللوغوس ربا واسما ووظيفة, تمت مصادرته من الثقافة اليونانية لصالح تطور المسيحية من مجرد فئة يهودية( بدعة سكت ) الى دين يتناغم مع اديان الأمبراطورية الرومانية.. التى فى تؤمن بالألهة المتجسدة والذين يموتوا ويقوموا.. والأمهات الألهيات  ..

 فى انجيل يوحنا :  لقد لاحظت الآتي
 -  خلوه من الحديث المسهب عن اواخر الأيام بخلاف انجيل متى مثلا .
- اسهابه فى الحديث عن العلاقة العرفانية والباطنية بين والأب واللوغوس واتباعه ، هذه اللهجة العرفانية الغنوصيةالمتصوفة, لها جذور وشواهد فى الأديان الكبرى الشائعة فى ذاك لوقت فى روما عبادة ميترا, ايزيس ...
- عدم تطرقه كثيرا لقضية لقضية اواخر الأيام يبدوا شىء منطقى بعد انتهاء الحماسة المجيئية,ويعزز من وجهة النظر انه كان بداية تحول المسيحية من (بدعة) الى (دين) يتحدث بلغة الدين السائدة فى هذا الزمان وبين مثقفى هذا الجيل الثالوث, العرفانية ,الأسرارية,الأم الألهية, الأله الذى يتجسد ويموت ويقوم .

 

#الحكيم_الرائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات